كتاب (سقوط الحداثة)

يهدم المعبد على الكهنة والرهبان!

حسين محمود عثمان

[email protected]

مؤلف الكتاب يعقد محاكمة علنية للحداثيين ودعاة العلمنة والتغريب.

"الكتاب" يكشف أراجيف الحداثة ويفضح عبيد الشعر الحر!

"الكتاب" دعوة لانقاذ الأدب العربي من أوحال التبعية والتغريب.

"المؤلف" يؤكد أن هناك مؤامرة لتشويه ذائقة الأمة، وتذويب خصوصيتها.

في طبعته الثالثة، يهدم كتاب (سقوط الحداثة) المعبد على جميع الكهنة والرهبان الذين احتموا بالآخر وتنكروا لهويتهم وثقافتهم ومجتمعاتهم. ويكشف بالأسماء والعناوين هؤلاء الذين شاركوا في هذه الحملة الصليبية الثقافية، من أمثال: أدونيس، وعبد الله الغذامي، وسعيد السريحي، وجابر عصفور، وصلاح فضل، وعبد المعطي حجازي، وغيرهم من اللوبي العلماني- اللاديني.

هذا الكتاب لمؤلفه "محمد عبد الشافي القوصي" بمثابة وثيقة أدبية، وشهادة تاريخية، ومحاكمة علنية لتلامذة الاستعمار، وأبواق الغرب، وعصبة الإفك والمنافقين والسفهاء من بني جلدتنا. حيث يرصد "المؤلف" وقائع المعارك التي دارت بين رعاة الأصالة ودعاة الحداثة، أو بين أبناء الثقافة العربية الإسلامية وربائب العلمنة والتغريب، بين العقلاء والأدعياء، بين الشعراء والمتشاعرين. كما يعرض "المؤلف" جانباً من كتابات الزندقة والإلحاد وحامض الفكر ونفايات الشعر التي أفرزها شعراء الحداثة والأدعياء والمتسكعين على أرصفة الأدب من الماركسيين القدامى وفلول العلمانيين وإخوانهم في الرضاعة. هذا، وقد تجرأ "المؤلف" في كشف النقاب عن أسماء جنود الحداثة وأكابر مجرميها الذين استأجرتهم الدوائر الاستخباراتية الغربية وأغدقت عليهم الأموال الطائلة من أجل تكريس نظرية الحداثة ونشر فلسفتها الشاذة في بلادنا المغلوبة على أمرها.

نعم، هذا الكتاب يمثل طعنة قاضية للطابور الخامس من المجدفين والمنتفعين والمأجورين والمراهنين على تشويه ذائقة الأمة الأدبية وتذويب هويتها الثقافية. كما قدم "المؤلف" شهادات كبار الأدباء والمفكرين حول مفاهيم وقضايا الشعر والأدب والثقافة الأصيلة، وما يجوز وما لا يجوز.

ففي مقدمته يؤكد "محمد القوصي" أنه منذ عقود خلت، احتدمت المعركة بين "الحداثيين" و"المحافظين "، أو بين "الأدعياء" و"الأصلاء" إنها معركة حامية الوطيس بين دعاة الخروج على النص الحضاري العربي (لغة وتراثاً و شعراً) وبين رعاة هذا النص الذين رأوا فيه هويتهم فتمسكوا به، ووجودهم فيه فدافعوا عنه في شجاعة و قوة .

ويأسف –المؤلف- على هؤلاء الذين أطلقوا لفظ "الإبداع" على نماذج من الفحش والسخافة والعبث والسطحية، حتى فقد مصطلح "الإبداع" مدلوله لكثرة اللغط حوله والعبث بدلالاته ومراميه .. بل إن –الحداثيين- دعوا إلى إزالة كل الموانع من طريق الإبداع، وجعلوا الإبداع في صورة معبود مقدس تحنو له الجباه، والمبدع لا يسأل عما يفعل!

ويعتقد –المؤلف– أنه رغم كل ما تفعله هذه الفرق "المأجورة" من الحداثيين والتنويريين، والمتشاعرين، فإن "الأصلاء" سيظلون مرابطين في سبيل الحق، حراساً لصروح الأدب العربي، وحماة للتراث، ومدافعين عن هوية الأمة .. لأنهم يعلمون أن هذه المؤامرات المكشوفة، والحملات المأجورة ليست وليدة اليوم .. بل إنها موجودة منذ فجر التاريخ. فالصراع بين "الحق" و"الباطل" سنة أزلية .. وإن الثقافة العربية والإسلامية لهى أقوى من أن تشوه روعتها بعض الأتربة العابرة، أو أن يطمس نورها الذين يحاولون حجب الشمس بغربالهم الهزيل!

