الأدب الإسلامي إنسانيته وعالميته

د.عدنان رضا النحوي

الأدب الإسلامي إنسانيته وعالميته

تأليف: د.عدنان رضا النحوي

 

هذا البحث كان منطلقاً من الكلمة التي ألقيتها في الندوة العالمية للأدب الإسلامي،التي عقدت في لكنهؤ بالهند عام (1401هـ 1981م)،وغيرها من الندوات الأدبية حول الأدب الإسلامي التي أعقبت تلك الندوة،كقوة من قوى الدعوة الإسلامية ،وعدة من عددها.وكذلك فإن حاجة الأدب الإسلامي اليوم تفرض هذا الموضوع لتستكمل الدعوة نهجها وتصورها،وتمضي في بناء قوتها.

ولقد احتلّ الأدب الإسلامي رقعة أوسع في الإعلام العربي في المدة الأخيرة،سواء أكان ذلك في المجلات أم الصحف أم وسائل الإعلام الأخرى،ولقد تحدث عنه عدد من الأدباء في أكثر من صحيفة أو مجلة،وفي أكثر من وسيلة.

وإني أقدّم هذا الكتاب إسهاماً مني بتوضيح دور الأدب الملتزم بالإسلام،وبيان أهميته وخطورته،مع الأخوة الأدباء الذين أسهموا بجهودهم المباركة الطيبة،ومع الإخوة الأدباء الذين نرجوا أن يلحقوا في مقبل الأيام.

وهذا البحث ليس دراسة معزولة للأدب والنقد الأدبي،ولكنه يربط الجذور والأصول بالإيمان والتوحيد،ويربط الأرض والأجواء بالواقع والحياة والكون،ولا هو بحثٌ خاص بالعقيدة وإن كانت العقيدة منطلقه ومحوره.إنه بحث نشعر بأهميته وخطورته،يهدف لأن يُحدد للأدب الإسلامي أُسساً ونظريةً ومنهجاً تبرزه كأدب متميّز،يأخذ مكانه الحقّ اللائق به في ميدان الأدب الإنساني ،يأخذ منزلته الكريمة اللائقة بالمصدر الذي ينطلق منه،والفكر الذي يحمله،واللغة التي تصوغه.إنه أدب ينطلق من أعظم عقيدة،وتصوغه أعظم لغة،وينتسب إلى أكرم أمة أمة الإسلام الممتدة في التاريخ!

وهدف هذا البحث هو عرض موجز لملامح الأدب ، وملامح الأدب الإسلامي خاصة ، ليكون لدى المؤمن العامل المجاهد صورة عن الأدب الصادق ووظيفته ، والكلمة النظيفة ومهمتها ، فلا تختلط عليه الصور والمعاني في عجاج الرايات المتناثرة ، والشعارات المبعثرة ، ولتظلّ العقيدة ويظلّ منهاج الله ـ قرآناً وسنة ـ يُقدّم التصور الصادق للأدب وغيره.

ويهدف هذا البحث كذلك إلى تنقية بعض التصورات مما علق بها من شوائب،وما ارتبط بها من أجسام غريبة ، دفعتها مرحلة ضعف ومسيرة وهن،لا بدّ  من أن تنجلي بإذن الله عن نصر مؤزّر،وعزّة كريمة مهما طال الجهاد وامتدت الساحة.

لقد قدّمت في هذا الكتاب وجهة نظر خاصة في بعض الموضوعات،يقبلها بعضهم وربما يرفضها آخرون.ولكن مع كلّ رأي أقدمه حجة من منهاج الله والواقع،ومن قواعد اللغة والأدب.

وهذا الكتاب الذي يقع في (482 صفحة) يتألف من ستة أبواب بعد الإهداء والافتتاح والمقدّمتين:

الباب الأول:طبيعة الأدب عامة والأدب الإسلامي خاصة،العناصر الفنية الأساسية والخصائص الإيمانية،وذلك في ثلاثة فصول.

والباب الثاني:دراسة العناصر الأساسية للأدب بخمسة فصول.

والباب الثالث:قواعد وأسس،في فصلين. 

والباب الرابع:الإسلام ومذاهب الأدب الغربي في فصلين كذلك.

 والباب الخامس:الإسلام والجمال بخمسة فصول.

 والباب السادس:بين الإعلام والنصح (النقد) بثلاثة فصول،يأتي الفصل الثالث منها ليضمّ قصيدة "مهرجان القصيد" التي تمثل روح الكتاب ونهجه.