صدور العدد 347 من صحيفة اتحاد الشعب
صدور العدد 347 من صحيفة اتحاد الشعب
ربحان رمضان*
صدر عن الإعلام المركزي لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا العدد الجديد من صحيفة اتحاد الشعب الدورية .
لقد كتب في وسط و أعلى صفحتها الأولى اسم الصحيفة باللغتين الكردية والعربية : Hevgirtine Gel - اتحاد الشعب ، وفي الزاوية اليسرى من الصفحة ذاتها ُكتب شعار الحزب " الديمقراطية للبلاد ، والإعتراف المبدئي بحق تقرير المصير للشعب الكردي " .
و نشر في الصفحة المذكورة إلى جانب الإفتتاحية مقالة تحت عنوان : " نحو التحول الديمقراطي وبناء مجتمع مدني " جاء فيها : " .. الديمقراطية في صورتها المتكاملة تعني ضمان ممارسة الإنسان لكافة حقوقه السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وبالتالي فإن الفصل بين مضامينها لا يعني إلا تشويهها أو تهمشيها .. أمـّا الأصوات الداعية إلى تأجيل مسألة الديمقراطية في بعض المجتمعات بحجة افتقارها إلى الوعي الذي يؤجلها لإستيعاب مفاهيم الديمقراطية ، فإنها لاتعبر في الواقع إلا عن مصالح بعض الفئات الحاكمة والمتحكمة بمقدرات هذه المجتمعات .. " وفي مقالة " أوصمان صبري " المنشورة على الصفحة الثالثة تعرض الكاتب إلى جزء كبير من حياة القائد الراحل عثمان صبري ، ولكنه لم يف تاريخه النضالي حقه ، حيث أن " آبو " عثمان هو الذي أسس البارتي ، وهو الذي كتب برنامج الحزب ودافع عنه في المحكمة ، وتحمل أعباء السجن بشجاعة فائقة ، غير هيـاب إزاء ذلك البتة .
وفي هذه المناسبة وحول الموضوع ذاته أذكر أني سألت غالبية أفراد الرعيل الأول من قيادة البارتي كالمرحوم الأستاذ عصمت فتح الله الذي كان مسؤولي في البارتي الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا بقيادة الأستاذ صلاح بدر الدين وكان حينها يغل منصب عضو مكتب سياسي فيه ، ثم أصبح أمينا ً عام لحزبا ً البارتي اليساري في سوريا ، والمرحوم الأستاذ محمد نيو عضو المكتب السياسي للبارتي اليساري حتى 1973 ثم عضوا ً قياديا ً مسؤول في الحزب الاشتراكي الكردي في سوريا ، والمرحوم ابراهيم ملا عضو لجنة منطقية في البارتي اليساري حتى المؤتمر الوطني الأول ثم عضو قيادي في البارتي (القيادة المرحلية) ، والأستاذ شيخ باقي (أبو جمال) الأمين العام السابق للبارتي الديمقراطي الكردي السوري ، والأستاذ رشيد حمو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وكلهم أجمعوا أن المؤسسين كانوا سبعة وهم :
الأستاذ عثمان صبري مؤسسا ً للحزب ، الدكتور نور الدين زازا ، الدكتور محمد علي خوجة ، الأستاذ خليل محمد ، شوكت حنان ، الأستاذ رشيد حمو ، إضافة إلى اليبخ محمد عيسى الذي كان غائبا ً في الإجتماع أو المؤتمر التأسيسي الذي انعقد في بيت محمد علي خوجة في مدينة حلب .على حين أن الشيخ محمد عيسى كان في السعودية يؤدي شعائر الحج .
وقد كتب الأستاذ حمو مقالا ً بهذا الخصوص جاء فيه : " .. وهنا تتضح حقيقة بأن العمل على تأسيس الحزب المذكور وبناء هيكله ابتدأ من حلب حيث قام الرفاق الاربعة ( محمد علي خوجة وخليل محمد وشوكت حنان وأنا ) بالتعاون مع عثمان صبري في دمشق بوضع الحجر الاساسي للحزب وهيكله سياسيا وتنظيميا .اما في الجزيرة فقد بقي نشاط حميد وحمزة محصورا في منطقة الدرباسية بين معارف حميد وأقربائه لفترة طويلة من الوقت نسبيا , أو بمعنى أن دورهما كان ثانويا في بناء هيكل الحزب واقامة تنظيماته ..
في نفس الوقت صرح آخرون أن الأستاذ حميد كان من بين المؤسسين كالأستاذ حميد نفسه في مقدمة كتاب .. والأستاذ محمد ملا أحمد في مقالته التي كتبها عن الذكرى الخمسين لولادة البارتي ، أو كلمة آل حاجو بالأمسية التي أقيمت احتفاء بالمناسبة ذاتها في مدينة الدرباسية .
وموضوع المؤسسون أثاره الأستاذ رشيد حمو رفيق الأستاذ عبد الحميد درويش لعشرات السنين و هذا الأمر لايقلل من أهمية دور الأستاذ عبد الحميد درويش أبدا ً كأمين عام لحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا منذ الستينات وحتى الآن ، وهو القائد السياسي المجرب والمحنك ، والكاتب المعروف في الوسطين الكردي والعربي على السواء .