 رياح التغريب العاتية تقتلع أدبنا العربي:

يرى– المؤلف– أن الأدب العربي الحديث فقد لونه وطعمه من جراء المحاكاة والتقليد للأدب والثقافة الغربية، فالعجيب أن أول ما عرفناه من حضارة الغرب وأوليناه اهتماما بالغاً من جانبنا هي الثقافة بوجه عام،ثم الآداب، والفنون .. مع أن هذه الأمور الثلاثة تختلف باختلاف البيئات، مثل طبيعة المكان والزمان والناس حسب قيمهم وعاداتهم ومعتقداتهم.

نشأة الحداثة!

 وعن نشأة الحداثة يقول –المؤلف- بأنه ولدت وسط أجواء مضطربة ومشحونة بالصراع الحاد بين أرباب المصالح وتجار الحروب إثر الحربين العالميتين، ثم تقلدها الغرب ديناً جديداً ومنهجاً عاماً في رؤية الحياة والكون، ولا تنحصر في الأدب فحسب وإنما كانت الفنون متنفساً واسعاً لذلك الضغط الهائل، وكان الأدب باباً واسعاً للتعبير عن كل هذه المتناقضات.

 فالحداثة -من وجهة نظر القوصي– هي إحدى أدوات (الغزو الفكري) وأسلحة (التغريب) وهى دعوى عريضة كاذبة ، وصناعة غربية جاءت لتخريب الأوطان والمجتمعات، والدين والتاريخ، إذ أنها تدعو إلى استبعاد الدين والأخلاق والثوابت من مجال الفكر والعلم والتشريع والتربية والأدب والفن وبقية جوانب الحياة .. لذا، فالواقع يحكى أن (الحداثة) وإن كانت تستبعد الدين، إلا أنها تجد في الدين "المضاد " حليفاً طبيعياً يشاركها في العمل على تحطيم الدين الأصلي السائد.

ومن هنا –كما يقول مؤلف سقوط الحداثة- لجأ الغربيون إلى أناس من جلدتنا لاستئجار عقولهم وضمائرهم -في عصر استئجار العقول والأرحام! ممن قبلوا هذا الدور الرخيص الذي امتعض منه كثير من الغربيين أنفسهم، فسعوا إلى تكوين جبهة علمانية مستغربة، مستعدة لبيع كل القيم والأخلاقيات ومبادئ الموضوعية والعقل ،وبالتالي تكون أجرأ على سب الإسلام وهز ثوابته، وتشويه رموزه ودعاته، وطمس معالمه -في ميدان الثقافة والأدب- كذلك الدعوة إلى ترويج الشائعات والمغالطات، باسم حرية الفكر والإبداع، والتجرؤ على "النصوص" والسخرية منها، بحجة "تأليه" العقل البشرى ،واستبدال العقل بالنقل ،والحرية بالجبر ،ثم إزالة كل الثوابت من طريق الحياة لفتح باب حرية الرأي، وحرية الفكر .. وحرية الكفر.. وحرية الارتداد!

 ويشير –المؤلف– إلى أن (الحداثة) ابتدأت فصول مسرحيتها بإقناع الأمة الشرقية بأنها متخلفة فى تاريخها وصميم تكوينها، متخلفة فى جوهرها، ومن ثم فلا بد من انسلاخها تماماً عن كل ما يربطها بماضيها ،وعن كل ما يميز ذاتها، بعد ذلك يتم إعادة تشكيل المجتمع على الطراز الغربي ،من ناحية العادات والمظاهر السلوكية ،مع إبقائه عاجزاً عن إنتاج سلع الغرب ،عاجزاً عن اكتساب معرفة الغرب، فإذا ما اكتسب بعض أفراده هذه المعرفة ،يجدون أنفسهم غرباء عن العمل فى مجتمعهم ،فيضطرون إلى النزوح إلى عالم المتفوقين!

 ويرى –المؤلف- أن مسألة "الحداثة" أو التغريب لم تعد تفد إلينا أو تتهددنا من خارج الحدود، أي لم تعد غزواً من الخارج، وإنما -وهذا هو الأمر الأخطر- جرت وتجرى محاولات متعددة الوسائل لاستنباتها فى تربة العالم الإسلامي، وتكييفها مع ظروفه ومناخه الثقافي!

