نورمان عيسى.. الفوضوي المتألق
مخرج وممثل ومغني وإداري!
تقرير وتصوير: ميسون أسدي
***المسارح العربية مثل أعضاء الكنيست العرب كل واحد يركض وراء كرسيه ومصلحته***في الثمانينات،مطرب أعراس وقائد فرقة غنائية لـ 3 سنوات متتالية***اسكن قرب السوق "العتيق" في يافا متزوج وأب لـ 3 أبناء امير- لير- وشون***عرب البلاد يعانون من مشكلة في الهوية ***ما زلت أغني لبرعم، أشارك في مخيماتها أساعد وأنظف وأتطوع***لم نملك أجرة الباص أنا والفنان ميسرة مصري رجعنا إلي مسكننا من "رمات جان" إلى تل أبيب سيرا على الأقدام***يجب أقامة دورات مسرحية لمدراء المدارس وأشخاص في أماكن مهمة في البلاد، ليعرفوا ماهية المسرح***ألمسرح، هو شيء مقدس كالجامع والكنيسة***
*التقيت بنورمان عيسى في مسرح السرايا في يافا، وجل ما لفت انتباهي بنورمان عيسى هو سخريته القوية ونكاته المتواصلة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها عرب البلاد، وما أضحكني جدا، أننا التقينا على مدخل مسرح السرايا بمجموعة يهود يستفسرون عن مكان ما في يافا وما كان من نورمان إلا وقال لهم بسخرية: انتم في يافا، لا تخافوا ما زالت يافا محتلة من قبل اليهود، هذه بلدكم، وقدم لعابري الطريق عدة مقاطع ساخرة وارتجالية لعابري الطريق عن يافا.
**"سري مري" بين مسرح "بئر السبع" و"الكاميري" و"حيفا البلدي" و"السرايا"!
يقول نورمان: سكنت في تل أبيب منذ دراستي في معهد بيت تسفي، أنهيت تعليمي المسرحي عام 1991 وعملت في مسرح بئر السبع مدة 3 سنوات وبعدها عملت في مسرح الكاميري في مسرحية "القتل" ومن ثم في حيفا في مسرحية "الفوضوي"، وبعد مسرحية "الفوضوي" ذهبت إلى مسرح حيفا البلدي، وحتى الآن موجود في المسرح البلدي، "ممثل بيت"، واعمل أيضا في مسرح الكاميري في تل أبيب وفي مسرح السرايا اليافي.. في هذه الفترة اخرجت مسرحية للأطفال "روبين هود" مع نجوم الوسط العبري مثل دانا دفورين ورودريكو جوانزاليس وبعدها مثلت مسرحيدية "العرب يرقصون" وحازت على جائزة في مهرجان "تياترونيتو"، وأخرجت مسرحيتان للأطفال مع دانا دفورين واسمها "طولي بلبولي"، ثم أخرجت مسرحية "أخ أخ بوم طراخ" التي حازت على 5 جوائز في مهرجان مسرح الأطفال الدولي في حيفا عام 2001 وعرضت في عدة أماكن في العالم مثل أوزباكستان وارمينا وبرشلونة وجنوب كوريا واليابان وفينا وألمانيا، ولندن واستراليا قبل أسبوعين.. كما أخرجت قبل سنتين في مهرجان "تياترونيتو" مسرحيدية "بسيطة" وحصلت على أفض جائزة مع الممثلة ميكي بيلد، وأخرجت أيضا مسرحية "ملثمون" لمسرح السرايا، وأخرجت أيضا مسرحية "الكنز" وتدور أحداثها على السفينة وهي في السرايا للأطفال، ومسرحية "القناع" لكاتب السوري. منذ عام 1987 وأنا في المسرح.. (21) سنة ولم أتوقف!
**مهرجان الأطفال في السرايا
يضيف نورمان عيسى: أدير مهرجان الأطفال منذ 4 سنوات، وقبل عام تحول المهرجان لمهرجان دولي، وسافرت إلى الخارج وأحضرت مسرحيات للمشاركة في مهرجاننا، الذي سيكون في 21 وحتى 26 تشرين الثاني.. في استراليا استقبلونا بشكل جيد الصحافة قامت بلقاء صحفي معي وتحدثت عن المسرح وكان هناك ضجة حول مسرح السرايا، وهي باللغة العربية وكان هناك 4 عروض لمسرحية "أخ أخ بوم طراخ"، لعلي سليمان ويواف برنيف. وتكلمت بالراديو. وألقيت محاضرة عن المسرح وعن الحياة في البلاد، وفوجئت أنهم لا يعرفون ما يحدث هنا، وشاركت في منتدى "استيج" جمعية عالمية لمسرح أطفال وأخذنا دعوات لمشاركة في روسيا وكرواتيا والهند.
ذهبت إلى عدة بلاد، إلى ألمانيا، للبحث عن مسرحيات ستشارك عندنا في 2009، أنا اعمل وأهيئ مسرحيات لعام 2008 و 2009.
