الفنّانة شهين طالباني

الفنّاناتُ الكرديات شموعٌ احترقتْ لتنيرَ دروب الفنّ الكرديّ …

الشّمعة 12

الفنّانة شهين طالباني 1952م....

نارين عمر

[email protected]

هناك مدنٌ تشبه البساتين النّضرة التي لا تزهرُ إلا بالثّمار الخيّرة واليانعة أبداً, وحين نتذكّرُ أهمّ هذه المدن, تخطرُ على البال فوراً مدينة (سنندج) الواقعة في كردستان ايران التي تفخرُ بأنّها أنجبت عشرات المبدعين من الرّجال والنّساءِ على مرّ التّاريخ, ولكن يكفيها فخراً أنّ بستان رحمها أنجبتْ الكاتبة والشّاعرة الخالدة ماه شرف خان (مستورة الأردلانية), وكذلك الفنّانة الرّقيقة والهادئة (شهين طالباني), أو (شاهين طلباني) كما يروقُ للبعضِ أن يسمّيها.

حياتها الاجتماعية:

ولدت شهين في سنندج في عام 1952م, وفيها أكملتْ تحصيلها العلمي للمرحلتين الابتدائية والمتوسّطة, ثمّ انتسبت إلى دار المعلّمات, وبعد أن تخرّجت منها عملت معلّمة لعدّة سنواتٍ.

شهين طلباني متزوّجة, وأمّ لثلاثةِ أولاد, وتقيمُ معهم في بريطانيا منذ عام 1989م.

عُرفت شهين كناشطة اجتماعية من خلال مشاركتها في العديد من الجمعيات الاجتماعية والخيرية, وأولى الجمعيات التي انتسبت إليها كانت (جمعية شير وخورشيد سرخ الايرانية) وفي ذلك يقول الكاتب جمال هموندي:

(...انخرطت في الحركة النّسوية الكردية في بريطانيا ولها نشاطات اجتماعية وخيرية متنوّعة من خلال مساعدة العائلات المهاجرة والمرضى والأطفال، وتقول “بناء على اقتراح منها”، هي على وشك إحياء حفلة خيرية بالمشاركة مع فنانين آخرين كرد في أوربا لمنح ريعها لأطفال كردستان المصابين بآثار الأسلحة الكيمياوية المستخدمة ضد أبناء حلبجه وباليسان وبهدينان...), ما يوكّدُ على دفقات الحسّ الصّادق والشّعور الرّقيق الذي تتميّزُ به شهين, هذه المرأة الكردية التي تعيشُ آلام شعبها وآماله بصدق, لأنّها جُبِلت منها.

بالإضافة إلى مهنتها الأساسية التّعليم وموهبتها في الفنّ والغناء فإنّ لها هوايات واهتمامات أخرى كالرّياضة والأدب والكتب التّاريخية والموسيقا التّراثية, وهي ناشطة في مجال الدّفاع عن قضيّة المرأة الكردية (...وتعتقد أنّ المرأة الكردية متحرّرة، لكنّها بحاجة إلى نضال أكثر لنيل ثقة المجتمع أكثر).

حياتها الفنيّة:

على الرّغم من اختيارها لمهنةِ التّعليم, إلا أنّها لم تهمل الموهبة التي رضعتها مع حليبِ أمّها (موهبة الفنّ والغناء), بل تابعتها بشغفٍ ومحبّةٍ حتى استطاعت أن تدوّن اسمها بأحرفٍ من مدادِ الخلدِ في سجّل الفنّ والغناءِ الكرديّ

وعن أولى الأغنيات التي أنشدتها شهين, وفتحت أمامها أبواب الشّهرة والانتشار, تقول:

(بدأتُ بأغنية رومانسية ناجحة (صبري كولفروش) أي (صبرية بائعة الزهور) عام 1974 مع الفنان المعروف عباس كمندي، وما تزال تلك الأغنية تطرب الشيوخ قبل الشباب).

وتؤكّد بعض المصادر على أنّ شهين أفصحت عن رغبتها في العودة إلى كردستان والإقامة الدّائمة فيها, حين طلبت إلى حكومة اقليم كردستان مساعدتها في إيجادِ سكنٍ مناسبٍ لها ولعائلتها.

تغنّي شهين بعشقٍ وتأثر, مستلهمة من طبيعة كردستان وطبيعة أهلها, ومن طبيعة البلدان التي تزورها وتقيمُ فيها أروع الأنغام والألحان, يساعدها في ذلك عشقها للموسيقا والغناء, وتمسّكها بتراثِ شعبها الموسيقيّ والفنّي, واعتمادها على صدق مشاعرها ورقة أحاسيسها.

أصدرت شهين حتى الآن ثلاثة أشرطة غنائية, بالإضافة إلى العديد من الأغاني المصوّرة, وتحرصُ شهين في كلّ ذلك على اختيار الكلمة التي تلامسُ شغافَ فؤادها, والّلحن الذي يتناغمُ مع هذه الكلمة ليشكّلا معاً أغنيةً متآلفة, سريعة الولوجِ إلى نفوس وقلوبِ المستمعين والمشاهدين لها, وربّما لهذا السّبب نجدها تعتمدُ في اختيارِ معظم أغانيها على الفنّان الكرديّ برهان مفتي, وفي ذلك يؤكّد الكاتب جمال هموندي:

(....وأنّ ألحان واختيار كلمات أكثر أغانيها يتمّ من قبل الفنّان الكردي المشهور برهان مفتي زادة المقيم في لندن حالياً).

أرادت شهين كغيرها من الفنّانين والفنّانات الكرد أن تهديَ مدينة كركوك أجمل ما تملك من مشاعر الودّ والحنان من خلال أغنيةٍ تؤديها بصوتها الحنون, وهي من كلمات الشّاعرين حمه سعيد ابراهيم واسماعيل خورمالي, ومن ألحان الملحن برهان مفتي زاده.

ما يُؤخذ على هذه الفنّانة أنّها اكتفت بالغناء بالّلهجةِ الصّورانية أو بالّلهجة التي تعّلمتها فقط, ولم تغنّ بالّلهجاتِ الكردية الأخرى وخاصة الكرمانجية , مثلها مثل الفنّانة (تارا جاف) كما أشرنا إلى ذلك في الحلقة المخصّصة للأخيرة, لأنّ غناء الفنّان بالّلهجات العديدة والمتنوّعة يساهمُ في انتشاره وشهرته بين شرائح واسعة من الجماهير الكردية.

المصادر

1-مقالة للكاتب جمال هموندي منشورة في جريدة الاتحاد, الصّفحة الأخيرة. www.alitthad.com

2- مقالة بالّلغة الكردية منشورة في موقع جريدة www.kurdistanmedia.com الالكترونية.

3-خبر منشور بالّلغةِ الكردية في موقع ((www.kulturname.com

4-مقالة بالّلغة العربية نُشرت في موقع الصّوت الآخر

www.sotakhr.com