وهن العظم مني 1
وهن العظم مني..
حوارات أجيال مجتزأة من الجامعة الأردنية
المولف: محمد العمري
الناشر:دار ازمنة-عمّان
السنة:2008
في هذه النسخة المسودة قبل الطباعة وردت بعض الاخطاء النحوية والاملاء والصرف تم تعديلها بالنسخة المطبوع...
بطاقة شكر :
الشكر موصول للاساتذة الذين تفضلوا بالنقد والملاحظات والثناء وتحملوا عبء قراءة المسودة الاولى التي لم تكن نضجت بعد:الناقد ابراهيم العجلوني ،القاص خليل قنديل، الباحث ياسر الزعاترة ،والكاتب ابراهيم جابر ابراهيم···
بطاقة حب:
للذين افتقدوني مع ضياعي في الرواية ··لينا واوس ولمار··
ورقة يتيمة من مفكرة أبي شاكيرا
..1999
في عصر يوم الجمعة 4 حزيران ذهبت إلى التصفية الإيطالية لبيع الأحذية في نزول العبدلي ، وابتعت نعلاً بثمانية عشر ديناراً واسترددت من البائع دينارين بقية أم (العشرين) ، أشفقت على بائع الكتب المبسط بعيد الساحة الهاشمية فدفعت له بالدينارين وتناولت كتاب (سقط الزند) لأبي العلاء المعري ، لمّا عدت (على رجعِهِ) بعد أن نسيته على طاولة مطعم بمدخل الشابسوغ التحتاني وجدت بائع الفلافل قد استهلك نصف ورقه في عمل القراطيس ، فطّيب خاطري بكتاب (تحضير الأرواح) للسيد الجميلي نسيه فيما مضى زبون آخر وخشي من ساكنيه أن يجعله قراطيسَ!!
كلمة مرتجلة بين يديّ السرديّة
د· مأمون فريز جرار
هذه رواية مستفزة !!
يبدأ استفزازها للقارىء من عنوانها ولا ينتهي حتى بعد الانتهاء من قراءتها·
(سرد غير روائي ) !!
يستفزك لتصنيفه أو يبعد عن فكرك أن يكون ما تقرؤه رواية، فلتكن ما شاء المؤلف أن تكون فليس المهم القالب المهم (الحشوة)!!!
(وهن العظم مني)
من الذي وهن العظم منه ؟ المؤلف أم الجيل الذي يتحدث عنه ؟
وهو استهلال ستكون له أمثال في أكثر من موضع من الرواية أو السردية غير الروائية وفق تصنيف المؤلف ستجد نصوصا قرآنية تواجهك في مطالع بعض المشاهد/الفصول : سمها ما شئت وستجد حشدا من الاستشهادات ذات الدلالة الثقافية الغزيرة في مواضع شتى في أثناء السرد ·
(حوارات أجيال مجتزأة من بوابة الجامعة الأردنية إلى المجهول ··)
ما المجتزأ من بوابة الجامعة : الأجيال أم الحوارات)
فكر واختر ما تشاء
إنك تسبح في هذا النص السردي غير الروائي في عشر سنوات بدءا من 2008 - 1988 تمضي فيها من ساحات الجامعة الأردنية والمؤلف يكشف من البداية أنه لم يشأ أن يتستر تحت اسم جامعة أخرى (اليرموك )وأشار إلى قضايا اجتماعية تحف ذلك وأعلن أن الأسماء حقيقية ، ولكن لا يهم القارىء مدى مطابقة الأسماء للشخصيات ولن يقوم بمراجعة سجلات الجامعة ليطابق عليها أسماء الشخصيات ، الأهم من ذلك أنك تجد نفسك في صحبة شخصية رئيسية من بداية النص إلى نهايته · تلك الشخصية التي كانت بدايتها متناقضة ثقافيا ونفسيا وانتهت نهاية أشار إليها ذلك التناقض أيوب الشاب المتدين الخجول الذي يحب شاكيرا ويلقب نفسه بأبي شاكيرا !!
