الفنان محمد حرب
إسرائيل منعتنا من كل شيء في غزة لكنها لم تستطع منعنا من الإبداع
أسامة عواد
بيت لحم
على الرغم من عدم تواجده أثناء افتتاح المعرض في مدينة بيت لحم جسدياً؛ إلا انه حضره روحياً بكلمة كتبها ووزعت على الحضور اللذين اتو من أجل مشاهدة اللوحات الخاصة بالفنان التشكيلي محمد حرب، التي ترسم معاناة أهالي قطاع غزة بشكل أو بآخر من خلال رؤيته الفنية ومن خلال المزج بين الرماد والألوان الصاخبة بهدف تقريب ما هو بعيد بين جميع الثقافات وبشتى الوسائل. هو لم يحضر الى الضفة الغربية التي افتتح فيها ثلاثة معارض له بسبب منعه من السفر من قبل دولة الاحتلال لكنه أكد دوماً على انه غير مهتم ما دامت لوحاته الفنية ستسافر من أجل ان تعرض في مكان منع هو التواجد فيه.
واعتبر الفنان محمد حرب ان افتتاح معرضه في مدينة بيت لحم وهو غير موجود هي ليست المرة الأولى للفنانين الفلسطينيين في فلسطين، وقال ان معرضه الفني تم افتتاحه في عدد من مدن الضفة الغربية في القدس ونابلس وبيت لحم وهو غير موجود واصفا شعوره بالمؤلم إن يفتتح المعرض من دون وجودة كون الفنان يحب عند افتتاح اي معرض خاص به ان يترقب حضور الناس وتعليق الناس على أعماله التي تعرض كلوحات في زوايا المعرض، وان يشعر مدى تأثير المعرض على ملامح الجمهور. وقال الغول فترة 2009 - 2010 كان هناك نعارض حافلة له داخل الوطن وخارج الوطن وحتى في المحافل الأوروبية والعربية وكانت تفتتح العديد من المعارض للفلسطينيين دون وجود الفنان.
وخصص الفنان حرب اسم المعرض ألوان في الرماد معتبراً هذا الاسم الأنسب جدا لجميع أهالي قطاع غزة، حيث انتج هذا المعرض في العام 2008- 2009 برعاية المركز الثقافي الفرنسي حيث كانت غزة تعيش حالة حصار وانقطاع للبنزين والوقود حتى صار الإنسان البشري ملامحه متغيرة عن ملامح الإنسان العادي بسبب الظروف التي يعيشها، وقال الغول من خلال احتكاكي في الناس بقطاع غزة وحاولت تجسيد الحالات والأجساد التي تعيش في قطاع غزة، وبعد عمل دراسات خصوصاً للمرأة لانها تمثل رمز للبقاء والقوة والأرض.
اكد ايضا الفنان حرب ان الفن نوع من المقاومة اللا عنفيه، وان عدم حضور الفنان لافتتاح أعماله أكثر من مكان وبسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، وان تخرج الأعمال من مكان محاصر هو اكبر كسر للحصار ونحن بالتأكيد نحاول ربط العلاقات بين شقين الوطن من غزة إلى الضفة الغربية. وان عرض الاعمال في بيت لحم هو رسالة واضحة لها الربط، والرسالة الموجودة في الأعمال ايضاً يعتبر بشكل كبير انتصار على الحصار الموجودين فيه وهذه المحاولات ليست فقط على مستوى بيت لحم بل على مستوى الدول العربية. وانا اعتبر ان الاحتلال منعنا من الماء والكهرباء وكل وسائل الحياة الاولية لكنهم لم يمنعونا من الإبداع.
هذا وكنت قد افتتحت دار الندوة الدولية المعرض الفني بعنوان الخاص بالفنان التشكيلي محمد حرب تحت عنوان "ألوان في الرماد" ، وتضمن المعرض عددا من اللوحات التي تعيد اكتشاف الواقع وصياغته بشكل يثير العديد من التساؤلات التي تثري خيال، عبر تسليطها الضوء على جوانب خفية في تفاصيل حياته اليومية.
وفي كتيب صغير وزع للتعريف بالمعرض، كتب الفنان حرب يقول تحت عنوان "عناق بين التناقضات": "بحثًا بين ألوان الرماد، تجربة لإحياء ما تبقى من ملامح وأجساد والتي أصبحت تتلاشى عبر السطوح الرمادية القاتمة...فهي محاولة لإحياء المساحات من خلال الألوان، والتي تعكس صراعاً بينه وبين المساحات الرمادية...والسعي للخروج من الدائرة الرمادية المغلقة...غزة".
حيث تمكن الفنان التشكيلي من تسخير إمكانيات التكنولوجيا الحديثة في توظيف الفكرة والبحث عن أدوات جديدة. ولا ينفك حرب عن التذكير بان التكنولوجيا هي أداة كغيرها لخدمة الفن و توصيل الرسالة من خلال أعمالة.
والجدير بالذكر ان الفنان محمد حرب هو من مواليد غزة عام 1979، ويعمل كمخرج بالفضائية الفلسطينية، وهو خريج جامعة النجاح الفلسطينية من كلية الفنون الجميلة/ قسم الديكور عام 2001. وعضو رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين- رام الله منذ عام 2003، ورشح قبل خمسة أعوام من قبل مركز خليل السكاكيني "رام الله" بأكاديمية أيلول بدارة الفنون بعمان مع الفنان السوري مروان قصاب باشا/ الأردن.
وشارك الفنان أيضا عام 2004 في جداريه يوم الأسير الفلسطيني مع مجموعة من الفنانين. بالإضافة لمشاركته في ورشة الفيديو آرت "صورة مع صورة" مع مجموعة من فنانين من غزة بتعاون مع وزارة الثقافة عام 2005.
ونظم على مدار السنوات الماضية العديد من المعارض الشخصية، بالإضافة لمشاركته بالعديد من المعارض الجماعية في داخل فلسطين وخارجها.