حمام القيشاني (2)

حمام القيشاني (2)

د. منير الشامي  

   ويدور كله حول ثورة صالح العلي، وثورة إبراهيم هنانو. ودخول القوات العربية إلى سورية، وموقف المناضلين الوطنيين من فرنسا، والمظاهرات الوطنية ضدها ثم إنذار غورو ومعركة ميسلون، ودخول الفرنسيين دمشق وأحكام الإعدام على الوطنيين، ثم العفو عنهم. ثم سفر إبراهيم هنانو إلى الأردن لطلب المعونة من الأمير عبد الله ، وقبض قوات الاحتلال الإنجليزي عليه. وتسليمه لفرنسا، ونقله إلى حلب، ومحاكمته وبراءته. والنضال الوطني قبل قيام الثورة السورية. وسوف نستعرض هذه الفقرات من خلال المسلسل، وقد تغيرت بعض الشخصيات في الجزء الثاني، وصار أيمن زيدان الذي كان إسماعيل في الجزء الأول هو الشيخ صالح العلي في الجزء الثاني.

أما المؤلف فهو نفسه حسن م يوسف لكن المخرج اختلف فكان شوقي الهاجري، ولا شك أن إخراج الجزء الثاني كان أقوى من إخراج الجزء الأول بصورة واضحة، حيث كانت الرتابة وعدم الإثارة والتجديد تملأ الجزء الأول خاصة في الحلقات الأخيرة، بينما نجد الجزء الثاني يموج حيوية وإثارة وتجديداً يحس به المشاهد بشكل واضح.

وحيث أن الهدف الذي آلينا على أنفسنا من خلال دراسة المسلسلات التاريخية هو نجاحها في تأدية الصورة الصحيحة للحقبة التاريخية. وتبيان الأغاليط التي رافقتها. إذا وجدت. فلن نقف طويلاً عند الجانب الفني. فهناك من هو متخصص بدراسته.

ونستعرض فقرات المسلسل الثاني كما استعرضنا فقرات الجزء الأول، ثم نقوم بعدها بتقويم العمل الفني تاريخياً. وما هو الهدف الذي أراده المؤلف والمخرج منه أن يوصله إلى الجماهير

استعراض أحداث المسلسل – الجزء الثاني

الحلقة 1 و 2

يبتدئ بإنزال القوات الفرنسية على الساحل السوري، والفرسان العرب الذي رفعوا العلم العربي. ثم إنزاله بعد يومين، ورفع العلم الفرنسي مكانه، والحديث عن ثورة الشيخ العلي في طرطوس. كل هذه معلومات تصل إلى إسماعيل في أمريكا الجنوبية. فيقرر العودة إلى وطنه. ويطلب الجنرال اللنبي من الشيخ صالح العلي  أين يسمح بمرور القوات الفرنسية إلى القدموس. فيوافق بشروط المرور فقط. لكن الفرنسيين ينقضون العهد فتقع المعارك بينهم وبين الشيخ العلي. كما يعرض الاستقبال المتقطع النظير للأمير فيصل عند دخوله دمشق. ثم زيارته لأوروبا لحضور مؤتمر الصلح، وعودته كئيباً منه دون أن يعلن ذلك. والزيارة فاشلة لا تخفي شكوكه بالحلفاء. كما يعرض انتقاد إبراهيم هنانو لكلمة فيصل الذي يطالب باستقلال الأمة السورية بدلاً عن استقلال العرب.

الحلقة 3 و 4

تقع معركة بين الشيخ صالح العلي والفرنسيين وينتصر عليهم وينهزم الفرنسيون. بينما نرى إبراهيم هنانو ينسحب من المؤتمر السوري الذي عقد في دمشق (بمثابة برلمان سوري). ثم تقع معركة ثانية بين الشيخ العلي والفرنسيين انتقاماً لهزيمتهم. ويظهر تواطؤ الإنجليز مع الفرنسيين حيث يخلي الإنجليز مواقعهم لاحتلالها من قبل الفرنسيين. والفرنسيون يعملون على حل الجيش العربي وتشكيل جيش عميل لهم محله. وتتحدث فرنسا عن حقوقها في سورية ولبنان وفلسطين بينما يتحدث هنانو عن لغة الرصاص. والمظاهرات في دمشق. لا استعمار ولا انتداب. وجاء بيكو وقابل الأمير وطلب إيقاف الثورة. والحكومة متمسكة بالتصريحات. وإنجلترا مصرة على تنفيذ وعد بلفور.

