برنارد لويس والاستشراق الحاقد

برنارد لويس والاستشراق الحاقد

ديب علي حسن

)حروب الله) كثيرة هذه الأيام و( أعداء الله ) كثر أيضاً , ومن أجدر بمتابعة هذا الو طيس أكثر من المستشرقين المحترمين ذوي الباع الطويل في فهم الشرق والاسلام والعرب وتلامذتهم من أنصاف وأرباع المستشرقين (ذوي الباع الطويل أو القصير في خدمة السياسة أو السياسات اليومية قبل العلم والمناهج التعليمية,ومن المخول أكثر منهم بمتابعة ذلك الوسيط المحتدم

وفق صيغة تتجاوز استباق الأكثر للكثير, لتبلغ حدود استباق الحاضر للغد,بعد شطب تسعة أعشار الماضي بجد

له وأثقاله وظلاله, هكذا بدأ الاستاذ صبحي حديدي الكتاب الهام الذي ترجمه و حرره وهوبعنوان ( تعقيبات على الاستشراق ) للراحل ادوارد سعيد , صدرت الطبعة ا لأولى من هذا الكتاب عام 1996م وقد أعادت دارالفارس نشره حديثا .‏

مقدمة الناقد حديدي تقدم إضاءات هامة ومتميزة للكثير من الأفكار الواردة في الكتاب , ,هي تستغرق (31) صفحة من الكتاب .‏

 

في المقدمة يتوقف الأستاذ حديدي عند (برنارد لويس ) ويسميه امام المستشرقين ويرى أن هذا المستشرق غارق حتى أذنيه في تقصي أثر الأصولية الاسلامية من مساجد طهران إلى حجرات الوسط في لوس انجليس , ومنذ أن وضعت حرب الخليج الثانية أوزارها والرجل يتابع عظائم أمور العالم الاسلامي ويربط الأحوال بالسفاسف , ويستخرج لنا عوارض الرعب والارهاب التي زرعها العثمانيون عند أسوار فيينا عام 1638م ,وتولاها بالرعاية ¯ حسب ادعائه ¯ أشخاص مثل : رشيد عالي الكيلاني , الحاج أمين الحسيني , وأتت أكلها في عهد جمال عبد الناصر ,ثم الخميني ,..

هكذا يقدم لويس الشخصيات العربية والاسلامية إلى العالم العربي يراها وهي تدافع عن الوطن ¯ تمارس إجراما وإرهابا, لكنه لايرى الأباتشي ولا الطائرات الحربية كيف تحصد الرؤوس , الشجر , والحجر وتحول الحياة إلى أرض يباب.‏

لويس برنار في كل دراساته يصل إلى نتيجة وضعها مسبقا ألا وهي أنه(لاشيء تغير , لاشيء سيتغير ) في الشرق الأوسط .‏

في هذا الكتاب الذي يقع في 160 صفحة في القطع المتوسط مجموعة مقالات تناقش الاسهام النقدي والمعرفي الحاسم , بعد مرور عقد ونصف على صدوره, وفي سياق فكري وكوني حافل يرجع أًصداء الأنساق الثقافية الغربية التي أتاحت الامبراطورية ,ومقالات ادوارد سعيد تتحدث عن نمط المستشرق المحلّف والمؤرّخ المبشر بالسياسات الكولونيالية (قديمها مثل جديدها ) والمفكر المحررمن وطأة التاريخ , تاريخ الآخركمايقول الناشر.أمّا مقالات الكتاب فهي: إعادة النظر في الاستشراق , تمثيل المستعمر تعقيب على الاستشراق , ملحق حول الاستشراق .‏ 

بقي أن نشير إلى أن صبحي حديدي نقل إلى اللغة العربية الكثير من الأعمال نذكر منها: الفكر السياسي الاسلامي - طيران فوق عش الوقواق - ضجيج الجبل - منعطف المخيلة البشرية -بحث في الأساطير- الرواية والأسطورة ¯ الأسطورة والمعنى ¯ عاصفة الصحراء ¯ عاصفة الحداثة.‏