اختيار الدكتور إميل خوري فناناً مميزاً
اختيار الدكتور إميل خوري
فناناً مميزاً على موقع يلا فن
قام موقع يلا فن الشهير مؤخرا ً بإختيار الموسيقار الأردني الدكتور إميل خوري فنانا ً مميزا ً للعشرية الأخيرة من شهر سبتمبر / أيلول لعام 2010. جاء هذا الإختيار من قبل إدارة يلا فن الموقرة نظرا ً للأهمية ألتي تحظى بها أعماله الموسيقية والغنائية المتميزة من حيث الشكل والقالب والتوزيع الموسيقي الفريد من نوعه ألذي يعتمد التحديث والتجديد والتنويع المستمر في إطار الحفاظ على طابع الهوية الشرقية للموسيقى العربية الأصيلة وألتي يقول عنها خوري أنها من أكثر المعالم والرموز الثقافية ألتي تميزنا عن باقي شعوب العالم، وفي ذلك يقول: "إن ثراء الموسيقى العربية أشبه ما يكون بالسنة الضوئية (ما يعادل 9.5 تريليون كم أو 6 تريليون ميل) ألتي كلما أبحرت فيها وجدت نفسك أنك تسافر في عمق اللامانهاية. ولو كنا بالحقيقة نفهم فيزيائيات وخصائص وبطائن موسيقانا الشرقية فهما ً عميقا ً (بالمعنى الشامل والدقيق للكلمة) لكنا قد صنعنا بها المعجزات وملأنا العالم كله بموسيقانا الجميلة من أقصى شرقه إلى أدنى غربه". ويضيف: "يؤسفني القول أن الحقيقة المُرة والمؤلمة هي أننا قصرنا كثيرا ً في هذا الإتجاه، فبدلا ً من أن نكون مصدرين جاهدين وفاعلين لموسيقانا الشرقية أصبحنا مستوردين ومستهلكين لموسيقى الغير. وعلى هذا، نحن في أمس الحاجة إلى إستراتيجيات جديدة وأساليب فنية مبتكرة ورؤى أكثر وضوحا ً كي نعيد النظر في تطوير وتطويع موسيقانا الشرقية فيما يخدم ثقافتنا العربية بشكل أكثر تميزا ً". ومن الأمثلة ألتي يستشهد بها خوري على ذلك يقول: "أتساءل أحيانا ً لماذا أصبح ظهور آلة العود في الفرق الموسيقية العربية الحديثة يكاد يكون شبه معدوم؟ وعندما أرى مغنيا ً عربيا ً في فيديو كليب يغني وهو يحمل آلة الجيتار أتساءل لماذا لا يعزف على آلة العود وهو من المفترض أنه يغني باللغة العربية؟ أنا لم ار قط في حياتي مغنيا ً أجنبيا ً يغني وهو يعزف على آلة العود أو القانون أو الناي، لسبب بسيط وهو أن آلة الجيتار أو الأكورديون أو البانجو هي الآلات الصحيحة والمناسبة ألتي تنسجم مع غنائه ألذي يمثل أو يعكس هويته الوطنية". أما عن الواقع الحالي ألذي تمر به الساحة الفنية العربية فيقول: "بالرغم من الوضع المتردي والمزري لبعض الأعمال الفنية من أغاني أو أفلام أو فيديو كليب وغيرها، إلا أنني شديد التفاؤل والثقة بأن الشعب العربي المذواق لن يقبل ولن يسمح لمثل هذه المسرحية الهزلية أن تستمر كثيرا ً، فمهما إشتدت ظلمات الليل وطالت ساعاته لا بد لشمس النهار أن تفيق". ثم يضيف: "أنا لا أضع اللوم أو العتب كله على الفنانين (فالكثير منهم – مشكورين -- يقدم أعمالا ً فنية جيدة تستحق كل إحترام وتقدير منا جميعا ً) بل بالأحرى على "بعض" الفضائيات وشركات الإنتاج ألتي تتحمل جانبا ً كبيرا ً ونصيبا ً لا يستهان به من المسؤولية الإجتماعية لما ساهمت به من تشويه وتقويض لمعالم الفن العربي الجميل وإفساد للذوق العام. أنا لست ضد التحديث والتطوير بل ضد التشويه والتلاعب بأصول وجماليات الشيء. الجمال الحقيقي للشيء هو أن يبقى على طبيعته الأصلية ألتي أرادها الله سبحانه وتعالى".