الحلقة 5 و 6

يطلب من الشعب لوائح تعرض على الأمير فيصل تعبر عن رغبتهم في الاستقلال. وهنانو يقترح توزيع البنادق على المواطنين. حيث تشارك حماة في الثورة. وتحضر السلاح والمؤونة للشيخ العلي. ويطلب من الشيخ صالح أن يهاجم –الضبع – الذي يقوم بتشليح الناس فيرفض لأنه لا عدو الآن إلا الفرنسيين ويأتي وفد من ضباط الأتراك يعرضون على الشيخ صالح مده بكل ما يريد من المال والسلاح شرط أن لا يعلم أحد بذلك. غير أن الشيخ يعتبر الإذن من حكومة الشام أساسياً فيوفد سراً من يستأذنهم. ويرجئ الوفد التركي حتى يأتي الجواب. لكن الضباط غضبوا وعادوا إلى تركيا لأن الشيخ استأذن حكومة الشام. الأوضاع في تركيا قلقة. والسلطان تحت راية الإنجليز. ومصطفى كمال يواجه الحلفاء جميعاً. وأحمد مريود زعيم الثائرين في جهات القنيطرة. لا يضع العقال على رأسه حتى يخرج العدو.

الحلقة 7 و 8

الدكتور عبد الرحمن الشهبندر. يعاتب زوجته على خروجها سافرة عن شعرها ووجهها فتقول له أنا سارة بنت شفيق مؤيد العظم الذي أعدمه جمال باشا. كما يصل إلى الشيخ صالح شاب لبناني أطلق النار على بيكو ولوحق فهرب وانضم إلى ثورة الشيخ صلاح. والذي يستعد بدوره لمواجهة حملة فرنسية كبيرة. والتشكيك في الإنجليز ولورنس خاصة الذي سرق إكليل الذهب الذي وضعه إمبراطور ألمانيا على ضريح صلاح الدين, بينما تتم خطوبة الضابط أحمد على لمياء بنت عبد الله اللحام النصرانية. ويسعى الدكتور الشهبندر ليكون هذا العرس من أعظم أعراس دمشق وفي النادي العربي وبحضور يوسف العظمة ليعلم العالم أننا ضد الطائفية وهو عرس الوحدة الوطنية. بينما يواجه إبراهيم هنانو اللصوص في المنطقة, ولا بد من تأديبهم حتى لا يسيؤا للثورة والبلد. ويفرضوا الأتاوات على الناس.

الحلقة 9 و 10

جاءت الأوامر بإنزال العلم العربي في إنطاكية ورفع العلم الفرنسي. ورفض عزة هنانو أخو إبراهيم هنانو تنفيذ الأوامر. ثم جاءته الأوامر بعد ذلك من الحكومة العربية في الشام فاضطر للتنفيذ. وفي هذه الأثناء حيث يزداد الضغط على مصطفى كمال، يبعث برسالة إلى الشيخ صالح يمده بالسلاح مفادها أن فرنسا تريد أن ترمي بيننا نحن المسلمين. وتبدأ ثورة هنانو بضرب القوات الفرنسية بعد أن يحرق بيته وأملاكه حتى لا تضغط عليه فرنسا بشيء، أما النضال الوطني في دمشق فلا يعدو الشجب والاستنكار للاتفاق الموقع بين بريطانيا وفرنسا، ويبرز الشيخ كامل القصاب مع الوطنين في دمشق، وهو متحمس لمواجهة فرنسا. ووصلت الأنباء بتعيين الجنرال غورو مندوباً سامياً فرنسياً لسوريا ولبنان ونزل بـ 30000 عسكري في بيروت تمهيداً للانقضاض على دمشق. في الوقت الذي يشكل فيه هنانو محكمة للثورة لكل من يتعامل مع فرنسا أو يسيء للثورة . وأجواء دمشق تتداول الاتهامات المتبادلة بين الزعيمين الوطنيين عبد الرحمن الشهبندر وشكري القوتلي. وأن جواسيسهم الذي يؤججون هذه الخلافات.

