مقابلة مع المنشد موسى مصطفى
المنشد موسى مصطفى :
أسعى إلى نقل النشيد الإسلامي إلى مرحلة جديدة تتسم بالنضج الفني والانفتاح على الجماهير
المنشد موسى مصطفى |
نجدت لاطـة /عمان |
شهدت الساحة الإنشادية في السنوات القليلة الماضية تحولات فنية جديدة قوبلت من الكثيرين بالرفض والتهجم على المنشدين أصحاب هذه التحولات ، ولعل المنشد موسى مصطفى أبرز هؤلاء المنشـدين ، فقد كانت أشرطته تُحدَث جدلاً واسعاً . ومقابلة موسى مصطفى تشعر بأن النشيد الإسلامي مقبل على مراحل جديدة أكثر وعياً بأهمية هذا الفن في التأثير في الجماهير . وقد كان لنا هذا اللقاء به :
·أنت أكثر المنشدين جدلاً في الوسط الإنشادي ، فأي شريط تصدره تحدث حوله ضجة ، فما أسباب ذلك ؟
ـ لأن موسى مصطفى ـ والحمد لله ـ هو من أوائل المنشدين الذين أدخلوا أشياء مستحدثة في النشيد الإسلامي ، كالموسيقى والألحان الجديدة التي لم تكن موجودة في النشيد ، بالإضافة إلى أناشيد الغزل ، وهناك أيضاً الأدوات المستخدمة الجديدة كذلك كالعزف مثلاً . وأي فكرة جديدة سيكون هناك مؤيدون وهناك معارضون ، وأنا أرى أن من لا يستحدث الجديد لن يضطر الناس للحديث عنه ولن يحدث أي جدل .
·كيف استقبلت آراء الجمهور ؟
ـ قضية الاستقبال ليست مهمة بقدر الفكرة التي أنا مؤمن بها ، وأنا متوقع كل شيء من الجمهور ، ومن الطبيعي أن يوجد بين الجمهور من لا يتقبّل هذه الأفكار . ولكن في النهاية أنا متأكد بأنه سيأتي اليوم الذي سيتغير فيه تفكير الناس عن هذا الذي أطرحه .
·كيف استقبل بقية المنشدين أفكارك الجديدة في النشيد ؟
ـ حالهم كحال الجمهور فمنهم المؤيد ومنهم المعارض .
·وبالنسبة إلى أبي راتب الذي هو شقيقك ، كيف كان رأيه ؟
ـ أخي أبو راتب ليس ضد هذه الأفكار ، ولكن هو لا يحبذ أن يستخدمها في هذه المرحلة لأمور كثيرة .. منها مثلاً أنه يريد أن يحافظ على الجمهور الذي نشأ معه والذي اعتاد عليه في اللون الذي يقدمه منذ سنين طويلة .
·هل أخذ عليك أبو راتب بعض الملاحظات ؟
ـ أكثر الملاحظات هي قضية الموسيقى ، ولكن هذا لا يعني أنه ضد الموسيقى ، فهو لا يمانع من استخدام الموسيقى ولكن يطلب منا أن لا نبالغ فـي استخدام الموسيقى . وأنا برأيي أن هذا الأمر يعود للمنشد لأنه هو الذي يحاول يحدد متى تكون الموسيقى رافداً مهماً للنشيد .
وهناك ملاحظة أخرى لأبي راتب علي وهي قضية الكلمة ، فلديه بعض التحفظات على كلمات الأناشيد التي أقدمها ، وأنا لي نظرة أوسع من نظرة أبي راتب في هذا المجال ، فأنا عندي أن النشيد يجب أن يوجه لكافة شرائح المجتمع ، وبالتالي يجب أن تكون كلمات الأناشيد تلبي حاجات هذه الشرائح ولا تقتصر على فئة المتدينين أو الإسلاميين .
·سمعت من أبي راتب أنه يطلب من المنشدين الذين يستخدمون الموسيقى أن يستخدموها بشكل صحيح بحيث تؤدي دورها الصحيح .
ـ رأي أبي راتب أن لا تطغى الموسيقى على الكلمات ، لأن النشيد هدفه الأول هو وصول هذه الكلمات إلى الجمهور ، وأنا مع هذا الرأي ، ولكن ما المانع من أن نعتني بالكلمة والموسيقى سواء بسواء ، لأن الموسيقى تجمّل الكلمة وتوصلها بأجمل صوت إلى المستمع . والموسيقى عندي هي شيء أساسي فـي النشيد وليس شيئاً ثانوياً .