وفي الوقت نفسه يجمع بين المتناقضات الثقافية لا بالقراءة لمختلفين فكريا بل الإعجاب بالمتناقضين من خلال شخصية أبي شاكيرا نطل على شرائح من طلبة الجامعة ونعيش من خلال الاستطرادات المضبوطة التي لا تشرد بنا بعيدا عن الخط الأساسي للسردية نطل من خلال تلك الاستطرادات على الواقع الطلابي في الجامعة وعلى الخارطة الفكرية والاجتماعية والسياسية والإعلامية والرياضية للمجتمع الأردني بطريقة ذكية رشيقة ·
الشخصية الرئيسية وما حولها من الشخصيات أثارت لدي العجب ولا أقول الإعجاب ولكنها لم تثر لدي التعاطف ربما لأنها في معظمها شخصيات غير متوازنة لم أحس بقربي منها أو بقربها مني والنهايات البندولية للشخصيات كانت صارخة وذات دلالة ···
ما الذي أراد الكاتب أن يقوله بهذا الأسلوب الفني القائم على الاسترجاع المبني على الوصف الدقيق للمعالم التي يتحدث عنها مع الرسم الجسماني والنفسي للشخصية الرئيسية ؟
ليست سرديته استذكارا ولا محاولة كتابة ذكريات·
إنها نقد رمزي في ما أرى لمسيرة جيل ربما لم يتم تأسيسه تأسيسا متينا فكريا ونفسيا ليستطيع قيادة مسيرة التغيير الاجتماعي وفق المنهج الإسلامي ففاقد الشيء لا يعطيه ، وقد استخدم المؤلف لا أقول أسلوب المفارقة في الرسم بل في الرصد للمتغيرات في شريحة ممن عايشهم بين من شرّق غربا نحو أفغانستان وغرب نحو أمريكا وهو أقرب إلى الضياع منه إلى الوجود الفعلي وبين من بقي وتصالح مع الفكر الليبرالي السائد وتوافق معه وتخلى عما كان ثوابت من قبل والسردية مفتوحة لم تنته بناء على طلب المؤلف في نهايتها·
هذه السردية مليئة بالاستشهادات الثقافية مكتنزة بالأسماء والنصوص والمواقف ، ولذلك تصلح أن تكون وثيقة تاريخية من جانب كما هي وثيقة نفسية من جانب آخر وفيها نماذج متنوعة من الشخصيات القلقة وهي صورة عن التحولات التي أصابت جيل المؤلف وتستحق الوقوف الطويل والتأمل في مسارها ونهايتها·
بقيت كلمة حول لغة السرد·
في اللغة في بعض مواضعها وصول إلى العامية ولكنها في رأيي ولن أكون من المتشددين عامية ضرورية لأنها تمثل الواقع الذي تحكي عنه ولو عدل المؤلف عنها لوضع على وجوه الشخصيات أقنعة من عصور أخرى·
هل قلت ما ينبغي أن يقال ؟
هل قلت كل ما يمكن أن يقال ؟
هي أصداء قراءة أولى لهذه السردية المستفزة التي أرجو أن نرى المزيد منها للمؤلف الكريم·
عتبات تتجاوز النص
(سرد غير روائي)
سئمت أن أتزين بالكلمات ابحث عن تقنيع لرفاقي!!
ادخل في المحراب بغير عمامة··!
لا احسن (دندنة معاذ)··!
الكلمات هي الكلمات ،والأسماء هي الأسماء،والتاريخ هو التاريخ، وأيوب ليس سواه··!
الوجع لا يحتمل المسرح والأقنعة و أن ارتجل ما يرضي وجوه الجمهور!!
ادخل في الكلمات مثل الراعي يروي قصة ذئب الليل بين يدي (الشيخ) لا يملك إلا شاهد إثبات هي (بعض الخرفان!)··
و رعاة تحنث بالقسم تشفع للراعي أن يحمل عبء الليلة تلك··!
···
وأقصّ كما نفسي لا أشبه إلا قلمي ورفيقي هذا القابع في ذاتي يبحث عني··ابحث عنه··
أتمنى أن اكتب فصلا أخر في عودته لا أتباكى يوما في (حفلة تأبين!)!!
* * *
البوابة الرئيسة للجامعة الأردنية···لكن لماذا وألف لماذا أبقيت على يالجامعة الأردنية!؟؟
يتصل المتورطون في هذا النص !!
