ابن الشرطة حفيد الفن

الشرطة المصرية قدمت العديد من المواهب في المجالات الفنية والموسيقية والرياضية ومنه  اللواء أيمن كمال صفر علي فوالده اللواء شرطة كمال صفر رحمه الله وكان يعزف الكمان والعود والبيانو وجده الموسيقار الراحل صفر علي وفي طفولة أيمن أشترك في كورال القاهرة بقيادة الدكتورة رتيبة الحفني وبعد ذلك شارك في حفلات مع الكورال وظل حتى المرحلة الإعدادية ثم التحق بالمرحلة الثانوية وبعد حصوله على شهادة الثانوية التحق بكلية الشرطة وكان رئيس اكاديمية الشرطة الدكتور عبد الكريم درويش الذي قال : نستفيد من حفيد الموسيقار صفر على وقرر تشكيل كورال وفرقة موسيقية من طلاب كلية الشرطة وبالفعل تم ذلك وشاركت الفرقة في مسابقات على مستوى الجامعات المصرية وحققت المركز الأول في إحدى المسابقات وبعد تخرج أيمن كمال صفر علي من كلية الشرطة عام 1948 عمل في الموسيقى العسكرية التي تجمع الآلات النحاسية وطوع فنه لخدمة رسالته الوطنية وأطلق عليه ( ابن الشرطة حفيد الفن ) كما غنى للأطفال وتعامل مع نخبة من الشعراء والملحنين ومن الشعراء نذكر عبد الرحمن الأبنودي وفؤاد بدوي ومصطفى الضمراني ومن الملحنين حلمي بكر وعبد العظيم عويضة ومحمد ضياء الدين وجمال سلامة وذات يوم تعرف على منتج للكاسيت أثناء قضاء عطلة بمراقيا وعرض عليه هذا المنتج عمل كاسيت مقابل هدية سيارة ومبلغ مالي كبير ولكنه رفض لعدم تقبله شروط هذا المنتج ليستمر أيمن صفر علي نجل اللواء الراحل كمال صفر علي في عمله ضابطاً حتى تدرج في المناصب ووصل إلى رتبة اللواء رافضاً الشهرة والمال .

نذكر أن الكاتب المبدع مصطفى صادق الرافعي رأى رؤية في منامه ووعندما استقيظ أمسك الورقة والقلم وكتب نشيده إسلمي يا مصر ولم يكن همه أن يجعله نشيدا وطنيًا إنما كان القصد أن يجعله بيانًا رمزيًا على لسان قائد ثورة 1919 الزعيم سعد زغلول إذ قال مصطفى صادق الرافعي في خطابه إلى الزعيم سعد زغلول في جبل طارق : ( وما أردت بإظهار نشيدك إلا أن تظهر في كل فرد من الأمة على قدر استعداده ويبقى اسمك الجليل مع كل مصري على الدهر ليكون مصدرًا من مصادر إمداده ) وقال أيضا مصطفى صادق الرافعي : ( يقولون إنه نشيد يقربك من الأجيال الآتية وأنا أقول إنهم هم يتقربون به إليك ويجدون منه الوسيلة لتقبيل اسمك المحبوب إذ لا يستطيعون مثلنا تقبيل يديك إنه الرجل الذي خطّ قلم الأزل كتاب نهضته الكريمة واختاره الله للأمة ) وقد لحن النشيد الموسيقار صفر علي وكان نشيد ثورة 1919 وفي بداية العصر الملكي عام ١٩٢٣ أصبح النشيد الوطني للبلاد وظل حتى عام 1936 وبعد ذلك ظل يستخدم نشيدًا لكلية الشرطة في مصر حتى اليوم وقد غنى اللواء أيمن كمال حفيد الموسيقار صفر علي هذا النشيد في حفل تخرج دفعة من كلية الشرطة وحضره رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك ووزير الداخلية وكبار رجالات الدولة .