الحلقة 11 و12

فرنسا تتفاوض مع صالح العلي. فيملي عليها شروطه: تبادل الأسرى، دفع التعويضات، الجلاء عن الساحل السوري، انضمامه إلى الحكومة العربية بالشام. بعد أن خرجت كليكيا من يد فرنسا مصطفى كمال. محاولة سم الشيخ هو ومن معه وكاد يموت. بينما يتابع الوطنيون في دمشق رحلة الأمير فيصل إلى أوروبا. حيث وعده الفرنسيون بإعادة الأقضية الأربعة في لبنان إلى سورية. قدري يبعث برسالة إلى أخيه ساطع المصري من أوروبا تحمل معلومات خطيرة عن توقيع الأمير على معاهدة الانتداب مع فرنسا وقبوله بها. وتم لقاء سوري بين يوسف العظمة وصالح العلي لمتابعة الثورة. واستعداد مصطفى كمال لمتابعة الإمدادات وقامت في حلب بعض الصراعات الطائفية، سقط فيها بعض القتلى.

الحلقة 13 و14

إبراهيم هنانو يتابع ضرب الفرنسيين في قواعدهم، ويتابع الفرنسيون حملاتهم ضده. وابنة إبراهيم هنانو تطلب مهراً لها من خطيبها، قلت خمس ضباط فرنسيين. عاد فيصل، واحتدم النقاش بينه وبين الوطنيين من أجل التوقيع على الاتفاقية. فيصل يقول: أنا من سلالة النبي، والشهبندر يقول: أن ابن هذا الشعب. ونحن نرفض كل وصاية. ونطالب بتشكيل حكومة قومية ثورية. محمد كرد علي يشكل حزباً أورستقراطياً مؤيداً للأمير. ونشاطات الكماليين وصلت إلى الشام لتفجير حرب الثأر ضد فرنسا. تم تشكيل حكومة جديدة استلم فيها الشهبندر وزارة الخارجية ويوسف العظمة وزارة الحربية. رسول الشيخ صالح العلي الذي راح يفاوض الفرنسيين يطلق عليه النار ويقتل. وسعد الله الجابري في حلب يهاجم الطائفية ويعتبرها لصالح فرنسا. هنانو: ينظم الرد على الحملة الفرنسية. والشيخ عمر البيطار قائد ثورة الحفة. جاء يطلب المدد. والوضع مضعضع والإمدادات قليلة. وكانت مطالب الشيخ صالح العلي: الاستقلال العربي التام. ويقول: شغلتنا نحارب الفرنسيين وإن جرحوا نداويهم. نقاش بين الضابط الوطني أحمد وزوجته لمياء النصرانية وهي تدافع عن الفرنسيين وتقول له: إن نابليون هو الذي جاء بالحضارة. وأحضر المطبعة. وهم متحضرون فيحدثها عنهم قائلاً: إذا جد الجد استخدموا أوسخ الأساليب في حربنا. فالشاب الحلبي الذي قتل كليبر. حاكموه بقانون العقوبات العثماني الذي هو أقطع قانون عقوبات. فقتلوه بالخازوق وحرقوا يده بالنار. وأمروا بإبقاء الجثة على الخازوق حتى تتعفن.

الحلقة 15 و16

صالح العلي: يجب أن نفاجئ الفرنسيين في طرطوس ونهجم عليهم. مصطفى كمال يبلغكم: قوات الفرنسيين محصورة. وحكومة الشام منعت فرنسا من استعمال خط رياق حلب لإمداد قواتها. الشيخ كامل القصاب شكل حزباً مع جميل مردم. ومؤتمر سان ريمو أقر الانتداب الفرنسي والإنجليزي ووافقه المجلس الأعلى للحلفاء على ذلك. وتخرج المظاهرات في دمشق.

