ظاظا..

ظاظا..

عبد الواحد محمد

[email protected]

 لا أخفي سرا أنني من عشاقة الدائمين الذين يرموقونه بنظرات أعجاب من بعيد لكونه متفردا في عزفه المنفرد مساء كل يوم بمهارة   قادم من عالم كوني لادخل لك فيه سوي الأنصياع التام لهذا العازف الغارق في البدانة لدرجة لاتستطيع معها أن تتبين ملامحه الشكلية بدقة ظاظا فنان بدرجة  بك ؟

لكن المثير فيه أناقته التي أستحدثها من عدة بيوت أزياء عالمية ومحلية  ؟ تؤكد موهبته العزفية علي الجيتار الكهربائي  والأدهي من ذلك العود العربي الأصيل  كأنه العملاق   نصير شمه  الفنان العراقي ذائع الصيت الفني والثقافي الرفيع  بدماثة خلقه وعلمه  وأنتمائه الوطني العربي محل تقدير العديد من مثقفي الضاد ؟

بعكس ظاظا القادم من عالم  الشمع  تجده ناشزا في ألحانه   مهزوزا  يدور حول الكرة الأرضية  دورتين في السهرة الواحدة  ومقامرا فوق العادة بثيابه التي صنعت له خصيصا في أرقي بيوت الأزياء الضبابية ؟

وحدث ولاحرج معركته اليومية علي النقطة التي يقذفها عليه السكاري  بلا حساب بينه وبين راقصة أقترب وزنها من المائة وخمسون كليو جرام ؟ بالعود الذي يعزف عليه ألحان  محمد عبدالوهاب ..  والموجي .. كمال الطويل .. وعم بليغ حمدي رحمهم الله جميعا ؟

ليصبح ظاظا فتوة بين دقيقة وضحاها كما كان حديث أهل البار منذ دقائق معددودة  كأنه نبوءة عصر نووي ؟

ويختفي بين أحضان رجال الأمن  وهو يزمجر  ويتوعدها بأن لاترقص الليلة القادمة ؟

وسر أعجابي الدفين بشخص ظاظا هو أن له جمهور يسأل عليه ويهتف له في العديد من المناسبات القومية  التي نتحسر عليها في اعماقنا     ونحن نعايشها تاريخا مقروءا  منذ أن تعلمنا الحرف الأول من عالم العربية ؟ صغارا لكي نري يوما رجال من واقع نلمسه بقلوبنا وعقولنا بلا  زيف  وضلال  وقبح مرير

لأتذكر الشاعر الكبير محمود سامي البارودي الملقب  برب السيف والقلم   في أحدي قصائده

ياغاضبين علينا ! هل إلي عودة

بالوصل يوم أناغي فيه إقبالي

غبتم فأظلم يومي بعد فرقتكم

وساء صنع الليالي بعد إجمالي

قدكنت أحسبني منكم علي ثقة

حتي منيت بما لم يجر في بالي

لك أجن في الحب ذنبا أستحق به

 عتباً ولكنها تحريف أقوالي

وهنا تكمن صورة من  صور التاريخ الذي فجر في أعماقي عالم من  شجن   يلامسني متي تحركت صوب رحلة زمن الخرافات  والاوهام التي قتلت   كثير من الأحلام عند  طارق  بيت ظاظا  الذي مازال يعزف علي العود العربي أثمن أشعار الأمة العريقة  كانه  فجر الضمير الذي جاء ليعيد الوعي المفقود  ؟

ومعذرة لعمنا توفيق الحكيم علي كتابة عودة الوعي!!  فعالمنا ياشيخ المسرحيين مختلف جدا ونبحث فيه عن مخرج لعالم ظاظا لكي يظل يواصل عزفه مع راقصة  الوزن الثقيل مثله لكي ينجبوا لنا  حدوتة الألفية الثلاثة ؟