مهرجان النرجس في النمسا

رغم الظروف الصعبة والفيضانات الكبيرة والامطار الغزيرة التي هطلت في النمسا وخصوصا في اقليم شتايامارك اقيم مهرجان النرجس السنوي (54) عبر تاريخه في موعده المحدد من 30-مايس ولغاية 2 حزيران 2013 في منطقة البحيرات(سالزكامركوت)الجانب الشتاياماركي في المدينة الساحرة الجميلة (بادآو) ولكن الغريب في هذا العام بأن المهرجان اقيم من دون مواكب القوارب في بحيرة (كروندل) وكذلك رغم سوء الانواء الجوية إلا ان المدينة لم تخلو من الزوار وعشاق المهرجان من النمسا واوربا ايضا ورغم عدم توقف الامطار وتوقف سكك الحديد من جراء الفيضانات وصل عدد الزوار 10آلاف زائر فقط وبلغت خسارة المنظمين للمهرجان اكثر من 200 الف يورو.عبر تاريخ المهرجان الطويل والحافل بالنشاطات والفعاليات يعد هذه المرة الاولى من دون تسيير المواكب في قوارب في بحيرة (كروندل) وسبق ان هطلت الامطار اثناء اقامة المهرجان خلال الدورات المنصرمة ولكن لم يتأثر النرجس وقد كان موكب السيارات في المدينة اكثر رومانسية..رجال الاطفاء المتطوعين في المهرجان لجني اثمان التذاكر من الزوار تركوا المهرجان نتيجة الفيضانات ولذلك لم يتم جني عائدات المهرجان ليوم كامل.

تحدث المنظمون بان خسائر المهرجان الفادحة بلغت بين 100 الى 200 الف يورو ولكن كانت هناك علامات مضيئة من حكومة الاقليم بمد يد العون وتحمل جزءً من الخسائر من اجل استمرار المهرجان الذي يعد بدوره هوية حقيقية لاقليم شتايامارك حيث قال السيد(مارتين شوايسفو) بانه رغم صعوبة المواصلات وتوقف سكك الحديد والامطار الغزيرة واندهاشه بالاجواء السيئة التي حلت على المهرجان وقال بان المهرجان يستقبل كل عام اضعاف هذا العدد من الزوار ولكن علينا ان نستمر ونبرز وجه المنطقة والنرجس معا.

اختيرت الاعمال الفائزة في المهرجان من قبل لجنة حكام متخصصة من جميع الجوانب الفنية والجمالية وفازت اعمال جديدة ولاشكال غريبة لم يسبق ان طرحت فكرة وجودها على موكب نرجسي في المهرجانات المنصرمة ومنها موكب آكل لحم البشر بالمرتبة الاولى وموكب البومة بالمرتبة الثانية والكرة النرجسية بالمرتبة الثالثة

اعلن في المهرجان عن تحديد موعد مهرجان النرجس لعام 2014 الذي يصادف 29 مايس ولغاية 2 حزيران 2014 وسيتم وضع التحسينات عليه ويعد هذا المهرجان من اجمل الفعاليات والنشاطات في النمسا وفي قلب البحيرات التي كتبت عنها في مناسبات اخرى.

تاريخ هذا المهرجان يرجع الى عام 1960 حيث اقيم المرة الاولى عبر تاريخه لمدة يومين فقط وقد تم تنظيمه من قبل المجلس السياحي لمدينة (باد آو) وكان هناك يوما واحداً لتسيير المواكب في الشارع بالاضافة الى الازياء الشعبية التي تجتاح شوارع المدينة خلال المهرجان والفرق الطلابية والموسيقى الشعبية ومنذ المهرجان الاول كانوا يعدون انفسهم ليوم السبت بيوم الاحتفال والرقص والابتهاج والاغاني ويتم استخدام ملايين النرجسات في تزيين المواكب والمدينة وحيث الجبال يغطيها النرجس البري وفي خضم فعاليات المهرجان يتم اختيار ملكة جمال النرجس واميرتين والشيء الجميل يقبل الزوار بكثرة على شراء قلب من النرجس في المنطقة.

اشتهر المهرجان بسرعة فائقة عبر تاريخه واجتاز حدود الاقليم والنمسا الى اوربا والعالم وسبق ان التقيت بالاعلام الصيني في المهرجان واما الاعلام النمساوي فلم يبخل على المهرجان بل صارت عدة جهات اعلامية انضمت الى المهرجان ومنها التلفزيون النمساوي الرسمي في الاقليم وصحيفة كلاينى واخبار النمسا العليا وبريد الالب وهي صحيفة في منطقة سالزكامركوت واخرون.

لقد وقع مهرجان النرجس لهذا العام 2013 ضحية الطقس واما المواكب فقد بلغت اعدادها 30 موكباً وتعددت الاشكال والمواضيع ورغم عدم توقف الامطار الا ان الشوارع كانت مليئة بالضيوف والزوار وحمل طابعا رومانسيا وحتى عدد الزوار كان تضامناً مع المهرجان وللاطفال كان الحضور البارز والقوي بازيائهم الشعبية والسراويل الجلدية وقبعاتهم ويعد هذا اليوم للاقليم بمثابة اليوم الوطني لهم حيث تنتشر الموسيقى في جميع زوايا المدينة وجبالها ويبدأ المهرجان بعرض للازياء الشعبية والموسيقى ويعد المهرجان بحد ذاته اكبر مهرجان ربيعي للنرجس في اوربا ولهذا المهرجان تقليد طويل ويبلغ ذروته يوم الاحد من كل احتفالية.

مهرجان النرجس في النمسا احتفالية الطبيعة والجبال والنرجس والازياء الشعبية والموسيقى والماراثون والجمال ويتقدمن اجمل فاتنات النمسا للحصول على لقب ملكة المهرجان..بالاضافة الى المطبخ النمساوي الرائع ورغم الجو الماطر كان مهرجان النرجس ورقصة النرجس وملكة النرجس، فالنرجس قهر الاجواء السيئة بين جبال وبحيرات النمسا.