أقدم العزاء للعرب والمسلمين

أشرف شتيوى - ناقد صحفي مصري

[email protected]

ما جاء في مقررات المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة "بال" عام 1897م، من توصية تقضي بالعمل علي نشر الروح القومية بين يهود العالم وتعزيزها، حيث يرى أن الاستجابة الواقعية لهذه التوصية جاءت على ثلاثة محاور أساسية مثلت الرسالة السينمائية الصهيونية، كاستجابة فورية ومباشرة لهذه التوصية.

وكان المحور الأول هو مهاجمة الشخصية العربية والإسلامية، وقد ترجمت هذه الرسالة أفلام المخرج الفرنسي اليهودي "جورج ميلييه" عن طريق أفلام: (المهرج المسلم 1897- بيع جواري الحريم1897- ألف ليلة وليلة1905) وهنا لابد من ملاحظة أنه لم يكن هناك أي فارق زمني بين صدور توصيات المؤتمر وتنفيذها.

 وكان المحور الثاني هو مناهضة الشخصية المسيحية والكاثوليكية علي وجه الخصوص، وقد تجسد هذا الخطاب في أفلام (الشيطان في الدير 1899- جان دارك 1900) وهما لنفس المخرج " جورج ميلييه" . ولا يمر علينا الفرق بين الهجوم الذي حظي به العرب والإسلام، وبين المناهضة للكاثوليكية، فلم يستهدف الصهاينة النفي الكامل والنهائي للكاثوليكية، بل الإضافة والحذف والتعديل، لتحريف الأفكار من الداخل، وصولا إلى ما تحقق الآن " الكنائس الصهيونية " مثل شهود يهوا مثلا، التي جسدت التأثير الصهيوني علي الفكر الكنسي الغربي.

 وكان المحور الثالث هو مناصرة الشخصية اليهودية، لاكتمال أضلاع المثلث بعد تشويه الأغيار، ولتثبيت خرافة شعب الله المختار، ولإشباع العنصرية الصهيونية، كان لابد من أعمال تؤكد تميز اليهودي، وقد جاءت لنفس المخرج  (فيلم قضية دريفوس 1899، فيلم اليهودي التائه 1904 ، فيلم حادث يسيء لشيلوك 1905) .

 لم يكن من قبيل المصادفة إذاً أن يهتم الصهاينة بالسينما والفنون عامة، فتيودور هرتزل أبو المشروع الصهيوني هو في الأساس كاتب مسرحي لم يمنعه فنُّه من أن يسعى للسياسة وينجح فيها.

القوى الصهيونية في هوليود قد تعاملت أمام الفعل الواحد بموقفين متباينين حسب الفاعل، فحوادث خطف الطائرات أو السفن مثلاً حينما تصدر من عرب تختلف المعالجة حينما تصدر من يهود، فعقب اختطاف السفينة أكيلي لاورو 1985م ومقتل الثري اليهودي "كلينجوفر" على أيدي بعض الفلسطينيين أصبح هذا الرجل شخصية محورية لعديد من الأنشطة الفنية تتباكى على العنف العربي والدموية، حتى قدمت عنه أوبرا غنائية بعنوان "موت كلينجوفر" احتفى بها اليهود كثيرًا، حتى إنها عُرِضت في 6 مدن أوروبية وأمريكية، للدرجة التي جعلت مؤلفها "جون آدمز" يصدم من هذه الحفاوة البالغة فهو لم يكن يتخيل هذا النجاح الكبير.

 وعلى العكس تمامًا فحينما يكون خطف الطائرات من جانب الصهاينة تكون التبريرات التي تقترب بالخاطفين من كونهم رسل السلام إلى هذه الإنسانية المعذبة! فالمخرج اليهودي "جولان" في فيلم "الهروب إلى الشمس" في عام 1972م يبرِّر اختطاف اليهود طائرة للهرب من الاتحاد السوفييتي، لكن الفيلم بدلاً من أن يجعل وجهة المختطفين السويد - كما في الحادثة الحقيقية - يجعلها الدولة الصهيونية باعتبارها الشمس المشرقة على العالم بالحرية!، وعند عرض الفيلم في مهرجان كان 1973م صاحبته نشرة أنيقة تتحدث عن حقوق الإنسان، وحق المواطن في الرحيل والهجرة فرارًا من إرهاب الدولة؛ ما يبرر عملية الخطف.

