الفن حوار صامت

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / /‏14‏/12‏/09/  رأى خبراء ومحبو الفن الاسلامي والانساني  زاروا معرضا للفن الاسلامي في  قاعة / جوربيوس / للفنون في العاصمة برلين  وهو عبارة عن رسومات فنية لفنانين مسلمين واوروبيين اضافة الى آيات من القرآن الكريم واحاديث نبوية ولوحات شعرية من العصر الاسلامي الاول / عصر النبوة والخلفاء الراشدين ودولة بني أمية / الى عصور دولة بني العباس  والايوبيين والمماليك منتهية بالزخرفة الاسلامية في عهد الدولة العثمانية وحضارة التتار المسلمين في الصين والحضارة الاسلامية في القارة الهندية اضافة الى روسيا ولوحات للرسام بيكاسو والشاعر الفرنسي فولتير والالماني يوهان / يوحنا / فولفجانغ فون جوتيه الذي له مدائح للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ،   أن الفن  جسر يصل بين جميع الحضارات الانسانية وعامل حي على الحوار بين الاديان السماوية الثلاثة الاسلام والمسيحية واليهودية فالفن حوار صامت الا انه أكثر فعالية من الحوار بالكلمات والمناقشات ودواء قوي لاولئك الذين لهم آذان لا  يريدون أن يسمعوا بها  اي حوار الطرشان وبمعنى اكثر اولئك الذين وصفهم الله تعالى  في كتابه بأنهم / صم بكم عمي  فهم لا يرجعون / .

وعلى حسب رأي وزير الداخلية الالماني السابق فولفجانغ شويبله صاحب مشروع الحوار الاسلامي / حوار الحكومة الالمانية مع الفعاليات الاسلامية في هذا البلد / انه لو استقبلت الحكومة الالمانية وزعماء العالم الاسلامي ما استدبروه لجعلوا الفن اداة للحوار اكثر من المناقشة التي اكثرها لا تسمن ولا تغني من جوع ، فالفن الاسلامي وخاصة الادب الاسلامي يكمن في طياته  التسامح والرحمة والحوار الجدي اضافة  الى القوة وصلة الانسان بالانسان كما ان القرآن الكريم والاحاديث النبوية عامل هام على الحوار بين الاديان لانهاء النزاع واحلال السلام في العالم .

ويعتبر الرسام الاسباني بابلو بيكاسو / 1881 – 1973 / احد الذين غمرهم القرآن الكريم في حب رسم الطبيعة فرسوماته الفنية من الجبال والانهار والغابات لا تزال الشغل الشاغل لبعض الذين يجعلون الفن حوارا صامتا على صدقية الاسلام وبيان القرآن الكريم على حسب رأي استاذ الفن الاسلامي في جامعة مدينة لايبتسيغ ايبرهارد فون شفارتسيه الذي اعلن بأن عشقه للاسلام والفن الاسلامي يعود الى رسومات بيكاسو .

ويعتقد استاذ اللغة العربية ومادة الاسلام في جامعة مدينة هامبورج جيرنوت روتر ان للشاعر الالماني جوتيه الفضل على اعتناق الكثير من الاوروبيين الاسلام ووراء دعم حركة الاستشراق الفكري وليس السياسي فالشاعر الالماني يوهان فولفجانغ فون جوتيه الذي يعتبر احد أعمدة الماسونية في المانيا واوروبا الا انه ومنذ اطلاعه على الاسلام وقراءته للقرآن الكريم والسيرة النبوية جعل من سيرة حياته تتجه اتجاها آخر ولا احد يدري ما اذا كان جوتيه قد مات مسلما او بقي على ماسونيته الا ان الفضل يعود اليه الى شغف الكثيرين من مفكري اوروبا بالاسلام .

ويحوي هذا المعرض على حوالي 60 قطعة  فنية من  فنانين من السعودية وسوريا والهند وتركيا والاردن ومصر اضافة الى المانيا واسبانيا وايطاليا وامريكا ودول اخرى في العالم وآيات من القرآن الكريم تعود خطوطها الى عصور سحيقة في تاريخ فن الخطوط العربية اضافة الى صورة عن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى هرقل عظيم الروم فالرسالة الاصلية لا تزال موجودة في  المتحف الوطني النمساوي في فيينا . اضافة الى لوحات من الشعر الاسلامي العربي مثل شعر الصحابيان حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحه رضي الله عنهما وشعراء الدولة الاموية المشهورين الفرزدق وجربر وشعر المتنبي الذي اطلق عليه استاذ علوم العربية والاسلام جيرنوت روتر بالاستاذ الدكتور المتنبي .

ويستمر هذا العرض حتى الاسبوع الاول من يناير عام 2010 المقبل تتضمنه محاضرات وحوارات وغير ذلك .