سوريا بلد الأحرار       ارحل عنا يا استعمار

مناقشات بين الوطنين حول الإمدادات بالسلاح لتسليح الجيش السوري. إنجلترا وفرنسا تمنعان السلاح عنا ليس أمامنا إلا البلشفيك. الشيخ القصاب يثور لا يجوز أخذ السلاح من الكفار. زوجة الشهبندر سارة العظم ترد عليه. فيقول: ما بقا غير الحريم يحكو. فترد عليه أنها ابنة الشهيد شفيق العظم وينسحب من الجلسة. الشهبندر صار ليناً بعد ما صار وزيراً للخارجية. ويأمل أن لا يتم تنفيذ اتفاقية سان ريمو لأن مجلس عصبة الأمم لم يوافق عليها بعد. ياسين باشا الهاشمي العراقي رئيس الديوان هو الذي عين الضابط المشبوه والذي ينقل الأسرار ويثير الخلافات بين الوطنيين. يوسف العظمة يفتخر أنه قاتل حتى آخر يوم مع الجيش العثماني لأنه لا يثق بالحلفاء. غورو منع الأمير من حضور مؤتمر الصلح. وفرنسا أوقفت المعونة المالية عن فيصل لإصرار الحكومة السورية على منع استعمال خط رياق، حلب لنقل القوات الفرنسية. الكولونيل الفرنسي يعرض المفاوضات على إبراهيم هنانو. ويشترط هنانو للبدء بالمفاوضات إيقاف تحرك القوات الفرنسية. تفشل المفاوضات لأن مصطفى كمال وقع هدنة مع فرنسا، وأوقف معونته للثوار وفرنسا تجمع قواتها كلها إلى الساحل السوري. ولهذا كانت تفاوض هنانو حتى لا يشغلها بالشمال. غورو يجمع قواته على الساحل التي بلغت 100000 استعداداً لغزو سورية. والشيخ نوري الشعلان رئيس قبائل عنيزة. يزور الشيخ صالح. وتأتي الأخبار إلى أن الفرنسيين يريدون احتلال قلعة المرقب.

الحلقة 17 و18

احتلال قلعة المرقب من قوات الشيخ صالح العلي. غورو يتقدم بإنذاره من أهم شروطه: تسليم خط رياق، حلب، حل الجيش السوري، قبول الانتداب، قبول العملة الورقية الفرنسية. الأمير فيصل قبل الإنذار ، وأرسل برقية بذلك. العسكريون رفضوا الإنذار. يوسف العظمة يقسم البلد إلى جبهات متعددة لمواجهة الفرنسيين ويقول: سنخوض المعركة ولو خسرناها. ولن نفتح بلدنا للمعتدين – اتفاق بين إنجلترا وفرنسا على عدم تدخل الدولة بالشؤون الداخلية للدولة الثانية. غورو يوجه إنذاره بالاحتلال في 14 تموز ذكرى الثورة الفرنسية. ويطالب بإلغاء الحكومة. الملك فيصل يكلف ياسين الهاشمي بتشكيل حكومة جديدة. غورو يدعي أنه جاء لحماية المسيحيين في بلادنا بينما مجلس إدارة لبنان قرر تشكيل حكومة وطنية منذ 62 سنة بالتعاون مع الحكومة السورية. يوسف العظمة يقول: كنت مع أنور باشا عندما أصيب غورو. أما صالح العلي فيقول: أمامنا مصيبة ستكسر ظهرنا خروج الناس في المظاهرات ومهاجمة القلعة طلباً للسلاح، فيتصدى لهم الحرس الملكي ويسقط 200 قتيل. يوسف العظمة: ينسحب من المؤتمر لأنه يرفض قبول الإنذار. القوات الفرنسية في طريقها إلى الشام. غورو يتحرك لدخول سورية بحجة أن البرقية لم تصله. والشيخ القصاب يهدئ الجماهير الثائرة في دمشق. إبراهيم هنانو يتحدث عن الطابور التركي الذي نهب خزينة البلد  1800 ل. ذهبية. وعاصم بك الضابط التركي ينتهك الأعراض. الشيخ صالح العلي يستشير حكومة الشام بقبول الهدنة مع فرنسا. وتجيب حكومة الشام بترك الخيار للشيخ.

