إبراهيم حامد والفلم الإسرائيلي "فوضى"

إبراهيم حامد والفلم الإسرائيلي "فوضى"

فؤاد الخفش

عشت بكل مشاعري ووجداني مع أحداث الفلم الاسرائيلي "فوضى",  والذي يتحدث عن مطاردة القيادي في كتائب القسام ابراهيم حامد , الذي شكل رعباً طوال سنوات مطاردته الثمانية,  فكان  كابوسا ارّق  للاحتلال .

أن تجسد مطاردة حامد في عملٍ تلفزيوني اسرائيلي , وأن يكشف الاحتلال عن طرق عمل الوحدات الخاصة وإدارة العمليات وغرفة المراقبة, وأن يتم اختيار ابراهيم حامد كبطل للفلم لم يكن بالأمر العبثي أو العابر؛ فحامد كان وما زال رعبا بكل ما تعني الكلمة من معنى .

ابراهيم حامد ومطاردته وفشل الاحتلال بكل أجهزته من الوصول اليه, واستشهاد عشرات الفلسطينيين المقربين منه دون الوصول اليه, أصاب الاحتلال بكابوس اسمه (ابراهيم) ! امتد سنوات طويلة استطاع خلالها حامد أن ينقل الصراع الفلسطيني نقلات نوعية وأن يضرب بالعمق الإسرائيلي ضربات لن ينساها الاحتلال .

حامد "الكابوس " الذي أرق الاحتلال طوال فترة مطاردته , اعتبر الوصول اليه الانجاز( الأكبر) للشاباك الاسرائيلي .

 جلوس حامد الأكاديمي, والمحاضر الجامعي, والمطارد الأطول, والقسامي العنيد, اعتبر صيدا ثمينا للاحتلال.. فتسابق كل قادة الشاباك للتحقيق معه ,ومنهم من تصور معه, وآخرين قالوا لمعتقلين فلسطينيين حققوا معهم:  من أنتم أمام حامد الذي جلس على هذا الكرسي أمامي .!!

حامد صاحب الملف الأطول والأكبر كما وصفه الاحتلال, والرجل الذي أرق جيشه قبل اعتقاله ووقت اعتقاله حيث وصف بأنه (غير متعاون), ولم يعترف أثناء التحقيق, اليوم يحاول الاحتلال أن يجسد معاناته مع الرجل في فلم كبير أطلق عليه اسم "فوضى" .

 يبدو أن حامد ما زال يشكل كابوسا للاحتلال حتى وهو داخل الأسر ، فحامد الذي رفض الاحتلال الافراج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار بعد أن حكم عليه بما يزيد عن ال500 عام وأبقاه بالعزل الانفراد من وقت اعقتاله في 23/5/2006 وحتى اضراب الكرامة الذي انتهى في 15/5/2012 يقوم بتنقيله من سجن لسجن ومن معتقل لآخر ويحرمه من زيارة زوجته وطلفيه القاطنين عمان.

 وهو الان يقبع في سجن هداريم بعد أن نقّل عشرات المرات خلال السنوات الثالثة الماضية .

حامد ليس بالأسير العادي, حامد كابوس سيؤرق الاحتلال داخل السجون كما كان خارجها!!

 ولا أعلم كيف سيتعامل الاحتلال مع الافراج عن حامد حين يأتي بحول الله,  وكيف سيتحدث عن هذا الحدث الذي سيعتبر بحول الله (الأكبر)!!

 حتى ذلك  الوقت , والذي أتمناه قريبا, أقول لحامد:  ستبقى أبو علي طودا شامخا مؤرقا لمن احتل ارضك ودمر بيتك وحرمك رؤية طفلك وطفتلك وزوجك..  ودمت حرا .