من أعمال خوري ألغنائية ألمميزة: مغناة الحب الكبير (شعر الأستاذ نعيم عودة وألحان وتوزيع وقيادة الأوركسترا المايسترو إميل خوري) ألتي قدّمها لجلالة الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه) عام 1995 بمصاحبة أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى – مؤسسة نور الحسين وفرقة كورال مدرسة اليوبيل، بالإضافة إلى العديد من الأغاني الوطنية الرائعة مثل بعيدك فرحتنا تكبر وأردن يا عالي الرايات وحمد الله عالسلامة وهلا بو القلب الطيب يا بو عبدالله، وغيرها من الأغاني العاطفية الرقيقة مثل والله بقيت تحلو وشمس الهوى والدنيا يانصيب وما تبعديش وإفتكر أحبابك وليه تحتاري (ألتي كتبها المؤلف الغنائي محمد حمزة ولحنها الموسيقار الراحل محمد الموجي للدكتور خوري في بدايات حياته الفنية). وقد كان من المتوقع أن يقوم خوري بإعادة توزيع وغناء أغنية موعود للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ ، إلا أن بعض الظروف الخاصة بالموسيقار الراحل بليغ حمدي آنذاك حالت دون تحقيق ذلك. كما كان خوري قد كتب ولحن (وهو في بلاد المهجر) أوبريت غنائي كبير بعنوان العودة .. أمنيتي الوحيدة للمطربة الراقية والرفيعة الذوق فيروز والصوت الجبلي العملاق وديع الصافي والصوت الصادح الرخيم صباح فخري (وألذي تقول بعض كلماته: لم أنساك يا دار ولم أنسى عطف أحجارك عليّ وحنان طيفك المجبول بيديّ .. لم أنسى تينك المند ّى وكرمك المتلأليء كالثريا الذهبية على الدوالي أمام عينيّ .. لم أنسى زيتون المحبة والسلام يا أرض الكرامة والسلام .. لم أنسى أصوات الآذان وأجراس الكنائس فرنينها في أذنيّ في كل المجالس .. لم أنسى حبات ترابك الطهور فلكم إستلقيت عليه حالما ً كالوثير الدافيء المسحور .. كم بكيت على الهجران دموع وذابت الجفون كما تذوب الشموع في ظلمات الليل المشحون بالقلق والرعب والقهر والجنون)، إلا أنه ما زال ينتظر الفرصة الملائمة كي يرى النور في الوقت المناسب. ويقول خوري عن هذا الأوبريت العزيز على قلبه: "عدم ظهور هذا العمل على الساحة الغنائية هو بمثابة خسارة فنية لن أسامح التاريخ على بقائه طيّ الكتمان". أما مؤلفات خوري الموسيقية الكلاسيكية فهي كثيرة نذكر منها كونشيرتو نادين للوتريات وسيرينيد الليل الأزرق للفلوت وفانتازيا إعتذار للبيانو وآريا زهرة صينية (وهي مستوحاة من التراث الشعبي الصيني) وموسيقى ليـْـلك للأوركسترا (ألتي ألفها خصيصا ً لمسلسل تركي رومانسي جديد طور الإنتاج حاليا ً) وأغاني أجنبية عاطفية أخرى مثل أغنية Our Love Is So Bright (وهي من إنتاج وتوزيع شركة Columbine Records الأميركية في مدينة هوليوود في ولاية كاليفورنيا) ألتي كتبها ولحنها خوري للمغنية الأميركية الشهيرة Kay Weaver المعروفة بأغنيةOne Fine Day بالإضافة إلى العديد من المقطوعات والكليبات الموسيقية ألتي ألفها للفضائية الأردنية Seven Stars مثل موسيقى البرنامج الإجتماعي الهادف لن ننساكم وأعمال رمضانية أخرى مثل طلع البدر علينا ألتي وضعها في قالب موسيقي توزيعي جديد.