·هل لدي المنشدين خبرة كافية للاستخدام الصحيح للموسيقى ؟
ـ لا توجد مشكلة في استخدام الموسيقى ، لأن الموزع الموسيقي هو الذي لديه الخبرة في الموسيقى وهو الذي يكون على عاتقه توزيع الموسيقى المناسبة للأنشودة . وطبعاً كلما كان الموزع الموسيقي لديه خبرة كبيرة كلما كان توزيعه لموسيقى الأنشودة أفضل من أصحاب الخبرات الضعيفة . وعلى المنشد أن يلجأ إلى الموزعين الذين لديهم خبرات كبيرة .
·من الملاحظات التي أُخذت عليك أنك تبالغ في أناشيد الغزل بحيث لن تعد هذه الأناشيد تدخل ضمن النطاق الشرعي ، ما رأيك بذلك ؟
ـ أناشيد الغزل مباحة في ديننا ، وكانت موجودة في العهود السابقة ، ولكن حين نشأ النشيد الإسلامي في بداية السبعينيات كان المنشدون مشغولين بالأحداث التي تمر بها الأمة .. وأغفلوا موضوع الغزل ، وهذا الإغفال كان برأيي خطأ . لذا قدمت أناشيد غزلية ووضعتها في إطار جديد بحيث تأخذ شكلاً جميلاً يناسب العصر الذي نعيش فيه . وقد نال شريطي ( زهور الحب ) استحساناً من كثير من المستمعين ، بل وضربت مبيعاته أرقاماً قياسية . أما الحدود الشرعية فأناشيد الغزل التي قدمتها لم تخرج عن هذه الحدود ، ولكن بعض المستمعين لديهم حساسيات زيادة في موضوعات الغزل ، لذا نجدهم يثيرون عني هذه الزوابع التي ليست من الشرع في شيء .
·شريط ( زهور الحب ) كان غزلاً خاصاً بالأعراس ، فما المانع من أن تصدر شريطاً خاصاً بأناشيد غزلية ليسـت خاصة بالأعراس ، أقصد هل هناك مانع من ذلك ؟
ـ لا يوجد مانع شرعي من ذلك ، ولعل هذا الشريط يكون مقدمة أو يكون ممهداً لأناشيد غزلية أخرى ليست خاصة بالأعراس ، وهذا الموضوع مطروح بالنسبة لي في الأعمال القادمة . لكن علينا أن نفتح هذا الموضوع شيئاً فشيئاً ، لأن كثيراً من المستمعين لا يزال لا يتقبّل مثل هذه الأناشيد .
·تعتبر أنت من أبرز من دخلوا مجال الفيديو كليب الإسلامي ، بل مِن مَن أثبت جدارته فيه ، ولكن كان هناك جدل كبير حول الفيديو كليب ( الأمنيات ) الذي قدمته .
ـ ليس من الخطأ أن يقدم المنشد شيئاً ويثير جدلاً أو ردود أفعال ، وإنما وجود الجدل يعني أن الفيديو كليب الذي قدمته مُشاهَد من قبل الجمهور ، وأن موسى مصطفى مُتابَع من قبل الناس . ولو كان غير ذلك ما حدث هذا الجدل . وأنا بصراحة أحب أن أقدم الشيء الجديد .. الشيء الغريب غير المعتاد عليه ، وهذا من حق الفنان ، وهو أيضاً من باب التجديد والتجريب ، وإلا فكيف سنقدم الجديد إذا كان ما سنقدمه هو القديم فقط . ولعل الجمهور لاحظ أن موسى مصطفى في شريط ( ليل وقمر ) يختلف عن شريط ( ها قد رحلتِ ) ثم تفاجأ في شريط ( لأجلك أغني ) ثم تفاجأ أيضاً في شريط ( زهور الحب ) .
·هل هذا نابع من روح تجديدية في موسى مصطفى تريد الرقي بالإنشاد أم أن هذا نابع من روح شبابية تحب التغيير والتجريب ولو كان على حسـاب الثوابت الفنية .
ـ يمكن أن يكون الاثنان عندي ، الروح التجديدية والروح الشبابية ، ولكن ليس على حساب الفن ، وأنا أختلف عن المنشدين في الثوابت الفنية ، فأنا أعتقد أن الأنشودة الإسلامية وُضعت في إطار ضيّق لا يلبي حاجات الجمهور بكل فئاته وأطيافه ، لذا حاولت أن أكسر هذا الإطار وأن أخرج إلى الجماهير ، وبالفعل فقد حدث تقبّل للأنشودة الإسلامية بإطارها الجديد أكثر من ذي قبل .