لماذا لم تتوارَ خلف جامعة أخرى لتمعن في الغموض خلاف ما هو الشاعر الذي كلما همّ أن يفصح يزداد غموضا··
والتعبير شأن الأحداث مسروق ولكن من شوقي بزيع···(1)
قد استرسل في الحوار بهامش من الحرية اكبر مما يتاح لكثير من الصحف المؤدلجة إذا أبقيت على اسم الجامعة الأردنية!!
لو أردت اليوم أن ابدأ بصديقي الذي لا اعرف ?مثل من تبقى من أهله- أي البلاد افترش، أو ربما ? لا قدر الله ? أي تربة ضمته···لو أردت أن ابدأ وأتحول إلى جامعة اخرى، اليرموك مثلا فحوار الطلبة سيفضح الكثير من حرمة الحوار ··ورموزه الغائرة في أعماقي وأعماق صاحبي·······، على بوابة جامعة اليرموك ، تتعالى صيحات المصبّحين-: كيفك أبو الخصاونة··هلا عمي أبو ألعزام···دير بالك يا خالي يا عبيدات ترى الامتحان صُعب ( لا يفوتك ضم الصاد)····هذه التعبيرات التي لا يعرفها حتى روكس العزيزي(2) ··في هذه الحالة سأضطر إلى تجاوز سقف المسلسلات الأردنية التي تسمي الأبطال بأسماء غير موجودة على الخريطة الأردنية··كأن تقول : راح سالم ابن على السعيد ، أو درويش الابراهيم خوفا من أن تتطابق الأسماء مع إحدى العوائل فتتأرجح ناصية المؤلف نحو جهنم المهاترات، لان المثالية تصبح شيمة كل العشيرة حتى من هم في سجن قفقفا ، وكذلك اسم القرية فلا استطيع اليوم أن أقول أن صاحبنا ولد في كفر راكب أو كفر أبيل أو كفر يوبأ أو كفر خل ، أقول على نظام مسلسلات ( سالم دشر القرية وباع الكرم) ــ مع الاعتذار لكتب محو الأمية وكاريكاتير حجاج- انه ولد في (القرية) ، مع أن جميع أبناء القرى اليوم لا يعرفون كلمة القرية إلا من المسلسلات إياها ،،(ما علينا كما كانت تقول جدتي!) ،اليومي انأ مع صاحبي أيوب الذي ربما أصبح اسمه إذا يلم تزل رحاله في الغرب (جاكوب) ، وهو ابن تلك القرى التي التزم من غير املاء من احد، برقابة المسلسلات الأردنية لأقول القرية ، وأية قرية بدأت بكلمة (كفر) فهي متهمة أنها أنجبت أيوب ،والطريف اليوم أن أيوب عرف باسم (أبي شاكيرا) ، ليست خدعة مني انا ، لأنه بالضرورة لن تكون ثمة عائلة أردنية اسمها (أبا شاكيرا) ، بل هذا صحيح ، صاحبنا المهذب بعض الوقت و المتدين باجتهاده الخاص وربما الخجول احيانا، دائما كان مغرما بشكيرا ،فلاصقته مثل اسمه من يوم ان طلعت يبدعاية البيبسي بالرقص الشرقي ،كان هذا بعيد تخرجه بقليل، وبذلك صاحبنا قد أعفاني من جدل سياسي حول علاقاتنا الدولية لو كانت شاكيرا أمريكية الاصل، لكن ربك سلّم، لا أمريكية سمراء ولا بيضاء ولا حتى هندية حمراء ، شاكيرا لله الحمد والمنة- على رأي الشيخ يحيى- كولومبية ، وأمريكيا اللاتينية برؤسائها الماركسيين جميعا ليست من الخطوط الحمراء اينما حللت ورحلت ،حتى قمة أمريكا اللاتينية العربية لم يحضرها غير الرئيس عبد العزيز بوتفليقه (3) احد مناضلي حرب التحرير الجزائرية المجيدة ،(ما علينا مرة أخرى )،،، أبو شاكيرا يكان زائرا خفيفا جدا طوال عهدي به، ولم تجثم احداثه للحظة في موقف خلال سردي هذا ولعل خفة ظله هي التي دعته آخر مرة تحادثنا قبل أن أودعه بالموبايل ، أن يدعوني الى ان اكتب كل الذي كتبت ي،ولكني ارتأيت أن الحق بعض ما لا اعرفه بماي اعرفه!!
