المخرج والمنتج الفلسطيني يوسف قمر

الاستوديوهات ملعب طفولتي والكاميرات كانت ألعابي!!

ميسون أسدي

[email protected]

***مصور ومخرج تلفزيوني وسينمائي محليا وعالميا***اليوم الذي سيحل فيه السلام هنا، سيكون أسعد الأيام في حياتي***في جيل 14 عاما، كان عملي الأول كمساعد تصوير***لدي اهتمام خاص بالماضي الروحاني***صورت فيلم وثاقي عن نضال العائلات الفلسطيني***قريبا سنصور فيلم عن حياة يسوع المسيح، باللغة العربة في الأردن، المغرب، وسائر أنحاء الشرق الأوسط***أرفض الحروب التي تقوم باسم الدين، باسم الصليبون ذبحوا آلاف الناس وباسم الدين يأكل الأخ أخيه!***المخرج عندي يحب الإبداع والمنتج داخلي يود التوفير***

*يظهر أسم يوسف قمر مع اسمه الفني الجديد "روبرت سافو" بقوة في الآونة الأخيرة، بعد أن عاد إلى البلاد، حيث عمل فترة طويلة في هولندا بعد أن أسس شركة إنتاج تلفزيوني وسينمائي هناك، وها هو اليوم يقيم في البلاد لفترة معينة من أجل التحضير لإنتاجه السينمائي القادم وفي نفس الوقت للتحضير لبدء عروض أفلامه الأخيرة التي قضى (7) سنوات في العمل عليها مع طاقم كبير من الفنانين الفلسطينيين والمغاربة.

ولد يوسف قمر، في 10/8/1971، في المدينة المقدسة- القدس. نشأ وترعرع في عالم فرق أجزاءه الصراع، الحقيقة التي أثارت عنده التساؤلات حول كل هذا العداء بين أبناء الشعبين. وضع له هدفا في حياته، هو القضاء على الجهل والتوصل إلى تفاهم أفضل. ومن قلب النضال والعنف في بلده، اتخذ يوسف القرار بأن يكرس حياته لخلق عالم أفضل، وأن يعمل من أجل تغيير روحاني، تغيير يؤمل فيه مجتمع يعتبر فيه الشخص إنسان، قبل كل شيء.. مجتمع يعامل كل أفراده بمساواة ومن غير تصنيفات أو استثناء مرتبط بلون البشرة أو بالانتماء الطائفي والفكري واللغة.

** لم تسقط التفاحة بعيد عن الشجرة 

كبر يوسف ونشأ بين الكاميرات وصناعة الأفلام. كونه نجل المخرج الفلسطيني- الشرق أوسطي المعروف فيكتور قمر، والتفاحة لا تسقط بعيدا عن الشجرة..

يقول يوسف: من جيل (3) سنوات كنت مع والدي في الاستوديوهات، أعيش عالم الإخراج، عالم غير موجود في الواقع وتبدعه في مجالات تعجز في الحياة عن إبداعها، الاستوديوهات كانت ملعب طفولتي والكاميرات كانت ألعابي، دائما، أبي كان مثلا لي في الحياة وعمله مع الفنانين أعطاني الفخر لأحاكيه وأصبح مثله.. وبجيل (14) عاما، حصلت على وظيفتي الأولى كمساعد تصوير، أسست حياة عملية شاملة.. بدأت كمصور ومخرج تلفزيوني وسينمائي، محليا وعالميا.. عملت في التصوير (6) أعوام في التلفزيون ومن ثم في الإخراج.. عملت ما يقارب (17) عاما في الإخراج ومنذ ثمانية أعوام، أعمل أيضا في الإنتاج.

**فيلم عن نضال العائلات الفلسطيني

عمل يوسف في كل مجالات الإنتاج التلفزيوني: أخبار، رياضة، ترفيه، برامج الأطفال والمزيد Lوقد عمل أيضا لصالح القناة الأولى والثانية في التلفزيون، والقناة النمساوية CCN - Fox News، ORF BBC   والقناة اليابانيةNHK .. ويظهر حلم يوسف قمر بشرق أوسط موحد في بعض أعماله. فقد قام بإنتاج فيلم وثائقي عن نضال العائلات الفلسطينية، وفيلم عن الأماكن التي عاش بها يسوع المسيح في الأراضي المقدسة.

**أنا وأبي وأوربا

يضيف يوسف: في السنوات الأخيرة نجحت أنا وأبي في الخروج إلى أوربا والعمل معا في برنامج "بهارات الحياة" برنامج هولندي وبرنامج أمريكي، ديجتال للأطفال، صورناه في أوربا، وفي آخر (8) سنوات عملنا معا كل الوقت، ومنذ سبعة أعوام افتتحنا شركة إنتاج تلفزيوني وسينمائي في هولندا وأبي كان يساعدني كثيرا.