**العرب يرقصون في برنامج شغل عربي
وعن البرنامج التلفزيوني "شغل عرب" الذي أثار ضجة في الصحافة العربية، يقول نورمان: برنامج رائع لأنه كوميدي ومسموح أن نضحك على أنفسنا، كيف إننا في الأعياد لا نكون مع بعضنا البعض، والبرنامج عالج قضايا مثل الآراء المسبقة كيف ينظر الأب والأم للأمور، هناك مشهد اذهب به عند أخصائي نفسي لأنني لا اعرف من أنا واذهب للعلاج والأهل يعتقدون انه مع صديقة أو عاهرة.. هناك أناس انتقدوا البرنامج، وعليهم أن يتعودوا على "جانر الكوميديا". أنا عربي فلسطيني أعيش في فلسطين ولكن عندنا مشكلة هوية واسمع ردود فعل في الشارع.
**انا من ايتام يافا في السرايا
عن مسرح السرايا يقول نورمان: منذ أن أفتتح المسرح قبل (10) أعوام، وأنا اعمل في المسرح، وشاركت في مسرحية "أيتام يافا" وما زلت مستمر في المسرح، هو مسرح عربي- عبري ومسرح السرايا الذي يعمل بالعربي وبادرت في مسرحية "كوكب الجبنة" ، وصديقي كتبها وأخرجها وبها جانر غير موجود في الكثير من المسارح العربية، يجب أن نحضر لجمهورنا أشياء جديدة، لنعرف أن نقيم مسرح جيد أو سيئ وهكذا نربي أطفالنا أن يتعودوا على مسرح جيد.
ويضيف: أعيش في يافا قرب سوق "العتق" متزوج وأب لـ (3) أطفال: أمير- لير- وشون، ابن "جون لينون" اسمه "شون لينون" وهو يغني لابنه، أعجبتني الأغنية ومن هناك أخذت الأسم، العب مع أولادي 13 و 8 وواحد سنة وشهرين والعب معه، أنا "أبو الأولاد".. كنت مطرب أعراس في الماضي، في الثمانينات وكان عندي فرقة وغنيت في عدة أعراس وعملت سنتين أو ثلاثة، ويئست من الغناء حسب رغبة الجمهور. غنيت في مسرحية "قتل"، وفي مسرحية "العرب يرقصون"، اغني (5) أغاني مع موسيقيين.
**روح الفن ورثتها في الجينات
ويعلق نورمان: صوتي حلو لا اعرف من أين، اعتقد إن أمي كانت تغني في الماضي وأكيد كل هذه المواهب أتتني من الوالدين، فلهم روح النكتة ويأخذون الأمور ببساطة ويتعاملون مع الأمور بفكاهة ليخففوا عن وضعهم، كنا عائلة فقيرة وأخذنا منهم الحب والحنية، وهذا أساس للنشأة السليمة، أمي من قرية "الجش" وأبي من "كفر برعم"، كنت مثابر اجتماعيا في كل مخيم يقام في "كفر برعم" اذهب وأساعد وأنظف وارتب البلد، اغني عن كفر برعم، مرة غنيت كفر برعم في الأردن، أولاد عمي (وروني عيسى)، رسام و(ميرفت عيسى) فنانة تشكيلية وهي ابنة عمي واختها و(ريم عيسى) مخرجة سينمائية.
**هدموا بيوت عمرانه وتركوا أهاليها تعاني
-في مسرحية "أشواق" في المسرح العربي- العبري، عندي منولوج يحكي عن جدي فارس، الذي يقوم من القبر ويعتقد إن الفلسطينيون ربحوا بالحرب ويستغرب انه في جمهور يهودي وأنا حفيده أحاول أن أقول له لا يا جدي ويتكلم عن البلد والتطورات ويحثنا على الزراعة، ويحاول الحفيد، بان يعلمه أن الوضع تغير.. أقوم بدور الجد والحفيد واغني أيضا لبرعم، الأغنية كتبها طوني اندراوس ولحنها إياد حليحل، وتقول: بأسى وظلم وعدوان.. غربونا عن الأوطان.. هدموا بيوت عمرانه.. وتركوا أهاليها تعاني.. أطفال خلوها جوعانة.. شتتوها في كل مكان.
**الفقر كافر وله ذكريات لا تنسى
يتذكر نورمان: عندما نويت الالتحاق بالدراسة المسرحية في معهد "بيت تسفي"، كان أكثر من شجعني، زميلي الفنان أسامة مصري وساعدني بالمواد التدريسية، حتى أنه رافقني أثناء تقديم امتحان القبول في المعهد.. كان عندي حديث متواصل مع الفنان أسامة مصري وأنام عنده في حيفا، وأتردد على زيارته بشكل دائم نشرب معا ونتسامر، وأزوره في جريدة "الاتحاد" الحيفاوية، كنا فلاسفة نحلل في هذه الحياة. وخلال تعليمي في رمات جان، سكنت مع الفنان مع ميسرة مصري- شقيق أسامة- في مرّة رجعنا إلي البيت في تل أبيب من "رمات جان" حيث ندرس، سيرا على الأقدام وذلك لعدم وجود مال معنا أجرة الباص، عشنا حالة تعيسة من الفقر أثناء دراستنا للمسرح، سكنا مع ستة شباب في نفس الدار، كنت احضر طعام من عند أمي وخلال يومين لا يبقى أي طعام.