الهوامش
-1 من قصيدة (الشاعر) لشوقي بزيع الشاعر اللبناني الحداثي المتصوف بلغة التاريخ ،يحرص على إلقائها في كل أمسياته سمعتها منه في عمّان مرتين او ثلاث! ·
-2 روكس بن زايد العزيزي (2004 - 1903) المؤرخ المتخصص بالتراث الاردني وصاحب معلمة التراث الاردني·
-3 الرئيس الجزائري منذ 99 خمدت بعهده فتنة ما بعد إلغاء الانتخابات ،من عهد الثورة وجيل جميلة بوحيرد·
- أربع كرات فوق البوابة الرئيسية
· نحن الآن في صيف عام 1998 ،وكما اعتاد ابوشاكيرا ربط ذاكرته بالاحداث فقد ودع هذا العام الشيخ الشعراوي والشاعر نزار قباني،نحن في الفصل الصيفي وتكون الدراسة شكلا من إشكال الرفاهية، وأبو شاكيرا في جلسة مناقشة حادة مع علي الحاكيي وهذا اسمه بالفعل ولتذهب رقابة العائلات إلى الجحيم ، وأربع كرات تزين بوابة الجامعة فيما يفترش أبو شاكيرا وصديقه عليٌ رصيفا يرتفع نحو 30سم تحت شجرات اللزاب المعروفة وظهريهما للشارع و وجهيهما للبوابة ، والبرغر من السيارات له طعم (غير) خلال الحديث سيما هذا المشبع بالمايونيز خفيف السعرات، أبو شاكيرا الذي لم يكن يومها اسمه أبا شاكيرا ،وهي التي لم تزل بنوتة(1) أو هكذا نفهم نحن العرب ولا يفهمه ذو الأصول العربية مثلها من حيث سن البلوغ ربما لأنهم اقرب لأصولهم التاريخية من عرب اليوم إلى عرب الجاهلية حيث تبلغ الفتاة ابنة العشرة في الجاهلية وبنفس السن تبلغ البرازيلية ذات الأصول العربية،ابوشاكيرا لم يخجل من هذا الاسم بل كان يقول:إن روائيا بحجم ماركيز معجب بها وله في ذلك أقوال ،،،ابدا ما نسينا حوار أبي شاكيرا مع صاحبه علي ، لنفهم الحوار الذي سينتهي بعد بدايته بثوان، نفتش في غورهما عن نفسهما ،،،، ،علي ليبرالي بتفوق ، انضم أبوه قبل ثلاثين عاما إلى البعث السوري حيث تزوج هناك وأنجب هذا العلي ،وأخته سمر التي تزوجت عند أخوالها في الشام ، وصارت مصيفا جيدا للعائلة بأكملها ، صحيح أن أباه لم يعدبعثياً ولا همّ ، لكنه ظل مثقفا يتحدث عن منيف الرزاز و يقرأ روايات الابن مؤنس الرزاز الذي رحل فيما بعد وحزن عليه بالفعل،أحياناي يقرأ كتابات جمال الشاعر التي يؤثر فيه كاتبها رغم انه لا يجد في المقال ذاته ما يجده عند فهد الفانك، هذا الأب الذي ستكون له نهاية مختلفة عن تاريخه الحزبي (2)،،،لكن عليا غير أبيه بعض الشيء ، فهو يحفظ أغاني جورج وسوف قبل أن يبتزه المرض ويخشّن صوته ــ يبتز المرض جورج وسوف ، وربما عليا قبله ــ ! وكثيرا ما كان علي يدفع بشريط لصاحب باصات رغدان ليمتعهما به خلال الطريق ومن أسلطن من صوت أبي وديع كما يقول علي ، علي يعرف الكثير عن دراما الفانتازيا السورية: الفوارس والكواسر إلي زهقونا فيها ذلك الحين،وعلي لا يلبس إلا الجينز الضيق في حله وترحاله ودوامه وإجازاته،وحداتي ــ هكذا يرى وبقول: دمي اخضر بس لا يسمع بنتائج مباريات ألفيصلي والوحدات إلا بعد انتهائها بثلاثة أيام ،يعني لا دمه اخضر ولا ازرق بس هيك طلعت معه، علي