الحلقة 19 و 20

وقائع المفاوضات التي قادها ساطع الحصري مع الجنرال غورو. فيفحمه بأن جواب البرقية وصلة بدليل إرسال برقية شكر لفيصل على وصولها. غورو يتملص. وتوقع هدنة لمدة 24 ساعة. غورو يفرض شروطاً جديدة حتى يوقف احتلال سورية. تعرض هذه الشروط على حكومة الشام وترفضها، غورو يتجه بقواته لاحتلال دمشق، يوسف العظمة يقود الجيش السوري للمواجهة عند ميسلون. زينب الغزي امرأة ملثمة تنضم إلى الجيش. وترجو يوسف العظمة أن يسمح لها بالدفاع عن بلدها. فيسمح لها بذلك. تفاصيل المعركة. وعرضها عرضاً جيداً ومؤثراً واستشهاد يوسف العظمة. وزير الحربية فيها.

الحلقة 21 و 22

المحاكم العسكرية أصدرت أحكاماً بالإعدام على 200 ضابط وزعيم ثورة بعد دخول غورو دمشق. صالح العلي يعطي جنوده حق الانسحاب. والجنرال غورو يريد أن ينهي ثورة صالح العلي بنفسه. يصل إلى إبراهيم هنانو 180 بارودة يقتسمها هو والشيخ صالح العلي. فرنسا تعلن كل محافظة دولة. وتقسم سوريا إلى 5 دول. وتختار صبحي الحديدي رئيساً لدولة حلب. في لقاء غورو مع السياسيين السوريين. يتزلف الشيخ تاج لغورو ويثني عليه. حيث يغضب فارس الخوري بهذا التخاذل. غورو يفرض 200000 ألف ليرة عثمانية غرامة و2000 بارودة. عرض على سلطان الأطرش أن يكون رئيس حكومة معين من قبل فرنسا فرفض. بيان من إبراهيم هنانو. يجب أن لا نخضع لفرنسا وطنك مغرق بالدماء. حافظ على وطنك فما عليك إلا أن تموت شهيداً لتحيا سعيداً. الجنرال غورو يقود الحملة على جبل العلويين بنفسه وفي حوران يطلق النار على رئيس الحكومة. الملك وأغلب النواب يثقون بإنجلترا. وغورو يأمر فيصل بمغادرة البلد. أحمد مريود لا يترك البارودة وفي سورية فرنسي واحد. استقبال منقطع النظير لبعد الرحمن الشهبندر بعد إصدار العفو عنه وعن بقية المحكومين عليهم بالإعدام، الوضع في حلب متأزم. الناس تموت من الجوع. إبراهيم هنانو يريد احتلال حلب. صالح العلي ينتصر لكن الفرنساوي لم يترك خلفه سلاح. حكومة جديدة برئاسة حقي العظم. حملة فرنسية تتجه للشيخ صالح العلي جديدة عن طريق عن طريق وادي جهنم بينما يعثر الفرنسيون على 14 جمل محملة بالسلاح متجهة إلى الشيخ ويصادرونها. جماعة كمال أتاتورك خانوا عهدهم. وكادوا يسلمون رسول إبراهيم هنانو إلى الفرنسيين. الأمير عبد الله بالأردن يعد بالمدد من السلاح ولذلك سيسافر هنانو إلى هناك.

