ملحمة الغرباء

د.عدنان علي رضا النحوي

ملحمة الغرباء

تأليف: د.عدنان علي رضا النحوي

 

تمثّل ملحمة الغرباء جزءً من الصورة الكاملة للغربة في حياة المسلمين . إنها تمثّل تدفّق الغرباء من دار الإسلام ، من هنا وهناك ، حتى غَصّت بهم السّبل واختفت بهم الدروب .

وكلما مضت السنون زاد تدفّق اللاجئين أو النازحين أو الوافدين ، وزادت الغربة بُعْداً وعُمْقاً ، وامتدت المأساة . وحسبك اليوم مأساة البوسنة والهرسك التي جَعَلَتُ لها ملحمة خاصة بها لتمثّل الجريمة الكبرى التي يرتكبها المشركون واليهود والنصارى متكاتفين في تنفيذها ، والمسلمون غافلون متفرّقون . وحسبك مأساة كشمير والدماء التي تنزف منها ، وبورما واللاجئون الناجون من مجازرها، والفلبين ، وغيرها كثير .

إنها غربة المسلمين . غربة المسلمين في ديارهم وغربتهم في الأرض كلها. إنها هجمة مكشوفة صريحة على الإسلام والمسلمين ، يغذّيها المنافقون في أرض الإسلام ، والضعفاء !

لقد كان سقوط فلسطين بيد اليهود سنة ( 1984م ) نذيراً واضحاً لانكشاف العالم الإسلامي وانفتاح أبوابه أمام أعداء الله .

إذن من هناك ، من نزوح سنة (1984م ) ، يمكن أن نتصور ابتداء ملحمة الغربة مع آمالها وآلامها . ولكن الغربة في واقع العالم الإسلامي قديمة متجددة بين وآخر مع التاريخ . إلا أنَّ هذه الغربة الجديدة هي أشدّ أنواع الغربة إيلاماً وأعمقها جراحاً وأوسعها امتداداً .

عُدت إلى دواويني الشعرية وإلى الملاحم فوجدتها كلها ترسم صورة واسعة مفصلة للغربة . فرأيت أن أضمّ مختارات منها قليلة إلى ملحمة الغرباء ، لأرسم صورة أوسع من سابقتها . أخذت من ديوان الأرض المباركة قصيدتين أيضاً :     " جرحان " " و" عودة لاجئ " . ومن ديوان جراح على الدرب  قصيدتين  أيضاً :   " ومضة من رمضان " ومع الهجير" ، ومن ملحمة البوسنة والهرسك قصيدتين كذلك " ملأ الظالمون أرضك يا دار " ، و" ضياع قوافل اللجوء "، لأضم هذه القصائد على نحو يرسم صورة ملحمية متناسقة " للغربة وللغرباء" . ورأيت أن أرتّبها على هيئة فصول تترابط في تسلسلها وتناسقها على النحو التالي :

الافتتاح : أبيات شعرية افتتاح وتمهيد .

الفصل الأول : جرحان على طريق الغربة ، يمثّل عملية النُّزوح سنة 1948م من أرض فلسطين .

الفصل الثاني : آلام وآمال على طريق الغربة ، ويمثّل هذا الفصل صوراً من الآلام والآمال بعد النزوح بقصيدة " عودة لاجئ " .

الفصل الثالث : ومضة وانبلاج نور . ويمثّل هذا الفصل ومضة تنطلق على طريق الغربة من رمضان ، ثم نوراً يمتدّ بمعرفة الحقيقة . وذلك في قصيدتين : " ومضة من رمضان " ، و" مع الهجير " .

الفصل الرابع : " امتداد الغربة " ، ويمثل هذا الفصل امتداد المأساة واللجوء والغربة من معظم أنحاء العالم الإسلامي ، بقصيدتين : " ملأ الظالمون أرضك يا دار "، و" ضياع قوافل اللجوء من البوسنة والهرسك " .

الفصل الخامس : غُربة المؤمن ولقاء الغربة ، وفيها الخاتمة .

تقع الملحمة في ( 151 صفحة ) .