"السينما الإسرائيلية" تحت المجهر (4)
"السينما الإسرائيلية" تحت المجهر (4)
المشروع الثقافي الإسرائيلي صهيوني برجوازي
عنان بركات - الناصرة
[email protected]
أحاول مؤخراً أن أشاهد
بعض الأفلام التي تنتج في إسرائيل, أو الأعمال الفيلمية الإسرائيلية, وحقاَ يكون
الأمر أحياناً مضيعة للوقت من جهة, ومن جهة أخرى خيبة أمل من تعاسة العمل الذي لا
يحمل قضية, شاهدت في الفترة الأخيرة فيلم يافا للمخرجة الإسرائيلية التي درستني فن
الإخراج في تل أبيب, فقلت في نفسي "كيف يمكنني أن أقول قم للمعلم.. ؟" علماً بأن
أساتذتي وزملائي الإسرائيليين في المجال الثقافي يتهافتون على العمل الفني
السينمائي بدون قضية أو هم حقيقي, تتبخر مواقفهم.. تتغير.. تنتقل.. وتتحول الى
سينما متعاليه على موضوعها, شخصياتها, صورتها, مبنى كادرها, توليف مشاهدها وحالتها
الإنسانية.. لماذا ؟!
ما هي السينما
الإسرائيلية البرجوازية؟
لماذا لا تحمل السينما
الإسرائيلية قضية؟!
سألتني زميله يهودية في
أحد مقاهي الفنانين في تل أبيب قبل أيام "هل السينما البرجوازية شيء سيء؟ ", لم
أعرف في اللحظة لماذا كان جوابي عنيفاً بعض الشيء قلت لها "لا تسألي عزيزتي عن
السينما البرجوازية إسأليني عن السينما البرجوازية الإسرائيلية", تعمقت في إجابتي
فرأيتها ملائمة وتعمقت في سؤالها فوجدتة أحادي الجانب.. فتحول سؤالها داخل ذهني الى
"نهتم بك كسينمائي يا عنان لا تقلق".. سؤال سخيف, وسطحي أنا لست موسوعة عن السينما
لا أوفر المعلومات لك, وجودي على نفس الطاولة هو مقارعة سياسية بدون أن نتحدث عن أي
شيء, وجودي في تل أبيب بمعنويات ثقافية وإنسانية عالية أو تهكمية أحياناً هو أكبر
إثبات على الخطورة السياسية التي أقع فيها دائماً, وحساسية النقاش الفني عند
الفلسطيني الذي يعيش في إسرائيل أو فلسطين المحتلة, فهم يتهكمون(على الأغلب من
منطلق برانويا أو تعالي أو كلاهما) يسخرون من أعلام وطنية عربية وفلسطينية بحجة
أنهم لا يقدرون الحياة ويقدسون الموت, صورة العربي بنظرهم تتحد بأننا رجعيين ونسارع
لنكون متطورين كأشخاص ودول لكن دون جدوى, وإذا تحدثوا عن دولة متطورة كدبي مثلاَ أو
دول الخليج فهناك حجة أخرى على التخلف العقلي لدى مواطنيها, فالتخلف الثقافي.. ثم
التخلف الإنساني.. ثم التخلف عن ممارسة الحرية والإنفتاح...الخ, وهذا ربما برر لي
سبب العنف والحدة في إجابتي.
أجبتها أنة لحسن الحظ
وللأسف الحركة البرجوازية في العالم غيرت مجرى التأريخ وللأسف لم يأتي بعدها ما
يحاورها ويتمرد عليها كي تأتي حركات أخرى تكتب تأريخ إنساني جديد وإذا عدنا للسينما
فتأريخ سينمائي جديد وإذا قلنا تحديداً أننا في تل أبيب فتأريخ سينمائي إسرائيلي
جديد وكما نعلم فدولة إسرائيل هي مشروع صهيوني برجوازي مع تأسيس الدولة
مباشرة بدأت مرحلة تدميرها الذاتية, ونجاح هذا المشروع إقتصادي وليس إنساني.. صناعي
وليس تقشفي.. نخبوي وليس تجريبي.. تهكمي وليس أخلاقي.. أكاديمي وليس نوعي..