·أحياناً يحدث جدل حول بعض الأمور الشرعية في الفيديو كليب الإسلامي ، كوجود المرأة مثلاً ، هل توافق على وجود المرأة في الفيديو كليب ؟
ـ لا يوجد مانع شرعي من وجود المرأة ، ولكن ضمن الضوابط الشرعية ، أي أن يوظف وجود المرأة لصالح معاني الفيديو كليب وليس من أجل الإغراء كما يفعل المطربون .
·هل يمكن أن نشاهد لك في المستقبل فيديو كليب خاص بأنشودة غزلية ؟
ـ ربما يكون ذلك ، ولكن ليس شرطاً أن يكون فيه امرأة . وأنا شخصياً لا أحبذ طرح هذا الأمر على الجمهور الإسلامي في هذه المرحلة ، لأنه بصراحة الجمهور الإسلامي غير مهيّأ لمثل هذه الأفكار في المرحلة الحالية ، ولكن في المستقبل يمكن ذلك .
·هناك مسألة أثيرت عن الفيديو كليب الإسلامي وهي مسألة أنه من الضروري أن تحكي مَشاهد الفيديو كليب معاني الأنشودة ، فهل برأيك أن هذا ضروري ؟
ـ الفيديو كليب هو رؤية إخراجية للمخرج ، فهو الذي يحدد هذه المسألة ، فليس شرطاً أن تكون المَشاهد تحكي معاني الأنشودة ، فقد تحكي وقد لا تحكي ، ولكن المهم أن تُفيد المَشاهد معاني الأنشودة بأي شكل من الأشكال ، أي أن المَشاهد تقدم معاني لا تقدمها الكلمات ، أو لنقل أن المَشـاهد تضيف معاني أخرى لمعاني الأنشودة ، وهذا كله موكول للمخرج وقدرته على توظيف هذه المَشاهد لصالح الأنشودة .
·شيء جميل أن أجد عندك رؤية واعية للفيديو كليب ، وهذا يجعل الجمهور الإسلامي يطمئن على مستقبل الفيديو كليب الإسلامي .. ما هي فكرتك في وضع فيديو كليب ( الأمنيات ) في القنوات الفضائية الغنائية ؟
ـ الفن الذي أقدمه هو رسالة ، وهذه الرسالة غير محصورة بفئة معينة ، وهناك كثير من الناس من خارج فئة المتدينين والإسلاميين وهم بحاجة إلى يصل إليهم الفيديو كليب الإسلامي .
·هل هو انفتاح أكثر على الجماهير ؟
ـ طبعاً هو انفتاح عليهم ، ولعلي نجحت مع بعض المنشدين في توصيل الفيديو كليب إلى شرائح لم تكن تعرف سابقاً شيئاً عن الأنشودة الإسلامية .
·هل أنت متفائل في أن ينجح الفيديو كليب الإسلامي في أن يجد موطئ قدم له في القنوات الفضائية ؟
ـ أنا متفائل جداً ، ولكن ليس من فيديو كليب واحد قدمه موسى مصطفى أو قدمه سامي يوسف ، وإنما لا بد أن تتضافر جهود المنشدين للدخول في القنوات الفضائية الغنائية حتى نوجد موطئ قدم لنا ، لأن منافسة الفيديو كليب الغنائي ليس بالأمر السهل ، وخصوصاً أن تجربة المنشدين في الفيديو كليب ما زالت طرية وجديدة .
·لماذا لا يشترك المنشدون في المهرجانات الغنائية كمهرجان جرش في الأردن وغيره من المهرجانات الغنائية الأخرى ؟ أليس اشتراك المنشدين في هذه المهرجانات هو نوع آخر من الانفتاح على الجماهير ؟
ـ أنا أشجع كثيراً هذا الأمر ، وأتمنى أن يكون ذلك ، بل وأعتبر أن هذه الخطوة مهمة جداً للنشيد الإسـلامي . ولكن المشكلة في عدم وجود منشد بمرتبة نجم معروف ، فلا يزال المنشدون غير معروفين من قطاعات واسعة من الجمهور ، وهذا يتطلب منا أن نساهم في الدعاية للمنشدين حتى يصل اسمهم لكافئة فئات المجتمع ، فكما أن الوسائل الإعلامية المختلفة تبرز أسماء المطربين فكذلك على الوسائل الإعلامية الخاصة بالإسلاميين أن تساهم بشكل فعال في الدعاية للمنشدين . وبصراحة الجمهور الإسلامي لا يصنع نجمه ولا يساهم في إعطاء المنشد حقه من الدعاية له بحجة أن المنشد يجب أن يبقى متواضعاً ، وكأن التواضع والإخلاص يُحتّم على المنشد أن لا يبرز ، وفي الوقت نفسه تسخّر كل الإمكانيات لإبراز أصغر مطرب في المجال الغنائي . لذا نجد أن المنشد يبقى غير معروف لدى قطاعات كبيرة من المجتمع ، مع أن المنشد له رسالة سامية بعكس المطربين الذين أفسد كثير منهم الذوق العام عند الناس .