مرة واحدة ساقه الفراغ لان يستفيد من تراث أبيه ، ففتح مكتبته التي تعج بكتب أتعبت ناظريه من مؤلفات بأغلفة متشابهه ربما كانت إصدارات مجلة العربي أو دار الفكر العربي، لكن وجد ضالته في روايتين الأولى لا يذكر مؤلفها ويذكرها (رامه والتنين) ظنها حتوته خرافية فاغرته والأخرى لا يذكرها بل يذكر كاتبها تيسير سبول(3)،قال هذا من عائلة السبول الطفيلية أكيد يقص علينا قصة حب طفيلية نعرفها وتعرفنا خير من (قصة حب مجوسية) تلك التي تجاورها ، قال علي: كيف يليق بعبده النار وآكلة اللهب أن يحبّوا،دعنا مع هاتين الروايتين خير من مئات العناوين الغريبة التي لا افهم، هكذا قال ، لكن كلتا الروايتين أو الرواية الأولى والروائي الثاني خيبا أمله بالفعل فطرحهما وقال:فانتازيا نجدت أنزور أهون ا لف مرة، وعلي له صديقة غنوجة قصيرة جدا ي،كان أبو شاكيرا يقول مش عارف شو عجبه في هاليارا ولا شو عجب يارا فيه ، لكن طنجرة ولقت غطاها ،هذا علي،أما لماذا له صديقة ،ابوشاكيرا لا يحشر نفسه بذلك (وَإِنَّ الْفَتَى بَعْدَ الْسَّفَاهَةِ يَحْلُمِ/زهير) ، أما أبو شاكيرا أيوب الذي انتزع اسمه من عمق صبر أيوب كما كان أبوه ــ رحمة الله عليه ــ يختار أولاده ،يعقوبَ وهودا وصالحا ، وأيوب هذاي الأخير، الذي صار بعد عام 2002 أبا شاكيرا لكننا اختصرنا الزمن منذ اليوم ، وكنيناه باسمه الجديد،أبا شاكيرا ، صديقي أنا أبو شاكيرا وليس كذلك عليٌ ،لكني اعرفهما معا ،أبو شاكيرا غريب عجيب في اهتماماته ، مثقف بارع ، يعني دودة كتب ، وتناقضاته خير شاهد على شخصيته ، فقد قرأ أحلام مستغانمي وغادة السمان مثلما قرأ صافيناز كاظم وبنت الشاطئ ، مثلما قرأ للكويتي عبد الله فهد ألنفيسي وتابع مقابلاته فيما بعد مع احمد منصور فقد قرأ لعابد الجابري ،قرأ لراشد الغنوشي وقرأ مصطفى نجيب محمود ، قرأي لفؤاد زكريا كما قرأ لمحمد سليم العوا، قرأ فهمي هويدي وجورج طرابيشي،أعجبه في محمد أركون حضوره لدى الرئيس جاك شيراك أكثر مما تعجبه كتاباته ، قال أبو شاكيرا: ليكن من يسمعنا ··ليكن ثمة رجل اسمه محمد يقف موقفا كهذا ، قرأ بالكامل كل روايات عبد الرحمن منيف ونجيب الكيلاني ،،،غريب···، مساحة خرافية بين رؤى الاثنين،،الأول تقدمي متعدد الجنسيات ولد في عمّان ولما مات قالت السعودية انه سعودي لأصوله النجدية وانضمت دولة أخرى للمطالبة بجنسيته وهي سوريا حيث مات فصار له بعد وفاته اربع جنسيات اذا ما شفعناه بأخواله العراقيين وهو الذي لم يتغزل الا بعمّان(4)، أما الثاني محافظ بامتياز حمل هم الأقليات الإسلامية وكان يكتب على غرار المؤرخ محمود شاكر(5)،،،(ما علينا)··،،،ابوشاكيرا معجب بمصطلح (المهرولون ) الذي أطلقه الأمين العام عمرو موسى- يومها لم يكن امينا عاما،،،يحسّ ان كلمة (شعب الجبارين) التي اطلقها ابوعمار تلامس قلبه،،رغم نعومته السمراء وذوبانه في التاريخ لكنه مفتون بقراءة بعض رموز العسكرية العربية المعاصرة مثل:يوسف العظمة