وفيما يتعلق بأحدث أغنيات خوري (وألتي من المتوقع الشروع بالعمل على إنتاجها قريبا ً في كل من الأردن ومصر ولبنان) فهي تشمل أغنية الكل معاك يا عبدالله (وألتي تقول كلماتها: يا حبيب الأمة ويا حبيب الشعب .. شدينا بيك الهمـّة وكدنا الصعب .. شعبك أصيل إيه والله .. ما يرضى بديل لا والله .. والكل معاك يا عبدالله) وأغنية يا بلدي (وألتي يقول مطلعها: يا بلدي يا حلوة سحر الدنيا غناك .. حبك غالي علينا وعين المولى ترعاك .. تسلم إيد إللي بناك وعلا ّ الراية في سماك .. يا بلدي) وأغاني عاطفية أخرى مثل بحب حياتي وأنا عايش عشانك ولما القمر يغيب (وألتي يقول مذهبها: لما القمر يغيب إيش تنفعك النجوم .. مهما الجراح تطيب يبقى القلب مهموم .. الشوق ذبح صدري وقصر صبا عمري .. وما عدت أذوق النوم من غيبة الحبيب)، بالإضافة إلى باقة من الأغاني الجميلة المرشحة لفنانين كبار مثل أغنية القرار الصعب للفنان محمد عبده (وألتي تستهل بالمطلع التالي: إنت القرار الصعب إللي حيرني بحياتي .. مشـيتني بكل درب أتبسم بدمعاتي .. أسـمع نداك بقلبي وأرفض صداك بعقلي .. وما بين بحري وقبلي إحتارت بيّ مرساتي) وقصيدة هل تدري (وألتي تقول بعض أبياتها: هل تدري بأني فيك هائم وأن في عينيك سحرا ً مـُدفـقا .. وأني في هيامي مثل شارد وأن قلبي يذوب منك تحرقا .. تـُرى هل عندك الحنين مثلما يذوب اليك القلب فيّ تشوقا .. يا حبيبي إنما هواك وهن في الضلوع وفي الأشلاء تعلقا .. تعال وارنُ في الفؤاد وحيّه لتــُحي فيه أملا ً قد تمزقا) وأغنية مستحيل للفنان هاني شاكر وأغنية دوّبني بحـُبك أكتر للفنانة نجوى كرم وأغنية ما بحبـّـش الخصام للفنانة آمال ماهر.
ومن الجدير بالذكر أن خوري يحمل دبلوم عالي في القواعد والنظريات الموسيقية من المدارس الملكية للموسيقى في المملكة المتحدة وبكالوريوس موسيقى وماجستير ودكتوراة إدارة أعمال من الولايات المتحدة الأميركية، وهو عضو جمعية الـ SACEM الفرنسية الدولية للمؤلفين والملحنين، ومؤلف وملحن مُسجـّـل لدى مكتبة الكونجرس الأميركية U.S. Library of Congress. كما أنه كان مدربا ً للموسيقى في موسيقات القوات المسلحة الأردنية الباسلة ومدارس الثقافة العسكرية خلال فترة خدمة العلم الوطنية، ومدرسا ً للموسيقى في كلية دي لاسال ومدرسة اليوبيل، وهو أيضا ً حائز على العديد من شهادات التقدير والتكريم من مجتمع المفتاح الذهبي للشرف الوطني في الولايات المتحدة الأميركية (نظرا ً لتفوقه في الدراسات الجامعية العليا) والمعهد الوطني للموسيقى – مؤسسة نور الحسين والإتحاد العام للكشاف المسلم في الأردن، بالإضافة إلى عدة مراكز وجمعيات ثقافية عربية أميركية (كالمركز الثقافي العربي والجمعية الأردنية الأميركية في مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا) كان خوري قد أثراها بموسيقاه الشرقية والغربية المعصرنة أثناء إقامته في أميركا. وكان من أبرز الأعمال الموسيقية ألتي قدمها للجمهور العربي والأميركي حينذاك السيمفونية الخامسة (ضربة القدر) للموسيقار الألماني الفذ لودفيغ فان بيتهوفن على آلة العود بأسلوب موسيقي متميز كان مؤثرا ً ولافتا ً للإنتباه. ويذكر كذلك عن خوري أنه عندما تقدم لإمتحان التخرج من كلية الموسيقى في جامعة سان فرانسيسكو لولاية كاليفورنيا، طلب من أعضاء اللجنة الموسيقية المشرفة أن تأذن له بتقديم مقطوعات موسيقية شرقية أمامهم (وذلك إعتزازا ً منه بثقافته وأصوله العربية الشرقية) فوافقت اللجنة على ذلك، فقام بعزف سماعي طاطيوس الشهير (وهو من مقام كرد الدو) على آلة العود وقطعة موسيقية أخرى من مؤلفاته الخاصة بعنوان كيف ترحل عني وأنت مني على آلتي العود والكيبورد الإلكتروني، مما نال إستحسان اللجنة فأوصت بتخريجه بإمتياز.
