حلقة بحث حياة الشيخ علي الطنطاوي
رابطة العلماء السوريين
معهد مكة المكرمة للعلوم الشرعية
تركيا - انطاكيا
مقدمة لمادة أصول البحث في الفصل الأول من السنة الأولى
إشراف
الأستاذ: محمد الشامي
العام الدراسي: 2017 – 2018
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أشرف الانبياء والمرسلين، إن الحمد لله سبحانه لا نحصي عليه ثناء كما أثنى على ذاته العلية، أما بعد فقد حاولت في بحثي هذا اقتباس بعضاً من نور سطع في سماء الامة فأضاء افاقها: الشيخ العلامة المربي والكاتب الشيخ علي مصطفى الطنطاوي رحمه الله تعالى في حياة امضاها ثابتا على مبادئه مدافعا عن امته ودينه ولغته.
تأتي اهمية هذا البحث كونه دراسة يسيره لحياة شخصية اسلامية عظيمة كالشيخ الطنطاوي والوقوف على كنوزه في الثقافة والادب والمؤلفات الاسلامية.
وقد اتبعت في دراستي هذه المنهج التاريخي، ومن الدراسات السابقة في ذلك:
1- ذكريات الشيخ وهي ثمانية أجزاء.
2- مقالة الأستاذ مجاهد ديرانية (www.aluka.net).
3- كتاب (هكذا ربنا جدي علي الطنطاوي) للداعية عابدة المؤيد العظم.
وجاءت خطة بحثي كالتالي:
المطلب الأول: (نشأته واسرته). المطلب الثاني: (طلبه للعلم، شيوخه). المطلب الثالث: (زوجته، بناته، أصهاره). المطلب الرابع: (أبرز اعماله ووظائفه). المطلب الخامس: (أسفاره ورحلاته). المطلب السادس: (مؤلفاته). المطلب السابع: (وفاته _رحمه الله تعالى _).
ومن الصعوبات التي واجهتني في هذا البحث مع قلة المصادر الملموسة في بلد غير عربي وغياب بحث متكامل عن حياة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى (حتى في المواقع على الشابكة).
وكل الشكر للأستاذ _ محمد الشامي _ (حفظه الله) الذي شجعني وساعدني وأشرف على بحثي.
أسال الله العلي القدير التوفيق والسداد
وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
خولة وحيد العثمان
انطاكيا -تركيا
6 ربيع الثاني 1439هـ 24 /12 / 2017م
المطلب الأول
نشأته وأسرته
ويتضمن خمسة مسائل:
1- أسرته
2- أسرة الأم
3- ولادته ونشأته
4- وفاة الأم
5- وفاة الأب
المطلب الأول
نشأته – أسرته
عندما هبت نسمة من ارض الكنانة على ارض الفرات وفاحت عبقا رائعا ملأ الافاق وانطلقت نفسا زكية بإذن ربها تنافح عن الاسلام والوطن والافهام انه كنز الزمان، اعجوبة عصره علما وحكمة وذكاء، وطرفة وثقافة الشيخ علي مصطفى الطنطاوي هو عدة رجال في رجل واحد الاستاذ والخطيب، القاضي والقاص، المسرحي والناقد الاديب النجيب نابغة الشام أحد شهود العصر النادرين الذين تابعو تغير الدول واختلاف الحكام منذ نهاية الدولة العثمانية حتى وفاته (رحمه الله) سيرته أجدر بأن تدرس وتحتذى ويتعلم منها الكبار قبل الصغار.
أولاً – أسرته
يعود اصل اسرة الطنطاوي إلى طنطا عاصمة اقليم الغربية في مصر التي قدم منها (عام 1839م) جده احمد بن علي بن مصطفى مع عمه (عم الجد ) الشيخ محمد بن مصطفى الفلكي الذي ادخل علم الفلك إلى دمشق ومن اثاره (البسيط )[2] ويكتفي بالقليل وله ترجمه في كتاب الشيخ عبد الرزاق البيطار وكتاب ((الحدائق)) للشيخ الخاني وهو احد رجلين انتهت اليهما الفتوى في الشام وهو محمود افندي الحمزاوي قرأ الشيخ محمد الطنطاوي على محدث الشام في تلك الايام الشيخ عبد الرحمن الكزبري والشيخ سعيد الحلبي وغيرهم ثم عاد إلى مصر ولزم الازهر خمس سنين ودرس على يد مشايخه في ذلك العصر وهو فقيه عالم باللغة العربية والفلسفة و العلوم اصابه الصمم فاخترع طريقه للكلام بالإشارة (اشارات اليد ) وعلمها من حوله فكان يخاطبهم ويخاطبونه ثم عاد إلى دمشق ثم رجع إلى دمشق واتخذ حجرة له في مسجد (سيدي صهيب)في اول حي الميدان فكان يعلم فيها نهاره كله واستمر في ذلك سنين حتى دعاه الامير عبد القادر الجزائري واستأجر له دارا واسعه وعين له معاشا وارسل اليه اولاد ليعلمهم القران الكريم.
