أحمد الجدع

المؤلف: أحمد عبد اللطيف الجدع.

الناشر: دار الضياء للنشر والتوزيع info@daصلى الله عليه وسلمaldia.com

الاسم علامة على صاحبه، ومع بساطة هذه العبارة ، فإنها تعني في محتواها وظلالها معان كثيرة.

تستطيع أن تعرف الانتماء العقائدي لصاحب الاسم، والانتماء العقائدي اهم ما يحرص عليه الإنسان السوي، فإذا فقد هذا الانتماء فقد كل شيء بعده.

وتستطيع من خلال الاسم أن تتعرف على الذوق الجمالي  للأب الذي سمى أو الام التي اختارت، فللأسماء جماليات فاتنة، وموسيقى مطربة، ومعان سامية، إذا توافرت فإنها تهيئ لحاملها مناخاً نفسياً مريحاً.

وكان رسول اللهصلى الله عليه وسلم حريصاً على جمالية الأسماء، وهناك مئات الأسماء التي غيرها رسول اللهصلى الله عليه وسلم لتوافق الجمالية الإسلامية والذوق الإسلامي والمحتوى الإسلامي.

ولعل أسماء البنات أكثر حساسية ، ذلك لأن البنت تحتاج إلى الجاذبية المظهرية ، ومنها اسمها، فتحب أن تنادى بأجمل الأسماء معنى، وأروعها نغماً وألطفها نطقاً.

ومما يزعجنا أن أمتنا اليوم أخذت تتخلى عن أسمائها التراثية  العقائدية وتختار اسماء وافدة لا تعرف لها معنى، ولا لأصحابها سلوكاً يدرى، بل إن بعض المسلمين ابتلى بناته بأسماء نساء ما عرف عنهن إلا انحراف السلوك ، وقد لاكت سيرتهن الإذاعات والصحف والفضائيات... ومع ذلك اتخذوا أسماء هؤلاء لبناتهم... فهل كانوا يعتبرونهن قدوة!

هذا الكتاب في معاني أسماء الصحابيات يهدف إلى تذكير المسلمين بالأسماء التراثية التي حملتها نساؤنا وهن في  أوج العطاء، وفي قمة الجهاد وفي ميدان البناء.

تناول المؤلف في الاسم معناه،  وأشار إلى تاريخة في  بعض الحالات وذكر عدداً من الصحابيات ممن تسمى به

نذكر مثالين:

الأول: جليلة:

-  الجلال :العظمة، ولا يكون الجلال إلا لله.

الجليل: الرجل ذو القدر العظيم ، والجليلة: المرأة ذات القدر العظيم.

- ومن شهيرات النساء في الجاهلية: جليلة بنت مرَّة، وهي أخت جساس بن مرة الذي أشعل حرب البسوس عندما قتل كليبَ وائل،وكليب  زوج أخته جليلة، وكانت جليلة من شواعر العرب في الجاهلية.

ومن الصحابيات:

جليلة بنت عبد الجليل ،روت حديث الرّكَية (البئر) عن الرسولصلى الله عليه وسلم.

الثاني: حَسّانَة

-  حسان: يحتمل أن يكون هذا الاسم مشتقاً من الفعل حَسّ بمعنى قتل قتلاً ذريعاً يصل إلى الاستئصال ، ويحتمل أن يكون مشتقاً من الفعل حَسُنَ، من الحُسن الذي هو الجمال، فاسم الرجل حسان يحتمل أن يكون مشتقا من أحد هذين المعنيين، والأقرب أن يكون مشتقاً من الحَسّ الذي يعني القتل، على عادة العرب في تسمية أبنائهم بما غلط من الأسماء، وكانوا يبتعدون في تسميتهم عن معاني الحسن والجمال ، ويخصون بهذه الأسماء عبيدهم ونساءهم.

-  وحسانة للأنثى، الأقرب أن تكون مشتقة من الحسن والجمال ، فلا معنى أن تكون الأنثى مشتقة من الحَسّ الذي هو القتل الذريع.

ومن الصحابيات:

حسانة المدنية، وكان اسمها جثامة فغير اسمها الرسول إلى حسانة.

عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: من أنت؟

قالت:أنا جثامة المدنية.

قال: كيف حالكم؟ كيف أنتم بعدنا؟

قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

فلما خرجت قلت: يا رسول الله تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟

فقال: إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان

صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى عن دار الضياء للنشر والتوزيع في عمان- المملكة الأردنية الهاشمية عام 1418هـ الموافق 1998م في مئة وعشرين صفحة من القطع الكبير (17×24) وضم مئتين وسبعة أسماء من أسماء الصحابيات.