ملحمة القسطنطينية
|
شعر : د.عدنان علي رضا النحوي |
ابتدأت فكرة هذه الملحمة أثناء زيارتي الثانية لمدينة استنابول عام ( 1406هـ 1986م ) . وتجوّلت في هذه المدينة فهزّتني عظمة الإسلام وتاريخه المشرق ، وجذوره العميقة في القلوب والأرض والزمان . وكان من أطيب الجولات لقاءات مع بعض رجالها المؤمنين ، وأدبائها العاملين على نفحات غنية من الأدب والفكر ، وأمل مشرق بالبركة والخير .
ومن أهم هذه اللقاءات ندوة الأدب الإسلامي ، الندوة التي عقدت في قاعة في شارع محمد الفاتح مقابل مسجد الفاتح . وقد زاد عدد الحضور عن ستمائة شخص بين أدباء ورجال فكر ورجال صحافة ، من مختلف أنحاء تركيا . ونقل التلفزيون التركي بعض وقائع الحفل وتحدثت عنه بعض الصحف التركية . ولقد تحدّث في هذه الندوة عدد من الأدباء العرب والأتراك ، وألقى الأستاذ محمد قطب كلمة حول الأدب الإسلامي ، وألقى الشيخ أبو الحسن الندوي ـ رحمه الله ـ قصيدة الشاعر محمد إقبال وعنوانها : "اليقظة الإسلامية " . وألقيت هذه الملحمة بعنوان : " فتحان " .
تدور هذه الملحمة حول حادثتين عظيمتين في تاريخ الإسلام : الحادثة الأولى هي فتح استنابول على يد السلطان محمد الفاتح . ولقد هزّ هذا الفتح العالم يومئذ ، كما كان نقطة تحول في التاريخ . ولقد وصفت هذا الفتح في القصيدة في جملة ما وصفته قولي :
لـولا فتوح رسول الله قلـت | هـنافتـح الـفتـوح وهذي زهوة الغلب |
وأما الفتح الثاني فقد كان موقف السلطان عبد الحميد الثاني مع هرتزل ، حين رفض السلطان عرض هرتزل بتقديم المال لإنقاذ اقتصاد البلاد مقابل إعطاء فلسطين لليهود . رفض عرضه وأجابَ بمعنىً صورته في الأبيات التالية :
أمـا عَلمـتَ بـأنّي بِعْتُ بـجـنـّة ونـعـيـم لا أبـدّلــه هـذه فـلسطينُ أرض المسلمين فلنْ | خـالصةًلـله دُنْـياي لـم أنكـث ولم أعـبِ مـن يَـصْـدق الله يَبْلغ غاية الطلبِ أُفـرّط اليوم في سهـل ولا هضـبِ |
فـتـحان من شرف الإيمان | مجدهماومـن عـزائـم ديـن أو عُلا أرب |