ولما مات الامير عبد القادر الجزائري جعلت له الحكومة راتبا فلم يأخذه وصار يبيع كتبه وهي اعز ما عنده، حتى توفاه الله سنة 1306 هجرية وصلي عليه في الجامع الاموي بمشهد عظيم ودفن في مدفنة (الباب الصغير) في دمشق.
اما جده احمد بن علي بن مصطفى فكان امام طابور متقاعد في الجيش العثماني ولم يكن عالم كعمه لكنه كان يحب العلم والادب ، تزوج ابنة عمه الشيخ محمد ورزق عشرة من الولد لم يبق منهم الا ابوه مصطفى وعمه عمرت طويلا (كان الشيخ علي يقول انا سبط الطنطاوي ) كان احمد مهيبا مرهوبا حياته منتظمة كالساعة الدقيقة رحمه الله اما ابوه مصطفى بن احمد الطنطاوي فهو من علماء دمشق المعدودين ومن صدور فقهاء الحنفية ،كان يلقي دروسا في بيته على مجموعه من مشايخ الشام ومنهم: الشيخ هاشم الخطيب والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت والشيخ محمود العقاد والشيخ محمود الحفار واخوه الشيخ عبد الرزاق الحفار وغيرهم.
كان الشيخ مصطفى حتى عام 1918مديرا للمدرسة التجارية التي انشأها التجار في بيت (خليل مردم بك) الكبير وراء سوق الحميدية، كانت تدرس فيها المناهج الرسمية بالإضافة إلى العناية بعلوم الدين على يد اعلام من علماء دمشق، صار بعد ذلك (امينا للفتوى) عند الفتي الشيخ ابي الخير عابدين والد الشيخ ابي اليسر عابدين ثم صار مفتي في جبل الدروز ثم رئيس لديوان محكمة التمييز (محكمة النقد الان) إلى ان توفي (رحمه الله تعالى) عام 1925.
كان تأثير والده عليه عظيما فقد كان علي الطنطاوي أكبر اخوته يداوم على حضور مجالس والده ويصاحبه في زياراته، فاستفاد الكثير من مجالسة العلماء …فهو يدخل بالشاي والماء على دروس والده في الصباح فيأمره والده ان يناوله (حاشية ابن عابدين) او (الفتاوى الهندية) او الجزء الفلاني من هذا الكتاب او ذاك.
ثم يحضر دروسه مساءاً في جامع التوبة يقول الشيخ: (ما لعبتُ يوماً مع أطفال في الزقاق، أعكف وقتي كله على مطالعة الكتب من مكتبة البيت، أفتح عيني في الصباح على تلاميذ بعمائم ولحى يقرؤون على أبي)[4]
هكذا وصف الشيخ الطنطاوي موت أمّه التي ما ذكرها يوماً الا وفاضت عيناه حزناً وشوقاً وقد مضى على وفاتها الاربعون والخمسون والستون سنه كان يذكر رحيلها بلوحاتهِ الأدبية الفريدة الذي امتزج فيها الأدب بصدق الاحساس النّبيل كانت وفاتها أوّل خطب من خطوب الدهر المَّ به فكان يزور قبرها في مقبرة الدحداح مع صديقه أنور العطار،(لقد كان ما ظنّناه مستحيلاً، لقد ماتت أمي وأمك واحتواهما ذلك القبر الذي حوى أبوينا من قبل، وعشنا بعدهما لم نملك منهما الاّ دموعاً حرّى في العين وحسرات لاذعات في القلب ... لقد غابتا إلى الابد ...)[6].
خامساً – وفاة الأب
كان والد الشيخ الطنطاوي عالماً جليل القدر كريم اليد لمّا ضاق الحال بالناس أثناء الحرب العالميّة الأولى وسع الله عليه فلم يعرف الضّيم ونشأ الشيخ في بيت لا يعرف الفقر حتى أفاق يوماً من سنة 1925 وكان عمره 16 سنه واخوته بين عشر وشهر، وإذا بوالدهم قد توفّي، أحسّ الشيخ وقتها أنه قد ارتفع السّتر عن تلك العائلة فإذا التركة ديون وديون فباعوا البيت وأثاثه ليوفوا النّاس وتركو الدار الفسيحة في الصالحية ليستأجروا كوخا في حارة ( الدّيمجية ) في آخر العقيبة قرب مكان يسمّيه النّاس من شدّة التوائه وضيقه ( محل ما ضيّع القرد ابنه ) وعاشوا في غرفتين من الطين واللبن سقفها من خشب يضيؤها سراج الكاز، لتقطع الاسباب ولا يبقى الا الله سبحانه لهم معيناً، ولا يكون لأحد غيره ذي المنّه فضلا على هؤلاء الصبية فتخلى عنهم الاقرباء الموسرون فكانوا لا يطرقون لهم باباً الا خالهم الاستاذ محبّ الدّين الخطيب الذي يمدّهم بين الحين والآخر بجنيهات مصرية قليله ، لم يكن يطيق أكثر منها، فنزل الفتى علي إلى السّوق بقصد العمل بالتجارة لينهض بأعباء الأسرة فجمع له التجار بعض المال ليبدأ ولكن الله صرفه عن هذا الطّريق وعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها.