أمـّا في الصفحة الرابعة فقد نشرت الصحيفة مقطعا ً من مذكرات الرفيق جميل ايزولي التي يذكر فيها يوم رأى الرئيس العراقي الأستاذ جلال طالباني لآول مرة في دمشق مابين عامي عام 1970 – 1971 قادما ً من بيروت حاملا ً رسالة من الأستاذ صلاح بدر الدين الأمين العام لحزب البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا – اليساري * إلى رفيقه الأستاذ جميل ايزولي بدمشق .
وورد في الصفحة الخامسة نعوة المناضل محمد نيو الذي توفاه الله في السادس عشر من أيار المنصرم .
أمّـا في الصفحة السادسة فقد ورد بيانا ً حول القمع التركي والايراني على مقاتلي جاء فيه : " .. .إن خيار الحل العسـكري الذي مارسـته الـدول المغتصبة لكردسـتان عبر الأزمان المنصرمة ولـم يحميها من الاستحقاق الداهـم كما كان في العراق ، وتمارسها الآن الدولة التركية والفارسية بحق شعبنا ، ما هو إلا الوسيلة الأخيرة في سعيهما لطمس الحقيقية الكردية والتهرب من إيجاد الحل السلمي والديمقراطي والحضاري للقضية الكردية .
الشعب الكردي في كل من تركيا وإيران يبلغ تعداده ما يقارب/40/ مليوناً، ومازال يعيش حالة من الاغتراب والتجاهل والإنكار ، ويمارس بحقهم أبشع أنواع الظلم والتنكيل وما يحدث الآن هي تعبير صارخ عن مدى ما يعانيه طوال العقود الماضية ، وبات أمام واقع لا يمكن تحمله في ظل العنصرية والفاشية وهو يرى أنه صاحب من اغتصب منه ، وتريد الدولة التركية والإيرانية الاستمرار فيه دون هوادة. فالتصعيد العسكري في الفترة الأخيرة والممارسات القمعية تجاه شعبنا في كردستان تركيا وإيران ، وما نجم عنها من سقوط لأعداد من الشهداء وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين والذين يتعرضون لتعذيب وحشي وهو تأزيم للموقف وتصعيد سافر .
أننا في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا في الوقت الذي ندين فيه وبشدة هذه الهجمة الشرسة على القرى والمناطق الكردستانية والممارسات اللا إنسانية والعدوانية فيها ، نعلن عن تضامنا الكامل مع قضية أبناء شعبنا الكردي في كل من كردستان تركيا وإيران في نضالهما السلمي العادل من أجل حقوقه القومية والديمقراطية ، وندعو المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة إلى التدخل السريع والحاسم لوقف القتل والاعتقال ورفع الظلم عن شعبنا ، وإخضاع الدولة التركية والفارسية لشروط التحاور والتفاهم والحل الديمقراطي ، على قاعدة حق تقرير المصير وحرية الاختيار . .. " .
وفي الصفحة السابعة نشرت الصحيفة كلمة حزب الاتحاد الشعبي الكردي بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل العلامة الشيخ معشوق الخزنوي جاء فيها : " في شهر أيار وعلى وجه التحديد في العاشر منه عام 2005م تعرضت الشخصية الوطنية القومية الدينية البارزة الدكتور محمد معشوق الخزنوي في العاصمة دمشق لعملية اختطاف في ظروف غامضة ، وبعد مرور ما يقارب ثلاثة أسابيع وفي الأول من حزيران من عام 2005 فجع الشعب السوري بشكل عام والشعب الكردي بشكل خاص بنبأ اغتياله، ومن ثم استلام جثمانه من قبل أولاده من مركز الأمن الجنائي في دير الزور .
لقد تميز الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مركز الدراسات الإسلامية كعالم دين أكاديمي ومفكر إسلامي بالاعتدال والانفتاح وصاحب فكر تجديدي في الإسلام السياسي ، ينبذ أنواع التعصب والعنف والتطرف والإرهاب كما تميز بدفاعه عن قضية شعبه الكردي ودعوته لرجال الدين من الأكراد بضرورة الدفاع عن معاناة شعبهم المضطهد والمظلوم وبهذه المناسبة الأليمة ، مناسبة الذكرى الثانية لرحيل الشيخ الشهيد لا يسعنا إلا أن نقف إجلالاً وإكباراً لهذا الرحيل الكبير ، وأن نتمنى الصبر والسلوان لعائلة الشهيد وأسرته وأصدقائه ومحبيه والشعب السوري بكل أطيافه الوطنية عامة والشعب الكردي في سوريا خاصة ، ونقول لشهيدنا الشيخ البار بأنك باقٍ إلى الأبد في قلب كل طفل ومثقف وسياسي ومسلم وعلماني وقلب كل مناضل في سبيل الديمقراطية والحرية .. "
ثم وفي الصفحة الثامنة والأخيرة نرت الصحيفة مقالة للأستاذ (كوني رش) بعنوان " الأمير بدرخان الأزيزي البوتان ".
* عضو قيادي في حزب الاتحاد الشعبي الكري في سوريا ورئيس تحرير مجلة الخطوة .
** (هكذا كان اسم الحزب حينها وذلك قبل تغييره في المؤتمر الثالث إلى الحزب الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا ومن ثم إلى حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا يمؤتمره الخامس والمنعقد في الخامس من آب 1980)