كما كان لخوري أيضا ً نصيب كبير في إعطاء محاضرات علمية غنية وثرية عن الموسيقى العربية (مثل المقامات الموسيقية كالبيات والرست والهُزام والصبا والحجاز والجهاركاه والسوزناك وعن كيفية تطبيق الربع تون في المقامات الشرقية، والإيقاعات الشرقية كالدور الهندي والنواخت والمصمودي والأيوبي والأقصاق والهيوا والهجع والشفتاتللي والفلاحي والبلدي والكراتشي والخبيتي والإماراتي والقتاقفتي، والقوالب الموسيقية كالسماعي واللونغا والبشرف، والآلات الموسيقية كالعود والبزق والقانون والناي والمزمار والطبلة والرق والدف والتار والدُدُك التركي، بالإضافة إلى توضيح إختلاف الدوزان الشرقي لفئة الوتريات كالكمان والشيللو والكونترباص عن نظيره الغربي، إذ يقوم الأول على أساس مسافة موسيقية خماسية مكررة G-D-G-D بين الأوتار وذلك بخلاف المسافات الموسيقية الخماسية المدورة G-D-A-E في دوزان الآلات الغربية من نفس الحظيرة) في العديد من المحافل العلمية والثقافية العربية والأميركية ألتي تعنى بالثقافة العرقية والموسيقى المحلية لشعوب العالم.Ethnic Culture and Folk Music ويذكر كذلك عن خوري أنه من أشد المهتمين في مجالات العلوم والأبحاث والدراسات الموسيقية الخلاقة والإبداعية Music Creativity and Innovation Research وتطويرها علميا ً وتطبيقيا ً وتقنيا ً، وقد كانت له العديد من الأفكار الموسيقية الرائدة مثل إضافة وتر خامس لآلة الكمان Violin (وذلك على غرار إضافة الوتر السادس لآلة العود) مما يمنحها مساحات نغمية أوسع وإمكانيات صوتية أكثر، وهو ألذي إبتكر أيضا ً فكرة تأليف الموسيقى بإستخدام الحروف الأبجدية ورموز الكتابة بكافة أشكالها وأنواعها بحيث يتم تحويلها إلى نغمات وإيقاعات موسيقية مبرمجة مسبقا ً، الأمر ألذي من شأنه أن يخلق إحتمالات لامتناهية لخلايا موسيقية عشوائية Random Musical Germs يقوم المؤلف أو الموزع الموسيقي بإختيار الأفضل منها وتطويعها لخدمته كجمل موسيقية متناسقة توفر له الفائدة المرجوة سواء في تلحين الأغاني وتوزيعها أو في عمليات التأليف الموسيقي الهندسي Music Compo-Engineering ألذي يعتمد على تقنيات برامج الكمبيوتر الموسيقية ومعطيات التكنولوجيا الرقمية الحديثة Digi Tech.
هذا ومن المتوقع أن يقوم خوري بجولات فنية في عدة دول مثل اليابان وألمانيا وفرنسا وتركيا وأوستراليا والولايات المتحدة الأميركية خلال صيف 2011 وذلك لتقديم أحدث مؤلفاته الموسيقية الشرقية والغربية المطورة على آلات العود والجيتار والكيبورد الإلكتروني، وذلك بمصاحبة أوركسترا السيمفوني المحلية. كما من المنتظر أن يقوم بتقديم بعض الأعمال الموسيقية ألموزعة توزيعا ً حديثا ً لكبار الفنانين الراحلين مثل الموسيقار محمد عبد الوهاب والموسيقار فريد الأطرش وكوكب الشرق السيدة أم كلثوم وغيرهم من عمالقة الفن العربي الشرقي الأصيل. ولمتابعة آخر الأخبار والأعمال الفنية للمايسترو الدكتور إميل خوري على موقع يلا فن، الرابط الإلكتروني هو:
www.yallafan.net/artist/http-www-yallafan-net-dekh