كتابان جديدان للقاعود

كتابان جديدان للقاعود

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

صدر عن دار النشر الدولى بالرياض كتابان جديدان للكاتب والأكاديمي المعروف الدكتور حلمي محمد القاعود ، يعالجان موضوعين مهمين ..

الأول " الأدب الإسلامي .. الفكرة والتطبيق " ، يعالج طبيعة الأدب الإسلامي وما أثير حوله من شبهات واعتراضات ، ويناقش المؤلف القضية مناقشة علمية موضوعية هادئة ؛ تعتمد المنطق والحقائق ، ويرى أن أدب الأمة الإسلامية مذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم يعد أدبا إسلاميا شئنا أم أبينا ، لأن الأدباء كتابا أو شعراء يصدرون فيما يكتبون عن تصور إسلامي تؤكده الثقافة المتغلغلة في القلوب والنفوس ، حتى غير المسلمين من أبناء المنطقة أثرت فيهم الروح الإسلامية بتسامحها ورحابتها ، وعطائها الشامل ..ولا يقدح في ذلك بعض النصوص الشاذة التي ظهرت في العصر العباسى لدى أبى نواس وأمثاله..

يضيف القاعود أن الإسلام لم يكن أبدا ضد الفن ، بل يعد الفن الوجه الآخر للدين ، ويرجع إلى التاريخ منذ بداياته ليؤكد على ارتباط الفن بالعقيدة ، وبعد أن يستعرض أهم المذاهب والمدارس الأدبية في العالم يرى أنها تنطلق من تصور ما وعقيدة معينة ، حتى الإلحاد يعد عقيدة في مفهوم صاحبه

وينفى القاعود تهمة الطائفية عن الأدب الإسلامي ، لأنه أدب إنساني بكل ما تحمله الإنسانية من معان نبيلة وخيرة تهدف إلى سعادة الإنسان أولا وآخرا ..كما يشير أن أدب الإسلام هو أدب الرقى والسمو الذى يعالج كل القضايا بلا سدود ولا قيود ، وليس أدب البورنو أو التحريض على الشر والرذيلة وظلم الآخرين ..

والأدب الجيد هو الأدب الذى يمتلك صاحبه الموهبة والأدوات الفنية وليس أدب النوايا الحسنة ، ولا بد للأديب الإسلامي من امتلاك ناصية اللغة فهما ووعيا واستيعابا حتى تتحول إلى سليقة  ..يقع الكتاب في حوالى 350 صفحة من القطع الكبير.

أما الكتاب الثاني فهو الطبعة الثانية من " محمد – صلى الله عليه وسلم في الشعر العربي الحديث " ، وهي طبعة مزيدة ومنقحة ومجلدة ومطبوعة طباعة فاخرة ، ويقع في حوالى 660 صفحة من القطع الكبير ، كانت الطبعة الأولى قد صدرت منذ عشرين عاما ، ولقيت صدي طيبا في الأوساط الأدبية والعلمية لدرجة أن استقى منها كثير من الكتاب والباحثين موضوعات لأبحاثهم وكتبهم ، وبعضهم أغار على الكتاب دون أن يشير إليه في ظاهرة غريبة ومرفوضة .

الكتاب يعالج الشخصية المحمدية لدى الشعراء العرب المعاصرين ، وكيفية معالجتهم لها في قصائدهم وأعمالهم الشعرية ، كما تطرق إلى موقف الشعراء النصارى من الشخصية المحمدية ، وقد كانت نظرة أغلبهم نظرة احترام وتوقير ، بل إن بعضهم كان شعره عن محمد – صلى الله عليه وسلم – أكثر نضجا من بعض الشعراء المسلمين ..

الكتاب ملىء بالقضايا المهمة والأفكار التى عالجها الدكتور القاعود بوعي وتركيز ومنهجية.