منهج الوحيين في معالجة زلل النفس وتسلط الجن

خليل محمود الصمادي

منهج الوحيين في معالجة زلل النفس وتسلط الجن

 دراسة تحليلية منهجية لأسباب تسلط الجن والمس والسحر والإصابة بالعين

على منهج الوحيين: القرآن والسنة الصحيحة

الوقاية والعلاج

المؤلف: الدكتور مأمون حمُّوش

الطبعة: الأولى دار المأمون دمشق 1424هـ  2003م

عرض: خليل محمود الصمادي

 [email protected]

تبارك الله الذي جعل في كتابه وهديه شفاءً من السحر وهمزات الشياطين شفاءً كبيرًا، فهو الكتاب المعجز الذي لا تقضي عجائبه ولا تختلف دلالته.

لقد استعرَّت الأرض اليوم بآثار حركة الشياطين وأعوانهم، إذ كثر الشر وطغى الفساد على حياة الناس، وصارت نفوسهم تربة خصبة لاستقبال النفاثات في العقد، وتأثير كل حاسد إذا حسد، وما زال الناس يعانون من ظواهر هذا التعاون الوثيق بين شياطين الإنس وشياطين الجن،فانتشر الحسد والغل واللؤم والحقد بينهم فصارت حالتهم يرثى لها، ففسدت أواصر الأخوَّة بين المسلمين وتمزقت روابطهم وأوصالهم، وأصبح لا يأمن بعضهم بعضًا حتى بين الأقارب والجيران.

والكاتب تعرض لهذه الظواهر مشخصا ووضعًا الحلول الوقائية والعملية لها بما يسر الله له فهمه على منهج الوحيين القرآن والسنة الصحيحة.

 وقبل أن نعرف بالكتاب، يجدر أن نعرف بالمؤلف، فالدكتور مأمون حموش ليس دكتورًا في الأمراض النفسية أو التربويةـ كما يتبادر للذهن من اسم الكتاب ـ  ولا حتى في الدراسات الشرعية!! وليس من الذين يستقبلون المرضى لعلاجهم بأجر أو بغير أجر، بل هو دكتور في الهندسة الإنشائية تخرج في جامعة (أركنساس) بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو الآن يعمل أستاذًا في كلية الهندسة في جامعة دمشق وخطيب أحد مساجد دمشق وكذا خطيب العيدين في مصلى دمشق الوحيد الذي أعاد إحيائه منذ عودته من أمريكا.

 كثيرة هي الكتب التي تناولت وشخصت وعالجت هذه الحالات، ولكن القليل منها تناولت المشكلة من منظور إسلامي، وندرت الكتب التي تناولتها من منظور الوحيين: القرآن والسنة الصحيحة، وهذا ما تطرق إليه المؤلف مأمون حموش في كتابه هذا.

يتحدث الكتاب عن منهج الوحيين في معالجة زلل اتلنفس وتسلط الجن على نفس الإنسان فكثيرة هي الحالات التي ظهرت غير سوية بسبب زلل النفس وتسلط الجن وكثير من ادعى علاج هذه الحالات التي انتشرت ولا سيَّما في عصرنا الحاضر ولكن قل من فلح منهم، فكثر الدجل والدجالون وصار بعض الناس فريسة للطامعين والمحتالين.

والوحي الكريم بقسميه: القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، يوجه نداءه إلى النفوس المصابة والمعذبة للخروج من دياجير الانحراف والتخلص من المردة السحرة والسحر، فيمنح النفس الجريحة فرصة ذهبية لالتماس الشفاء والانسحاب الآمن من جحيم الصلة بالأشقياء وتسلط اللئام.

  يفرق المؤلف بين العائن والحاسد بالرغم من صلة النسب بينهما، فالعائن غالبا ما يرافق قلبه غمامة من الحسد تفسد عليه حياته واستقراره فلا يرتاح إلا إذا نظر إلى الناس بسوء، وأما الحاسد فهو إنسان مريض لا يحب الخير إلا لنفسه ويتمنى زوال النعم عن الآخرين، فالحاسد أخطر من العائن للزوم تلك الصفة عنده وعدم ثباتها للعائن.

فصَّل الكاتب هذه القضية من هدي الوحيين ثم ما وافق منهاجهما في التحليل والتدقيق من كلام علماء النفس في أمة الإسلام، فقد قسم كتابه إلى أربعة أبواب هي:

الباب الأول: قواعد الإيمان بالسحر وأسباب تسلط السحرة والجن.

الباب الثاني: محرمات استهان بها الناس وتسلط بسببها الجن.

الباب الثالث: السحر وآليته ومعالجته الشرعية.

الباب الرابع: العين والحسد آليته ومعالجته الشرعية.

جاء الكتاب في 358صفحة اشتملت على الأبواب الأربعة المذكورة، وأسهب في الباب الثاني عند ذكره للمحرمات التي استهان الناس بها وبسببها كان الوقوع في حبائل الشياطين والسحرة وكأنها يحذر الناس من الوقوع بمثل هذه المحرمات (العلاج الوقائي) ومن هذه الحرمات التي ذكرها الكاتب: الشرك بالله ، التحاكم لغير الله، تعليق التمائم والخيوط بدعوى رفع البلاء، الذبح لغير الله ، التطير، التنجيم، لباس الحرير للرجال، أكل حقوق الناس..... وغير ذلك من المحرمات التي وضع المؤلف لها فهرسا خاصًا في نهاية الكتاب وقد بلغت (207) نهيًا .

وفي ختام كل باب يذكر المؤلف خلاصة لبحثه في عدة أسطر لمن أراد أن يتصفح الكتاب بسرعة.

خرَّج الأحاديث الصحيحة التي ذكرها في هامش الصفحات عندالتطرق إليها وخلا الكتاب من فهرستها وتبويبها ونأمل منه ذلك وكذا باقي الفهارس في الطبعات القادمة.

ومن الجدير ذكره أن المؤلف الدكتور المهندس مأمون حموش له عدة كتب جميعها تبحث في الوحيين منها كتاب أصل الدين والإيمان مجلدان والسيرة النبوية ثلاثة مجلدات وتحصيل السعادتين على منهج الوحيين ، ومنهج الوحيين في معالجة زلل النفس وتسلط الجن.