وعبدالله التل وسعدالدين الشاذلي وسلطان هاشم ، يقراؤهم وشعوره ان النجوم تزين كتفيه لكن من غير قتال،ليس مضطرا لقرأة التاريخ بطريقة توافقية حال (العواصم من القواصم) فالتاريخ برايه يصنعه البشر ولا ينزّه من البشر غير الانبياء،مصادره تتنوع بين السنة والشيعة على طريقة(الحياد الايجابي) ،يقتطع في حواراته بعضا من : عروة بن الورد والحطئية وتأبط شرا وجرير يسقطها على الواقع في ابهى صور السخط، يكتب الشعر أحياناً او يكتبه الشعر-كما يقول- لكن لا يقرأه احد وهذا ما يريد، لكن( يفشّ غله) بالشعر لمّا تستبد أحداث السياسة بفضوله الغريب ،أبو شاكيرا معه سيارة (عواية) من ورثة المرحوم ، فوكس ابيض ( صرصور) غير المحدثة- فيما بعد - بفلم (مكسيكيان) مع جوليا روبرتس ،سيارة ابي شاكيرا كل شيء فيها معطل إلا أنها تمشي ومسجلها يصدح بأناشيد أبي راتب وأبي الجود، وأحيانا ديانا حداد ونجوى كرم اللتين ذاع صيتهما قبل أن تجرفهما موهبة نانسي وامكانيات هيفاء،أبو شاكيرا أدى العمرة مرة واحدة مع الجامعة قبل نحو سنتين لا يكاد يذكر من تلك الرحلة شيئا إلا عندما يصلي الجمعة في مسجد الجامعة فالشيخ إبراهيم الكيلاني يسلّم على اليمين والشمال في صلاة الجنازة فيما يذكر أن الشيخ سعود شريم إمام المسجد الحرام الشيخ الأسمر ابن الثلاثين عاما والذي أمهم في صلاة العصر و سلّم في صلاة الجنازة عن اليمين فقط····لكنه لم يفتح الموضوع مع عبد الناصر وإلا لدخلا في ورطة نقاش عقيمة ليست بحجم ما يحرق قلب صاحبنا اليوم ، بالطبع عبد الناصر صديقه لكنه يتجاوز معه الحديث في شيء من هذا ، حتى في ما يراه وصرح به ألف مرة أمام كل أصحابه إلا عبد الناصر هذا عندما كان يقول: ما مبرر وجود كليات يالشريعة اليوم ما دمنا قد أقفلنا باب الاجتهاد من زمن ابن حزم، أم أننا مضطرون لتخريج ألوف الأولياء اليوم للتبرك بهم ، قال ابوشاكيرا :دعه في مناكفاته مع استاذه صاحب الجبة الطويلة الذي عطّل التدريس والاجتهاد ليتفرغ لشتم ابن تيمية في قاعات الدرس····(ما علينا··)، شعر رأس أبي شاكيرا أشيب بالكامل،،،، (ومصيرنا أثنينا نشيب) كما يقول ناظم الغزالي،،،، بصراحة قد تقودكم الإحداث لبعض صفات أوضح في أبي شاكيرا ، المهم أن حديث أبي شاكيرا وعلي ، كان حديث طرشان بالفعل ، فأبو شاكيرا الذي بدأ راصاً قدميه إلى الخلف ، كأنه يخشى أن تراه بعض طالبات كلية الزراعة حال خروجها لشراء بعض من البر غر أو سندوتشات الصاروخ أو الكوكتيل هذه المصنفة حديثا ، في قائمة الأكلات الأردنية ، فتسقط هيبة ابن القرية التي ظل محافظا عليها طوال سنواته الثلاث في الجامعة،لكن عليا مد رجليه إلى ابعد ما سمح به بنطال الجينز ليرد على صاحبه:
ــ ( قروشتنا) بمقالات جورج حداد وغيره ، يا عمي خلينا نفهم عليك وقو اسمنا المشتركة ، يعني رطب الجو أشوي ،ما شفت فيدو كلب كلوديا الشمالي الجديد ، جبااااااارة مثل الجمل اللي جاي من قدام المكتبة···شايفها!
ــ وينها!!
