المجلد الرابع من مذكرات الأستاذ عدنان سعد الدين

د. عبد الله السوري

المجلد الرابع من مذكرات الأستاذ عدنان سعد الدين

عدنان سعد الدين

المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورية

د. عبد الله السوري

[email protected]

حاول فضيلة المراقب العام الأسبق لإخوان سوريا في هذا المجلد الواقع في (505) صفحات  من القطع المتوسط أن يذكر أهم مافي الفترة ( 1977ـــ 1983م) .

وبدأ الأستاذ عبد الله الطنطاوي بمقدمة لخص فيها أهم القضايا التي حواها هذا المجلد، وبدأها بلمحة عن بعض مزايا الكاتب وخبراته الدعوية والأدبية . ثم دخل في موضوع الكتاب ويقول أنه من أهم ما كتب في هذا العصر .

تحدث الكاتب عن القضية الفلسطينية ، وعن مجزرة حماة ، ومجازر التعليم التي بدأت منذ (1976) بتحويل (600) مدرس إلى وظائف خدمية وإبعادهم عن التعليم، شمل ذلك معلمة للصف الأول الابتدائي كانت تهتم بتعليمهم الوضوء بشكل عملي،  وامتد ذلك إلى الجامعات أيضاً ، وتحدث عن مجزرة وتدمر وغيرها في هذا الكتاب

ذكر الكاتب حادثة مدرســة المدفعية،وأكد أن الجماعة بريئة منها،وأنها استنكرتها ببيان نشر في مجلة المجتمع العدد (452) في 3 /7 /1979 ،وأن عدنان عقلة هو المسؤول عنها أمام الله،وأنه انفرد بقرارها، وخالف الدكتورعبد الستار الزعيم ، ويؤكد الكاتب أنه سمع الدكتور الزعيم ينـه عن القتل الجماعي ويؤكد أنه محرم في الإســـلام ولايجوز ، ويؤكد الكاتب أن عدنان عقلة لم يلتق بمروان حديد في حياته أبداً كما صرح بنفسه ...وأن عقلة التحق بالجماعة عندما كان طالباُ في كلية الهندسة بحلب ، ثم فصل من الجماعة بعد أن اتضح أنه غير منضبط ، وأن له تطلعات شخصية لاتليق بالجماعة ، فاتخذ من رفقة النقيب إبراهيم اليوسف وسيلة إلى جريمته في مدرسة المدفعية ...

1- عرض الكاتب في الفصل الأول سنوات المجازر الجماعية (1977ـــ1983) ....

وذكر سحق النقابات العلمية ( الطب والهندسة )، بعد علونة الجيش ، وذكر أن عدد أفراد الأمن عام (1998) بلغ (360) ألفاً ، معهم ( 17 ) ألف سيارة.

2- ويرى الكاتب أن استفزاز السلطة دفع بعض الشباب المسلم إلى الصدام ولم تكن الجماعة تعلم ذلك .

3- تحدث الكاتب عن مأسأة المحامين ، وخص بالذكر الأخوين المحامي عنجريني يرحمه الله، والمحامي أبا حسن الصوان يحفظه الله ، وذكر جهودهما في خدمة القضية السورية . ويبين أن المحامين قادوا المعارضة السورية عام (1978) حتى حلت النقابات المهنية في (9/4/1981) .

4- ذكر الكاتب أن أقبية المخابرات بلغت ( 76 ) قبواً استقبلت مئات الألوف من المواطنين ، بعضهم لم يخرج منها ...

5- وذكر موجة الاغتيالات الفردية ( بنان ــ الدكتور ممدوح جولحة ، وعبد السلام عيروط يرحمهم الله جميعاً ، وغيرهم كثير ...) ....

6- ذكر أن طلاس يصرح أنه في أوائل الثمانينات كان يوقع ( 150) إعداماً كل أسبوع ، وأعدم الألوف دون علم ذويهم . وبعض المهـــاجع في تدمر كان فيه ( 200ـــ300) لم يبق فيه سوى ( 20 ــ30) فقط .  ويقــدر شــهداء تدمر ب ( 17) ألفاً يرحمهم الله تعالى .

7- يذكرالمجازر ( سوق الأحد ، المشارقة ، جبل الزاوية ، جسر الشغور ...مجازر حماة ...وغيرها ) .

8- وذكر المرسوم (49) للعام 1980 القاضي بإعدام كل من انتسب للأخوان المسلمين ....

وتكلم الكاتب عن بيان الثورة الإسلامية بالتفصيل ، وذكره بالكامل ، وجهوده للنهوض بالعمل الدعوي خلال تلك الفترة العصيبة .

النكبات الكـــبرى : (81 ــ 83)

1- محاولة اغتيال رئيس وزراء الأردن السيد مضر بدران ...

2- تفجير جمعية ألإصلاح بالكويت ...

3- نكبة حماة الكبرى التي بدأت منذ (11/11/1981) بهدم أي عمارة يشتبه بوجود قاعدة فيها ، وتعذيب أهالي حماة في الشوارع ، حيث يطلبون من المارة الانبطاح والزحف في الشارع ، ويجبرون كبار السن خاصة على الرقص ، والهتاف باسم الرئيس حافظ الأسد ...

واتسعت دائرة القتل وهدم البيوت ، وفصل مجزرة حماة الكبرى وذكر مجازرها الفرعية في جنوب الملعب البلدي ، وطريق سريحين ، ودكان الحلبية ، ومجزرة آل الصمصام ، وغيرها كثير .

4- أثبت الكاتب خطاب رفعت في المؤتمر القطري (1980) الداعي إلى قانون التطهير الوطني ، وذبح مئات الألوف من المواطنين من أجل حماية الحزب والثورة كما يدعي . وكان الخطاب يقطر دماً ويدعو إلى القتل وشيوع القتل بين الشعب السوري .

5- كما ذكر الكاتب المساجد التي هدمت في حماة (1982) وعدد منها بالإسم ( 57) مسجداً ، وذكر أن ( 20) مسجداً أخرى لحقها الهدم ....وأكثرها هدم كلياً ...

6- كما ذكر هدم حي الكيلانية بكامله ، بالمسجد ، والزاوية ، والبناء الأثري فيه ، وعدد القصور ألأثرية التي هدمت كذلك ...

التعــليـــق :

أرى أن هذا الكتاب مجموعة من الوثائق ، فقد ذكر مجزرة حماة بالتفصيل ، كما ذكر خطاب رفعت الأسد كاملاً ، كما ذكر بيان الثورة الإسلامية بالكامل ،وفصل كذلك محنة المحامين في سوريا ، ومعظم ماذكر في هذا المجلد كان يذكره بالتفصيل .

وأرى أن هذا الكتاب ضروري وهام لكل من يريد أن يعرف الحقيقة ، قبل أن يحمل أحداً وزر ماجرى في سوريا ، لابد من معرفة حقيقة ماجرى لتحديد المسؤول عنه ... وأكرر ما قلته سابقاً ( معرفة الماضي تضيء لنا كي نعرف الحاضر ، ومن ثم نخطط للمستقبل ) ... ومن لايعرف ماضيه لايعرف حاضره ، وسوف ُيضحك عليه مرات ومرات .....