العرب الصهاينة يصلون إلى قمة المشاريع
العرب الصهاينة يصلون إلى قمة مشاريع
ومهرجانات عربية سينمائية بغطاء رسمي
حمدي لبيب
تفاجأ العديد من المخرجين العرب عندما قرؤا إسم مديرة مهرجان قرطاج السينمائي السيدة دورا بوشوشا على لائحة "أصدقاء" صندوق البيت الأخضر للدعم السينمائي والذي مركزه تل أبيب. وهذه المؤسسة الثقافية الصهيونية تخضع في الوقت الراهن لمقاطعة من شريحة واسعة من مخرجيين ومثقفيين العرب وأجانب تقدميين (ومنهم مخرجيين إسرائيليين يساريين) شاركوا بالمقاطعة للإعتراض على مع ما يعتبروه مؤسسة صهيونية يمينية بدعم أوروبي تحت غطاء التعاون الأورومتوسطي هدفها الوحيد هو التطبيع وجعل إسرائيل مركزا هاما للحراك السينمائي الشرق أوسطي. ومن الأسماء المقاطعة للبيت الأخضر هم المخرج العالمي هاني أبوأسعد وإيليا سليمان وآن ماري جاسر ورشيد مشهراوي والعشرات من الفنانيين ورموز من الوسط الإعلامي.
أصدقاء البيت الأخضر للأفلام
http://www.ghfilmcentre.org/siteFiles/1/44/3601.asp
Palestinian Filmmakers Question EU Audiovisual Grant
http://electronicintifada.net/v2/article4553.shtml
إدارة مهرجان قرطاج السينمائي
http://www.jccarthage.org/jcc_2008/fr/contact.php
وفي مشروع سينمائي آخر في المغرب بأسم (أم.أف.دي) وأيضا من دعم صندوق الأورومتوسطية يشارك مخرجون ومنتجون أسرائيليون مع مخرجيين عرب في ورشة إنتاج أفلام تمتد لثلاثة أسابيع. ولقد تم طرد مخرج الفلسطيني بعد أن إعترض على وجود إسرائيلي مواقفه مجهولة تجاه التطهير العرقي والإحتلال في الورشة التي ستعقد في مراكش المغرب. ويشارك في إدارة وتنسيق هذا المشروع الأورومتوسطي المخرج المغربي العالمي نبيل عيوش و مديرة مهرجان قرطاج السينمائي السيدة دورا بوشوشا و محمد البارودي و صوفي حاتم وميشيل إبنوزهير وبهيجة الأيوبي ومرفت تناني.
أم. أف. دي. (الورشات السينمائية الأورومتوسطية في العالم العربي)
لجنة إدارة أم. أف. دي.
http://www.mfd.ma/content/view/87/103/lang,en
لجنة تحكين أم. أف. دي. 2008
http://www.mfd.ma/content/view/269/137/lang,en
ويساهم السيد مالك العقاد إبن المرحوم السينمائي العربي العظيم مصطفي العقاد في إنشاء معهد سينمائي بالأردن يفتخر بفتح أبوابه للإسرائيليين وستكون مدينة العقبة في الأردن هي موقع هذا المعهد الذي يقوم بالشراكة مع جامعة جنوب كاليفورنا.
معهد العقبة للفنون السينمائية
إدارة معهد العقبة للفنون السينمائية
http://www.rsica.com/arabic_rsica/pages/about/the_board.html
الأردن يوقع إتفاقية لمعهد سينمائي في العقبة مفتوح للصهاينة
http://www.usc.edu/uscnews/stories/12756.html
وفي نشاطات عديدة تحت غطاء الأورومتوسطية بدأت في أوروبا ثم وجدت لها موطئ قدم في بعض الدول العربية بإدارى عربية وإنفتاح مع الصهاينة وإغلاق الأبواب بشكل بطيئ في وجه السينما العربية الهادفة وفتحها للإسرائيلين وترويج لسينما عربية تتفادى الخوض بالقضايا المصيرية الا بشكل يساوي بين الضحية والجلاد أو أفلام لايمكن إستنتاج اية عبر منها تساهم في مايسمى بالفوضى البناءة على الصعيد الثقافي والأخلاقي ولكن تحت شعار تطوير السينما العربية وتحديث الرواية العربية. وفي الوقت ذاته تقوم تصفية رموز السينما العربية الهادفة إما بطردهم أو بإحالتهم على التقاعد المبكر أو بتهميشهم.
ويمتلك العرب الصهاينة شعبية رسمية متزايدة ويعكس صعود نجمهم في بعض المهرجانات والمؤسسات الرسمية العربية رغبة تلك الجهات العربية الرسمية كسب رضى الغرب في وقت تتصاعد فيه مطالب الإصلاح والديمقراطية في العالم العربي. ففي بعض المهرجانات العربية الرسمية نجد العديد من الإسرائيليون ذو الجنسيات المزدوجة و الصهاينة العرب كضيوف شرف يحاضرون ويجتمعون ويترأسون لجان عديدة.
وكلما زادت حدة المطالب الشعبية بالإصلاح تقوم بعض الأنظمة العربية بفتح أبوابها للصهاينة العرب كعربون حسن نوايا للغرب وإثبات أنها تشكل عصب "معسكر الإعتدال" الذي يحمي مصالح الغرب وطموحاته في العالم العربي وأولها وآخرها قبول إسرائيل الغير مشروط وحماية تدفق البترول. بل وتعتز بعض الأنظمة العربية اليوم بمدى "شجاعتها" في الوقوف بوجه التيارات العربية الحقوقية والأنسانية والقومية التي تناهض مشاريع التطبيع الغير مشروطة.
ويخلق وجود تيار عربي صهيوني في وسط الحراك السينمائي العربي الجديد معضلة للسينمائيين العرب المستقليين والذين لايرغبوا بأن يضفوا شرعية على إنجازات الصهيونية العربية والجهات الرسمية الداعمة لها. ومن هنا بدأت بعض الأصوات العربية التقدمية بل وحتى الإسلامية والقومية بالمطالبة بإنشاء بدائل لتلك المؤسسات العربية الرسمية السينمائية والتي أثبت معظمها عدم قدرته على حفظ الثوابت بل وتقديم التنازلات مقابل دعم الغرب لتلك الجهات الرسمية ضد أبناء الوطن والحصول على الإستثمارات. وتخلق تلك الإختراقات حالة إحباط للعديد من التقدميين والذين بدأو بتشكيل تحالفات مع مراكز سينمائية إسلامية في إيران وماليزيا وأخرى يسارية وليبرالية في الغرب والشرق للقفز فوق الهيمنة الرسمية والتي يراها المستقلين اليوم تحاول توظيف المشروع السينمائي العربي لتحقيق أهداف سياسية وتجارية تصب في مصلحة النخب الحاكمة السياسية والإقتصادية وضمان رضى الغرب عنها.
في وقت يتعرض فيه العالم العربي لهجمات عسكرية غربية من شماله لجنوبه ويتم قهر العرب في فلسطين ولبنان والعراق والصومال, يشكل تيار الصهاينة العرب السينمائي حركة إنتهازية غير إنسانية تشابه تجمع مثقفين "فيشي" فرنسا عندما كانت تحت الإحتلال النازي.