ومن ظلمة الليل انبثق الفجر الجميل وصبر الشيخ واخوته ونالوا بحمد الله:
فأخوه الثاني أصبح قاضياً وأديباً وشاعراً.
واخوه الثالث مدرّساً موفقاً وداعياً واديب.
والرابع استاذاً كبيراً في الجامعة وأوّل من حمل لقب دكتور في الرّياضيات (أتمّ دراسته في فرنسا).
وهم ناجي الطنطاوي.
وعبد الغني الطنطاوي.
ومحمد سعيد الطنطاوي.
وكلهم من اصحاب الفضل والعلم والادب.
المطلب الثاني
طلبه للعلم وشيوخه
ويتضمن مسألتين:
1- دراسته في الكتّاب.
2- دراسته في المدارس الأهليّة في دمشق.
المطلب الثاني
طلبه للعلم وشيوخه
كان علي الطنطاوي اول من جمع في دمشق بين اسلوبي الدراسة آنذاك وكان العلماء في عصره بين (شيخ) لا يعرف من علوم الدنيا الحديثة شيئاً و (أفندي) لا يفقه من علوم الدين الا شيئا لا يغني ولا يجزي فهو الذي جمع بين الاسلوبين.
اولاً – دراسته في الكتّاب
دراسة الكتاب التي بدأها في جامع التوبة وكان ذلك سنة 1914 وكان قبل ذلك قد بدأ بالقراءة على ابيه الشيخ مصطفى الطنطاوي فلما توفي رحمه الله قرأ على خيرة العلماء الشام ومنهم:
1- الشيخ بدر الدين الحسيني (المحدث الاكبر).
2- السيد محمد بن جعفر الكتاني صاحب الرسالة المستطرفة
3- الشيخين المعمرين الشيخ عبد المحسن الاسطواني.
4- الشيخ سليمان الجوخدار.
5- مفتي الشام الشيخ عطا الكسم.
6- الشيخ المفتي (الطبيب) ابو اليسر عابدين.
7- السيد محمد الخضر حسين شيخ الجامع الازهر والشيخ عبد المجيد سليم والشيخ مصطفى عبد الرزاق والشيخ محمود شلتوت (من مشايخ الازهر).
8- خاله المؤرخ العالم الكاتب محب الدين الخطيب.
9- العالم الاديب السلفي محمد بهجه البيطار الذي لقبه (نابغة الشام) قبا أن يتم الثلاثين من العمر.
10- العالم الشيخ توفيق الايوبي.
11- المفسر الشيخ عبد الله العلمي.
12- العالم الواعظ الشيخ هاشم الخطيب.
13- المؤرخ الكاتب محمد كرد علي منشئ المجمع العلمي في دمشق.
14- الشيخ المصنف الاديب عبد القادر المغربي وغيرهم
ثانياً – دراسته في المدارس الأهليّة في دمشق
تلقى دراسته الابتدائية الاولى في العهد العثماني فكان طالبا في المدرسة التجارية التي كان ابوه مديرا لها سنة 1918 م ثم في المدرسة السلطانية الثانية، وبعدها في المدرسة الجقمقية (مؤسسها الشيخ عيد السفرجلاني من أكبر مشايخ دمشق ومعلمها لمدة ستين عام) ثم في عنبر الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق آنذاك حيث نال منها (البكلوريا) الثانوية العامة سنة 1928م.
ومن طريف ما ورد في ذلك عن الشيخ عندما قالو له هذه السنة هي المستقبل فتهيأ لها انه قال: (لم يدع في كتب المدرسة حاشية الا حشاها في راسه، ولا تعليقه الا علقها في ذاكرته ثم دخل إلى الامتحان بعقل من سطوح واجسام وخطوط وارقام وخرافات واوهام ... فنجح أعظم نجاح)[8].
والاستاذ عبد الرحمن سلام الذي قال فيه: (لقد كان عجبا من العجب)[10].
