حول الفلم المسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم

بيان الأستاذ محمد فتح الله كولن

حازم ناظم فاضل

[email protected]

اصدر الاستاذ محمد فتح الله كولن بياناً هاماً وضح فيه الايادي الخفية وراء انتاج الفلم المسيء الى النبي صلى الله عليه وسلم . وقال :

منذ يومين تتصدر أخبار المسلمين قنوات التلفاز  وهم  يستنكرون وينددون ازاء الفيلم المسيء المشمئز لفخر لكائنات سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم) والذي قام بانتاجه وعرضه مجموعة رعناء .

ومن حق المسلمين الطبيعي الاستنكار والتنديد ولكن بشكل يليق بوقار المسلمين وبجديتهم وباسلامهم والرد عليهم باسلوب وليس بتصرفات لا أخلاقية   للمقابل الذي يحاول اظهار شخصية المسلم كما يريدون هم .

يقول الأديب العربي الجاحظ (1)عن المشركين : ( ففي عصر النبوة والسعادة عجز المشركون معارضة القران المعجز البيان بالحروف لذا لجأوا  الى المقارعة بالسيوف)(2). فعدم الرد للكلمة بالكلمة يعني العجز والتشبث بالسلاح .

 فالتنديد والاستنكار المناسب والامثل  لمثل هذا الفلم المشمئز هو بانتاج فلم. وعندما يساء استعمال الفن كما هو في هذا الفيلم فان الرد المناسب هو اظهار الفن الحقيقي .

فالعنف والارهاب لا يكون وسيلة للاحتجاج والتنديد .

      ومرة اخرى تنقش هذه الحادثة في ذهن العالم بان المسلمين لا يعرفون غير العنف والقسوة في التعبير عن الاحتجاج . وكان كما حدث في حادثة الكاريكاتور(1) وحادثة سلمان رشدي(2) .

فيحاول بعض المهرجين والدجالين ممن لا يملكون أي قيمة اخلاقية في الفن ولا هم اصحاب الاختصاص في هذا المجال بالتحريض والهجوم على نقاط الضعف في جسد المسلمين فيهاجمون تلك النقاط ويحاولون اظهار صورة المسلمين للعالم بانهم ارهابيون . وعندما تترك القضية ولا تعالج وتقتصر الاحتجاجات عن طريق الاعلام فان ذلك للاسف لا يعدو عن هذيان لتلطيخ صورة المسلمين المتسمة بالصلح والسلام  .

ماذا جنوا من  الحوادث التي حصلت جراء ازمة الكاريكاتور ؟ فهل عبروا بذلك عن احترامهم وحبهم للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بهذه الطريقة ؟ أليس الحب والاحترام الحقيقي للنبي هو باتباع سنته السنية ؟

فالمسلم يحتج ويندد بالطرق السلمية . وكلما يكون هكذا فلن يكون المسلم موضوع التحريض في لعبة بعض السياسيين . ولكن مع الاسف رأينا كيف انهم يفجرون الشارع ويلعبون بالمسلمين كيف يشاؤون . ومن خلال المسلمين يحصلون على حساباتهم وغاياتهم السياسية .

ويختم الاستاذ محمد فتح الله كولن قوله :

كما ان الدين الاسلامي يركز ويطلب من المسلم أن تكون اهدافه في حياته مشروعة في كل حركاته وفعالياته وكذلك ينبغي أن يكون الطريق المؤدي لهذه الاهداف مشروعاً ايضاً .

وكما ان الدين الاسلامي يتوعد باشد العذاب لمن يقصد حياة الانسان وسلامته في هذه الحياة الدنيا فانه يتوعد باشد العذاب في جهنم للذين يشركون بالله ويقتلون النفس بغير حق . فالفعل الذي يستحق هذا العذاب الشديد لا يمكن ان يقوم به من يحمل في صدره صفات ايمانية واسلامية .

 لذا لا يمكن ان يكون المسلم الحقيقي إرهابياً ولا يكون الارهابي مسلماً .

________

(1)الجاحظ :هو أبو عثمان عمرو بن بحر( 159 - 255 هـ ) أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها. كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة وغيرها .واشهر كتبه : البيان والتبيين وكتاب الحيوان والبخلاء .

(2)بديع الزمان سعيد النورسي، المكتوبات ، ص245 ، دار سوزلر، اسطنبول.

(3) سلمان رشدي ولد في مدينة بومباي في 19 يونيو 1947، وهو بريطاني من أصل هندي تخرج من جامعة كنج كولج في كامبردج بريطانيا، سنة 1981. نشر رواياته آيات شيطانية سنة 1988 وأحدث ضجة في العالم الإسلامي لإهانة شخص رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) .

(4) في أوائل عام 2006، أثارت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والتي نشرت أصلاً  في صحيفة دانماركية، احتجاجات في البلدان الإسلامية ومقاطعة البضائع الدنماركية .