وهَج الشام
سامي رشيد
أنا الذي نالَ منّيْ الجَورُ مانالا
وسالَ من دَمِ شَعبيْ الحرّ ماسالا
إنْ شرّدتنيْ ذئابُ الظلمِ عن وطَنيْ
ألفَيتُ ، في البعدِ عنْه ، الكَونَ أطلالا
* * *
أنا الذي ضَجَّ نَبضُ الشام في دَمِه
والشامُ أغرودةٌ ، كالشَهدِ ، في فَمِه
يَحيا مَسيحيه عَوناً لمُسلمِه
في كلّ خَيرٍ.. كَذا كانا.. وما زالا
* * *
أنا الذي لم يَنَلْ مِن روحِه الزمَنُ
مَهما تَوالتْ مآسيْ الدهرِ.. والمِحَنُ
وإن دجَتْ فِتَنٌ مِن بَعدها فِتَنُ
أبقى عزيزاً ، كريمَ النفْسِ ، مِفْضالا
* * *
مِن الفراتِ ، إلى العاصي ، إلى بَردَى
أعْدو .. وأصدَحُ فيها.. بلبلاً غَرِدا
ولستُ أرجو ، سِوى الرحمنِ ، ليْ سنَدا
وحبِّ شَعْبيَ .. رَقْراقاً وسَلسالا
* * *
الجَورُ ، مَهما يَطلْ في الشامِ ، منهزِمُ
وإنْ بَغَى وثَنٌ ، أو حاكِمٌ قَزَمُ
كمْ مِن عتاةٍ طغَوا في الشام ؛ إذْ حكَموا
فبَدّلَ الله ، بَعدَ الحال ، أحوالا
* * *
نَحن : الذي ، والتي .. نَحن الذينَ .. مَعا
نَستأصِلُ البَغيَ ، مَهما جار، أو قَمَعا
حريّةُ الشَعبِ روحٌ فيه .. منذ وَعَى
مِن أجْلِها ، وبِها.. كمْ خاضَ أهْوالا
طلب منّي أحد الإخوة الكرام ، كتابة نشيد لوطننا الحبيب ، لتلحينه وإنشاده . وقد كتبت هذه الأبيات .. أضعها بين أيدي الإخوة الأحبّة ، راجياً أن يكون فيها بعض الغَناء . فمن وجَد لديه قدرة على التلحين والإنشاد ، وأحبّ أن يتفضل بتلحينها وإنشادها .. فليفعل مشكوراً !