وعبر عن سعادته في بيته بمناسبات عده، وقد لخص وجهة نظره في اختيار الزوجة بالآتي:
1- أنه خطب من قوم يعرفهم ولم يتفاجأ بالمستور.
2- اختيار الزوجة من نفس الطبقة الاجتماعية.
3- اختيار الزوجة المتعلِّمة التعليم الضروري الذي تستطيع فيه القراءة والكتابة.
4- لم يجعل الجمال الهدف الاوحد في الزواج.
5- العلاقة الرسمية بأهلها واختصار الزيارات.
6- التصرف مع الزوجة بالعفوية من اول يوم حتى لا تتفاجأ فيما بعد.
7- لم يُلزمها أو يُلزم أهلها بجهاز.
8- كما يقول الشيخ (تركت ما لقيصر لقيصر) فلا يتدخل في شئون المنزل من ترتيب وطبخ وثياب ...
9- أن تبنى علاقتهما على الصدق والشفافية المطلقة في الامور كلها.
وما زال الشيخ يثني على المرأة العربية وسعادة البيت العربي المسلم الذي دعائمه الايمان وحب الله سبحانه وتعالى، ويحترم النساء ويدافع عنهن حتى لُقِّب ب (ناصر المرأة) ويحذّر الرِّجال من التعدي عليهن ومازال يردد بأن الدرجة للرجل على المرأة درجة واحده وليست سُلّماً.
حتى قال عنه الاستاذ أحمد آل مريع (الذي اعد رسالة ماجيستير حول الطنطاوي): (كان الشيخ علي استاذاً وأنموذجاً للمثقف الموسوعيّ العائليّ).
وكان الشيخ يردد قوله تعالى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ)[12]، وفي المرة الثانية قرر ان يكون اسم الولد: (عزام) فرزقه الله عز وجل (بنان)؛ ثم اصبحت القافية (ان) فوهبه الله سبحانه وتعالى خمس بنات من اروع ما يكون من الذرية وهن على الترتيب (عنان، بنان، بيان، امان، يمان)، وبعدها قرر تسمية الولد (ابان) لكنه كان (ابا - البنات) وكان فخورا بذلك، وبوعد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:
عن عقبه بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (من كان له ثلاث بنات فصبرَ عليهنّ واطعمهنّ وسقاهنّ وكساهنّ من جدته، كُنَّ لهُ حجاباً من النّار يوم القيامة)[14].
ربى الشيخ بناته على الأدب والفضيلة وكان لهنّ اباً ومعلماً وخير معيل فما نظر عند زواجهن إلى مال ولا جاه بل زوجهن من أسر تتوافق دينياً وفكرياً ومعيشياً مع أسرتهن فكانت زيجات موفّقه افرزت بيوتاً عامرةً بإذن الله، أحب الشيخ علي بناته حباً جماً ولا سيما (بنان) التي تعلق بها تعلقاً عجيباً وبكاها أمام الملايين حيث كان حينها يقدّم (برنامج نور وهداية) على شاشة التلفزيون السعودي حيث اسُتشهدت (ونحسبها من الشهداء ولا نزكي على الله أحداً)يوم الخميس 11 /5 /1401 هجرية 17/3/1981م في مدينة (أخن) في ألمانيا وبعد أكثر من 17 عشر عام من التشرُّد والغربة مع زوجها (الدكتور عصام العطار) قتلت بخمس رصاصات غادره من مجرمي حافظ الأسد (عليه من الله ما يستحق) واغتالوها وكان زوجها هدف الاغتيال ومكر بها هؤلاء الكفرة بحيلةٍ لا تخطر على بال ابليس فهددوا جارتها بالمسدس كي تُهاتفها وتُخبرها بقدومها لعندها وما أن فتحت الباب حتى لقيت حتفها (رحمها الله تعالى) ورثاها زوُجها الدّكتور عصام العطّار في ديوان اسمه (رحيل) ومنه:
بنان يا جبهة الإسلام داميةً مازال جرحك في قلبي نزيف دم
بنان يا صورة الإخلاص رائعةً ويا منال الفدى والنبل والكرم
عشنا شريدين عن اهلٍ وعن وطنٍ ملاحماُ من صراع النّور والقيم
الدكتور عصام زوجها الذي عانى السجن والظلم على يد قوات الأسد الغاشمين الذين جابهوا دعوته لحدّ القتل ونفوه عن وطنه وأُصيب بالشلل بالغربة وكان وراء هذا الرجل العظيم المرأة العظيمة (بنان علي الطنطاوي) التي اثرت المنفى وأن تكون بجانب زوجها على أن تتنعم في بيت أبيها في المملكة السعودية فوقفت خلفه وقفة الجبال الراسيات تدافع عنه وتنصر دعوتهُ وتحثهُ على الصّبر والثّبات إلى جانب تربية اولادها (هادية وأيمن) على الأخلاق الفاضلة وحب الدّين وآخر ما رثاها به الشيخ الجليل عصام العطار على مواقع التواصل الاجتماعي:
تمر بنا الأيام أم ايمن بأحداثها الكبرى سراعاً جوارياً
فلا تلامُ الايامُ جرحك دامياً ولا تلأم الايامُ جرحيَ دامياً
يظلّ ليوم الحشر ينزف داعياً فيبعث نواماً ويجلو مواضياً
ظلت بنان الجرح في قلب عصام العطار الذي لن يلتئم أبداً {وهو داعية اسلامي سوري والمراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين سابقا (ولد عام 1927م) وهو القائد الملهم والشاعر الموهوب ونابغة الخطباء نفي عن بلده لأنه لم يرضى بالذل والهوان}.