وذلك –كما يقول القوصي– عن طريق اعتماد مجموعة من الممولين وأصحاب الشأن والنفوذ، تتولى الإنفاق، وصناعة الكتاب والباحثين الذين يوسمون فى كثير من الأحيان ب"المفكرين الكبار" حيث يكبرون ويكبرون بالترويج لهم فى وسائل الإعلام، وإتاحة الفرصة أمامهم وإلقاء الأضواء عليهم فى الندوات والمؤتمرات، ليؤدوا "دورهم المرسوم" فى هز الثوابت الإسلامية، وتوهين القيم فى نفوس المسلمين، والنيل من المسالك والأخلاق ، والتقاليد الإسلامية، وحتى العقائد الإسلامية الثابتة فى الكتاب والسنة، كالنبوة والغيب والآخرة ، ومحاولة عزلها عن حياة الناس واهتمامهم، وممارسة هدم الذات الإسلامية وجلدها، باسم النقد والتنظير والترشيد، والقيام بمقاربات مع الحضارة الغربية ،وتقديم الغطاء الإسلامي لقيمها ومفاهيمها، وتحضير القابليات لاستقرارها، وقبول القيم الغربية فى العالم العربي والإسلامي، والتمكين لها على حساب خصائص الحضارة والثقافة الإسلامية وثوابتها، إلى درجة أصبحت معها قيم وكليات الحضارة الغربية هي معيار القبول والرفض لكل مواريثنا الفكرية والعقدية والثقافية ، وتقاليدنا الاجتماعية!

رهبان الحداثة!

 ويعتقد –المؤلف– أنه في خضم الأحداث، ووسط هذا الصخب الإعلامي، والفوضى الثقافية، والظلام الفكري الدامس، انطلق رهبان الحداثة العرب ودراويش البنيوية، وعديمو الموهبة من الأدعياء والمتشاعرين والمجانين، انطلق الملأ منهم يتهافتون هنا وهناك، وينعقون فى كل واد، ويسودون الصفحات ليبشروا بهذه التقاليع الغربية، والنفايات الفلسفية، والمذاهب الأدبية العفنة، التي نبتت في مواخير البغاء ومواطن الرذيلة، وترعرعت في صالات القمار الرقص والإباحية الغربية.

 وقد ظلوا طيلة هذه الحقبة الماضية يعانون من التناقض والغموض والإبهام والحيرة .. فهم أنفسهم لا يفهمون ما يكتبون أو ما يقصدون حتى هذه اللحظة!

فيقول قائلهم: إن الحداثة امتداد طبيعي للفكر الشيوعي، وآخر يعرفها .. بأنها وليدة الرأسمالية الغربية! وثالث يراها أنها عصارة المادية الجدلية والمادية التاريخية. ورابع يفسرها، بأنها خليط من جميع المذاهب والأيديولوجيات الغربية والشرقية. وخامس يؤمن بأنها الثورة على كل شيء. وسادس يدعوها فن التحديث. وسابع يؤكد أنها فن الابتعاد الصارم عن المجتمع. وجمهور عريض منهم اتفقوا على أنها فن اللافن الذي يحطم الأطر التقليدية ،ويتبنى رغبات الإنسان الفوضوية التي لا يحدها حد!

(فالحداثة –من وجهة نظر القوصي- ليس لها تعريف محدد أو رؤية واضحة كغيرها من المذاهب والفلسفات البالية .. بل تتعدد مفاهيمها وتعريفاتها بعدد الحمقى والمغفلين .. والمرضى والمعتوهين!

ويدلل –المؤلف- على صدق كلامه بشواهد من آراء وأفكار زعماء الحداثة ورهبانها، والمنظرين الصناديد لها فى الوطن العربي.. أمثال: أدونيس، كمال أبو ديب، أنسي الحاج، خالدة سعيد وغيرهم .. على النحو التالي:

فها هو -زعيم الحداثيين العرب والأب الروحي لهم "أدونيس" يعرف الحداثة فى كتابه "مقدمة فى الشعر العربي" فيقول: "إنها تجاوز الماضي - الأشكال والمقاييس والمفاهيم التي نشأت عن أوضاع وحالات مرتبطة بزمانها ومكانها وبات من الضروري أن يزول فعلها ...

ثم يمضى -الهمام- شارحاً ليكشف عما يجيش بصدره فيقول بوقاحة شديدة: "إن القرآن نفسه إبداع ، وكذلك السنة .. والإبداع القرآني والنبوي أوصدا الطريق أمام الإبداع الأدبي ، وأوقعا الخوف فى روع الأدباء ...

وينتهي في آخر كلامه قائلاً: "إن الأدباء العرب لن يبدعوا إلا إذا حرروا أفكارهم من التقيد بالدين والنظم السائدة فى المجتمع سواء أكانت اجتماعية أو وطنية أو قومية .. فالأدب للأدب .. أي الأدب "اللامعقول"، أو "اللاواقع"، أو "اللاحياتى".

