رياح العودة تعود ثانية
رياح العودة تعود ثانية ..
إدريس اليزامي
[email protected]
رياح العودة ، الباكورة الروائية للكاتب و الباحث إدريس اليزامي ، و قد نشرتها
صحيفة المنعطف في حلقات مع بداية
الألفين.و ها قد أعيد نشرها في كتاب تزيد صفحاته عن المائة.و هي ثالث رواية بعد
: جنة الطوارق ، و ظلال حقونة...
و
تبعا لتاريخ توقيعها فبراير 1997 ، فالرياح تشتغل على سؤال عريض طالما أرق الجميع
..إنه غول الهجرة.هذا الشارب لأرواح الكثير من المهاجرين السريين خاصة في ظلمات
البحر، أو تحت الجسور و الحقول و الشوارع. و المستنزف أيضا لكثير من الأدمغة
بتسخيرها في خدمة الأغيار مقابل القليل من الحطام مقارنة بالجزل من العطاء و
الجهد...لكن من وجهة نظر شخصيات ثانوية تبدو الهجرة مخلصا من براثن الحاجة و القهر
و جحيم معاناة اليومي. أما إدريس الشخصية الرئيسة في النص فقد سبح عكس التيار
بعودته إلى الوطن مصمما على إصلاح بيته المهجور و أراضيه المهملة، إضافة إلى
الانخراط الجماعي إيجابيا في مناحي العمل المختلفة ، فجر عليه غضب الحاقدين ، و
حسد الحاسدين ، و جشع الطامعين كلما عاينوا خطوات ناجحة. إلا أن ذلك لم يزده إلا
صلابة بدعم من أصحابه و زوجته.
و
لم تغفل الرواية مناقشة قضايا أكثر أهمية و تعقيدا.فقد حضر التاريخ ليشهد على
الحي من خلال استدعاء رموز المقاومة أو نصوص موثقة ، أو من خلال النبش في الذاكرة
الجماعية.و لم يغب واقع التعليم بتعثراته و همومه ، و مواضيع أخرى.
و
قد حاول الكاتب أن يحشد زخما من معارفه و خبراته ليشرك القارئ في صياغة عالم
مواز و إيجاد جواب/سؤال تقترحه الرواية و التي انفتحت على أمل مبشر غير منفر من
خلال لغة شفافة و تنويعات فنية من حوار و وصف و هذيان و رسالة و تناص و تبئير...
و الله الموفق.