ربت السيدة عائده الخطيب بناتها على مخافة الله والحجاب والحلال والحرام فكن كلهن ممن حصلن على الاجازات الجامعية.
فالدكتورة يمان علي الطنطاوي استاذه في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز في جده وهي ام لأربعة اولاد توفيت في حادث مروري في طريق عودتها من مكّة المكرّمة إلى جده يوم (الجمعة 19/10 / 2008 م)[16].
المطلب الرابع
أبرز أعماله ووظائفه
ويتضمن ثلاث مسائل:
1- علي الطنطاوي في التعليم.
2- علي الطنطاوي في القضاء.
3- علي الطنطاوي في الصحافة.
المطلب الرابع
أبرز أعماله ووظائفه
اولاً – علي الطنطاوي في التعليم
كان الطنطاوي يقول عن نفسه انه من أقدم المعلمين في الدنيا لأن هذه المهنة السامية ملأت حياته كلها، كان في الثانوية الطالب المندفع في عنفوان الشباب فمن وقتها بدأ في التعليم في المدارس الأهلية في دمشق (الأمينية والكمالية والجوهرية) وحين أصبح في الحاديه والعشرين من العمر درس في الكلية العلمية الوطنية دروساً في الأدب العربي عن بشار بن بُرد وطُبعت محاضراته تلك عام 1930م.
وبعد إغلاق السلطات لجريدة (الايام) التي كان يعمل مديراً للتحرير فيها صار معلماً في مدارس الحكومية الابتدائية (1931_1935).
وكم جلبت له تلك الفترة من مشاكل بسبب جرأته في الحق ومقاومته للفرنسيين وأعوانهم في الحكومة الذين حاكوا له المؤامرات حتى نقل من مدينة إلى اخرى في أرجاء سوريا غرباً وشرقاً جنوباً وشمالاً، فصعد الجبال وخاض الثلوج ونام بين العقارب ماضياً بهمته العالية وعزيمته الفولاذية لا يثنيه عن هدفه شيء.
أراد معلمنا النجيب أن يجعل من تلاميذه علماء عاملين كتابا وخطباء فأعطى التعليم من روحه وفكره كما في كل مجال عمل فيه ولاسيما عندما انتقل إلى التدريس في العراق وذلك سنة 1937 مدرساً في الثانوية المركزية في بغداد ثم ثانويتها الغربية ودار العلوم الشرعّية في الأعظمّية (التي صارت كلية الشريعة فيما بعد).
ولكن جراته بالحق وبخلافه مع أهل الباطل جرى له في العراق ما جرى له في الشام فتم نقله إلى كركوك شمالاَ ثم إلى البصرة جنوباً.
كان لقاء الطنطاوي بطلاب الثانوية في العراق على خلاف ما درَّس من تلاميذ الشام (صغار السن) فجر قريحته ونثر ذخائر علمه وروحه الوثابة في تلقين الشباب إلى جانب العلم والأدب مقارعة الظالمين والصدع بالحق فتعلق به طلابه تعلق الابناء بالأب وهو كان لهم كذلك، فكانت أيام فراقه طلابه كفراق الوالدين بالنسبة له ولهم على حد سواء.
ظلّ الطنطاوي يدرِّس في العراق حتى سنة 1939 م لم ينقطع عنها الا سنه واحده امضاها في بيروت مدرسا في الكلية الشرعية فيها سنة 1937 م، وفي عام 1939 عاد إلى دمشق كمعاون في مكتب عنبر (مدرسته) التي صار يُدعى (مدرسة التجهيز) وهي الثانوية الرسمية حينئذ في دمشق.