·لماذا لا يبادر المنشدون بأنفسهم في طرح فكرة وجود المنشدين في المهرجانات الغنائية ؟
ـ ما زال موقف المنشدين ضعيفاً أمام هذه المهرجانات ، لا سيما أن هذه المهرجانات تنظر إلى المنشدين على أنهم لا يشكلون عامل ربحٍ لهم ، لأن جمهور المنشدين قليل ، وما زال هذا الجمهور لا يدرك أهمية الحضور في المهرجانات الخاصة بالنشيد أو بكل ما هو إسلامي ، لذا تجده يتقاعس عن حضور مهرجانات إنشادية ، فمثلاً نجد جمهور المطربين يُعد بالآلاف ، في حين نجد أن جمهور المنشدين لا يتجاوز المئات .
·ما هي أبرز القضايا التي يمكن أن تهتم بها الأنشودة كي ترتقي وكي تنافس الأغنية ؟
ـ القضية الأولى هـي الموسيقى ، فالموسيقى عنصر مهم جداً في تطوير الأنشودة ، ولكن المشكلة أن كثيراً من المنشدين لا يدرك أهمية الموسيقى ، وهم يعتبرون أن الموسيقى عنصراً ثانوياً جداً في الفن الغنائي والإنشادي .
·هل تقصد أن الموسيقى هي أحد المنافذ المهمة للانفتاح على الجماهير ؟
ـ ممكن أن يكون ذلك ولكن الأهم من ذلك هو أن الموسيقى هي العنصر الأهم في الارتقاء بالنشيد ، لا سيما إذا أتقنّا استخدامها . والقضية الأخرى في ارتقاء النشيد هي أن نخرج الكلمة من إطارها السابق التي كانت فيه الأناشيد منذ النشأة حتى الآن .
·هل تقصد أن تخرج الأنشـودة من الإطار الدعوي أو الحركي إن صح التعبير ؟
ـ بالضبط ، ولكن لا نلغي الأناشيد الدعوية وإنما أن تكون هذه الموضوعات جزءاً من موضوعات النشيد . لأن المرحلة السابقة كانت الأناشيد الدعوية هي المسيطرة على الجو العام للنشيد ، وهذا أحد أسباب عدم انفتاح الأنشودة على الجماهير .. وأنا أرى أن الموضوعات غير الدعوية ـ كالغزل مثلاً ـ هي أيضاً من صميم الروح الإسلامية ومن صميم الدعوة ، لأن هذه الموضوعات تمس حياة الناس في كل مناحيها .
·البعض تساءل : ما الفرق بين موسى مصطفى الذي يقدم أنشودة غزلية ويستخدم الموسيقى ، وبين كاظم الساهر التي يفعل الشيء نفسه ؟
ـ الفرق أن أناشيد موسى مصطفى الغزلية لا توحي للمُشاهِد الأجواء والظلال التي توحيها أغاني كاظم الساهر وغيره من المطربين ، موسى مصطفى عنده العفة في الكلمة والصوت والصورة ويحيط الكلمة الغزلية بإطار من الفضيلة ، وكاظم الساهر قد لا يهتم بهذا الأمر .
·من المعروف أن الحركة الغنائية لا بد أن يكون فيها طبقة الملحنين ، بحيث يكون الملحنون هم الذين يمدون المطربين بالألحان ، ولكن يلاحظ أن حركة النشيد الإسلامي لا يوجد فيها هذه الطبقة ، فنجد معظم المنشدين يعتمدون على أنفسهم في الألحان ، وبالتالي يشكل عدم وجود هذه الطبقة مشكلة كبرى عند المنشدين ، بل وعائقاً كبيراً لتطوير النشيد ، فلماذا لا يوجد ملحنون في حركة النشيد ؟
ـ لأن النشيد ما زال في البدايات ، ولم يصل إلى الآن إلى أن يكون حركة منظمة لها أسس وقواعد ومدارس ومعاهد .. وقد شعر المنشدون بفقرهم في قضية الألحان ، لذا بدأ بعضهم يتجه إلى الملحنين من خارج الوسط الإنشادي .