* وهذا هو كاهن الحداثيين العرب "كمال أبوديب" يقول: "الحداثة انقطاع معرفي، ذلك أن مصادرها المعرفية لاتكمن فى المصادر المعرفية للتراث، فى كتب ابن خلدون الأربعة [يعنى ما قاله بأن فن اليبان يقوم على أصول أربعة هي: البيان والتبيين للجاحظ، وأدب الكاتب لابن قتيبة، والكامل للمبرد، ونوادر القالي[ أو فى اللغة المؤسساتية والفكر الدينى، ولكون الله مركز الوجود ... الحداثة انقطاع لأن مصادرها المعرفية هي اللغة العربية البكر والفكر العلماني ولكون الإنسان مركز الوجود .إن الحداثة ليست انقطاعاً نسبياً فقط، بل هي أعنف شرخ يضرب الثقافة العربية فى تاريخها الطويل، ليس فى هزه الثقافة في أي مرحلة من مراحلها ما يعادل هذا الإنشراخ المعرفي والروحي والشعوري الذي يكاد أن يكون إنبتاتاً عن الجذر، لا يبقى فيه من رابط سوى اللغة ، بأكثر دلالاتها أولية".

* ويقول "أنسى الحاج" أحد زعماء موجة الحداثة: "الحداثة هي أن أخطىء حقي عندما أكون على حق، وأن آخذ حقي عندما أكون مخطئاً . الحداثة هي أنني أفضل شاعراً عربياً مغموراً مسكوناً بهواجس الجنون والرغبة والإباحية ، ويعيش فى مواخير باريس الفكرية والشعرية اسمه عبد القادر الجنابى على الشعر العربي كله - والحداثة هي ألا أكتب شعراً وألا أكتب شيئاً - والحداثة هي أن أخرج من اللغة. وهى نحت العالم فى ماء الرغبة".

* وهذا باحث آخر من أنصار الحداثة الغربية هو "السيد يسن" يدعو إلى اتخاذ النموذج الغربي سبيلاً للإقتداء، فيقول: "حدث انقطاع معرفي فى الاجتهاد التراثي طبقاً للحضارة العربية الإسلامية منذ الحملة الفرنسية .. نتج عنه أن أصبح النموذج الغربي هو النموذج الذي ينبغي أن يحتذي، والنموذج الذي وقع احتذاؤه عملياً، فاستبدلنا إطاراً مرجعياً أوروبياً بإطارنا المرجعي الذي هو التراث العربي الإسلامي"!

* وتقول خالدة سعيد -امرأة أدونيس: " ... غير أن الحداثة أكثر من التجديد ، فهي ترتبط بصورة عامة بالإنزياح المتسارع فى المعارف وأنماط العلاقات والإنتاج على نحو يستتبع صراعاً مع المعتقدات ، أي المعارف القديمة التي تحولت بفعل ثباتها إلى معتقدات ..إن جبران يجعل الإنسان مصدراً للمعايير بدلاً من أن يكون خاضعاً لمعايير من الخارج .. فكان جبران يستعيد للإنسان صلاحية وضع المعايير وكسر الشرائع وكشف الحقائق .."

* وتستطرد "حمالة الحطب" في شرح رؤاها فتقول: "عندما كان طه حسين وعلى عبد الرازق يخوضان معركة -زعزعة النموذج (تعنى الإسلام) بإسقاط صفة الأصالة فيه، ورده إلى الموروث التاريخي، فيؤكدان أن الإنسان يملك موروثه، ولا يملكه هذا الموروث، ويملك أن يحيله إلى موضوع للبحث العلمي والنظر، كما يملك حق إعادة النظر فى ما أكتسب صفة القداسة ]القرآن والحديث[ وحق نزع الأسطورة عن المقدس ، وحق طرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة"!

ويقول أحد الحداثيين العرب- بوقاحة شديدة: "يجب أن نخلع جبة الأصول، وقلنسوة الوعظ، لنترك للشاعر حرية مساءلة النص، ونقض الماضي وتجاربه ،ولنترك لأنفسنا فسحة لنصغي لتجربته الجديدة، وما تقترحه من أسئلة. وليس هذا من حق الشاعر فحسب ، ولكنه حق حياتنا المعاصرة علينا"..

ويرى –المؤلف– أن هذا الكلام يحمل شحنة من التمرد يزعمون أنها وظيفة الأديب والأدب الآن، بل إنهم يزعمون أن هذا التمرد لا ينبغي أن يحصر فى مجال الأدب، ولكنه رسالة العصر سواء أكان المتمرد أديباً أو غير أديب .. وكلمات (الماضي والتراث، وسلطان التاريخ، والقداسة ..) وما أشبه هذه الكلمات التي لا يقصد منها الحداثيون إلا الإسلام وما يتصل به من فكر وأدب، وقيم وتراث.

ومنح الحداثيون أنفسهم حق نزع صفة القداسة عن المقدس ( الإسلام )ومارسوا حق تصرف الوارث في إرثه، فأخضعوا الإسلام للنقض والأخذ والرد، وأعطوا أنفسهم حق مناقشته وتأويله!

