مزاجات مترنّحة للأردني عماد الدين صلاحات.. تجربة أولى للتماهي مع التحوّلات
عن دار موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع في عمّان، صدر مؤخرًا كتاب "مزاجات مترنّحة" للكاتب الأردني الشاب عماد الدين صلاحات، الكتاب الذي ضمّ بين دفتيه مجموعة من الخواطر والتخييلات، وقع في 125 صفحة من القطع المتوسط، مقسمة إلى تسعة فصول، متباينة من حيث الموضوع واللون والاتجاه.
ويبدو أن التنوّع الذي مرت به فصول الكتاب هو ما حدا بالكتاب لاختيار عنوانه الذي يوحي بالتقلبات، والتماهي مع التغيير بل والاستسلام له، يترنح وتترنح مزاجاته على نصل النصوص، ساعد في إبراز ذلك تصميم الغلاف الذي قام به الفنان الفلسطيني أحمد حمزة.
ويقول صلاحات في مقدمة كتابه:
" الكتابة داءٌ أُصبتُ بهِ يومًا، حينما تقرر وصولي لهذا الكوكبِ المليء بالثكالى والمتمسكين بالوجع، جئتُ كي أفتت الحصى بالحب وكي أحصي القبل بدل الخيبات ."
مقدمة كهذه تشي بمولد كاتب جديد، على طريق صعب، يحاول أن يترك لخطوته أثرًا على الرمل، مهما كلّف الأمر من متاعب.
ومن الكتاب نقرأ:
" تمايلُ أغصان الياسمين مشهدٌ واقعيٌّ
لتمايلِ خصرك الجنونيّ؛ أرى التمايل
فتسري الطاقةُ في جسدي
أناملُكِ ياسميناتٌ صغيرة، تركن الأرض، وغرقْنَ فيكِ رافضات الخنوع للأرض ومعلنات السجود أسفل قدميك..
يحدث أن تقبّلَ أزهارَ الياسمين قبلةً تلو أخرى؛
لتحصلَ فقط على مذاقٍ مشابهٍ لشفاه عبرتكْ
يمكن أنْ تقفَ الشمسُ في منتصفِ فمك
ذات يوم من شدة ظمئك لقبلة..
كما يمكن أنْ تجد باقاتِ الياسمين تترصعُ فوق شفتيك،
وفوق قلبك على إثر قبلة.."
أيضًا:
" بعدَ أن تُصافِحَها اختَرْ
طريقَةً مناسِبةً
كيْ لا يئنّ العطْرُ!
قبلَ أنْ ترحلَ أهدَتْني عطْرَها
دائِمًا ما تكونُ هَدايا الفراقِ مُوجِعَةً
عِطرٌ في الذّاكرةِ كالسِّكينِ في الجَسَدِ
حينَما وَصَلَ الهذيانُ
قالَ منْ فرْط الوجعِ
يكفيكُم نُباحًا
عَطِّروني بِها وَكَفَى..
سَيِّدَتي حينَما تَحْضُرين
احْضُري وحدَكِ بـحقيبَتِكِ
وَلا تَجْلِبي ذاكَ العِطْرَ
فَرَشّةٌ منهُ قاتلَةٌ
تُرسِلُني إلى هُناكْ
وَ أنا لا أعرِفُ طَريقَ العوْدةِ صدِّقيني".
وسوم: 639