رسالة مفتوحة إلى رابطة الفن الإسلامي
رسالة مفتوحة
إلى رابطة الفن الإسلامي
حول إنشاء معهد فني خاص بالنشيد
نجدت لاطـة
حين سمعت بإنشاء رابطة للفن الإسلامي وانعقاد مؤتمرها الأول في مدينة جدة قبل شهر فرحت وأدركت أن الإسلاميين أصبحوا يدركون أهمية الفنون في عصرنا الحالي .. فقد كانوا من قبل غافلين عنها ، بل قل إنهم كانوا في سبات عميق عما كان يجري من حولهم . وهذه القضية يجب أن ندركها ونحن نؤسس لرابطة فنية تريد الذود عن هذا الدين من خلال الفنون التي هي أهم الوسائل الإعلامية المعاصرة.
فنحن نريد بهذه الرابطة أن نتدارك ما فاتنا في العقود الماضية من استغلال الفنون في التوجيه والتواصل مع الأجيال . وهذا يجعلنا نفكر بشكل جدّي فيما يطوّر الفنون الإسلامية المتاحة لنا.
وأنا أدعو رابطة الفن الإسلامي إلى العمل على إنشاء معهد فني خاص بالنشيد الإسلامي .. كأول أعمال هذه الرابطة الناشئة .
ولا بدّ من الحديث بشكل مفصل عن هذا المعهد الفني لتكتمل صورته في أذهان القائمين على الرابطة.
أهمية المعهد الفني :
من المعروف أن كل حركة فنية تحتاج إلى معهد لتدريب وتعليم وتأهيل المواهب الناشئة ، كالإنشاد والتلحين واستخدام الآلات المصاحبة للإنشاد وتدريب الفرق .. بحيث تكون الدراسة في المعهد أكاديمية بحتة ، بالإضافة إلى الممارسة التطبيقية . ليتخرج الطالب وهو يتقن فن النغم على أصوله .
ومن مهام المعهد أيضاً تخريج أعداد من النقاد الفنيين ، لأن وجود النقاد في حركة النشيد ضروري جداً ، فالناقد يأخذ دور التوجيه والتقييم لحركة النشيد . فمن غير المعقول أن يبقى النشيد دون مراقب أو موجّه أو مقيّم ، لأن كل فن يحتاج إلى عين مراقبة من النص الإبداعي ، وهي هنا موكولة إلى الفنان نفسه ، ويحتاج أيضاً إلى عين من خارج النص ، وهي هنا خاصة بالنقاد .
ويكون المعهد ملتقى للمنشـدين والملحنين والنقاد وأصحاب المؤسسات الفنية ، بالإضافة إلى الجمهور المتابع والمهتم بفن النشيد .
الكادر التدريسي :
قضية تأمين الكادر التدريسي للمعهد هي المشكلة الكبرى .. ولكن نعمل بما هو موجود ، ويمكن الاستعانة بمتخصصين من خارج الصف الإسلامي الملتزم .
وأنا أقترح أن يكون الأستاذ محمد أمين الترمذي شيخ المنشدين على رأس الكادر التدريسي في المعهد ، لأن وجوده سيحلّ مشكلات كثيرة في مرحلة الإنشاء والبدايات ، لأن الأستاذ الترمذي فنان محترف في فن النغم والإنشاد والتلحين ، وقد درس هذا الفن على أصوله . وقد أقام ـ وما زال ـ دورات فنية كثيرة في الأردن وفي بعض الدول الخليجية . فيمكن الاعتماد عليه في القضايا الفنية والتعليمية والتدريبية .
لأنه بصراحة لا يوجد بين المنشدين الحاليين ـ بحسب علمي وأنا مطلع بشكل جيد ـ من يجيد التعليم والتدريب إلا الأستاذ الترمذي . بل وحتى المنشدين الكبار فقلّما نجد منهم من يستطيع ذلك .
وفيما يخص المنشد أبا راتب فهو يستطيع أن يساهم بشكل فعّال في هذا المعهد ، ولكن المشكلة أن أبا راتب يعيش في أمريكا ، ويصعب عليه في هذه المرحلة الانتقال إلى البلاد العربية .
رأسمال المعهد الفني :
المعهد الفني لا يحتاج إلى رأسمال كبير في مرحلة الإنشاء ، ويمكن أن يكون فـي البداية بديكورات متواضعة وبأجهزة ليست كثيرة وإنما الضروري منها .
ومع مرور الأيام تكون الأرباح الناتجة عن الدورات هي التي توسع وتكبر المعهد .
المكان المقترح للمعهد الفني :
الدولة التي يتم اختيارها لوجود المعهد فيها لا بد أن تتوفر فيها الشروط الآتية :
1 ـ أن تكون الدولة مفتوحة لكل الراغبين بالتسجيل في المعهد ، بحيث لا يحتاج القادم إليها إلى فيزة دخول .
2 ـ أن تقع الدولة في مكان وسط بين الدول العربية ، ليسهل الوصول إليها .
3 ـ أن تكون الإقامة فيها رخيصة غير مكلفة ، لأن معظم المنشدين من أصحاب الدخل المحدود .
4 ـ أن تكون الحرية في الدولة تسمح بإقامة المعهد دون أية عقبات أو مضايقات من قبل الجهات الأمنية.
وأنا أقترح أن يكون المعهد في الأردن ، لأن الأردن تتوفر فيه الشروط التي ذكرتها كالإقامة غير المكلفة،والقادم إليها لا يحتاج إلى فيزة دخول ، والحرية فيه متوفرة ولا يوجد مضايقات .
وأعتقد أن المعهد سيكتب له النجاح ، وسيتوافد عليه المنشدون من كل الأقطار . المهم في الأمر كله أن نبدأ بإنشاء المعهد ولو كان حجم المعهد في البداية غرفة واحدة ، وخطوة خطوة يتسع المعهد ويكبر . أما أن نضع العراقيل والصعوبات أمام كل مشروع إسلامي فهذا ليس من الإخلاص في شيء .
وأُذكر بأن فكرة البنوك الإسلامية بدأت ببنك واحد محدود ، ثم كبر هذا البنك ، وانتشرت فكرته وأصبح عدد البنوك الإسلامية الآن كبيراً جداً تنافس البنوك الربوية .