وهذه الدعوى الماكرة –كما يقول القوصي- تدخل ضمن خطة استشراقية تبشيرية استعمارية تلتقي تماماً مع مخطط الصهيونية العالمية فى هذا الوقت بالذات .. فالمعاصرة والحداثة بمثابة (جواز سفر) لنقل معاول الهدم والتضليل والإفساد والعفن الفكري وموابق الفن والإباحية والفجور والزندقة والإلحاد وبقية مخلفات الحضارة الغربية إلى ديار الإسلام.. باعتبارها خطة من خطط مواجهة الغرب للإسلام.

 ذلكم {المشهد الحداثى} فى الوطن العربي –كما عرضه القوصي في كتابه سقوط الحداثة- والذي يقود زمامه فلول الشيوعيين وإخوانهم في "الرضاعة" من القوميين والعلمانيين والشعوبيين والمتطفلين والخونة والعملاء .. حتى إنك لتلمس مدى التشابه العريض ،بل والشبه الدقيق، والتبعية المكشوفة بين فكر ومعتقدات حداثيى بلادنا وبين فكر ومعتقدات وأساليب أساتذتهم وأسيادهم وإخوانهم فى الغرب من التناقض والغموض والإبهام، كأنهم نسخ مكرورة، أو مشوهة .. ينقلون أفكارهم ومعتقداتهم إلينا نقلاً ممسوخاً كأنها أفكارهم!

إنه وباء أدبي خطير

 ويحذر –المؤلف– بشدة من موجة العبث التي انتشرت في الشعر العربي الآن، ويرى أنها موجة بالغة الضرر والخطورة، وينبغي تحذير الشعراء المعاصرين -الجيل الجديد- حتى لا يقعوا فى مصيدة هذه الموجة الخاطئة المليئة بالفوضى والعبث .. التى تعمل من أجل تضليل الإنسان العربي وإضعافه أمام مشاكله الحقيقية وهمومه الجارفة، أما لماذا يفعل أصحاب النية السيئة هذا كله، فذلك يعود –من وجهة نظر المؤلف - إلى المنافع الكثيرة التي تهبط عليهم من بعض المؤسسات العلمية الغربية، والتي تريد أن تخلق الاضطراب في صفوف الأمة العربية، وتشوه أمامها حقيقة ما تسعى إليه من أهداف صحيحة نحو النهوض والتقدم وحل المشكلات العسيرة التى تواجه هذه الأمة في السياسة والاقتصاد وسائر جوانب الحياة، ولا جدال فى أنه إذا أراد أحد أن يفسد حياة أمة، وينشر الضعف والارتباك بين أفرادها، فإن أفضل وسيلة إلى ذلك هي إفساد ذوق هذه الأمة، وتشويه إحساسها بالجمال، ونشر التفكك فى ألفاظها ولغتها، فكل ذلك يؤدى فى نهاية الأمر إلى تحويل أفراد الأمة إلى نباتات مخلوعة من الأرض غير قادرة على النمو والازدهار.

 ويأسف –المؤلف– بشدة أن هذه الدعوى العبثية وجدت صدى واسعاً عند عدد كبير من الشعراء الشبان فى لبنان والمغرب ومصر، وهذا ما نحذر منه الشعراء الذين يريدون أن يقدموا شيئاً له قيمة للأدب العربي ولأنفسهم وللناس.

 وليست هذه الدعوة الأدبية التى يتبناها "أنسى الحاج" و"أدونيس" وغيرهما -كما يقول القوصي- سوى وباء أدبي يمكن أن يقضى على كل شيء لو أتيح له الازدهار والانتشار الواسع ،وهذا هو ما يسعى إليه أصحاب هذا الاتجاه ..

 ويتساءل المؤلف:من أين جاءوا بهذه التعقيدات الأدبية؟ ولمن يتوجهون بهذا العبث؟

 إن العرب فى هذا العصر يحاولون النهوض والتغلب على المصاعب العديدة التى تواجه حياتهم ، فهم يحاولون التخلص من التخلف ومن كل ما يصحبه من مظاهر وأزمات، ويبحثون الآن عن الكرامة والأمان والاستقرار وحل المشاكل المادية والروحية ..وهذه أمور كلها تمثل قضية كبرى لا ينفع فيها العبث واللهو والبحث عن "الموضة" الأدبية والفكرية والفلسفية لمجرد التقليد والتظاهر بمعرفة أحدث المدارس الجديدة فى الفن والفكر، بل إن الذي ينفعنا الآن هو القول الشجاع، والوجدان المشتعل والرؤية الصادقة العميقة .. وهذا كله يحتاج إلى أدب نابض بالحياة والعمق والبعد عن التهريج والفوضى.

