تحصيل السعادتين على منهج الوحيين
تحصيل السعادتين على منهج الوحيين
دراسة تحليلية منهجية شاملة لتفصيل النشأتين وطريق السعادتين على منهج الوحيين:
القرآن والسنة الصحيحة
المؤلف: الدكتور مأمون حمُّوش
الطبعة: الأولى دار المأمون دمشق 1424هـ 2003م
|
عرض: خليل الصمادي |
إن المسلم اليوم قد أصيب في دينه فهو يجهل آفاق هذا الإسلام الذي ينتمي إليه وكنتيجة لذلك فقد أصيب في حركة عقله وقلبه وفؤاده وجوارحه، فهو يميل إلى العجز والكسل والبعد عن الناس بحجة درء الفتنة عن نفسه، بالرغم من توجيه الإسلام الإنسانَ للحضارة لأنه أستاذ بالفطرة فقد دعاه إلى الاعتناء بالزراعة والصناعة والتجارة والأخذ بالقوة ، لقد أفرد الوحي الكريم حيزًا كبيرًا من مفاهيمه وأوامره لبناء نفس الإنسان، وحدد العلاقات التي تربط بين الروح والقلب والنفس والعقل، وصلة النسب التي تصل بعضها بالآخر،ومن ثمَّ فإن علماء النفس في الغرب قد أخطؤوا كثيرا يوم فكروا بالحديث عن النفس دون صلتها مع خالقها، وهذا الوحي العظيم الذي أنزله لضبط مكنوناتها وتفصيل تقلباتها، وهاهم اليوم يعيدون النظر في معظم نظرياتهم التي أطلقوها، لظهور متناقضات وأمثلة معاكسة ما كانت في الحسبان.
لقد ضبط الوحي الكريم بقسميه : القرآن الكريم والسنة الصحيحة، قواعد البناء لهذه النفس وأوضح شبكة العلاقات التي ترب بين مركباتها الدقيقة: الروح والقلب والعقل والنفس والمشاعر والغرائز، ثم بين منهج العمل المتكامل الذي يرتقي بالإنسان إلى مقام العبودية والطواعية لله، ليكون بذلك أشرف مخلوق في هذه المعمورة.
وقبل أن نعرف بالكتاب، يجدر أن نعرف بالمؤلف، فالدكتور مأمون حموش ليس باحثًا اجتماعيًا أو تربويًا كما يتبادر للذهن من اسم الكتاب، ولا حتى مختصًا في الدراسات الشرعية!! بل هو دكتور في الهندسة الإنشائية تخرج في جامعة (أركنساس) بالولايات المتحدة الأمريكية، و يعمل الآن أستاذًا في كلية الهندسة في جامعة دمشق وخطيب أحد مساجد دمشق وكذا خطيب العيدين في مصلى دمشق الوحيد.
أما الكتاب فقد اشتمل على خمسة أبواب من الأبحاث النفسية والتربوية التي تهم الناس وهي:
1. أصل الإنسان وغاية وجوده وكيف بدأ الخلق.
2. قيمة الإنسان وعلاقته بالكون وخطاب الوحي الشامل.
3. بناء الوحي لنفس الإنسان وأركان منهج العمل.
4. ثمرة منهج الوحيين في بناء النفس.
5. مصير النفس كما بينه منهج الوحيين.
ففي الباب الأول يتطرق المؤلف إلى خلق الإنسان والحكمة منه وإلى مفهوم
العبادة وميثاق العبودية ومفهوم النور والظلمة وغيرها من المباحث التي تتصل بأصل الإنسان والغاية من وجوده.
أما الباب الثاني فيتحدث فيه عن القيمة الذاتية للإنسان ومفهوم التكريم وشمولية منهج الوحي في خطاب الإنسان، وخطاب الوحي للروح والعقل والنفس والجسد والواقع.
أما الباب الثالث فيتحدث المؤلف فيه عن العلاقة بين الروح والقلب والنفس والعقل، ويوضح في القسم الثاني من الباب المنهج المتكامل للعمل كما بناه الوحي الكريم في عمل القلب واللسان والجوارح، كالمحافظة على صلاة الجماعة في المسجد وقيام الليل والإكثار من الصدقات والزيارات في الله والحج والعمرة وغير ذلك، وقد بين المؤلف أثر هذه الأفعال في الإنسان ودورها في تحصيل السعادتين في الدنيا والآخرة.
أما الباب الثالث فكان ثمرة منهج الوحيين في بناء النفس، وتحدث فيه عن أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقيادة هذه الأمة للبشرية على منهاج النبوة، والتي أصبحت كحاجة ملحة ولا سيما في وقتنا هذا وذلك للخروج من الظلمات إلى النور.
أما الباب الأخير فتحدث فيه عن الموت وما بعد الموت كالجزاء والفصل والنفخ بالصور والحشر والمحشر والحساب والصراط والشفاعة وغيرها من كما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة.
خرَّج المؤلف الأحاديث الصحيحة التي ذكرها في هامش الصفحات وخلا الكتاب من فهرستها وتبويبها وكذا فقد خلا الكتاب من جميع الفهارس إلا من فهرس أبحاث الكتاب وخلا أيضا من فهرس المصادر والمراجع التي رجع إليها الكاتب، ونأمل منه ذلك وكذا باقي الفهارس في الطبعات القادمة.
ومن الجدير ذكره أن المؤلف الدكتور المهندس مأمون حموش له عدة كتب جميعها تبحث في الوحيين منها كتاب أصل الدين والإيمان مجلدان والسيرة النبوية ثلاثة مجلدات والأمراض النفسية وعوامل الشد للخلف، ومنهج الوحيين في معالجة زلل النفس وتسلط الجن.