رد أبو شاكيرا بسرعة مبحلقا ، دون أن يعرف أن مستوى الحديث انحسر من (هزة غربال )(6) إلى (تنطرني على غلطة شهور!!)···
ابوشاكيرا يخجل قليلا لكنه ينظر مثل غيره··
عماد كان دائما له رؤى اخرى يفعل مثلما يفعل علي على سجيته او ابوشاكيرا على استحياء لكنه يبرر موقفه بعد ان يمر (الجمل ) برحاله···
(حركات شيوخ محروقة··!)
يقول علي···ويمضي···
يرد عماد :
{· وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ }·············
يسكت الجميع!
ü ü ü
يهذه البوابة الجميلة التي يتصّيد ابوشاكير ورفاقه من بعيد ظلها مثل لجنة تحكيم ،(المس لبانون) او (المس ووررلد) بعضا مما تشفع به وجوهٌ جميلةٌ ···يختزلون بعضا من هيبتها ،لتبدوا مثل باب المسرح لا تبدو ابدا مثل طروادة تلك المأسورة و المحصنة باسوار ورجال وجذور الابناء··ليست تلك المنهوبة بنزوات حِسان يتبارين في نشوة حب الذات وليست تلك المنهوبة بالالهة الاغريقة مثار الرعب والحمق والتخريب··كما الالياذة والاوديسة يخرج من يكتب اطراف التاريخ من بوابتك الخضراء بعيون تبدو اجمل مما ما يتذكره (جون ابي زيد) و(هوشار زيباري)(7) عن عن بوابتك المحصنة بمفاتيح (ابي غازي) التي تملأني الفرحَ والحبَ وبقية َ هذا الاردن العذب الصافي مثل حليب الشاه انت يا اباغازي··! ··
······
وحدك تفهمني يا ابا شاكيرا··
أحلام العصافير
ـ أنت يا أيوب لا مع البروليتارين ولا مع الارستقراطيين ، شويه فلوس من وراء أبوك ما بتخلص الجامعة إلا وأنت عالحديدة!!
ــ شو بتشوف أنت يا عبد الناصر؟
-نفتح مطعما امام الجامعة!!
-أوووف شو بده يطالع مع ماكدونلز و برجر كنج وتشلي هاوس!!
ــ مطعم قلاية البندوره···القاسم المشترك لدى الأردنيين مثلما هي أغنية الحلم العربي وحدها التي تجمع المغرب بالخليج بمصر ، تجمع قلاية البندوره الكركية مع الدوايمة مع العبابيد مع التعامرة مع الحويطات···الخ!!
ــ فكرك!؟
ــ تكلفته بسيطة ،موظفان أو ثلاثة موظفين يكفيان المشروع!!
ــ وكم بدنا حتى نحسب حسابنا؟
ــ أربعة خمسة آلاف ليرة نص علي ونص عليك وحتى ما ندفع فروغ نتضمـــن ضمان من واحد من المحلات الخسرانة ومغلقة من أكثر من سنة!!
لم يكن هذا المشروع الاول في حياة أبي شاكيرا ، فقد فتح دكانا بأربد أتت على نصف ثروة أبيه التي قسمت قبل دخوله الجامعة والشاب اللي بالدكان أكلها وانتهت بمصالحة لم يعلن على أثرها أبو شاكيرا إفلاسه ، لكن ربما يعلنه اليوم مع مطعم (قلاية البندوره) هذه الفكرة الخلاقة التي جاء بها صديقه عبد الناصر الشاب الفارع صاحب اللحية غير المشذبة ابن كلية الشريعة الذي لا يقرأ إلا مناهج الكلية ثم يتفرعن في نقاشات بالية يسخر منها طلاب كلية الهندسة ، وعلى رأسهم رئيس مجلس الطلبة سرحان الشيخ المودرن!
·····
صديقي( ابو النمر) مسعر حرب لو كان معه رجال···!!
كلما انضم غداة حريق بين عبدالناصر وسرحان ، صبّ الزيت و صار يهذي : آن لأبي حنيفة أن يمد قدمه···!