وجاء المولد النبوي الشريف وجهّز الاستاذ في مدرسته (ميشيل عفلق) (مؤسس حزب البعث المشؤوم فيما بعد) جهز كلمة بالمناسبة تتكلم عن النبي ﷺ باعتباره شخصية تاريخية بعيدا عن دين الاسلام فصعد الطنطاوي إلى المنصة والقى بالخطيب فوق الجمهور وصدع بما كان يجب عليه من الحق ونصرة الاسلام كعلي الطنطاوي فما كان من السلطات إلا أن نقلوه إلى دير الزور 1940م وهناك القى خطبته الحماسية التي (أقامت الدنيا وما اقعدتها) على رؤوس المستعمرين ومن والاهم وانتفض النّاس في مظاهرة عارمه ، ولم يستطع الجنود الفرنسيون اعتقاله وقتها ولكنّه لم يسمح له بالعودة إلى التدريس وانتهى به الامر إلى إجازة (قسرية ) أواخر سنة 1940 انتهى بعدها إلى الانتقال إلى سلك القضاء وكان هذا قضاء الله تعالى حيث انتقل من ضيق باب التعليم كمدرس في قرية ابتدائية إلى فضاء واسع ونجم لامع في سماء العدل والخير للبلاد والعباد بحمد الله تعالى.
ثانيا – علي الطنطاوي في القضاء
(القضاء هو مقياس الخير في الامم وهو معيار العظمة فيها. وهو رأس مفاخر كل امه حية وراشده)[18].
هكذا يكون أمر العامّة حملاً ثقيلاً على الشريف الذي يبتغي مرضاة الله تعالى في عمله كلّه فيجري الله الخير على يده إلى يوم الدّين.
ثالثا – علي الطنطاوي في الصحافة
بدأ الفتى علي الطنطاوي في العمل بالصحافة عام 1926 حيث نُشرت له أول مقاله عام 1926 م في صحيفة (المقتبس) لصاحبها الأستاذ أحمد كرد علي (رحمه الله) ولهذا قصة جميله فعندما قرأ علي الطنطاوي مقالته على صديقه أنور العطار ، أشار عليه أن ينشرها وظلَّ وراءه حتى عرضها على إدارة جريدة المقتبس فلم يقتنع الأستاذ أحمد أنها من بنات افكار الفتى لصغر سنه فأراد ان يختبره فاقترح عليه انشاء شيء ما للتو تحتاجه الجريدة فأنشأ إنشاءَ من يسابق قلمه فكره فأُعجب الأستاذ أحمد كرد علي بسرعة بديهته وشدة ذكائه ووعده بنشر المقالة في اليوم الثاني فخرج من عنده وهو يكاد يطير من الفرح وفي ذلك قوله :( فخرجت من حضرته وانا اتلمس جانبي انظر هل نبت لي اجنحه اطير بها لفرط ما استخفني السرور ولو اني بويعت بإمارة المؤمنين ما فرحت اكثر من فرحي بهذا الوعد )[20] كانت هذه المجلة الذي توقف عندها الشيخ كثيراً هي مجلب الخير والشهرة الواسعة حيث تابعها الناس من كل اصقاع الارض فكان لها القراء من الشرق والغرب وفي امريكا وفي اليابان.
نشرت جريدة (بريس) بشيراز كتاب كلمات للطنطاوي ترجمهُ الأديب الفارسي أحمد أدم ويقول الشيخ علي (لولا الرسالة ما كان هذا كله)[22]
قدم الطنطاوي من روحه الطيبة ومن فكره المنير للقارئ مقالاته وكتبه التي يقال انه طبع منها أكثر من عشرة الاف صفحه 0 قارع فيها الاستعمار وتشهد على ذلك صحف (فتى العرب والقبس والمقتبس والايام والنصر والجزيرة وغيرها ...) ولم يتزلف يوما للظالمين ومجد فيها العربية وروعة بيانها وما خرج فيها عن قواعد الإسلام (حتى قبل ان يكون الداعية الذي ملأ الآفاق) بل دعا على الدوام للخير والفضيلة ونبل الاخلاق وبقي ذلك حتى نهاية حياته.
المطلب الخامس
أسفاره ورحلاته
ويتضمن أربعة مسائل:
1- سفره إلى مصر.
2- سفره إلى العراق.
3- من رحلاته.
4- سفره إلى السعودية.
المطلب الخامس
أسفاره ورحلاته
اولاً – سفره إلى مصر
بعد أن نال علي الطنطاوي الشهادة الثانوية في دمشق وكان ذلك سنة (1928) ومن محطة الحجاز في دمشق انطلق القطار الذي حمله إلى مصر لإكمال الدراسة في دار العلوم العليـا ولكن مشهد وداعه لأمهِ واخوتهِ لم يفارقه لحظةً خرج وقلبه يقطر دماً، وكان طيف الوطن والاحبّة يلاحقه حيث ما ذهب، والشوق دموعا في العين لا تجف لابن العشرين، وما أطاق هذا طويلاً فما صبر الطنطاوي حتى عاد إلى دمشق في السنة نفسها ولكنه ندم على عودِته هذه وذكر ذلك فيما بعد :(صدقوني إذا قلت لكم أنى لم آسف على شيء اسفي على ترك مصر. فهي التي سدّدت خطواتي بالأدب، وهي التي علمتني، وهي بلد اسرتي)[24].