 وفي عملية أخرى كعملية عنتيبي التي اختطف فيها أربعة أشخاص (ألمانيان وفلسطينيان) طائرة تابعة لشركة العال مطالبين بإطلاق سراح 52 سجينًا فلسطينيًّا، وكان معظم الركاب من الإسرائيليين، فاقتحمت فرقة كوماندوز إسرائيلية الطائرة في مطار عنتيبي بأوغندا وأنهت الموقف، وكان صدى ذلك ثلاثة من الأفلام الشهيرة هي "انتصار في عنتيبي" و"هجوم على عنتيبي" و"عملية الرعد"، ولمعرفة مدى النفوذ الصهيوني يكفينا أن نستعرض الأسماء التي اشتركت في هذه الأعمال، فمثلاً إليزابيث تايلور، تشارلز برونسون، كيرك دوجلاس.

 كما حرصت القوى الصهيونية في هوليود على تقديم العرب ورموز الدين كرمز للشرور والموبقات، في مقابل طهارة الشخصية اليهودية، ففي فيلم "اللعبة" إخراج "كول ماكاي"، يظهر "سعيد" على أنه رجل دين مليونير شاب بملابس عربية تقليدية يرسم على وجهه ابتسامة صفراء، ويغلف شروره بكلمات عن الدين، فيقول لمن يحوطونه ممن يُعِدُّهم للقتل والعنف: "أصدقائي.. الله وحده سيقرر حصيلة ضحايانا اليوم، لست أعمل من أجل المال فأنا أغنى إنسان هنا بفضل الله".

 وفي حين يظهر الإسرائيليون مثل الأوروبيين تمامًا في نظافة الثياب، ورجاحة العقل، وأناقة التصرف، ظهر العرب على هيئة أناس يبدون بنظرات كريهة، ويضحكون في صخب، بينما يطلقون الرصاص من بنادقهم على النساء.

 وهكذا يتأكد أن السينما الصهيونية، المتحكمة في هوليود، حرصت على مدار تاريخها الطويل، على توظيف الأساطير المستندة على أدبيات توراتية وتجسيد العداء التاريخي بين اليهود والفلسطينيين، الذين يستحقون في النهاية القتل والتشريد بحكم عدائهم لليهودية واستيلائهم على "أرض الميعاد" منذ آلاف السنين.

ولذلك فقد بات علينا أن نتامل افلامنا المصريه الان ؟ هل تاملت ؟ ارجوك تأمل بعمق ؟اتوسل اليك تأمل بدافع وطنى قومى؟ مارايك؟ من نحن ؟ هل نستحق ان يحترمنا الاخر ؟ اذا لماذا نندفع لنشاهد هذه التفاهات بدور العرض وعلى القنوات العربيه المتخصصه روتانا سينما وموليدى و ......mbc2 ؟ اين السينما العربية الوطنية التى تدافع عن قضايا الأمة وتنحاز لعقيدتها وهويتها في مواجهة خصومها وأعدائها؟ لذا تسمح لى عزيزى القارئ ان اؤكد لك اننا قوم مفلسون فى اقتناص الفرص فنحن لا نعرف قيمه الاشياء الا بعد ان تودعنا, اليس هذا سببا لتقهقرنا فى كل شئ فضاعت السينما العربيه وانهارت القيم والاخلاق بفضل غزو اعداءنا للافلام التى تصنع لصالحهم (اهنئكم)صناع الافكار فى الاجهزه الاستخبراتيه للعدو (واقدم العزاء للعرب والمسلمين)البقاء لله.