القرن اليهودي - عرض لكتاب ثقافة النقد -
القرن اليهودي
- عرض لكتاب ثقافة النقد -
كيفين ماكدونالد
يُعد كيفين ماكدونالد، أستاذ علم نفس في جامعة ولاية كاليفورنيا استثناء نادرا، ويعكس كتابه جرأة فريدة في وقتنا.. فقد اعتبر كتاب ماكدونالد "ثقافة النقد" (2002) القرن العشرين "قرنا يهوديا". قبل مائة سنة، عاش اليهود في الغالب فقراء في أوربا الشرقية محاطين من قبل سكان معادين، بينما اليوم، يتم تأسيس إسرائيل في منطقة "الشرق الأوسط" وأصبح اليهود النخبة الأغنى والأقوى في الولايات المتحدة والبلدان الغربية الأخرى. وأهم من هذا، حسب ماكدونالد، تم تهويد العالم الثقافي الغربي، وتشكل القيم والمواقف اليهودية حاليا ثقافة الغرب.
وبشكل محدد، تروج المنظمات اليهودية للسياسات والعقائد مستهدفة تقويض "التماسك الثقافي"، بينما يمارسون عكس ما يدعون إليه. وفي الوقت الذي يروجون فيه لتعددية قافية ودولية في الغرب، يصرون بأن إسرائيل تبقى جيبا وطنيا خالصا للعرق اليهودي. ويذكر ماكدونالد بأن معاداة السامية في ألمانيا كانت مستندة على أن "التحليل النقدي اليهودي للمجتمع غير اليهودي استهدف تذويب روابط التماسك ضمن المجتمع". ويشير أحد الأكاديميين إلى أن اليهود شكلوا ما أسماه بـ "الحزب الكلاسيكي للتفسخ الوطني" ويعتقد ماكدونالد بأن اليهود يشعرون بالراحة في المجتمعات الخالية من "العقل الوطني المتميز". وأكثر من هذا، فإن عزل أصحاب العقول الناقدة والمتميزة عن ساحات ومواقع التأثير في المجتمع هو جزء من جدول أعمال النظام العالمي الجديد، الذي يتطلع إلى إزالة أي مقاومة متحدة. إذ أن النظام العالمي الجديد – في نظر اليهود- هو نقل كل أشكال القوة إلى المركز المالي الدولي. وهنا يتساءل ماكدونالد : هل النظام العالمي الجديد ظاهرة يهودية؟ أو هل أن المثقفين اليهود هم بيادق الخبراء الماليين؟
ويركز الكاتب على كيفية سيطرة الحركات الثقافية اليهودية بقيادة الوجوه الإستبدادية على الحياة الثقافية الحديثة، وفي هذا الصدد، يناقش المؤلف نظريات بواس (Boas) في علم الأجناس البشرية، أدورنو (Adorno ) في علم الإجتماع، فرويد(Freud) في طب الأمراض العقلية ودرردا (Derrida ) في الفلسفة. "مدرسة فرانكفورت، "على سبيل المثال، كانت "طائفة يهودية ماركسية" ممولة من قبل المليونير اليهودي فيليكس ويل(Felix Weil)، والكتاب المؤثر لثيودور أدورنو(Theodore Adorno) "الشخصية الإستبدادية" (1950) مُوَل من طرف اللجنة اليهودية الأمريكية. ونسب اليهود الإجحاف إلى القمع الجنسي النصراني ( ومن ضمن ذلك الدين، الوطنية، والعائلة) كإشارات إلى تشجيع الفوضى النفسية.
ويحشد الكاتب معلومات ثرية عن الوسط العلمي في أمريكا، ويذكر أن الوثنيين البيض أقل مجموعة ممثلة في هارفارد، حيث تقدر نسبتهم تقريبا 25 % من المجتمع الطلابي.
وبينما يشكل الآسيويون واليهود 5 % من السكان الأمريكيين، تقدر نسبتهم بـ50% من تسجيلات هارفارد!. ويؤكد ماكدونالد أن "الولايات المتحدة متجهة نحو الخضوع لسيطرة "التكنوقراط" الآسيويين وهيمنة رجال أعمال وإعلاميين محترفين يهود". كما يفصل في الدور اليهودي في تبني الشيوعية، ويوثق القبضة الحديدية لليهود على الحياة الثقافية الأمريكية ويظهر كيف تُستعمل لتشكيل المواقف الأمريكية.على سبيل المثال، منظمة "الكلَ في العائلة"، لم تتمكن فقط من تصوير الطبقة العاملة الأوروبية كأغبياء ومتزمتين، وإنما روجت للمواضيع اليهودية وبشَرت بإيجابيتها.
ويرى ماكدونالد أن معاداة السامية هي نتيجة لنزاعات شرعية جديرة بالإهتمام، فالمنظمات اليهودية إلى اليوم تشوه سمعة أي واحد وتتهمه بالتهور في حالة انتقاد ومخاطبة السلطة اليهودية، كما يقمعون حقيقة أن التنافس اليهودي النصراني له جذور عميقة جدا في المجتمع الغربي.
وبينما يدعي اليهود بأن لديهم مهمة لخلق المساواة والعدالة الإجتماعية، هم في الحقيقة، يستعملون الخبراء الماليين لبناء نظام عالمي استبدادي، و يمد الخبراء الماليون نماذج اشتراكية كطعم لتحويل القوة أكثر فأكثر إلى الحكومة الأمريكية، الذي يسيطرون عليها.
ماكدونالد لا يقترح علاجا، لكن لمقاومة "النظام العالمي الجديد"، يرى الكاتب أن الأمم الأخرى يجب أن تعود إلى جذورها الدينية والوطنية. وفي الحقيقة، "نحن في المراحل المتقدّمة لمؤامرة طويلة المدى لتخريب الحضارة الغربية" على حد تعبير ماكدونالد. "العصرانية" في القرن العشرين كانت في نظر المؤلف خدعة صُمّمت لتعرية الشعوب من هويتها الدينية والثقافية والعائلية قبل استعبادهم في عصر مظلم جديد.