وجد الطنطاوي في بغداد من الإكبار فوق ما كان يرجو ووجد سيرته العطرة قد سبقته، فحف به القراء والمعجبون، ومن جهة أخرى انتقل الى تدريس طلاب في الثانوية متلهفون لطلب العلم وكان ذلك سنة 1936، وجاب الطنطاوي العراق شمالاً وجنوباً وعمل في التدريس في بغداد وفي كركوك شمالاً وفي البصرة جنوباً التي قال فيها :(البصرة بندقية العرب)[26]
فعد الشيخ نفسه من أهل العراق وكان يعد كل بلد مسلم بلده وداره فقاد المظاهرات ضد الاحتلال الانجليزي في العراق، كما كان يقودها ضد الاحتلال الفرنسي في الشام، لبث الطنطاوي في العراق ثلاث سنوات قضى فيها أياماً من أجمل أيام حياته ثم عاد الى دمشق سنة (1939) تاركاً بغداد وتاركاً حبه الأول وهو الذي قال في الحب: (وهكذا الحب أبداً: مرض في الجسم وضيق في الفكر، وفرار من حومة الحياة!)لقد كان قدومه الى المملكة مرحله جديده وفريده في حياته فبعد التدريس كُلِّف بتنفيذ برامج للتوعية الإسلامية فترك كلية التربية في مكّة وطاف على الجامعات والمعاهد والمدارس في جميع أنحاء المملكة لألقاء الدّروس والمحاضرات.
وتفرّغ بعد ذلك للفتوى يجيب عن أسئلةِ النّاس في الحرم (في مجلس له هناك أو في بيته) ومرت على ذلك خمس وثلاثون سنة حافلة بالعطاء والبذل الفكري للشيخ في الدّعوة، ولاسّيما بعد عملهِ في الإذاعة السعودية ببرنامجيه (نور وهداية) و (مسائل ومشكلات) اللّذين استقطبا على مرّ السنين ملايين المُستمعين والمُشاهدين على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وجنسياتهم، وليس هذا بالأمر الغريب فعلي الطنطاوي من أقدم مذيعي العالم العربي. بدأ من إذاعة الشرق الأدنى من يافا في أوائل الثلاثينيات، ومن إذاعة بغداد عام 1937 ومن إذاعة دمشق عام 1942، لأكثر من عقدين متصلين، وكان مسك الختام في إذاعة المملكة العربية السعودية وتلفازها لنحو ربع قرن متّصل من الزّمان فبرنامج (على مائدة الإفطار) انطبع في ذاكرة كل سعودي وجمع العائلة على مائدة الإفطار.
كما نشر ذكرياته لمدة خمس سنوات في الصحف حلقة كل يوم خميس حتى قاربت 250 حلقة وبعدها ودع القُراء فقال: (لقد عزمت على أن أطوي أوراقي وأمسح قلمي وآوي الى عزلة فكرية كالعزلة المادية التي أعيشها من سنين)[29]
أوصى الشيخ الطنطاوي الخطباء بأنّه على الواعظ أن يبدأ بنفسه وأن يكون في فعله أوعظ منه في قوله فقد كان الشيخ (رحمه الله) شديد المراقبة لنفسه وكان هذا ضامناً لترقيته في رتب الكمال.
نال الشيخ الطنطاوي جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام لعام 1990 م وكان ذلك عن جدارة ولجهوده الجبارة في مجال الدعوة الإسلامية حيث انتفع بعلمه عدد لا يحصى من البشر (إنّ لم يكن إلا "أنا" الذي ولدت ومتُّ مئة مرّة حتى صرت الآن "أنا") أبو بكر الصديق (1935).
أخبار عمر (1959). أعلام التاريخ (1-7) (1960). بغداد: مشاهدات وذكريات (1960). تعريف عام بدين الإسلام (1970). الجامع الأموي في دمشق (1960). حكايات من التاريخ (1-7) (1970). دمشق: صور من جماله وعِبَر من نضالها (1959). رجال من التاريخ (1958). صور وخواطر (1958). صيد الخاطر لابن الجوزي (تحقيق وتعليق) (1960). فتاوى علي الطنطاوي (1958). فصول إسلامية (1960). فِكَر ومباحث (1960). في إندونيسيا (1960). في سبيل الإصلاح (1959). قصص من التاريخ (1957). قصص من الحياة (1959). مع الناس (1960). مقالات في كلمات (1959). من حديث النفس (1960). من نفحات الحرم (1960). هُتاف المجد (1960).
