الفنان محمــد مسكين
فنانو الزمن الجميل
توثيقي للفن السوداني
سليمان عبد الله حمد
والفنان الذي نحدثكم عنه هذه المرة أشتهر بين الناس بحسن الخلق والتهذيب الشديد . والطيبة الزائدة ودوداً للغاية في طباعه وحسن تعامله مع من يعرف ومن لا يعرف وصاحب ابتسامة دائمة ذلكم هو الفنان المبدع " محمد مسكين" .
أحد أبناء هذه المدينــة الولود ولد ونشأ وترعرع بـ " الحلة الجديدة " ومنزلهم للنازل للسوق الجديد من سوق المزاد يقع في المنتزه جهة اليمين عند الشجرة التي اشتهرت في ذلك الحي قبل موقع نادي " المنارة "
وعرفت بين الناس باسم " شجرة علم ود صفية " ومعلومة إضافية هي أن الخالة صفية اشتهرت ببيع الفطور وعلم ابنها هذا كان كثير الجلوس تحت ظل هذه الشجرة فحملت اسمه .وهى شجرة كبيرة باسقة ذات ظلال كانت تنتصف المنتزه كان يجلس إليها قبل " علم" الفنان " محمد مسكين " ومعه الفنان " رمضان زائد " ومجموعة من العازفين وكانت كنقطة تجمع لهم ومنها ينطلقون لأماكن إحياء حفلاتهم .
والفنان " محمد مسكين " كما سبق أن ذكرت كان يألف ويؤلف ولذلك كنت تراه في معظم حفلات أعراس أهل المدينـة فالناس كانوا يحبونه فأغنيه كانت إيقاعاتها راقصة إضافة لخفة دمه فيشيع جو من المرح في الحفل.
ثم سطع نجمه على مستوى السودان مطلع الخمسينيات عندما سجلت له الإذاعة السودانية العديد من الأغنيات الجميلة كانت من بينها الأغنيته الرائعة " من أرض المحنة " والتي صاغ كلماتها رفيق الصبا وابن الحي مهندس الكلمة الأستاذ فضل الله محمد وهذه الأغنيــة تعتبر أولى أغنيات "فضل الله محمد " وقيل أنها حققت نجاحاً منقطع النظير واشتهرت بين الناس بشكل كبير وذلك لبساطة كلماتها واللحن جاء منسجماً بشكل كبير مع الكلمات فصارت أنشودة جميلة يتغنى بها الجميع خاصة أنها عن " ود مدني " طبعاً ساعد في هذا الرواج الكبير للأغنية صوت الفنان " محمد مسكين" الدافئ الجميل ...
وكم لو كان الفنان " محمـد مســكين " قد غنى رائعة " خليل فرح "( ودمدني ) عندها كان سيبدع حيث يعتمد في أغانيه على أسلوب السهل الممتنع.
فالحانه دائماً بسيطة ونغماتها جميلة وسهلة ومحببة للنفس وصوته فيه حنيه ودفء وطبعاً وكما هو معروف للكثيرين فإن هذه الأغنيــة الجميلة غناها الفنان " خليل فرح " ثم الفنان " أسماعيل عبد المعين " والذي أضاف لها بطريقته المعهودة ..
تحت ظلال الفن الأصيل تربي هذا المبدع محمد مسكين بين ود مدني عاصمة الجمال في سودان الأمس فهي منبع ذاك الخير الوفير الذي عمه كل أهالي السوداني ... كلنا نبكي حسره على ها ذاك الزمان ... لقد تربي مبدعنا بين عبقرية ود الرضي والمساح والقائمة تطول من مبدعي الجزيرة الخضراء ... فأخذ منكل زهرة لونها وعطرها الجميل ليعطر حياتنا بصوته الجميل ...
ولنا لقاءات في زمن ومبدع ... مع عملاق من عمالقة الفن السوداني الأصيل ...