مدد يا دسوقي
( مدد يا دسوقي) ..
نهاية حزينة للغناء الصوفي,,,!
محمد حسن العمري
كاتب أردني مقيم بصنعاء
فلم مصري حديث فيه اغنية ، بالمصري ( مكسرة الدنيا ..) موجودة الان على عشرات المواقع الالكترونية يؤديها مغنٍ مصري اسمه محمود الليثي ، باداء ولحن وكلمات صوفية بالكامل ، يتمايل بالكلمات الرئيسة بصورة ملهمة على غرار الاغنية الصوفية المؤثرة ، الصوت جميل واللحن كذلك لكن الاجواء العامة المرافقة للكليب الخاص بها ، افسد عليها كل وقار الانشاد الديني والاغنية الصوفية التي لها في الوجدان العربي ما لها..!
***
لم يكن محمود الليثي هو اول من استلهم الغناء الصوفي ، مع ثورة الاغنية الشبابية الرائجة اليوم ، فقد سبقه الكثير ولعل اهمها الاغنية التي ذاعت وسادت حينا للمطرب التونسي صابر الرباعي – سيدي منصور يا بابا- والتي واجهت انتقادا طفيفا وقتها ، لخروجها بنمط الموجه السائدة ، ولكم تكن على غرار اغانٍ كثيرة اداها مواطنه لطفي بشناق كانت بذات السياق لكن باجواء اكثر هيبة..
***
شهد العام الماضي سلسلة مهرجانت عربية هامة لاحياء الانشاد الديني والاغنية الصوفية في عمّان وبيروت وسمعت عن مهرجانت اخرى في دول غير عربية كالهند وتركيا بالاضافة الى المهرجانات الدورية التي تقام عادة في دمشق و القاهرة وعواصم المغرب العربي ، وكنتُ قد تابعت بعضا من مهرجان عمّان الذي شارك فيه اشهر المنشديين السوريين بشار زرقان من جيل الشباب ومن الاسماء التي لمعت في العقديين الاخيرين ، و هو من الاسماء التي سبق وان شارك في مهرجان جرش – المنتهية ولايته- في فترة التسعينات ، وكان قد سجل اسمه ذلك الحين سوريا وعربيا رغم وجود اسماء كبيرة وعتيدة كمواطنه الراحل صبري مدلل، وغنى يومها اغنية
- ته دلالا للشاعر عمر بن الفارض ويومها انتشرت الاغنية ، وكتبت الصحف الاردنية الكثير عنها و
- بايجابية كبيرة و عن عودة ميمونة للغناء الصوفي
- رغم مشاركة زرقان في مهرجان يومها كان يشارك فيه نجوم الغناء الشباب كعمرو دياب ونجوى كرم وايهاب توفيق ،
- استطاع يومها زرقان ان يقول للجمهور العربي ان ثمة وجه اخر للاغنية العربية..!
وهو للاسف ما لا ينطبق البتة على اغنيتي صابر الرباعي ومحمود الليثي اليوم ،! الانشاد الديني و الاغنية الصوفية تحديدا ، تتمتع بجمهور مميز كالمسرح والفن التشكيلي وليس جمهورها العامة كما هو دارج في بقية الفنون الاخرى ، وبالتالي فان اللعب في حقل الاغنية الصوفية ملئ بالمخاطر، فهي ورغم انها ايضا تندرج في قائمة غناء الطرب ، من حيث قيمة الاصوات لكنها محفوفة بطقوس وكلمات ايضا وجمهور تجعل من يخوضها اما ان يكون على غرار ما فعله الشاب السوري بشار زرقان ، او تنحى للبقية الباقية من الفرق المعنية بها من بين الفنون..