حفرة الصحراء وسياج المدينة

أدبي الجوف يصدر يصدر

الكتابة السردية في السعودية»

للناقد عبدالله السفر

في مزيج فريد وصنعة جديدة أنجز الناقد السعودي عبد الله السفر كتابه النقدي( حفرة الصحراء وسياج المدينة) من مجموعة متابعات نقدية عن الكتابة السردية في السعودية على مدى فترة من الزمن، وصدرا أخيرا عن النادي الأدبي بمنطقة الجوف 1431- 2010 م .

ذكر ذلك  رئيس مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي الأستاذ إبراهيم الحميد وقال   إن  الكتاب يقع  في ( 171) صفحة من الحجم المتوسط ، ويتكون من قسمين اثنين الأول حمل عناوين :

الكتابة في السعودية

البدوي عوّاض العصيمي

القسم الأول.

الاحتجاز: مفتاح الرواية

إنْ أحببتَ أحدًا أعطه بابًا وجناحين .

قريتنا كانت في البدء أغنية

يا أيها اللون ماذا فعلت؟.

البرقع في انتظار رقصة الماء.

عَرَقٌ يفضحُ الفرائس .

أبوابٌ موصدة وظلامٌ طويل

بنت الجبل لصلاح القرشي.

«لامرئي » علي الشدوي .

غطساتُ الروح السريعة .

يدٌ تصنعُ انعتاقَها .

برتقالة بحجم البطيخة؛ بلا طعم .

سقوطٌ يوقِظُ الرّوحَ الجميلة..

الرائحة تريد أن تفوح.

أما القسم الثاني، فقد احتوى على موضوعات

نسوة منخفضات الصوت والحلم والخطوة..

الذاكرة: ملاذُ الروح ووجعُها...

«رياح » الخليوي: درس التغيير ..

«مرثية » ظافر الجبيري لزمن القرية ..

براءة السؤال وخبث السرد في «فقاعة » الجبيري ..

الفانتازيا؛ ضربة الجناح المنيرة..

إلى أين يركض والسماء فوق كل الأمكنة .

مسعى الخلاص بمذاق صوفي ..

صالح الأشقر: «عذوبةٌ » لا تنتهي..

مسرحٌ مُدَبَّر للعتمة ....

تقشير «مخلوقات الأب ..

جماجمُ عارية يتدفق منها الرماد..

إخصاء الرجولة..

موسيقى صاخبة في الأدوار العليا ..

في موتٍ تسير الأنثى ..

رداء ذاكرة المصبّح ...

ويعلن الكاتب أنه ثمة خير في الرواية السعودية يتوسّع الآن للوقوف على حيوات البشر كما هم، كما خلقهم الله، يعيشون قلق الجسد، وتململ الروح؛ في الهشاشة وفي اليقين مطلقاً سؤال : هل تكون الرواية السعودية، ومعها القصة القصيرة واحدة من تجليات صندوق باندورا، وعل يصبح المبدعون والمبدعات من يجترح كشف الفضاء وإطلاق المخبوء؛ لعلنا نعثر على الأمل؛ أمل التغيير في مقر هذا الصندوق.

ويقول السفر الرواية في السعودية تأخذ، الآن، زخما عاليا من الحضور في المشهد الثقافي المحلي والعربي، بعد السبات الطويل والوقوف عند المحاولات الأولى أو المتعثرة لدى الجيل الأول المؤسس. وما يتبدّى في الآونة الأخيرة من انطلاقة حثيثة ومتصاعدة؛ كمًّا ونوعًا، يجعلنا نستقبل بفرح هذا الانهمار الذي ظلّ يختمر، حتّى وافَى لحظته المناسبة في العقد الأخير، بفضل التحولات العميقة التي عاشتْها المنطقة على صُعُدِ السياسة والاقتصاد والشأن الاجتماعي، والتي وطّأتْ أرضية مناسبة وخصبة؛ لأن تغادر الكتابة حذرَها وتقاربَ المطمور والمحظور في جرأة، ربما تشرف على حدود المبالغة المصاحبة لمناخات الاحتباس الطويلة فتمضي إلى مواجهة التابو بأنواعه. ويمكن لنا أن نتفهم هذا اللون من الإغراء والذهاب معه إلى أقصى النهايات في خرق التابو.

ذلك أنه هذا التابو كما يقول أحد آباء التحليل النفسي قائمٌ على تدفق إيجابي تعمل على حدِّ شفرته وإمضائها جبالٌ وسدودٌ من الممنوعات والمحظورات؛ تجعل كل من يقترب ويشارف ويلمس، عرضةً ل «تدبير انتقامي » يحمل في طيّاته الخطر والمحاكمة والعقوبة؛ جزاءً لفعلة الاختراق والانتهاك.