تشتعل الجامعات في مثل هذه الامور لكن هذا كان فيما مضى···يومها كان الشباب يقولون :قلي لمن تسجل موادا حرة اقل لك من انت؟: يعني بتسجل لسري ناصر ولا لاحمد نوفل ؟··اليوم الشباب مكبرين دماغهم ــ بالمصري ــ ويا دوب الوقت يكفى ل ساعات من دردشة الانترنت ، جيل ترفع عما كان يسفّه ما قبله ···
جيل ارتقى عن كل نظريات (علم الكلام ) والأمامية والمعتزلة وإخوان الصفا و الأشاعرة، والظاهرية ، جيل خلع جلباب ابيه البالي على راي عبدالقدوس ليبحر في مشاريع تبدأ من قلاية البندورة وربما تنتهي بالربوت او (السوفت وير) التي تباع بميزانيات دول···(كبّر دماغك يا راجل)··· عندنا محمدالعلاونة(1) شاغل راسه باعادة زراعة الاغوار عشان شوية قمح مسوس وفاروق الباز (2) شايل هم سبعين مليون مصري والعالم مستعد يدفع بدماغه سبعين مليون دولار ··(يا عم فاروق كبر دماغك بتاع السبعين مليون دولار وخليك بامريكا بكره العرب يبيعوك بسبعين مليم انت والعم زويل!)···!!
الهوامش
-1 شاكيرا هذه مولودة 1977م في كولومبيا لاب لبناني وجدّ اسمه مبارك!!
-2 بعض الاسماء العامة التي ترد بالنص عرضيا:د·منيف الرزاز:من منظري البعث وقياديه ومؤنس ابنه روائي الاكثر انتاجا في الرواية الاردنية|د·جمال الشاعر:اردني ايضا من نظري البعث وجه قبل وفاته عام 2007 نقدا لاذعا للتجربة القومية|فهد الفانك:كاتب اقتصاد ييعتبر من كتاب الاعمدة الاكثر قراءة حسب دراسة امريكية مسحية اجريت بالاردن|صافيناز كاظم :كاتبة اسلامية كانت زوجة الشاعر فؤاد نجم|وبنت الشاطى:د·عائشة عبدالرحمن (1998 - 1913):باحثة اسلامية|غادة السمان:قاصة وكاتبة سورية كانت على علاقة مع الروائي غسان كنفاني (1972 - 1936) الذي اختالته اسرائيل|احلام مستغانمي:قاصة جزائرية كتبت عن العري والجسد|النفيسي وهويدي والعوا والغنوشي:من مفكري التيارات الاسلامية المختلفة والجابري وطرابيشي:من المفكريين القوميين ومصطفى نجيب محمود وفؤاد زكريا من من منظري الفلسفة القومية واركون مفكر جزائري من دعاة العولمة الحضارية·
-3 رامة والتنين ــ لادوارد الخراط ، ورواية تيسير سبول: (أنت منذ اليوم)
-4 من الكتب المنسية لعبدالرحمن منيف "سيرة مدينة: عمان في الأربعينات" ومنيف
(2004 - 1933) من صف الروائين الاول تم تحطيم قبره في دمشق!!·
-5 نجيب الكيلاني (1995 - 1931):اديب مصري شتت مسرح رواياته في العالم الاسلامي،ومحمود شاكر (1997 - 1909)مؤرخ مصري واديب معروف·
-6 هزة غربال : العنوان الذي دأب الصحفي جورج حداد تدوين خواطره تحته·
-7 بوزيد قائد القيادة الأمريكية المركزية وما يسمى المنطقة الوسطى ، وزيباري وزير خارجية العراق بعد الاحتلال : تخرجا من الجامعة وكانا جزءا من المشروع الشرق اوسطي الجديد اما ابوغازي فلا اعلم عنه شيئا لا انه رجل عظيم عظم َ البسطاء كان حارسا للبوابة الرئيسية!!
الهوامش 2
-1 محمد العلاونة : نائب ووزير اردني تبني مشروع اعادة البنية الزراعية وقوبل بالامتعاض من المستهزئين بقدرة الارض العربية!!
-2 فاروق الباز:من كبار علماء الكيمياء والجولوجيا الامريكيين ،مصري المولد والتعليم الجامعي الاول ،تحدث عن (حرب الخليج والبيئة) في كتاب فريد·واحمد زويل الامريكي الحائز على نوبل في الكيمياء 1996م مصري المولد والتعليم ·