وقد نشر حفيده مجاهد ديرانية، بعد وفاته عدداً من الكتب التي جمع مادتها من مقالات وأحاديث لم يسبق نشرها، وهي:
1- فتاوي علي الطنطاوي (الجزء الثاني) (2001).
2- فصول اجتماعية (2002).
3- نور وهداية (2006).
4- فصول في الثقافة والأدب (2007).
5- فصول في الدعوة والإصلاح (2008).
6- البواكير (2009)[32] وموقع المكتبة الوقفية على شبكة الإنترنت[34] رحمك الله وغفر لك وجمعنا بك على حوض الحبيب محمد ﷺ.
واخيراً: عاش الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله 90 عاماً ميلادياً وقرابة 93 عاماً وشَهِد تغيُّر الدّول والحكام حوالي القرن من الزّمن المعاصر، جاب البلاد شرقاً وغرباً، فكان كالصّيّب النّافع، الذي تحيا به الأرض حيث نزل مدافعاً عن الإسلام وعن العربيّة، وما تزلف لظالم ولا انحاز لحزبٍ أو جماعة، وما وّرث الدرهم والدّينار وإنما ورث العلم والأدب والأخلاق الطيبة، والقلوب المحبّة ودُعاء الملايين له بالخير والرّحمة، ترك بصمةً على جبين التّاريخ لن تُنحها الأيام مهما طالت.
الحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات اللهم تقبل هذا البحث عملا خالصا لوجهك الكريم، وأنفع به.
والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أ- الشيخ علي صغيراً.
ب- الشيخ علي مع أخواته.
ج – الشيخ علي في إحدى الإذاعات.
د – الشيخ علي في شيخوخته.
هـ -رسالة بخط يده إلى ابنتهِ أمان.
فهرس المصادر والمراجع
أ- الكتب (حسب الترتيب الأبجدي):
1- كتاب (بغداد – ذكريات ومشاهدات) للشيخ علي الطنطاوي طـ1 عام (1960) مطابع دار الفكر – دمشق.
2- كتاب (ذكريات) للشيخ علي الطنطاوي (ج2 – ج4):
دار المنارة، جدة (1952) عدد المجلدات (8). دار ابن حزم، بيروت تحقيق: أ. مجاهد ديرانية.
3- كتاب (من حديث النفس) للشيخ علي الطنطاوي:
دار المنارة، جدة ط1 (1960). دار ابن حزم، بيروت تحقيق: أ. مجاهد ديرانية.
ب- المواقع الإلكترونية (حسب الترتيب الأبجدي):
1- موقع الألوكة الإلكتروني www.alukah.net.
2- موقع أهل الحديث www.ahlalhdeeth.com.
3- موقع رابطة خطباء الشام shamkhotaba.org.
4- موقع رابطة العلماء السوريين islamsyria.com.
5- موقع المكتبة الشاملة shamela.ws.
6- موقع المكتبة الوقفية waqfeya.net.
7- الفيديوهات موقع مّكاوي www.makkawi.com.
ت- صفحة ذكريات عائلة الشيخ علي الطنطاوي على الفيسبوك fr-fr.facebook.com/Ali.Tantawi.Memories.
[2] خبز الجراية: خبز يُوزع على طلاب العلم مجاناً.
[4] كتاب (من حديث النّفس) ص41: الشيخ علي الطنطاوي.
[6] كتاب (من حديث النّفس) ص94: الشيخ علي الطنطاوي.
[8] كتاب (الذكريات ج1) ص 118 الشيخ علي الطنطاوي.
[10] مقالة زوجتي للشيخ علي الطنطاوي.
[12] حوار مع الصحفية الأردنية لبنى الشرف.
[14] كتاب (من حديث النفس) ص 271 الشيخ علي الطنطاوي.
[16] من موقع رابطة العلماء السوريين islamsyria.com.
[18] مجلة الرسالة العدد 462 (من مذكرات قاضي شرعي) نشرت عام 1944.
[20] كتاب (من حديث النفس) ص 270 الشيخ علي الطنطاوي.
[22] كتاب (من حديث النفس) ص 296 الشيخ علي الطنطاوي.
[24] من مقالة (مقدمة ديوان) نشرت سنة 1948م.
[26] من كتاب (بغداد ذكريات ومشاهدات) ص 23 الشيخ علي الطنطاوي.
[28] في برنامج تلفزيوني.
[30] مقالة (أنا) نشرت عام 1937.
[32] موقع ملتقى أهل الحديث www.ahlalhdeeth.com.
[34] كتاب (من حديث النفس) ص 283 الشيخ علي الطنطاوي.
وسوم: العدد 753