هم عاقَبوها ونحن كافأناها؟!
يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
ذكرت إحدى الصحف البريطانية أن "روبرتا وينترتون" وكيل عريف البحرية تعرضت لتخفيض رتبتها ولنزع شريطها العسكري، لأنها تعرت أمام إحدى الكاميرات، ونشرت صورها في إحدى المجلات، وقد تم حجزها داخل معسكرات الخدمة، ومن المتوقع أن تدخل السجن لأن سلوكها حسب قانون الجيش يتنافى مع النظام والضبط العسكري؟! بينما نجد مؤسسات الفن والسينما في كثير من البلدان العربية، ومنذ أكثر من أربعين عاماً، أيام سينما (أبيض وأسود) تحرض الممثلات على التعري لقاء حوافز مادية ومعنوية؟! فابتدأ الأمر بكشف الساقين مع تضاعف الأجر، وانتهى بالعري الكامل، ووصل –على ذمة من يقول- إلى الأفلام (إياها)؟!
وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 12/6/1996م مقابلة مع الممثلة والمخرجة التلفزيونية (نهاد علاء الدين) بطلة فيلم الفهد الذي أنتجته إحدى مؤسسات السينما العربية، فقالت "هناك موضوع أكشف عنه النقاب للمرة الأولى.. تبين للمؤسسة أن الفيلم (ناشف) وقد لا يلقى إقبالاً جماهيرياً؟ وفي النهاية وبعد أن تم التصوير قالوا لي: نريدك مصيدة للجمهور؟ وكانت المصيدة أن أظهر عارية مع البطل! ورفعوا أجري وقالوا: إننا نطلب منك تضحية، فليكن جسدك جسراً تعبر عليه السينما إلى جمهورها"! فانظروا كيف يكون التشجيع على الأمر الذي عوقبت من أجله المجلات البريطانية، واهمسوا في أذن الإنكليز الكبيرة: لماذا تقفون في وجه الحرية الشخصية؟ وكيف لم تنتبهوا إلى ما يجري في بعض بلدان الشرق الحالم فتجعلوه نموذجاً تقتدون به؟ وتستطيعين كذلك –يا وكيل العريف- أن تقاضي من عاقبوك، فإن غيرك ممن فعل فعلتك التي فعلت تنال الأجر المضاعف، وتشجع بل وقد تكشف ولا يقولن أحد بعد ذلك،، إننا للمرأة ظالمون، ولحريتها مانعون، ففينا من يرفع الأجر متناسياً مع انحسار الثياب عن الأجسام ويجود في سخاء، في الوقت الذي لا تجد الكثيرات ممن يطلبن الستر والحشمة ما يكسو أجسادهن شبه العارية من الفقر والعوز وقلة ذات اليد.