**من كثر الطباخين انحرقت الطبخة
حول المسرح المحلي يقول نورمان: ينقصنا القدرات الكتابية المحلية، التي هي أساس للمسرح، للثقافة، و"من كثر الطباخين انحرفت الطبخة"، هناك الكثير من المسارح وهناك سباق بينهم، من يبيع أكثر مسرحيات وتباع ب 500 أو 600 شاقل ولا ينظرون إلى جودة العمل، واتهم من يشترى المسرح، مدراء المدارس يفضلون الرخيص وقضاء حصة الفراغ بأي ثمن، علينا في الوسط العربي إقامة دورات مسرحية حول ما هو المسرح، لمدراء المدارس وأشخاص في أماكن مهمة في البلاد: كيف يرون المسرح وكيف يعرض. المسرح هو شيء مقدس كالجامع والكنيسة، هناك ناس لا يأتون إلى المسرح بل المسرح يجب أن يأتي عندهم للصالون، المسرح يأتي إلى ساحة المدرسة ونصف جودة العرض يذهب أدراج الرياح، المهم تعبئة فراغ، يجب إقامة لجة لتقرر، ماذا سيعرض في الوسط العربي وان تأخذ مال عن طريق وزارة التربية والتعليم.. 70% من المسرحيات يجب أن لا تكون في السوق لأنه يضر شعبنا أكثر مما يفيده، المسارح العربية مثل أعضاء الكنيست العرب كل واحد يركض وراء كرسيه ومصلحته، لو عرفنا كيف نتحد ويكون لنا كتلة عربية واحدة لتغير الوضع، لا يوجد عندي ثقة بالأعضاء الموجودين وبالنسبة لكادر إدارة المسارح لا يوجد من ناحية تقنيات عربية: إضاءة ديكور دمى، نأخذ روس أو يهود، لا يوجد مدارس تعلمهم ليصبحوا مهنيين. الشعب العربي والجمهور غير متعود على المسرح، في حيفا ويافا وعكا وغيرها يفضلوا مشاهدة التلفزيون 800 محطة من الصحون الفضائية.
**البحر والموسيقى الكلاسيكية تهذبني
ويضيف: في وقت الفراغ، امشي على شاطئ البحر واضع موسيقى كلاسيكية في الساعة الخامسة صباحا، وهذا يهدئني امشي 10 كم ولا اشعر بهم، التقى بالسكارى فقط، لا يكون هناك ناس غير عادين والمنظفين. أثور غضبا عندما يكون عرض مسرحية والجمهور يأكل أثناء العرض أو يرد على المحمول ويقول: أنا في المسرحية، عادة أوقف المسرحية حتى ينتهي من حديثه في الهاتف ومرة تركت المشهد.
**أعمالك القادمة؟
-احضر لمشروع مسرحي بعنوان "ألف ليلية وليلة" بمشاركة مسرح السرايا و"هبيما"، أقوم بالاخراج وقد بدأنا بالعمل عليها.. .
في الكاميري أقدم مسرحية "عائد إلى حيفا" وأقوم بدور (سعيد) كما وأجري مراجعات في مسرح حيفا على مسرحية اسمها "البشع" لكاتب انجليزي ولي دور رئيسي بها وأنا في مسرح عكا وأنا في اللجنة الفنية للمسرح الآخر في عكا. أريد اللقاء مع الوزير وجه لوجه ولم انجح وسأقول له أشياء عن المسرح سمعت انه سيساعد العرب، وأتمنى أن ينفذ ما قال.
**ما ستقول للوزير؟
-سأطلب منه أن يقيم مسرح عربي ريبورتواري مثل مسرح الكاميري ويشغل ممثلين وان يقيم قاعات كبيرة.. أريد أن يقوم بتغيير في الوسط المسرحي..
**بماذا تحلم؟
-أحلم بأن أرى الجمهور يقف على باب المسرح ويتشاجرون معا على التذاكر المتبقية!!!
عندنا كوادر مسرحية من أقوى كوادر في الشرق الأوسط ولكن لا يوجد عندنا الفرص.. احلم بإقامة عرض غنائي كبير وإنتاج كبير، هناك مسرحية في راسي، مسرحية لزياد الرحباني "سهرية" المشكلة هي المصاري وكل واحد سيطلب بقرة جحا، عشرين عرض.. أحلم بأن أقدم شكسبير بالعربي والمشكلة هي الجمهور، لا يمكن تسويق طاقم كبير..