 ويستطرد القوصي قائلا: إننا لم نسمع عن شيوع مثل هذه الموجة الأدبية المنحرفة المريضة فى الهند أو فى تركيا أو فى أمريكا اللاتينية أو فى اليابان أو فى اليونان، أو في يوغسلافيا، أو عند الملايين من أبناء هذا العصر فى أفريقيا وآسيا وأوربا الفقيرة ، فمن أين جاءوا بهذه التقاليع العجيبة ما دامت معظم المجتمعات الإنسانية في هذا العصر ترفضها وتنكرها؟

 إن هذه التقاليع الأدبية –كما يعتقد المؤلف- هي وليدة بعض بيئات الترف والفراغ فى أمريكا ومجتمعات أوربا الغربية المتقدمة التى لم تعد تجد أمامها ما تهتم به أو تسعى إليه فى مجال القيم الإنسانية والحضارية، والتي لم تعد تفكر إلا فى الرخاء الذي تخشى من زواله، وفى الراحة التى أصبح من "المتعب" الحرص عليها والرغبة فى منعها من الانهيار.

 بل إن هناك مجتمعات غربية متقدمة لم تعرف هذا النزق الأدبي والعبث الفني على الإطلاق مثل إنجلترا التى لم نسمع بشاعر فيها يكتب قصائده بالمثلثات أو المربعات والمستطيلات، ولم نسمع بفنان يسمح لنفسه بالهلوسة ويجد حوله نقاداً يصفقون له ويرفعون رايته ويقولون للعالم إن هذا هو الفن الصحيح .

 ومن العجيب –على حد قول المؤلف- أن أصحاب هذه الدعوة الجديدة يقولون إنهم يكتبون قصيدة النثر الخالية من كل قيود القصيدة القديمة مثل الوزن أو الموسيقى وغير ذلك من العناصر الفنية الأساسية فى الشعر، فهل هذا الادعاء هو ادعاء صحيح؟ الحقيقة إنه فى جوهره ادعاء كاذب، لأن الأدب العربي قد عرف منذ عصوره القديمة ذلك النثر المليء بندى الشعر وعذوبته منذ كتابات أبى العلاء فى "الفصول والغايات" وكتابات "أبى حيان التوحيدي"، وقد عرفنا هذا اللون من النثر المليء بروح الشعر فى كثير من كتابات المعاصرين مثل المنفلوطي، والرافعى والعقاد، وزكى مبارك، ومي، وجبران، وأمين الريحاني .. فما أكثر ما كتب هؤلاء نثراً مليئاً بروح الشعر ومليئاً بالوجدان والعاطفة، ولكننا أبداً ما كنا نخرج من كتابات هؤلاء ونحن أشبه بالمجانين الذين فقدوا عقولهم وفقدوا قدرتهم على التمييز بين الأشياء، بل كنا نخرج من كتابات هؤلاء الموهوبين - ونحن على العكس - فى منتهى اليقظة والنشوة القلية.

 ويحذر –المؤلف- أبناء الجيل الجديد من الشعراء من هذه الموجة الجديدة من العبث الفني والتي لا تريد أن تبنى الوجدان العربي ، بل تريد أن تدمره وأن تدمر معه أدبنا وإحساسنا بالجمال وتطلعنا إلى النهوض والتقدم والتجديد الصحيح، فما هذه الموجة الأدبية الجديدة فى جوهرها إلا جزء من الحرب على شخصيتنا العربية الأصيلة، ومحاولة لاقتلاعها من جذورها، لتسليمنا إلى عدونا، جثة هامدة.

حصاد التبعية والتغريب والتقليد !

 ويتألم –المؤلف– مما وصل إليه الأدب العربي الحديث -شعراً أو نثراً- الذي تفوح منه روائح التغريب الكريهة، كما أنه يعكس صورة حية للتبعية المطلقة للفكر الغربي والابتعاد عن الشخصية العربية بثوابتها وقيمها وأصالتها، بل هي محاولة لإلغاء الذات العربية واقتلاعها من جذورها كلية ... لذا ينبغي أن نستيقن تماماً أننا نخوض اليوم أشرس معركة فى تاريخنا كله مع هذه القوة الضارية المفترسة التى أفرزتها قرون طويلة من الفكر الوثني.

ولا يدعو -المؤلف- إلى الانعزال عن الثقافة العالمية، بل يدعو إلى التواصل معها على أساس مبدأ الانتقاء والاصطفاء الذي يلائم فكرنا وشخصيتنا وانتماءنا العربي والإسلامي، ومجتمعنا الذي يختلف في ظروفه وقضاياه عن المجتمعات الغربية ..

ويشير –المؤلف– إلى أن هذا المسخ والتقليد والتبعية المطلقة والتهالك على الطارىء، كل ذلك أردى أدبنا العربي في أوحال المادية والعبثية والفحش، وأجهض الكلمة الطيبة بالغموض والنثرية، ولعل هذه التبعية تتمثل -بوضوح شديد- فى المناهج النقدية، وفى فصل الأدب عن الفكر الإسلامي، وبإعلاء الشخصيات المشبوهة، وبالسقوط الأخلاقي، وبضرب لغة القرآن، ومحاكمة الشخصيات الإسلامية بمعايير مادية وفلسفية، وكسر الثوابت، والإيمان بشمولية التغيير واستمراره.

