يا االلمسخرة
ياااللمسخرة ..!!
عبد الله حمزة
كاتب وإعلامي سعودي مقيم في القاهرة
صاحبي التربوي الملتزم ، من المتابعين بعين الناقد للفضائيات ، منذ إطلاقها في أجواء بيوتنا وعمائرنا وبيوت الشعر في مضاربنا أوائل تسعينيات القرن (الفارط ) . قبل أسابيع التقيته وفي مرئياته ناقشته ، وسألته عن آخر مالفت انتباهه من برامج ومسلسلات وما يسمى منوعات ..!!
فغير جلسته .. ونظر إليّ .. وأشار بسبباته .. وقال : تبغى الصراحة ... ولا بنت عمها .؟ قلت لا : بنت خالها .!! .
قال محتدآ : إنها مسخرة .. وبهدلة .. وشرذمة ( متلفزة ) ، تلك البرامج التي تتبارى فضائيات معروفة ، في إنتاجها و( رشها ) اعني .. بثها في عيون جماهير (( امتنا العظيمة ذات المناعة الضعيفة..!! )) ، لتخترق عقولها وتدمر آخر ما بقي من مظاهر القيم فيها ...!! (( لو قلت حرام .. لأصبحت في نظرهم تكفيرياً .. ظلامياً .. رجعياً ، لاتقدمياً .. وفي فهم التحضر قريوياً * .
بدأت الحبكة ببرنامج المسابقات ( المستورد ) ليقدمه لنا مسيو ( ابوفنه ) ** ..!! ويقدم جائزة ضخمة من صوب ، ويأخذ الملايين من حسابات الغلابة فرادى ومجتمعين عبر رسوم الهاتف من صواويب . ولأن السذج في عالمنا العربي بالملايين ( بد كون ما تواخزونا ) ..!! ، فقد كان عائد الاتصالات ( المدفوعة من قبلهم طبعآ ) مغريآ لمنتجي مثل تلك البرامج لتخصيص ميزانيات ضخمة لدراسة وتقديم أقوى الأفكار الشيطانية ( اقصد البرامجية ) لسلب عقولنا وما بقي في جيوبنا ، فقد عاد المسيو ( ابوفنه ) بعد أن (زنقل) من مصارينا وتعدل ، وشكر الرب على هيافتنا وسذاجتنا ، ببرنامج يمزق فيه الأمة على طريقة ( بيكو .. سيء الذكر ) لأن الفرنسية لغته الثانية ، إن لم تكن الأولى ، ويختار فيه متسابقين ممزوجين بأسماء معروفة في عالم الإعلام والفن والرياضة ..!! يساقون إليه قبائل وطوائف كي يتباروا في حل أسئلته وأحاجيه .. وتبجيله وتضخيم ( الأنا ) فيه ..!! .
لهذا لم تعد ( المجنونة ) كرة القدم ، الوحيدة التي أخرجت جحافل شيبنا وشباننا ، تحت رايات أوطاننا للتشنج والنواح ، وطلب الثار والنصر البواح ، في هذا الزمن المنيل بستين ألف نيلة ,,, بل برامج مسيو( ابوفنه ) الذي بعلم ، أو بدون علم ، يذكي بهذه النوعية من البرامج .. حزازات وتخندقات واستعراض عضلات ... قد ينهيها العربان في ساحات الوغى والعنتريات ، فهذا جيش المغرب ( اقصد فريق ) وذاك العراق ، وبه تقيس مقدار التحزب وتعاضدك الوطني ..!! ، والأنكى والأمر أن المنافس هنا ( أخ ) لك لا عدو، لكن توصيفه في سياق البرنامج يجعله منافسآ يرقى لمرتبة العدو أو الضد ..، كما أن معيار التفوق أو الفشل ينسحب على أبناء وطن كامل ، لا متسابق فرد ، أو مجموعة تمثل مؤسسة أو جامعة ... وهكذا ..!! ، ودخلت للعب على هذا الوتر ( الوطني ) التحزبي ومن باب الفن ، فلتة زمانها وصانعة النجمات والنجوم والبعيدة عن ( الرزانة )
الله يمسي بالخير أستاذنا ( عمر الخطيب ) الإعلامي والأكاديمي المتميز ، صاحب الحضور المبهر في برنامج المسابقات طيب الذكر ( فكر .. واربح ) ... والذي تستشف من اسمه معنى التنافس الشريف والتشويق المتزن في إفادة المشاهد ، فالمتسابق عنده يخضع لمقدار عال من التحفيز والمنافسة مع بقية زملائه .. إلى أن يستخلص الدكتور الإجابة باسلوب العملية ( القيصرية ) ... أو خلع الضرس (( ياسسسلام عليك يا دكتور عمر ))... وأنا هنا استعير تلك اللزمة الشهيرة للدكتور عمر عندما كان يصادق على صحة إجابة المتسابق ، والتي ركز عليها الفنان " داوود حسين " عندما حاكى ( كوميديآ ) برنامج .. فكر واربح ، وللأسف فكما سمعت ، فقد لاقى الدكتور عمر صدآ وعراقيل من اغلب الفضائيات لإنتاج برنامجه الشهير ، ماعدا فضائية واحده مدت له يداً وسحبت الأخرى ، عند بثها لبرنامجه مما جعله يظهر بصورة اقل من مضمونه وإمكانيات مقدمه ، وللمعلومية فإن غالبية برامج المسابقات التي تطل علينا منذ فترة بأشكال وألوان مختلفة ، عدا كونها مستنسخة ومشتراة من الشركة الأم ( وهي أمريكية أو أوروبية ) ، فإن المقدمين فيها يحظون بدعم فني ومعلوماتي وترفيهي منهجي مدروس ، بحيث يدخل المقدم إلى الاستديو وهو عال العال وليس عليه إلا التشخص"2" وطرح السؤال ..!! ، بينما كان مقدم برامج المسابقات في العصر الأنتلي "3" هو المعد ، والمقدم ، ومنسق الاستديو ، ومنظم الجمهورعلى مقاعدهم ، كما كان ذا قدرة وصبر على حل أي إشكال بين حضور الاستديو ( الذين لادور لهم سوى التصفير والتصفيق عندما يحل المتسابق السؤال ) وربما يبتاع لهم مشروباً من جيبه الخاص ، كي تروق الأمور ، وينبسط الجمهور ويتفاعل مع البرنامج لما الكاميرا تدور ..!! ، واذكر بالخير من رموز تلك الحقبة السبعينية مع حفظ الألقاب ،،، غالب كامل ، ماجد الشبل ، أمين قطان ، محمد الرشيد . لهم مني كل المحبة والتقدير ... والسلام ختاااااام ....... ششششششششششششششش.
* ( قريوي ) أي على الفطرة
**( ابوفنه ) المدلس أو الكذاب