صورة اليهودي في الشعر العربي في القرن العشرين
صورة اليهودي
في الشعر العربي في القرن العشرين
د. عبد الحكيم الزبيدي
صدر عن دار (مكتبة سلمى الثقافية) بالمغرب في شهر فبراير الماضي (2014) كتاب بعنوان: صورة اليهودي في الشعر العربي في القرن العشرين، للباحثة الأستاذة: خولة فائز رسلان، والكتاب في الأصل أطروحة ماجستير حصلت الباحثة به على درجة الماجستير في الأدب والنقد من قسم اللغة العربية في جامعة اليرموك بالأردن عام 2011م. والكتاب يحمل رقم (38) في سلسلة إصدارات (مكتبة سلمى الثقافية) التي تحرص على نشر الكتب ذات المواضيع الجادة.
وقد اشتملت الدراسة على تمهيد وفصلين. تناولت الباحثة في التمهيد بإيجاز صورة اليهودي في (التوراة) و(الإنجيل) و(القرآن) وصورته في الأدب العربي منذ العصر الجاهلي حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
أما الفصل الأول فقد درست فيه الباحثة صورة اليهودي في الشعر العربي في القرن العشرين دراسة موضوعية من خلال سبعة مباحث، هي:
1- صورة اليهودي العدواني الغادر
2- صورة اليهودي الجبان
3- صورة اليهودي عابد الذهب والعجل
4- صورة اليهودي عدو السلام
5- صورة اليهودي المزيِّف للتاريخ
6- صورة اليهودي السجَّان
7- صورة اليهودي الإيجابي
أما الفصل الثاني فقد درست فيه الباحثة صورة اليهودي في الشعر العربي في القرن العشرين دراسة فنية، من خلال القضايا الآتية:
· اللغة الشعرية
· الصورة الشعرية
· الموسيقا الشعرية
وقد لخصت الباحثة في الخاتمة أهم نتائج البحث، حيث وجدت أن صورة اليهودي في القصائد التي تناولتها قد تنوعت بتنوِّع مواقف الشعراء؛ لذا جاءت نظرة الشاعر العربي لليهودي متراوحةً بين الصور السلبية الكثيرة والصور الإيجابية القليلة، حيثُ وجدت أنَّ هذه النظرة قد تختلف منْ شاعرٍ إلى آخر، بلْ قد تختلف لدى الشاعر الواحد بحسب الموقف النفسيّ والظرف الموضوعي. كما وجدت أنّ مأساة فلسطين قد طبعت القصائد الشعرية بطابع قاتم، فالشاعر- في تلك القصائد التي حاولت أنْ تلقي الضوء على شخصية اليهودي- دائم الحزن ودائم الغربة، ويعيش في واقع مرير.
ومن الناحية الفنية، وجدت الباحثة أنّ لكُلِّ شاعرٍ طريقته الخاصة في اختيار ألفاظه وتشكيله لنصّه وتمكنُّه من اللغة، التي تبرز منْ خلالها عناصر العمل الأدبي.
والبحث في مجمله دراسة جادة، تلقي الضوء على صورة اليهودي في الشعر العربي في القرن العشرين الميلادي، وتصوره في ضوء الصراع العربي الإسرائيلي الناتج عن احتلال فلسطين، لذلك جاءت الصورة قاتمة في معظمها وإن لم تخل من الإنصاف وذكر بعض الصور الإيجابية لليهودي.
وتجلت جدية الباحثة من خلال اختيارها للموضوع الذي قل من تناوله من الدارسين، وكذلك من خلال محاولة تقصيها لكل ما كتب عن اليهود في الشعر العربي المعاصر وقد تجلى ذلك من خلال المراجع التي رجعت إليها والتي نافت على المائتين وسبعين مرجعاً.