محمد عسّاف بدأ المشوار
محمد عسّاف بدأ المشوار
جميل السلحوت
كلّ التبريكات والتهاني لشمس الأغنية العربية الفنّان محمد عسّاف لفوزه بلقب
Arab Idol هذا الفوز الذي أدخل الفرحة الى قلوب أبناء شعبه وأمّته التي أدمتها الأحزان الطويلة، وتوّج العسّاف فوزه بإهدائه الى أرواح الشهداء، وأنين الجرحى، ومعاناة أسرى الحرّية، ونؤكد من هنا تهانينا القلبية الحارة للنجمة السورية فرح يوسف، وللنجم المصري احمد جمال، فثلاثتهم نجوم في عالم الطرب العربي، لكنّ شمس هذا الفنّ هو محمد عسّاف الذي صوتت له جماهير الأمّة العربية من محيطها الذي كان هادرا، الى خليجها الذي كان ثائرا، ومن قلبها الذبيح في فلسطين الذبيحة، ففوز عسّاف أدخل الفرحة لقلوب أرهقها مطاردة رغيف الخبز المرّ، ونبارك لشمسنا بمكرمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتعيينه له سفيرا للسلام وللدبلوماسيّة الفلسطينية، فشكرا لك يا سيادة الرئيس على هذه اللفتة الكريمة، كما نبارك لنجمنا بتعيينه سفيرا للنوايا الحسنة من قبل الأنروا-U.N.R.W.A -. ولعل هذا التكريم يكون لافتا أنظار العالم الى حقوق اللاجئين الفلسطينيين كون نجمنا لاجئ.
وفرحتنا بمحمد عسّاف لم تنبع من فلسطينيتنا التي نفاخر بها فحسب، بل لأنه صاحب قضية أيضا، وصاحب صوت طربي نغبطه عليه، وقد صوّت له الأشقاء العرب اعجابا بصوته، وقبل ذلك لأن تصويتهم تصويت لفلسطين، فشكرا لأشقائنا العرب الذين صوّتوا لشمسنا الفنية التي أشرقت على وطننا العربي الكبير، وصوتوا لفلسطين التي عمل كثيرون على تغييبها عن وجدان الشعوب العربية.
وبالتأكيد فان فناننا العساف يدرك أن مشواره الفنيّ ابتدأ من هذه اللحظة، وبعد أن دخل البيوت العربية كلها في الوطن الكبير وفي بلاد الغربة، والحديث عن نبوغ محبوب العرب محمد عسّاف لم يقتصر على وسائل الاعلام العربية فحسب، بل تعدّاها الى وسائل الاعلام العالمية، وهذا يضع على كاهل فنّاننا الجميل مسؤوليات جسيمة، كونه صاحب قضيّة، ورسالة الفنّ رسالة سامية، وعظيمة، وفاعلة، وهذا ما لا يدركه المنغلقون ثقافيا الذين يحاربون الفنون والابداع.
وفنّاننا الشاب الذي أتيحت له فرصة الظهور والبروز رغم الصعوبات التي واجهها-وهي فرصة لم تتح لغيره من أبناء شعبه وفي أجيال مختلفة- يدرك تماما أنه سيواصل دروب الابداع التي سبقه اليها مبدعون كبار من أبناء شعبه، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وسيبني فوق أمجادهم أمجادا، وسيجوب بفنّه العالم حاملا رسالة شعبه ووطنه بالسلام العادل الذي لن يتحقق إلّا بتمكين شعبه من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، بعد كنس الاحتلال ومخلفاته كافّة.
وفوز محمد عساف هو فوز لفلسطين، فهنيئا لفلسطين والوطن العربي بك، وواصل دربك يا ولدي، بحفظ الله ورعايته.
الدقائق الأولى من صباح الأحد 23-6-2013