وأخيراً موسى مصطفى في فيديو كليب(أصلي لربي)
وأخيراً
موسى مصطفى في فيديو كليب
( أصلي لربي )
|
ها هو منشد الشباب موسى مصطفى يتألّق من جديد ، والواحد منا يشعر أن هذا المنشد الشاب قد عاهد نفسه على ألا يصدر شيئاً إلا إذا كان رائعاً وجميلاً ويكسر الدنيا كما يقول المثل . وهذه هي نفسية الفنان الذي يحترم فنه ويحترم جمهوره ، وهي أيضاً نفسية من يشعر أن الإنشاد اليوم هو جهاد لا يقلّ عن جهاد الرصاص في جبهات القتال ، ألم يكن شعر حسان بن ثابت أشد على المشركين من وقع النبل كما قال عليه الصلاة والسلام.
كم يشعر الواحد منا بنشوة الفرح وهو يرى أنشودة ( أصلي لربي ) تخرج في فيديو كليب تنافس أكبر المطربين في أغاني الفيديو كليب . فمشاهد الفيديو كليب ( أصلي لربي ) نجحت تماماً في تصوير الروح الشبابية التي يتمتع بها المنشد الشاب ، وكان لوجهه الوسيم والسمح دور في إضفاء أجواء رومانسية هي أقرب إلى الإنسان المؤمن الحالم بسرب من الأمنيات .
ثم كانت هناك تقنية عالية في الإخراج ، ولا يندهش القارئ إذا قلت له إن إنتاج مشاهد الفيديو كليب ( أصلي لربي ) التي لا تتجاوز مدته خمس دقائق بلغت ألوف الدولارات ، وقد خرجت هذه الألوف من جيب هذا المنشد الشاب . وقبل أن يظن القارئ أن هناك عائداً مالياً سيعود إلى المنشد حين يبيع حقوق الفيديو كليب إلى القنوات الفضائية أقول له إن موسى مصطفى قدّم الفيديو كليب للقنوات الفضائية الغنائية دون مقابل ، والسبب أن هذه القنوات لا تشتري أناشيد الفيديو كليب , وإنما تعرضها مجاناً ، والقنوات الفضائية الإسلامية تفعل الشيء نفسه أي لا تدفع شيئاً للمنشد الغلبان . لذا فالمنشد في زماننا هذا يشق طريقه بأظافره ، وليس كما يظن البعض أن الحركات الإسلامية تساعد المنشدين مالياً في تسجيل وتصوير أناشيدهم .
المهم في الأمر أنه يحق لنا من الآن وصاعداً أن لا نشعر بالدونية أمام المطربين . وهنيئاً لمنشدنا الكبير موسى مصطفى بهذا الإصدار الجديد الرائع الذي يضعه جنباً بجنب مع المنشد سامي يوسف في الفيديو كليبه (المعلم)، ويتربع الاثنان على عرش الأنشودة الإسلامية .
ويحاول الفيديو كليب الجديد أن يحكي معانـي أنشـودة ( أصلي لربي ) التي تقول :
أصـلــي بقلب يحب أصلـي لربي وأمضي بدربي نـعم يا زمانـي أتيت الوجود فما ضعت فيه ولا ضقت ذرعاً | الحياةوأحيـا بروح تحب وفي الصدر سرب من الأمنيات بـأمـر الإلـه كــريم ودود فـكيف و ربـي علـي يجود | الصـلاة
فالمؤمن الحق هو الذي يعيش في المجتمع بكل جوارحه ، ويندمج به كعضو فاعل فيه دون انعزال عن أفراده أو عن قطاعات الحياة المختلفة ، فهو يصلي صلاة ليس كصلاة الغافلين عن معنى الحياة ، وإنما يصلي بقلب يحب الحياة ويحب مجتمعه ويكنّ لأفراده الحب والأخوّة . لأن بعض المتدينين في عصرنا فهم الدين فهماً مغلوطاً جعلهم يبتعدون وينعزلون عن المجتمع وعن أفراده ، مما سبب في إعطاء صورة مشوهة عن الفهم الصحيح للتديّن ، بل إن هذا التشويه نفّر أُناساً كثيرين عن الالتزام بتعاليم الدين .
فموسى مصطفى يعيش بين الناس من معارفه وأقرانه ، ولكن في الوقت نفسه يعطي الدين حقه من الالتزام بأوامره فهو يصلي لربه ، ويحب الحياة التي خلقها الله ، ولا يضيق ذرعاً بمن يخالفونه في تديّنه ونظرته للحياة.
وسوف يتم عرض الفيديو كليب ( أصلي لربي ) خلال أيام أو أسبوع في القنوات الفضائية الغنائية مثل(ETV، ميلودي ، الشبابية ، الخليجية ، نورمينا ، مزيكا .. ) بالإضافة إلى القنوات الإسلامية المختلفة .
وبما أن الكمال لا يصل إليه أحد من البشر فإنه قد يجد بعض المشاهدين ملاحظة في هذا المشهد أو ذاك ، ولكن بما أن هذا الفيديو كليب هو باكورة أعمال المنشد موسى مصطفى ، فكان من الطبيعي أن لا أذكر شيئاً من الملاحظات أو من النقد الفني لسببين ، الأول : أن هذه الملاحظات قليلة لا تستحق الذكر . والثاني : هو إعطاء هذا المنشد الشاب المتألّق حقه من التقدير على ما يبذله من جهد كبير لتطوير النشيد الإسلامي . بالإضافة إلى أني ألمح في موسى مصطفى مخايل الذكاء الفني الذي يُذكّرني بصورة وشخصية وموهبة أبي راتب حين كان في شبابه .
إلى الأمام يا منشد الشباب ..