هنا في رَبْعِ أمجادي=هفتْ أطيافُ أجدادي
شَذاها بثَّ في صدري=وأحرفُها بإنشادي
وكم لاحتْ بها صُوَرٌ=حِسانٌ ذاتُ أبعادِ
فأغْرَتْ بالرؤى عيني=وفاضَ بطيبِها الوادي
ففي الذِّكرى منادمةٌ=بليلٍ مُقمرٍ بادِ
بها الأصداءُ ردَّدَها=بِحُلوِ لسانِه الحادي
فأصغيْنَا ولهفتُنا=تُجدِّدُ شوقَنا الصَّادي
وما انحسَرَتْ أمانينا=لسيلِ سفاهةِ العادي
لقد آذى يفاعتَنا=بإجرامٍ وأحقادِ
بنحرِ طلائعِ البشرى=بإفسادٍ وإبعادِ
وإيذاءٍ و إجرامٍ=لنشأتِنا و إلحادِ
ولكنْ لم نزلْ صُبُرًا=ولم نركعْ لجلاَّدِ
يصونُ ثباتَنا دينٌ=سناهُ خيرُ إرفادِ
هو الإسلامُ هدَّمَها=فجائعُ صرحِ أنكادِ
وأبقى اللهُ فتيتَنا=بِعِزَّتِهِم لآبادِ
وما ركَنُوا لذي بأسٍ=وما هانوا لأوغادِ
فإنَّ اللهَ مهلكُهُم=طغاةَ الأرضِ في وادِ
وإنَّ اللهَ للطَّاغي=وإنْ أرغى بمرصادِ
ويفنى كلُّ فرعونٍ=غوى فيها بميعادِ
أخي أبشِرْ ولا تحزنْ=فأنتَ بربعِنا الشَّادي
وصوتُكَ لم يزلْ أعلى=فأنتَ السَّامرُ الحادي
تناديهم أنِ ابتهجوا=بقرآنٍ و أورادِ
وسُنَّةِ أحمد الغالي=نَبِيِّ البارئ الهادي
ورُوَّادٍ لنا كانوا=برفعتِهم كأطوادِ
أجلْ : فتيانَنَا ابتهجوا=بِعُبَّادٍ و زُهَّادِ
بفرسانٍ إذا نادى=وغى يومٍ بإرعادِ
فجيلٌ ذاكَ ماضيهِ=لرائِحِهم وللغادي
ألا فَليَبْقَ منتصرًا =ولم يأبَهْ لحُسَّادِ