 كذلك من أشد آثار التغريب والتقليد الفج للآداب الأجنبية أنك تجد الأدب العربي الحديث يعيش بلا هوية، وبلا تماسك، وبلا خصوصية، وأعقب ذلك نهوض أقلام مقتدرة ومؤثرة لنبش العفن فى موروثنا الأدبي، بحجة أنه موروث، فجاء إحياء الفكر الإعتزالى ، والوثني، وشعر الخمر، والمجون، والغزل الفاحش، كما أعيدت ظواهر أدبية وشخصيات مشبوهة لم تكن حاضرة فى الذهن رغبة فى تحويلها إلى قدوة سيئة للناشئة، فمثلاً تجد الصعاليك، والزنادقة والشعوبيين ،والباطنيين، وغلاة المتصوفة، كل أولئك يترددون على ألسنة الأدباء وبشكل لم يسبق له مثيل ...

 ليس هذا فحسب، بل –كما يقول المؤلف- إن هذا الأدب العربي الحديث بكل أجناسه قد ازداد تأثراً بالمذاهب الأدبية الغربية فى لهاث مسعور منذ منتصف القرن العشرين، وتحول بعضه على يد "المتغربين" إلى دعوات فاجرة وهجوم شرس على العقيدة الإسلامية وتراثها، وصار جهداً دءوباً لتأصيل القيم الغربية فى الفن والحياة، ولم يقتصر التأثير على استعارة الأدوات الفنية، بل امتد إلى الخلفيات الفكرية والفلسفية التى تصدر عنها المذاهب الأدبية الغربية، وقد صدرت قصص ودواوين تحمل صورتها وتدعوا إليها صراحة وضمناً ..

 وتبعاً لذلك .. فقد توزع قسم من أدبنا خلف الأيديولوجيات المختلفة ، فوجدت الماركسية قبل سقوطها أدباء يجسدون أفكارها، ويدعون من خلال أعمالهم الأدبية إلى الالتحاق بها، أمثال: عبد الوهاب البياتى، والفيتورى، وعبد الرحمن الخميسى، ومحمود درويش، وتوفيق زياد، وأحمد سليمان الأحمد .. وغيرهم.

 ووجدت نقاداً يجتهدون فى تثبيت الواقعية الاشتراكية "الصياغة الأدبية للماركسية" أمثال: محمود أمين العالم، وعبد العظيم أنيس، وحسين مروة، ومحمد مندور، وغيرهم.

 وبالمثل تماماً .. فقد وجدت الكتلة الغربية أبواقاً تدعوا بقوة إلى اعتناق حضارتها وتقليد فنونها وآدابها أمثال: أدونيس، وأنسى الحاج، ويوسف الخال، وسعيد عقل، وعبد المعطى حجازي، وغالى شكري، وجابر عصفور .. وغيرهم.

 ومما يدعو للدهشة أن تجد النصرانية التى هزمت فى بلادها وعزلت عن الحياة منذ عصر النهضة ،قد دخلت بفضل الغزو الفكري المكثف والضخ الغربي المستمر، إلى نتاج عدد من أدبائنا أمثال: صلاح عبد الصبور، وبدر شاكر السياب ... فضلاً عن التيار الأدبي النصراني الذي يعمقه يوسف الخال، وخليل حاوي، وتوفيق صايغ، ولويس عوض، وغالى شكري ... وقد خلف هذا التيار وذاك آثاراً كبيرة في الأدب المعاصر، وتأتى في مقدمة هذه الآثار الرموز النصرانية المتفشية في الشعر الحديث ، وقصص الإنجيل التي أصبحت مادة أساسية لعدد كبير من الشعراء والقاصين!

 إلى جانب هذا وذاك، قد تجد أدباً وجودياً، وماركسياً، ومذاهب واتجاهات تسرح وتمرح في وسطنا، وتسهم فى تلويث وعينا، يتبناها أبناء المسلمين ويبشرون بها، ويسعون لتكريسها، أو على الأقل يمنحونها مشروعية الوجود، ولا يجدون حينئذ غضاضة من معاشرتها، وطرد الغربة عنها! وهكذا اختلطت الأصوات -أصوات الأدعياء- ولا تكاد تميز بين النهيق والعويل والنعيق والفحيح، وتوزيع قسم وافر من أدبنا المعاصر وراء المذاهب الأدبية الغربية "المستوردة"، وحمل أدواتها الفنية من جهة، وقيمها وتصوراتها من جهة أخرى، ففقد كثيراً من ملامح الشخصية العربية الإسلامية ، وتحول إلى حربة تهاجم الإسلام والمسلمين في عقر دارهم ..