إستهلاكي وليس ثقافي.. مؤسساتي وليس فني.. وهذا يذكرني بقصة عن الفنان والكاتب
نفتالي هرتس إمبير الذي كتب "التيكفا" النشيد الوطني الصهيوني, هذا الكاتب عمل خارج
المؤسسة الصهيونية البرجوازية وكان فقير الحال وذات ليلة عاصفة سمع كلمات أغنيتة
وهو يمشي في الشارع في أحد المسارح, فطلب الدخول الي الحفل وقال لهم أنة هو من كتب
هذة الكلمات, لم يتمكن من الدخول فقد طردوة وضربوة بعض الزعران الأجيرين بحجة أنة
حاول تخريب مؤتمر هام لقيادة الجماعة الصهيونية في نفس الليلة.
كان الجواب طويلاً وما
كتب كان جزءاً منة إضافة الى حدة الكلمات ووضعها في سياق سياسي يلائم الأجواء
المتوترة بين الإسرائيلي وبين الفنان الفلسطيني في تل أبيب, الذي يعمل ويعتاش
داخلها ويحتسي القهوة مع زملائة مجبراً, ورغم كل ذلك وبحرية تامة لا تربطني إلا
بإلتزامي نجحت أن أنعزل عن الحديث السياسي المباشر, التي حاولت هي إستدراجي الية
ربما كي لا يكون هناك عنف فني يظهر سطحيتها أو ربما بسبب "غباءها" أو فقر ثقافتها
الإنسانية لأن لديها دولة. فلماذا لها توسيع ثقافتها والتمسك بقضية ما.. ما دامت
تملك هوية ودولة!!.
إذا ما هي "السينما
الإسرائيلية البرجوازية" التي إخترقت الساحة العالمية لأسباب سياسية بحت وليس
بسبب قيمة فنية مميزة, فلا يعقل أن تسألني عن السينما!, السينما التي سألت عنها
بشكل موضوعي, وقصدت بدوري أن أحول الموضوع الى الإتجاة السياسي كي يكون ما يثير
العقل والعريزة في الحديث وأنقذها من خوفها, فكينونة سياسية لا يمكن لها أن تكون
موضوعية.
لكي أضيف بُعد اَخر
لمصطلح "السينما الإسرائيلية البرجوازية" إليكم هذة المعلومات البسيطة إقتداءاً
ببعض زملائي وأساتذتي النقاد والسينمائيين إبتداءاً بالمرحوم أمير السينما النضالية
مصطفى أبو علي الذي علمني ما معنى الرأي من وراء التعريف, ثم بشار إبراهيم الذي
علمني تفكيك المصطلحات قبل بنائها وكان ذلك عندما سألتة في لقاء أجريتة معة عبر
المراسلة الإلكترونية "ما هو الفيلم الفلسطيني؟" فقال لي يجب أن نفكك المصطلح ونعرف
كلماتة كل على إنفراد, وإنتهاءاً بالمنظر السينمائي الهام صلاح سرميني الذي قال لي
يجب أن تحطم مفردات اللغة السينمائية وتجتمع من جديد عندما سألتة عن مستقبل تطور
اللغة السينمائية العربية.
لذلك وإضافة الى الحديث
الذي دار مع زميلتي الفنانة, سأقتبس بعض المعلومات من الإنترنت لأُعرف الكلمات
الثلاثة التي كونت مصطلحنا الجديد "السينما البرجوازية الإسرائيلية" ونضيف تعريف
لكلمة "فن" كي يتضح المصطلح بشكل أدق فالفن هو القضية لأنة هو كفيل بإختراق المؤسسة
الصهيونية.
أولا: ماهي
السينما؟
هي
مصطلح يشار به إلى التصوير المتحرك الذي يعرض للجمهور إما في أبنية فيها شاشات
كبيرة تسمى دور السينما، أو على شاشات أصغر وخاصة التلفاز .
يعتبر
التصوير السينمائي وتوابعه من إخراج وتمثيل واحد من أكثر أنواع الفن شعبية. ويسميه
البعض الفن السابع مشيرين بذلك لفن استخدام الصوت و الصورة سوية من أجل إعادة بناء
الأحداث على شريط خلوي.
هناك
أنواع من التصوير السينمائي ، فمنها ما هو اقرب
للمسرح ، ويشمل
أفلام الحركة والدراما وغيرها من الأفلام التي تصور أحداثا خيالية ، أو تعيد أحداث
حدثت بالفعل في الماضي ، تعيدها عن طريق التقليد بأشخاص مختلفين وظروف مصطنعة .
وهناك
التصوير السينمائي الوثائقي ، الذي يحاول إيصال حقائق ووقائع تحدث بالفعل بشكل يهدف
إلى جذب المشاهد ، أو إيصال فكرة أو معلومة بشكل واضح وسلس أو مثير للإعجاب.
