الشيعة كذلك.. ينتجون فيلما عن سيدنا محمد (ص)!!
الشيعة كذلك..
ينتجون فيلما عن سيدنا محمد (ص)!!
صدفة خير من ألف ميعاد
أثار المخرج الإيراني مجيد مجيدي الشارع الإسلامي بعدما انتهى من تصوير فيلمه السينمائي الجديد الذي يحمل اسم «محمد صلى اللهعليه وسلم « إذ يشهد الفيلم أول ظهور فني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في وقت أجمع فيه كافة علماء الأمة على تحريم ظهور الأنبياء في المسلسلات أو الأفلام الدرامية رغم الجدل حول تمثيل الصحابة.
خروج على إجماع علماء الأمة
واعتبر رئيس مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث عضو المجامع الفقهية الدكتور حسين حامد حسان أن الإقدام على تصوير الرسول في الفيلم خروج على إجماع علماء الأمة الذين حرموا تجسيد الرسل بما فيهم خير البشرية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضاف حسان «ليست المرة الأولى التي ينتج فيها الإيرانيون أفلاماً تتحدث عن الرسل لكنهم يخالفون بها إجماع علماء الأمة الذين يرون تحريم تجسيد الأنبياء وزوجات الرسول والخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين، أما مادونهم فبين العلماء خلاف حول ذلك»، وشدد حسان على أنه لا يوجد شخص يليق به تمثيل دور النبي محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا أن بعض الممثلين يتجهون لتجسيد أدوار غير لائقة على الإطلاق».
وقال رئيس مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا « نحن ننكر على إيران إخراج مثل هذه الأفلام غير اللائقة التي تحط من قدر الرسول «، وأكد على إن إظهار الرسول لايجوز شرعا سواء أكان ظهر بشكل حسن أوخالف ذلك لأن فكرة التجسيد مرفوضة على الإطلاق ولو أقرها بعض مراجع الشيعة.
دعم الحكومة الإيرانية
ويؤكد منتج الفيلم الهوليودي «محمد رسول الله» محمد العنزي في اتصال هاتفي مع «الشرق» من مقر إقامته في الكويت أن الأفلام الإيرانية التي تتحدث عن الرسل وتجسدهم تحظى بدعم الحكومة الإيرانية وغالبا ما يعتمدون على قصص وروايات غير صحيحة ويتم توجيهها توجيها يناسبهم.
وتساءل العنزي عن اللجنة الشرعية التي راجعت النص وأشرفت على التمثيل والإخراج، مؤكدا أنه استشار جل علماء الأمة فأجمعوا على حرمة تجسيد الرسول عليه الصلاة والسلام، مبينا أن فيلمه الهوليودي لن يظهر الرسول ولا الخلفاء الراشدين وسيكون أنموذجا يحتذى في تقديم سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام دون تجسيده، وشدد العنزي على أنه لاتوجد شخصية في العالم يليق بها أن تجسد سيرة أهم رجل في التاريخ وهو خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وطالب العنزي برفع قضية لمنع عرضه.
«كرمان» ومدينة «نور»
وكان مجيدي أنهى تصوير فيلمه في منطقة «كرمان» ومدينة «نور» السينمائية الواقعة في جنوب شرق إيران، حيث جرى تصوير المشاهد المتعلقة بهجوم أبرهة الحبشي، وأجزاء من المدينة المنورة، وحركة القوافل بين مكة والمدينة قبل البعثة، كما تم بناء مجسّم لكعبة صغيرة مبنية من الأحجار ومغطاة بالقماش والمعلقات المتعلقة بالعصر الجاهلي وقد ملأتها الأصنام، حيث كان ارتفاع الكعبة قليلا قبل ولادة الرسول -عليه الصلاة والسلام- كما تم جلب عدد من أشجار النخيل من منطقة «بم» بشرق إيران وزرعها في أطراف المدينة السينمائية، بجانب إنشاء نحو ستين بيتا لتصبح أجواء الفيلم أكثر واقعية.
إظهار طبيعة المجتمع العربي
يقول المخرج الإيراني مجيد مجيدي: «يحاول الفيلم أن يظهر الضروريات والأسباب التي أدت إلى ظهور النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في تلك الحقبة، مع إظهار طبيعة المجتمع العربي آنذاك، خلال مرحلة طفولة النبي، وأؤكد أن الإيمان والأخلاق والقيم الروحية هي شغلي الشاغل في السينما، وهذه القيم تظهر في أفلامي بطرق مختلفة، وسيُجسّد النبي في الفيلم باعتباره رمزاً للأخلاق والقيم الروحية الحميدة».