 

**"حكايات الله"

وعن مشروعه السينمائي الضخم، والذي هو عبارة عن (9) أفلام سينمائية عن حياة الانبياء، يقول يوسف: خلال سنوات عملي كمصور، ازداد اهتمامي بالماضي الروحاني للشرق الأوسط، وآنذاك، قررت إخراج (15) قصة من الكتاب المقدس وتصويرها في الأماكن نفسها التي حدثت بها تلك القصص. ومنذ العام 2003 لغاية 2009 كان ذلك مشروعي الرئيسي، وصلت فيه إلى 15 ساعة من المادة المصورة بعنوان "حكايات الله" وبمساعدة طاقم من الممثلين الفلسطينيين والمغربيين، استطعت مد الجسور بين المسلمين والمسيحيين في إنتاج سينمائي، هو الأضخم في تاريخ السينما الفلسطينية.

**المحبة لا تسقط أبدا

ويضيف يوسف: كنت قد قدمت إعلان عن المحبة، بعنوان "المحبة لا تسقط أبدا"، وقد شاهد الإعلان، شركة أجنبية أمريكية فأخذت الشركة تبحث عني، بالصدفة كانت هناك قريبة للفنانة "مارلين بجالي" وهي أعطتهم رقم أبي، اتصلوا بالتلفزيون ورتبنا اجتماع، وبعد اللقاء معهم، طلبت من أبي أن يكون جزء من المشوار، فأنا لم أعمل بحياتي في مشروع تكلفته تتعدى (6) أصفار.. وافق أبي وعملنا جنبا إلى جنب، وهو الذي اخرج واعد أفلام: إبراهيم ويعقوب وإسحاق وموسي وفي هذه الأفلام صورت وأنتجت وساعدت في الإخراج ولكنني استطعت أن أتعلم من والدي كيف انتقل للإخراج بالكامل، أبي شجعني وقال لي عندك هذه الموهبة وعليك الجلوس على كرسي الإخراج، وبدأت بإخراج فيلم "ادم وحواء" وأبي الحارس بجانبي، وبعدها في المغرب وفلسطين بدأت أصور بقية أفلامي.

**حياة يسوع المسيح كاملة باللغة العربية

يعمل يوسف قمر، حاليا، على إنتاج مشروع كبير آخر، وهو تصوير فيلم عن حياة يسوع المسيح، وذلك في عدة مواقع في الأردن والمغرب وسائر أنحاء الشرق الأوسط .. ويقول يوسف: ستكون هذه أول مرة في التأريخ تصور قصة حياة يسوع المسيح كاملة باللغة العربية، وترجمتها إلى (25) لغة، آملا في ذلك الوصول إلى عصر جديد يسود فيه التفاهم، ويحث الناس ويلهمهم بطريقة أخرى للتفكير والعيش سوية.

**تصوير وإخراج

يعلق يوسف، قائلا: على المخرج أن يتميز بشخصية قوية، حتى يستطيع الإخراج يجب أن يتمكن من السيطرة على الممثلين والنص وأن يكون محب للمجازفة.. يجب أن يكون فنانا، ويملك حس بما يحدث حوله، أن يفهم بالإضاءة وزوايا التصوير ومليون شيء.. كنت مصور وجزء من الكاميرا والإبداع في العمل والصبر.. أحيانا في أفلامي اعمل مع 200 شخص، وأواجه ضغوطات رهيبة، ممكن أن تودي إلى تركي للعمل ولكن الصبر يحميني.. هذه موهبة وهي لا تكتسب بل تولد مع الشخص نفسه.. أبي كان يقول لي: تعلم الأساس ومن بعدها سوف تبدع، الأساس هو قوانين الكاميرا وبعدها يمكنك كسر هذه القوانين لأنك موهوب..

 

**أنا لست دكتاتور

وينهي يوسف حديثه وكأنه يرى نفسه بالمرآة ويوجه لها الانتقاد: أنا أشبه بالأسد، لا أتحمل الخطأ، اغضب وأصبح مثل البركان الهائج، وتصبح نظراتي مخيفة، أخرج عصبيتي على الطاقم التقني، واطرد بعض العمال أحيانا، في ذات الوقت أحافظ على الممثل، ادعمه حتى لا يخاف ولكن عندما اصرخ الجميع يسكت، في الحقيقة أنا لست دكتاتور، وسأعمل حتى يتعب العمل من عملي وأبي "فيكتور قمر" سيبقى بجانبي حيا لا يموت، رغم انه بعيدا عني جسديا.. واليوم الذي سيحل فيه السلام هنا، سيكون أسعد الأيام في حياتي.