تاريخ مازن وسليم وأنسابها

أحمد الجدع

المؤلف : أحمد عبد اللطيف الجدع

الناشر : دار الضياء للنشر والتوزيع – الأردن – info@daصلى الله عليه وسلمaldia.com

الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

وفق الله، وأنجزت هذا الجزء الجديد من سلسلة " تاريخ القبائل العربية وأنسابها " وأحسب أنه إضافة جديدة لكتب الأنساب، ذلك أني لم أطلع على كتاب مستقل قبل هذا الكتاب يتحدث عن تاريخ قبيلة سليم وأنسابها،وعن قبيلة مازن وأنسابها، ومازن وسليم أخوان، أحببت أن أفردهما بكتاب واحد، وإن كان تاريخ سليم وأنسابها أكثر رحابة واتساعاً من تاريخ مازن وأنسابها.

فقبيلة سُليم من قبائل العرب المشهورة، والتي لعبت دوراً في تاريخ الجزيرة العربية في الجاهلية، كما لعبت دوراً في تاريخ الإسلام، فقد كان عدد فرسانها إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح مكة ألف فارس، وهذا عدد كبير جداً في ذلك الزمان.

وفي سُليم، وفي مازن أعداد من الصحابة رضوان الله عليهم، أسلم عدد منهم مبكرين، وقد ترجمنا لهم في هذا الكتاب ترجمة تتسق مع ما ترجمنا من حياة الصحابة في القبائل الأخرى.

اشتهرت سُليم بالفروسية، وكان فرسانها يثيرون الحروب مع القبائل الأخرى، واشتهر منهم عدد من الفرسان طار ذكرهم في أنحاء الجزيرة، وتحدثت عنهم كتب التاريخ والأدب، وقد برز منهم آل الشريد وخاصة معاوية وصخر أخوا الخنساء الشاعرة.

ومن مفاخر سُليم التي لا زالت مذكورة حتى يومنا هذا نبوغ الخنساء، تماضر بنت عمرو بن الشريد، بالشعر، وقد عدها النقاد القدماء والمحدثون على حد سواء أشهر شاعرة أنجبها العرب في تاريخهم.

والواقع: أن شهرة سليم بالشعر والفروسية قامت على هذا الثلاثي من أبناء الشريد: معاوية وصخر والخنساء وكان شعر الخنساءهو السجل الذي خلد ذكر سليم على مر الدهور.

إذن كان شعر الخنساء هو ديوان قبيلة سليم، فيه تقرأ تاريخهم وفروسيتهم ومفاخرهم، فحق للخنساء أن تذكر على لسان كل سليمي بالفخر والاعتزاز.

ونحن كأمه عربية نفاخر بالخنساء شاعرة رائدة في الشعر النسوي العربي، كما نفاخر بها كأمة إسلامية إذ كانت صحابية مقربة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع إلى شعرها ويستزيدها إنشاداً وهو يقول: هيه يا خُناس، تشجيعا لها وتنويها بشعرها.

وكانت الخنساء صحابية مجاهدة، وتروي الأخبار أنها حضرت القادسية في فتوح فارس، وكان معها أولادها، فشجعتهم على الجهاد،فجاهدوا حتى استشهدوا.

الخنساء إحدى رموز تاريخنا الأدبي والجهادي، فهي إذا عدت الشواعر العربيات كانت رأسهن، وإذا عدت المجاهدات الباذلات كانت رمزاً لهن.

لقد أصبح اسم الخنساء في بلادنا المجاهدة رمزاً لكل أم تقدم أبناءها فداءً لدينها ووطنها.

قبيلة سليم إحدى قبائل العرب الشهيرة، وهذا الكتاب يؤرخ لها ويترجم لرجالها.

أسأل الله الكريم أن لا يحرمني من عطائه، وأن يجعل كل حرف يخطه قلمي في صحيفة أعمالي، نوراً أهتدي به في آخرتي.

والحمد الله رب العالمين