يشار إلى أن هيئة كبار العلماء في المملكة والمجامع الفقهية والأزهر الشريف حرموا تجسيد الأنبياء، بل إن بعضهم يتجه لرفع قضية لمنع عرض الفيلم لمخالفته للشريعة الإسلامية، وإنه لا يجوز تجسيد الصحابة وآل البيت في عمل فني، وعبَّر الأزهر الشريف عن رفضه وانزعاجه الشديد من اعتزام إيران إنتاج فيلم سينمائي يتم خلاله تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، مؤكداً رفضه ورفض كل علماء الأزهر وأهل السنة والجماعة لهذا العمل، ومطالباً علماء إيران بتحريم ذلك والوقوف ضد خروج الفيلم إلى شاشات العرض.
تحذيرات من خروج العمل
وحسب موقع «بوابة الأهرام»، حذر الدكتور كبير مستشاري شيخ الأزهر ورئيس مجمع اللغة العربية حسن الشافعي من مغبة خروج هذا العمل للنور وعرضه على المسلمين في كافة أنحاء العالم، مضيفاً أنه على علماء الدين في إيران الوقوف بكل حزم ضد هذا العمل الذي لا يختلف في شيء عن الرسوم المسيئة التي ينشرها الغرب عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى وإن كان هذا العمل سيجسد حياة الرسول بلا تحريف. وأضاف الشافعي أن الأزهر سبق وحرم تجسيد الصحابة في الأعمال الفنية، بفتوى لمجمع البحوث الإسلامية الذي يضم كبار علماء أهل السنة والجماعة، نصت على أنه لا يجوز شرعاً تجسيد الأنبياء والرسل والعشرة المبشرين بالجنة في الأعمال الفنية، سواء كانت أفلاماً سينمائية أو مسلسلات تعرض على التلفزيون أو ما شابه، مؤكداً أن الإسلام لا يرفض الأعمال الفنية الجادة والهادفة، كما أنه يحرم ظهور كل الأنبياء والرسل لما لهم من قدسية خاصة، وما قد يثيره تجسيد الأنبياء والصحابة من جدل.
حملة لمقاطعة الفليم الإيراني
وكان عدد من أعضاء «فيس بوك» دشنوا حملة لمقاطعة الفليم الإيراني، مطالبين الجهات الرسمية في الدول الإسلامية بإيقاف عرض الفيلم ورفع القضية على الجهات التي أنتجت الفيلم، داعين في الوقت نفسه العلماء لبيان آرائهم الممانعة لخروج فيلم يظهر شخص الرسول صلى الله عليه وسلم .
عضوان في هيئة كبار العلماء: تمثيل الأنبياء إثم كلُّه.. ويقضي على هيبتهم ووقارهم
استنكر عضوان في هيئة كبار العلماء إقدام المنتجين الإيرانيين على تجسيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في فيلم جديد سيصدر قريبا، مؤكدين أنه لايجوز بأي حال من الأحوال، وأن تجسيد الأنبياء عموما والنبي خصوصا إثم لاخير فيه ولامنفعة، وقال عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس الحكمي إن تصوير الأنبياء وإظهارهم في المسلسلات والأفلام أمر لايجوز شرعا في جميع الأحوال بل إنه يتنافى مع مقام النبوة، وأضاف «لايجوز أن تساق لذلك التبريرات لأن تجسيد الأنبياء كله محاذير لعل أهمها أنه لايوجد شخص يستحق أن يجسد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتساءل الحكمي عن سلوك من سيمثل دور الرسول، وهل سيكون لائقا أم لا، مؤكدا أن الشخص مهما كان في الصلاح والتقى فلن يبلغ منزلة الرسول، ولايوجد شخص يستحق أن يجسد دور خير الأنبياء وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أنه لو لم يوجد سوى هذا المانع لكفى، مؤكدا أن تمثيل الأنبياء إثم كله، واعتبر الحكمي تجسيد الأنبياء ديدين المنتجين الإيرانيين لكنه يؤكد أنه أمر غير جائز على الإطلاق.
ويشدد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع على أنه لايجوز تقمص وتمثيل شخصيات أنبياء الله ورسله أو الشخصيات البارزة من أصحابه صلى الله عليه وسلم، وعلل ذلك بقوله «لأن تقمص شخصياتهم بواسطة من ليسوا أهلا للتقوى والصلاح من شأنه أن يؤثر على قيمهم التاريخية وكونهم قدوة، ومن هنا صدر عن هيئة كبار العلماء قرار منع تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية والأفلام.
وراى المنيع أن تمثيل الأنبياء يفضي إلى السخرية والاستهزاء بهم والنيل من كرامتهم والحط من قدرهم ويقضي على مالهم من هيبة ووقار في نفوس المسلمين.