"حبيبتي والحلم" في بيروت

"حبيبتي والحلم" في بيروت

منير مزيد / رومانيا

[email protected]

د. بشار القيشاوي / رومانيا

تم صدور " حبيبتي والحلم " للشاعر الكوني الكبير - قيصر الشعر والترجمة  ( منير مزيد ) عن الشركة العالمية للكتاب في بيروت وتعد هذه المجموعة الأهم في التجربة الشعرية العربية المعاصرة في تجربة كتابة الشعر الصافي  وانطلاقة للشعر العربي نحو العالمية بعد أن بقي قرون في غياهب النسيان .

 اما أهم ما قيل في هذه المجموعة :

يبدو الولوج إلى عالم الشاعر ( منير مزيد )  و كونه الشعري الساحر بمثابة رحلة سندبادية خرافية تحملك إليه أجنحة لغته الخيالية المترفة بالصورة الشعرية المجازية والمتخيلة حيث فجائية الالتقاء بنص يقطر غرائبية من حيث كثافة الأسطورة وتعدد المرجعيات الثقافية يبشر بتفتح نص الوجود شعرا على أنطولوجيا شعرية جديدة تلتحم ببراءة الصيرورة لتتحول اللغة معه من مجرد أداة لتواصل وحتى لممارسة الهيمنة والإخفاء والتمويه ومجالا لفوضى اللوغوس المعمد بعصر التقنية وتصحير الوجود البشري وتحجير كينونته إلى عالم تتحول فيه لغته إلى مأوى الوجود ومسكنه.

ديوان "حبيبتي والحلم" هو بطاقة دعوة لكل إنسان لحضور مراسم زفاف وعقد قران الحب على الحلم وهي دعوة للذين يؤمنون بتطليق عالم الكراهية والحقد على الإنسانية. 

أ. سلمى بالحاج مبروك

شاعرة و استاذة فلسفة / تونس

وإذْ يتخلى الشاعر( منير مزيد )  عن تقنيات القصيدة الحديثة كالإيقاعين الداخلي والخارجي، ولا يأبه كثيراً بنسيج الجملة الشعرية، ثم يسترسل في كلامه ببراءة متناهية مخلصاً كل الإخلاص للنثيرة، فإنه لم يتخلَّ عن التقنيات الفنية الأخرى كالتشبيهات بأنواعها والاستعارات البلاغية، حتى يبلغ في ذلك حداً من التخييل العقلي المجرد أحياناً كما في قوله:" أمْسكُ خيوط الرؤية/ أغزلها قصائد"، كما يعمد إلى تقنية تبادل الحواس كما في قوله " حين تلمسه عيناي" وقوله" عيناي ترشفان شهوة الحلم" استغراقاً منه في التخييل، والكلام على هذا وسواه في هذه المجموعة كلام يطول ويضيق به المكان.

إن "حبيبتي والحلم" أغنية فلسطينية طويلة تختصر حكاية شعب عريق أصيل، ووطن مُستَلب حزين، وشاعر وطني عاشق يُحسن الحديث عن العشق وعن الوطن الضائع، وعازف ماهر يجيد العزف على المقامات وأضدادها.

الدكتور مقداد رحيم

شاعر وناقد وباحث أكاديمي عراقي مقيم في السويد

وضعت الدكتورة المصرية هدية الأيوبي والمقيمة في باريس مقدمة للكتاب وجاءت فيها :

مسكوناً بعذرية الكلمات ودهشة الأطفال، يدخل من باب الحلم ويمطر قصائده العاشقة. في ديوان "حبيبتي والحلم" للحبيبة المقام الأول، لأن " من يعشق أنوثة المرأة   يصير شاعراً". لوحات لعشق شفيف يجئ كمطر ناعم يبلل شَعر القصائد بأناقة و شغف.

في قصائد تنساب كما الماء، يكتب ( منير مزيد )  لمجد الحب والوطن والحلم.

وكأن هذا العالم ما زال في بدائيته الجميلة، وكأن غبار الحروب ودخان المدنية لم يتمكن من قلب الشاعر المؤمن بالجميل والنقي. هكذا ينشد الشاعر حلمه وحبه.

الحب بوجهه الإيجابي الجميل بعيدا عن بكائيات طللية ، لأن الحب هو المعجزة التي تحصّنه ضد الأحزان.

الحب الذي  يصمد في خضم التيه والقلق والزمن الجاري، خلال الجرح الفلسطيني النازف دوماً.

هكذا يعبر الشاعر ( منير مزيد )  بين لوحات متفائلة رغم تداخل الرمادي القاتم خصوصا حين يبرز الوطن في مقدمة المشهد.

يتكئ ( منير مزيد ) على خاصرة القصيدة للوصول إلى منطقة مضيئة في الإبداع.  لا يتعب من قطاف الصور الشعرية، استعارة وتشبيهاً ومجازاً كي ينسج أخيلة تحلّق  في فضاء  النص كرفوف يمام.

كما تتوهج الاستعارة في ديوان "حبيبتي والحلم" إلى حد الإدهاش:

" يتّكئ على خاصرة قصيدة بحر ترتعش

مياهه"

 " يجعلُني محاربا يمتطي خيول السماء"

" أمهاتهم يكسرن مرايا العالم"

" يتساقطُ الغسقُ مطراً"

" توزع زنابق الفجر على الحالمين"

"توضئي بمِسك الحزن"

"أزخرف

 رائحة الموت بالياسمين"

" يا من ترجمينَ بسحرِ النهدِ

         نزقَ خيالاتِ طفولتي"

"تعذبينَ عصافيري بالتحليقِ

        بين أغصان السيقانِ..."

