"تشظي" إصدار جديد لدار التنوخي بالمغرب
"تشظي" إصدار جديد لدار التنوخي بالمغرب
صدر عن دار التنوخي للنشر و التوزيع و ضمن سلسلة سرديات مجموعة قصصية بعنوان "تشظي" للقاص المغربي دريسي عبدالرحمان. مجموعة من القطع المتوسط زين غلافها لوحة للفنان المغربي بنيونس عميروش.. جاءت نصوصها على الترتيب التالي: عاى حافة الليل - شقيقة النعمان - أنشودة الرحيل - اخر أيام نيتشه - ثقوب الموت البطيء - الحلاج ثائرا - سهام كيوبيد - المشي نحو الموت - في حضرة الرائحة - على شاطئ جسدها - قارئ فاشل - نبوءة..
تشظي هي مجموعة قصصية أراد الكاتب من خلالها أن يكون إلى أبعد حد منسجما مع بداياته الإبداعية. هي مساهمة أولية في أفق عوالمه الإبداعية.. حاول فيها رسم خطوطها العريضة بعيدا عن تعقيدات النظرية على أساس اعتبار الكتابة من خلال شظايا كلماتها نتيجة تجريبية لضربات تفكيكية تجعل من الجسد المكبل, المتعب رفقة الكلمات المصقولة عليه لتبرز روحا تنجلي أمام الذات القارئة طبعا... ولن تكون سوى ذات مهمومة تعي حيثيات الهم الوجودي بامتياز...
لم تكن هذه المجموعة طفوا إلى السطح في غمار الغبار الذي يسم الإبداع القصصي, ولم تكن شذرات فكرية نزقة عابرة, بل هي طريق شاق انتقل فيه الكاتب من عوالم فكرية صرفة لتعانق عبر انسيابية غريبة تخوم الإبداع الذي ارتآه قالبا فنيا لرسم خضم تلاطمات الذات ربما بحثا عن الذات...
تشظي هو تفتت الذات المحزونة الملاصقة لتخوم الحدود المنسية, الهامشية, الحالمة بزهو الآفاق المرتقبة, والأمل المزعومة من هول اللحظات برتابتها, المهووسة بالحب والانتشاء والموت والألم, المتوغلة عبر صوفية اللغة وعرفانية الكلمة, المتوجة دوما بانكسارات الزمن الرديء وانهيارات اليقين المتتالية...
عبر عملية عسيرة للغاية ومخاض مجهض خاله لصيقا به في معظم الأحيان... كانت تجربة عنيفة تطلبت منه نزفا حقيقيا اقترن بالمراكمة الفظيعة لقراءات متعددة تمتح من الفكر والأدب والدين والسياسة والحب والأسطورة... فكانت الخلاصة محاولة بحث دؤؤب للتماهي مع المطلق ليجد نفسه في بوثقة انصهار عبر حلقات تروم تحقيق أخلاقيات مغايرة مع تعدد في المعنى والقيمة وضرب صريح لكل الهويات كيفما كانت...
أرادها أن تكون عناوينا تجمع هذا التراث الإنساني المشترك... فهكذا تكلم الحلاج رفقة آخر أيام نيتشه مقرونة بشقائق النعمان في حضرة الرائحة التي تضرب بسهام كيوبيدها في تلافيف القارئ الفاشل... فكانت انطلاقتها تتدرج عبر مكابدات تحف بالليل وثقوب الموت البطيء ... تلك الليالي المهددة التي تتوجف بالحب والموت اللذيذ... ورغم ذلك السديم الحزني الذي تسبح فيه فهي بكل تأكيد إيمانا منه بأن دروب الإبداع هي الأخرى إمكانيات لحيوات أخرى محتملة.