ملحمة الإسلام من  فلسطين إلى لقاء المؤمنين

د.عدنان علي رضا النحوي

ملحمة الإسلام من  فلسطين إلى لقاء المؤمنين

شعر: د.عدنان علي رضا النحوي

مع هذه الجريمة المروعة التي تجري في فلسطين اليوم ، يخرج هذا الكتاب والجريمة لم تنته بعد ، والأحداث لم تتوقف ، ولكنها تفجّر في  النفس ذكريات التاريخ الذي بني فيه الإسلام أمته الممتدة في الأرض ، وأعاد فلسطين إلى أًصاحبها الشرعيين ، إلى أمة الإسلام ، لتمتدّ مع مكة المكرمة والمدينة المنورة وسائر أرض النبوات ، لتكون أرض الرسالات ، ولتكون منطلق النور الدفاق في حياة البشرية كلها ، نور الدين الحق الواحد ، دين الأنبياء والمرسلين جميعاً ، ليمثّل هذه "ملحمة الإسلام " التي تنطلق لتخرج البشرية من الظلمات إلى النور ، ومن الضلال إلى التوحيد . إنها ملحمة ممتدة من الماضي والحاضر والمستقبل . وإن كانت تنطلق اليوم من فلسطين ، فإنها تظل ممتدة في أرض الله ، تحمل رسالة الله لتبلّغها إلى الناس كافة .

لقد رُفع شعار " فلسطين مسلمة " ، ولكنه لم يحمل المعنى الحقّ ولا الممارسة الإيمانية الكاملة في الميدان . لقد ذكرنا في أكثر من كتاب أن فلسطين حقُّ الإسلام ، وأن جميع الرسل والأنبياء كانوا مسلمين . وكذلك كان كل من آمن بهم واتبعهم ، وأن كلّ من دخل منهم فلسطين دخلها باسم الإسلام يحمل رسالة الإسلام ، كما بيّنت ذلك الآيات والأحاديث . لقد أوضحنا ذلك بالتفصيل في كُتبنا : ملحمة فلسطين ، ملحمة الأقصى ، فلسطين بين المنهاج الرباني والواقع ، على أبواب القدس ، ملحمة أرض الرسالات ، وفي عدة محاضرات وندوات ، وألححنا بذلك . إلا أن هذا الحقّ لم يُعلن في المحافل الدولية ، لنُسمع العالم كلّه بحقنا ، ولنقول للعالم : " للمسلمين حق مشهود ولليهود باطل مردود " . بيّنا ذلك ودعونا إليه قبل أكثر من ربع قرن شعراً ونثراً وملاحم . ودعونا الأمة لتتبنى هذا الحقّ وتدعو إليه في هيئة الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن وفي كلّ موقف ، نبيّنه لهم بالآيات والأحاديث البيّنة ، كما أعلن اليهود باطلهم مستندين إلى التوراة المحرفة .

نعرض في هذه الملحمة في صفحاته (227) في الباب الأول التصوّر الذي نتبنّاه للملحمة الإسلامية والتي تفارق الملحمة اليونانية الوثنية .

كما أجعل الباب الثاني من هذه الملحمة عدداً من الفصول النثريّة التي تعالج هذه المرحلة الخطيرة من قضية فلسطين وامتدادها في الواقع الإسلامي . ذلك لأننا نريد أن نحقق هدفاً ربانياً إيمانياً بالملحمة ، نريد أن نبلّغ رأياً وتصوراً نحرص على بلوغه للناس . حتى نعذر أنفسنا بين يدي الله . فمن الناس من لا يحبّ الشعر ولا يتذوّقه ، ولا بدّ أن نبلغه الرأي ، فنضعه نثراً ليسهل بيانه وبلاغه لمن لا يحبّ الشعر ـ فتصبح الملحمة الإسلامية بذلك تحقق هدفاً ربانياً إيمانياً يصل إلى أوسع قطاع . إنها تعرض قضيّة ، وتساهم في جولة وميدان ، وليس لمجرّد المتعة واللهو .

ويأتي الباب لثالث ، باب " الملحمة الشعرية " في عدد من الفصول ، تأتي على نفس الوزن والقافية ، ثمّ تأتي فصول أخرى تتغير فيها لقافية ، وفصول يتغير فيها الوزن والقافية .

هذه الملحمة نقدمها نهدف منها بيان امتداد الملحمة في تاريخ الإسلام . نعم! إن منطلقها اليوم قضية فلسطين ولكنها ممتدة في الوقت نفسه إلى البوسنة والهرسك والشيشان وكشمير وأقطار أخرى . وهي ملحمة ممتدة مع الزمن كذلك كما تبيّنها أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم . إنها ملحمة ممتدة في الماضي والحاضر والمستقبل .