ثانياً: ما هي
إسرائيل؟
*كنتيجة
للتخريب
، تم تعطيل القدرة على تحرير هذه الصفحة للمستخدمين الجدد أَو المجهولين بشكل
مؤقت.
إسرائيل (بالعبرية:
יִשְׂרָאֵל)،
رسميًا دولة إسرائيل (מְדִינַת
יִשְׂרָאֵל)،
هي دولة في
غرب آسيا تقع
على الضفة الشرقية
للبحر المتوسط.
يحدها من الشمال
لبنان، ومن
الشمال الشرقي
سوريا ومن
الشرق
الضفة الغربية
الفلسطينية
والأردن ومن
الجنوب الغربي
قطاع غزة
الفلسطيني
ومصر. تأسست
دولة إسرائيل في
14 أيار/مايو
1948م حيث تم
إعلانها من قبل المجلس اليهودي
الصهيوني في
فلسطين
ثالثاً: ما هي
البرجوازية؟
طبقة اجتماعية
ظهرت في القرنين 15 و 16، تمتلك رؤوس الأموال والحرف, كما تمتلك كذلك القدرة على
الإنتاج والسيطرة على
المجتمع
ومؤسسات الدولة للمحافظة على امتيازاتها ومكانتها بحسب نظرية
كارل ماركس.
و
بشكل أدق البرجوازية هي الطبقة المسيطرة و الحاكمة في المجتمع الرأسمالي ، و هي
طبقة غير منتجة لكن تعيش من فائض قيمة عمل العمال ، حيث أن البرجوازيين هم الطبقة
المسيطرة على وسائل الإنتاج ، ويقسمهم
لينين إلى فئات
حيث يشمل وصف البرجوازيين بالعديد من الفئات تنتهي بالبرجوازي الصغير و هم
المقاولون الصغار و أصحاب الورش الصغيرة. والجدير بالذكر هنا أن الطبقة البرجوازية
هي التي قامت
بالثورة الفرنسية
التي تعتبر بالتالي ثورة برجوازية أطاحت بطبقة النبلاء ورجال الدين وبشرت برؤى
جديدة حول الحياة.
رابعاً: ما هو
الفن؟
نتاج
إبداعي إنساني، يلون الثقافة الإنسانية لأنها تعبير عن
التعبيرية الذاتية
وليست تعبيرا عن حاجة الإنسان لمتطلبات حياته، رغم أن بعض العلماء يعتبرون الفن
ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام.
فهناك
فنون مادية كالرسم والنحت والزخرفة وصنع الفخار والنسيج والطبخ. والفنون الغير
مادية نجدها في الموسيقى والرقص والدراما والكتابة للقصص وروايتها.
ويعتبر
الفن نتاج إبداعي للإنسان حيث يشكل فيه المواد لتعبر عن فكره أو يترجم أحاسيسه أو
ما يراه من صور وأشكال يجسدها في أعماله.
ويعتقد
أن البشر بدئوا في ممارسة الفنون منذ 30 ألف سنة.
لا شك أننا تأكدنا الآن أن السينما الإسرائيلية لا تحمل قضية, لذلك سأحول المصطلح
الى "الأفلام الإسرائيلية البرجوازية", فلا يمكن لسينما تتجمل وتلوح بالحرية
والإبداع خارج المؤسسة أن تلتزم بقضية.. لا يمكن لسينما يتقاتل أفرادها على الدعم
المالي من الدولة أن تخون هذا المكان.. لا يمكن لسينما لا تحاور الفلسطيني أن تحمل
قضية لأن الفلسطيني الذي يجلس في تل أبيب بين البرجوازيين أو من يخدموهم هو حقيقة
هذة القضية.. فلا تسألوني عن السينما إذا كنت في مكان برجوازي غير متزن.. ولا
تسألوني عن ثقافتي في تل أبيب لأنها سجنكم.. سجن البرجوازيين, البرجوازيين الصغار
وخدامهم.. سجن أجبرت أن أعمل فية لكن لا أريد أن أخلص له أبداً لأن لدينا قضية,
ثقافة, حرية, شعب, فن وسينما لكنكم لن تفهموها أبداً لأنة لا توجد لدينا مدينة
فلسطينية برجوازية نسجن نفسنا داخلها.
مراجع:
- إدوارد سعيد,
"المثقف والسلطة", 2003
م. رؤية للنشر والتوزيع.
- موسوعة
ويكيبيديا
- عنان بركات,
مقالة "السينما عملية تدمير ذاتي", القدس العربي, 2008.