...

تتدافع الصور والأخيلة كالحملان في مروج القصيدة.

يتماهى الحلم مع الوطن في "جزر الغابات المخدرة بالضباب"، فيمتزج الحسي بالروحي حيث تغدو الأنثى-الحبيبة رمز الكينونة ومصدر الحياة:

نهد من وراء الغمام

يرضعني آيات الشعر

 تتواءم الأفعال الدالة على الحياة والخصوبة: 

يرضعني، تروي، تزرع، يتدفق، تهطل، يفيض، تتكاثر... لتخصب اللغة الشعرية بمدلولات الحياة العارمة في مواجهة القحط والموت.

في أرق الحلم ، مسافراً من خرافة إلى خرافة، تتجلى الحبيبة " معجزة الخلق الأولى" و"النار الأولى" ، هي شمس الحلم المضاء بهاجس الوطن البعيد.

غربة مفروضة في المكان والزمان، يقتصّ منها الشاعر بالرحيل من سماء إلى سماء بحثاً عن أقواس قزح على شفتين حبيبتين.

العاطفة في قصائد( منير مزيد )  متوهجة وحارقة حتى أقصى الحياة وأقصى الموت. فهي متوالية بين الحزن النبيل والأمل المشع من عيني حبيبة قد تجيء وقد لا تجيء، لكن القصائد تشي ببياض في الأفق رغم الرمادي المتقطع. إنه العاشق الذي لا يقدر أن يرى سوى إلى الآتي المشتهى. فتنسكب الألوان على المفردات:

قمر أبيض، حليب الأقحوان، الطيور الملونة، وشاح أحمر ، مطراً أرجوانياً...

وعلى الرغم من أن الحبيبة هي امرأة من رحيق الشرق، إلا أن رومانيا - مكان إقامة الشاعر- تحضر في لاوعي نصوصه من خلال تكرار لفظة الغجر والغجرية.

بين غربتين- مكانية وزمانية- تسافر الروح الشاعرة في نصوص هاجسة بالحبيبة التي تبقى دون تفاصيل محسوسة، لأنها شبيهة الغيم والريح وفيها الكثير من قدسية خرافة شرقية.

وتبقى المنطقة الحلمية هي الأكثر إضاءة  وأماناً في عالم يتحكم به الذئاب ويمضي نحو الخراب.

المستحيل يغدو ممكناً بقوة الحلم الموشوم على حياة محكومة بالرحيل،  فتفتح القصائد طريقاً لفجر جديد، أو لمعجزة محتملة.

بين روحانية آسرة وشهوات نزقة، بين العشق والتصوف،  تنسكب شعرية النصوص عبر نوتات الموسيقى الداخلية للألفاظ ، لتزرع ورد العاطفة والنار في ملكوت الكلمات.

الشاعر ( منير مزيد )  يشبه الراعي يسوق حملان شعره إلى مروج فسيحة تجري من تحتها بحور عذبة.  لا يتراجع عن حلمه بل يسير إليه رغم الحصى، لأن عينا الحبيبة تدفعان حزنه المتورم بالشوق للغناء...

في ديوان " الحبيبة والحلم " يقترف ( منير مزيد )  الشعر بطريقته الأنيقة ، فنسأله: وماذا بعد؟

أما عناوين قصائد المجموعة

معجزة الحب والحلم....

.حبيبتي و الحلم ....

حكاية حب ....

حبيبتي و الليل....

عيناك تؤرقان حلمي

الراعي ... وحملان الشعر

حلم يتسلل للغيب

سندريللتي

ليس سحراً  بل سِرّاً مِن أسرارِك

كاهنة ناري المقدسة

القدس....وحلم العودة

أَحْلمُ حُلماً يتيماً

ملحمة التوائم اللازوردية

هكذا تموت أغنيتي

أموتُ نفسي لتكوني أنتِ لا غيركِ في نفسي

حكاية فلسطينية

جدارية الوطن

أعودُ مكللاً بالغار

يلاحظ من توزيع القصائد بأنه قد  بدأ بقصيدة " معجزة الحب والحلم " وهذه المعجزة " معجزة الحب والحلم " هي من ستحقق النصر و العودة لتنتهي المجموعة " أعودُ مكللاً بالغار " .

نعم لقد انتصر ( منير مزيد ) حين ناضل لأجل قضية الشعر وأخلص لهذه الرسالة الإنسانية

معيدا الصفاء و النقاء لثقافتنا العربية الاصيلة فلا عجب إذن أن نرى قصائد شاعرنا العظيم

( منير مزيد )  تترجم لكل لغات العالم لأنها تتمتع بالصفاء والنقاء والصدق ولا تحتاج إلى مساحيق تجميلية  ليصبح أشهر شاعر عالمي معاصر ..

 وختاما نبارك للمكتبة العربية هذا المنجز التاريخي و نقدم الشكر الجزيل للشركة العالمية للكتاب في بيروت على رعاية وطباعة هذا المنجز التاريخي الخالد الذي يشي بعبقرية شعرية قد لا تتكرر في تاريخ الشعر العربي ونبارك لشاعرنا العظيم ( منير مزيد )  و نقول عقبال ما تتشرف جائزة نوبل باسمك ..