 وتصور العفن والهبوط والنزوات الجنسية المحرمة على أنها عواطف إنسانية رقيقة جديرة بالاهتمام، وتسوغ التحلل والتفسخ وتسعى إلى ترسيخه فى أعماق الشباب والفتيات تحت ستار المشاعر العاطفية والحرية الشخصية ..

 وكان رواد هذه الأعمال كتاباً وشعراء ذوى قدرات فنية عالية كإحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس، ونزار قباني .. وغيرهم، فكان تأثيرها قوياً غطى مساحة كبيرة من الساحة الأدبية، ودخل بيوتاً كثيرة من مجتمعنا العربي والإسلامي ، خاصة بعد أن صار معظم إنتاجهم أفلاماً سينمائية وتلفزيونية ومسرحيات وأغاني تتردد في أرجاء العالم العربي .. وقد لقي هذا الأدب الرخيص تشجيعاً من بعض الأجهزة ومن الهيئات والمؤسسات الثقافية والإعلامية في كثير من البلدان العربية والإسلامية المغلوبة على أمرها، كما أقبلت دور النشر على هذا الأدب المكشوف في سباق محموم، وغطى واجهات المكتبات، بل وتسلل -بكل ما فيه من إثارة وتهديم- إلى حقائب المدارس ومخادع النوم! بل سارت هذه الجرائم والآثام - بفضل التطبيع والتغريب والأمركة والتخدير - صارت عنواناً ل"التنوير" و"المودينرنزم" وشعاراً "للحداثة" وطريقاً ل"التفكير العلمي" وتمشياً مع "روح العصر" وآفاقه وأشواقه الحارة !

طوفان الزندقة في الشعر العربي

لم تتوقف آثار التبعية والتغريب والغزو الفكري الوافد عند هذا الحد فحسب، بل إن الكارثة أو "الطامة الكبرى" –كما يقول المؤلف- أن ظهر في أدبنا الحديث اتجاه نحو العبث بمقام الألوهية، ونشر الصور والعبارات التي تهون من شأنها، بل وتتطاول في وقاحة شديدة عليها، وتصور القدر على أنه ظلم محض، يعاند الرغبات البشرية المشروعة، ويحبس لحظات السعادة عن البشر، تمشياً مع التصور الإغريقي الوثني للآلهة التي قد ينتصر عليها الإنسان بالذكاء والمغامرات والمجازفات!

 ومن جانب آخر، نرى أشعاراً أخرى ترفض بشدة مفهومات الشريعة الإسلامية، والسخرية من الوحي، والاستهزاء بالأنبياء والمرسلين، وقلب الرموز الإسلامية، وتشويه دلالتها، فضلاً عن إشاعة الرموز النصرانية ومفردات العقيدة المسيحية وطقوسها مثل الخطيئة، والصلب، والفداء، والأقانيم، والكنيسة، ...إلخ

 ويعرض –المؤلف– في هذا الفصل بعض النماذج من هذه الإفرازات المشينة التي تموج بها الساحة الثقافية فى الوطن العربي -طولاً وعرضاً- حتى لا يتهمه القوم بأنه تجنى على أحد أو ألصق به ما هو منه بريء! ويقول القوصي: لولا أن القاعدة الشرعية التى تقول إن "ناقل الكفر ليس بكافر" ولولا الحاجة إلى نماذج تبين خطورة تلك الإفرازات الفكرية وتوضح سوء ما يكتبه بعض الأدباء والمتشاعرين والأدعياء الذين يصدرون عن مستنقع "الحداثة" الآسن .... لولا هذا، وذاك، لوجدت حرجاً كبيراً فى تقديم تلك النماذج المشينة، والتي يتورع عن سماعها أبو جهل نفسه وأبو لهب وعتاة المشركين!

صرخة مدوية

 وقي ختام الكتاب، يحذر –المؤلف– من استطالة التيار العلماني التغريبي، واستماتتهم في محاربة الحق، وعزل هداية الإسلام عن مسيرة هذه الأمة، والزج بها في مجاهل الأرض وخوادع السبل، عن طريق نشر نفايات المذاهب الفكرية والأدبية المستوردة – لأن هذا يعد خيانة عظمى لهذه الأمة وللحقيقة المجردة .. وإن التمكين لذلك يعد إعانة على هذه الخيانة، ومسلكاً عدائياً لا تصلح به دنيا ولا يبقى معه دين!

 ويطالب الأدباء "الشرفاء" أن يعلنوا مرة أخرى براءتهم إلى الله عز وجل من تلك "الجاهلية المعاصرة" بكل مذاهبها وأجناسها ورجالها وأدواتها .. وأن يعلنوا صراحة أن مثل هذه الدعوات الكاذبة والمذاهب الفلسفية والأدبية الشاذة التي تتنافى وسمو الإسلام ورسالته - إنما هي امتداد للوجود الإستعمارى التخريبي في البلدان العربية والإسلامية جمعاء.