الجزيرة الإنجليزية
ثالث أكبر فضائية في العالم
غسان مصطفى الشامي
انجاز كبير حققته قناة الجزيرة الفضائية الإنجليزية في عالمنا الفضائي الشاسع ،والحلم بدأ يتحول إلى حقيقة في الانتصار على الإعلام الغربي والنجاح في تغيير الصورة النَمطية التي رَسمتها وسائل الإعلام الغربية عن الأمة العربية الإسلامية ووصمتها بالإرهاب والتخلف والرجعية ، حيث أَصبحت الجزيرة الإنجليزية القناة الوليدة واحدة من اكبر ثلاث قنوات إخبارية في العالم ، كما ذكر تقرير واشنطن حول الشرق الأوسط لشهر أكتوبر الماضي، فيما اعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية " BBC " و CNN " " الأمريكية هما اقرب المنافسين للجزيرة التي أصبحت القناة المُفضلة لَدى المُشاهدين في الغَرب والدول الآسيوية وأوروبا نظراً لاهتمامها بوجهات نَظر لا تَهتم بها القَنوات الإخبارية في تَغطيتها الدورية والمتلاحقة للأحداث في مختلف مناطق العالم ...
ما حَققته قَناة الجزيرة الفَضائية من نجاح يُمثل ثَورة كَبيرة في مجال القَنوات الفضائية العَالمية وتنافسها مع قَنوات لها سَنوات طِوال في حَقل العمل الإخباري ، الأمر الذي أَكده اَحد مقدمي البرامج العَالمين عندما قَال " ان الجزيرة الانجليزية تَسعى إلى إِحداث ثَورة في القَنوات الفضائية الإخبارية الناطقة بالانجليزية مثل الثورة التي أَشعلتها الجزيرة في الإعلام العربي والقنوات الإخبارية الناطقة بالعربية منذ عقد من الزمان ."
المركز الذي حققته الجزيرة لم يَكن من فَراغ بل رَافقه عملٌ دَءوب وجهدٌ كبير في البَحث عن الحَقيقية أينما وُجدت وإيصالها بصورة مَوضوعية لجميعِ المشاهدين ، كَما ان مصداقية القناة والخبرات الإعلامية العاملة فيها جَعلت المُشاهد الغَربي يُقبل على متابعتها، فضلاً عن النحاج الكبير التي حَققته القناة الأم " فضائية الجزيرة العربية " في نقلها الأخبار العالمية ولا سيما رسائل زعيم القاعدة أسامة بن لادن ..
بهذا الإنجاز الكَبير دَخلت قَناة الجَزيرة الإنكليزية حَلبة عمالقة الإعلام العالمي ولكن من مَنظور وَرؤية مُختلفة وبصوتٍ آخر يَعتمد على نَقل الحقائق عن مُجتمعاتنا العَربية وعن الدول الفقيرة والنامية بصدقٍ وليس كذبٍ و تشويه ، فهي تمثل نَبض الشارع العَربي بلغةٍ غير عربية ، فهي تنقل الخبرات والتجارب والإنجازات العربية كما تنقل مشاهد القتل والتدمير بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ، و تنقل الجرائم التي يرتكبها الجيش الأمريكي والبريطاني في العراق وحقيقية الديمقراطية الأمريكية الزائفة وحقوق الإنسان التي شوهها الأمريكان ...
إن الجزيرة الإنجليزية بحصولها على المركز الثالث في هذه المدة الزمنية القصيرة من تاريخ عَملها سَاهمت في كَسر احتكار الإعلام العالمي، واستطاعت استمالة قلوب المشاهدين الغربيين ، بعَد ان رَاهن بَعض المحللون الغرب على ان هذه القناة تَحتاج إلى وَقت للانتشار والقبول بين الجَماهير، وها هي اليوم تُوجه لَطمة قوية للإعلام الغربي بهذا المركز ، كما نَجحت في جسر الهوة وسد القصور والخَلل في تَغطية الأحداث من قِبل وسائل الإعلام الغربية ونَهجها الغَربي في التغطية وسياساتها الأمريكية تِجاه المُجتمعات العربية ، فيما عَملت على مُعالجة هذا القصور من خلال نقلها للأحداث من منظور مُخالف تماماً عما اعتاد عَليه الجَميع وعبر مُعالجتها لقضايا لم يَتم التَطرق إليها من قَبل ، كَما تَعمل القناة على طَرح كَافة الآراء المُتعلقة بالأحداث ومُجريات الأمور والتي أحياناً تَغيب عن ذهن المشاهد الغربي ،حيث أن كثير من الأخبار لا يمررها الإعلام الغربي لمُشاهديه لسبب أو لآخر ، الأَمر الذَي نَجحت فيه قَناة الجَزيرة الإنجليزية ، فيما عَملت القناة على إِظهار الكَثير من المَلامح الثَقافية والاقتصادية والسياسية للمنطقة العربية ، و تقديم الأخبار بمنظور إعلامي متميز وإيصال أصوات وآراء الناس من مناطق العالم المختلفة التي لا تَلقى التَغطية الإعلامية الكافية، كما عَملت القناة على نقل الأخبار والأحداث من زوايا مختلفة وأسلوب جديد يركز على جوانب لم يتم التطرق أليها سابقا من قبل وسائل الإعلام الدولية.
في ختام مقالتي أثمن الجهود الجبارة والطواقم العاملة في قناة الجزيرة الإنجليزية على هذا الإنجاز الكبير ، وأتمنى لها مزيداً من التألق والنجاح في السنوات القادمة لتكون في المركز الأول بإذن الله ...
إلى الملتقى ،،