·كيف تنظر إلى المنتديات الإنشادية ؟ هل هي تساهم في تطوير النشيد ونشر ثقافة فنية بين الجمهور ؟
ـ المنتديات الإنشادية ـ بلا استثناء ـ ما زالت ضعيفة ، وتحتاج إلى اهتمام أكبر من قبل القائمين عليها . ومازال اهتمام الجمهور بهذه المنتديات محدوداً ، فعلى سبيل المثال : حين يكون عدد المتواجين في المنتدى الإنشادي في لحظة معينة عشرة أو عشرين شخص ، نجد أن عدد المتواجدين في منتدى غنائي في نفس اللحظة ألفان أو ثلاثة آلاف . بالإضافة إلى أن معظم المشرفين على المنتديات الإنشادية هم من الشباب في العشرينات من العمر ، وهؤلاء ليس لديهم الثقافة الفنية التي تؤهلهم لتولي مسؤولية منتدى فني .
·ما رأيك بمنتدى ( إنشاد ) ؟ أليس هو أكبر وأهم المنتديات الإنشادية ؟
ـ هذا صحيح ، ولكن الملاحظ على المشرفين في منتدى ( إنشاد ) تحيزهم إلى فئة معينة من المنشدين دون أن يكونوا منفتحين على الكل ؟
·تقصد أنهم متحيزون للمنشدين الخليجيين ؟
ـ بالضبط .
·ما المانع من أن يكون لكل منطقة منتدى إنشادي يُبرز من خلاله المنشدين في منطقته ؟
ـ لا يوجد مانع ، ولكن حين يُبرز المنتدى المنشدين في منطقته ثم يحاول أن يقصي المنشدين في المناطق الأخرى فهنا يكون التحيّز . فبعض المشرفين في منتدى ( إنشاد ) يحاولون أن يهمشوا بعض المنشدين غير الخليجيين ، بل في كثير من الأحيان يشن بعض المشرفين فـي المنتدى هجوماً على بعض المنشـدين غير الخليجيين ، فـي حين أن الأصل أن يقف المشـرفون علـى الحياد التام . لأن منتدى ( إنشاد ) يتبنى الأنشودة الإسلامية وليس الأنشودة الخليجية ، وهـذا يظهر من خلال اسمه الذي هو ( منتدى إنشاد العالمي ) .
·المنشدون في المناطق غير الخليجية هم الذين لا يساهمون في منتدى ( إنشاد ) بعكس المنشدين الخليجيين الذين لهم مساهمات فعّالة في المنتدى .
ـ لا أظن أن المنشدين غير الخليجيين لا يساهمون في المنتدى ، فقد كانوا كثر ، ولكن الأصل أن يهتم المنتدى بكل المنشدين ، وأما الواقع فالاهتمام بالمنشدين الخليجيين فقط ، وهذا تحيّز ، وأرجو أن يتدارك المشرفون في المنتدى هذا التحيّز .
·ما رأيك بالمنشدين الخليجيين ؟
ـ فيهم أصوات جميلة ورائعة وقد تطوّر النشيد في منطقة الخليج كثيراً ؟
·من أبرزهم برأيك ؟
ـ محمد الحسيان ، فهد الكبيسي ، محمد العزاوي .. وغيرهم ، فهم يمتلكون مواهب عالية .
·وما رأيك بالمنشدين في بلاد المغرب ( الجزائر والمغرب تحديداً ) ؟
ـ كذلك يوجد فيهم أصوات رائعة ، ولكن هذه الأصوات ليس لديها القدرة على تسويق نفسها في ساحة النشيد الإسلامي ، فتنقصها الدعاية التي تعطي حق المنشد في الوصول إلى أسماع الجمهور . وهذه ـ على العموم ـ مشكلة الإسلاميين في كل مكان .
·يوجد لديك منتدى خاص بك ( منتدى موسى مصطفى ) ولكن يلاحظ أنه ما زال ضعيفاً لا يوجد عليه إقبال كبير ، ما سبب ذلك ؟
ـ المنتدى مازال حديث النشأة جداً ، وهو يتبنى فكر موسى مصطفى ويسعى لنشره ، وأنا متفائل بأن ينشط مع مرور الزمن ، وأنا أحاول أن أركز فيه على النوع أكثر من الكم ، فليس شرطاً عندي أن يكون أعداد الأعضاء كثيرين ، وإنما المهم هو أن يكونوا على قدر عالٍ من الثقافة.
·كيف ترى مستقبل النشيد الإسلامي ؟
ـ أنا متفائل بمستقبله ، وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي يُشار للنشيد الإسلامي بالبنان .
* نقلاً عن مجلة ( فلسطين المسلمة ) العدد الذي صدر في 1 / 11 / 2005 ..