مذكرات الثورة السورية
مذكرات الثورة السورية
كتابي الجديد بين هوية القارئ وماهية الرسالة
صدر مؤخراً كتابي الجديد:
مذكرات الثورة السورية
الثورة اليتيمة التي خذلها العالم بأسره
The Chronicles of the Syrian Revolution
The Orphan Uprising the Entire World Betrayed
حيث صدرت النسخة العربية عن دار (أوما غيت) والنسخة الانكليزية عن دار (إكسليبريس) وسيتم التسويق والتوزيع على مواقع أمازون وبارنز آند نوبل وغوغل الواسعة الانتشار.
تضم النسخة العربية المجموعة الكاملة من قصائدي النثرية (441 عمل) التي كتبتها خلال ست سنوات من عمر الثورة السورية (15 آذار 2011 – 15 آذار 2017)، في حين تضم النسخة الانكليزية ترجمات 150 منها.
وقد بدأت الكتاب بمقدمة حول الأوضاع العربية عموماً والسورية خصوصاً قبل قيام الثورة، حاولت فيها وباختصار تعداد الأسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أدت في النهاية إلى الانفجار. كما قسمت الكتاب إلى ستة أقسام رئيسية بعدد السنوات حيث تناولت في كل قسم أهم التطورات على الساحتين العسكرية والسياسية. كافة هذه الأعمال كتبت لتواكب الحدث، وكل واحد منها مذيل بتاريخ نشره الأول، ويسبق البعض سطران أو ثلاثة حول خلفيته لمساعدة القارئ الغير مطلع على تفاصيل الحدث أن يتمكن من ربطه بالعمل. كما وتحوي نسختا الكتاب على النص الكامل للرسالتين اللتين كتبتهما للسفير السوري في واشنطن بعد عدة أسابيع من انطلاق الثورة السورية، أحثه فيهما على التدخل لوقف المجازر التي كانت قد بدأت ترتكب على الارض. حينها كان مايزال هناك أمل بأن النظام قد يحقن الدماء ويتجاوب مع مطالب الشعب للحفاظ على بقائه من جهة ولتجنيب البلد الدمار الذي حل به لاحقاً من ناحية ثانية.
يتطرق الكتاب إلى خصوصية الوضع السوري، وعمق ارتباط نظامه المافيوي بالنظام العالمي ودوره كبلطجي في خدمة مصالح الدول العظمى والاقليمية وعلى رأسها إسرائيل وروسيا وإيران. وأيضا كيف تطور هذا الدور من عهد الأسد الأب إلى عهد الوريث، وكيف تم دفع الثورة إلى العسكرة ثم تصنيع زعامات التنظيمات التكفيرية في أروقة المخابرات السورية والعراقية والايرانية والروسية وإدخالها على خط الثورة لوأدها، ثم لدفع الميليشيات الشيعية الأجنبية إلى الداخل السوري بحجة حماية المراقد المقدسة مرة ودعم خط المقاومة ومحاربة الارهاب مرة ثانية، كل ذلك بغض نظر غربي متعمد.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لمن يتوجه هذا الكتاب وماهي الرسائل التي يحملها؟ النسخة الانكليزية موجهة بشكل طبيعي للقراء الأجانب لجهلهم بأسباب مايحصل، والرسالة التي يحملها لهم أن مايجري في سورية ليس حرب أهلية ولاحرب ضد الارهاب كما يروج له، وإنما حرب لنظام ديكتاتوري مافيوي ضد شعبه وبدعم علني من حلفاء معروفين ودعم من خلف الستار من حلفاء سريين. أما داعش وأخواتها فما هي إلا أدوات من صنع النظام وحلفائه لوأد الثورة وصرف نظر العالم عن المجازر المرتكبة بحق المدنيين العزل ووضع الشعب السوري ودول العالم أمام خيارين لاثالث لهما: الأسد أو الارهاب. الجهة الثانية التي أوجه لها هذا الكتاب هي (منحبكجية) الديكتاتور عموماً بغض النظر عن هوياتهم، والرسالة التي يحملها لهم أن عصر عبادة الفرد قد مضى، وعليهم أن يقبلوا بهذه الحقيقة، وأن المستقبل إنما لدولة القانون والدستور المفصلين على مقاس الشعب، كل الشعب، وليس على مقاس الحاكم أو طائفته أو أتباع مذهبه.
تصنف قصائد الكتاب تحت عنوان النثر الفني، فهي لاتسبح في أبحر الفراهيدي، ولكنها توظف القافية لترسم لوحات تعكس مايجري على الأرض من أحداث. وهي أيضاً توظف وبشكل واضح الأمثال الشعبية الشامية للتأكيد على الموضوع، كما وتوظف اسلوب السخرية من الديكتاتور وأعوانه كسلاح لمحاربتهم وإعادتهم إلى حجمهم الطبيعي، علماً أن السخرية هي من العادات التي اشتهر بها الدمشقيون منذ القدم.
وسوم: العدد 734