الحلقة 23 و 24

الضابط الإنجليزي يريد أن يسلم أحمد مريود للفرنسيين. ويشكل الشهبندر جمعية القبضة الحديدية ويشرك فيها النساء ولأول مرة نصارى. قرار بإعدام المجرم الفار صالح العلي. جاسوس درزي يحكم عليه سلطان الأطرش بالإهانة والتحقير في البلد. 100000 فرنك لمن يقبض على صالح العلي. كل قرية يمر عليها يحرقونها. الفرنسيون يلاحقون إبراهيم هنانو. فينقذه ويواجه الفرنسيين صهره. فيحرقونه بالنار لأنه لم يخبرهم عن وجهته. الإنجليز يستلمون هنانو في الأردن. ويسلمونه للفرنسيين. والفرنسيون يقودونه إلى حلب ليحاكموه. فتح الله الصقال أبرز محامي حلب يدافع عنه. الشهبندر: يجب أن نهدم السدود بين الرجل والمرأة وبين الطوائف والأديان. هذا وقت القوة. كان للدفاع القوي الذي دافعه الصقال . وأكد أن هنانو خصم سياسي وليس مجرماً عادياً. بدليل أن الفرنسيين فاوضوه مرتين ووقعوا معه هدنة. وكان لنزاهة القاضي الفرنسي أثر في الحكم ببراءة هنانو. الذي دخل حلب دخول الفاتحين. المفوض السامي عفا عن الشيخ صالح العلي  مقابل استسلامه. يعرض عليه أن يكون حاكم جبل العلويين. فيرفض. ويؤكد أن الثورة لن تنتهي حتى تخرج فرنسا من سورية. من المسجد الأموي يخرج الناس كالسيل الهادر إلى دار الحكومة. ويتحول الإضراب المؤقت إلى إضراب دائم، ويتم اعتقال الشهبندر ثم الحكم عليه 20 سنة بالسجن لأنه يحرض على الثورة ضد الفرنسيين. أحمد مريود: هم يدعون أنهم جاؤوا لنصر الدين المسيحي. والحقيقة أنهم جاؤوا لنهب خيراتنا.

ملاحظات عامة وهامة حول الجزء الثاني

أهم الملاحظات على الإطلاق هي الصورة التي عرضوا فيها الشيخ صالح العلي. وهو صورة تتمنى أن تكون حقيقة. فهو من خلال المسلسل. أحد قادة المسلمين وأبطالهم. وعلى شاكلة خالد وصلاح الدين وعلي بن أبي طالب, وثورته ليست ثورة عربية ولا علوية. إنما هي ثورة إسلامية تنطلق من القرآن. فالقرآن هو قرينه في خلوته لا يتركه إلا للثورة. وثورته للقرآن عندما تعرض للإهانة على يد الفرنسيين وضرب الشيخُ نور هو يتلو القرآن. وركلوه بأرجلهم. فثار ثورته لله وحده. وهو يداوي بالقرآن. وبآيات مخصصة للشفاء. يحدثنا عن مقولة الأفغاني حين زار الغرب:

أ - رأيت إسلاماُ بلا مسلمين في بلادهم، ومسلمين بلا إسلام في بلادنا.

ب – جبريل: يخير أدم بين الدين والعقل. والخلق فيختار العقل لأنه يقود إلى الاثنين.

ج – يخطب بعد النصر: الحمد لله الذي نصر جنوده. ولله جنود إذا أرادوا أراد.

د – في التعامل مع الأسير: ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً.

هـ - حين يدعو لأخته: اللهم وجهت وجهي إليك. وأسلمت ظهري إليك. لا ملجأ منك إلا إليك.

و – يتلو صدر سورة مريم: رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا...

ز – أبيات وحكم إسلامية: ليس للأيام بصاحب من لم يفكر بالعواقب.

ح – عندما أبلغ بأن هناك من يخطط لوضع السم له أجاب: ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

ط – يعظ الناس قائلاً: الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا. من ضاق به الأمر فليتذكر الموت فإنه يتسع عليه.

ي – عملنا نحارب الفرنسيين. وإن أسرنا أسراهم نداوهم. هكذا يقول الإمام علي، لا تتبعوا مدبراً ولا تقتلوا جريحاً.

ك – حين أرادوا قتل الأسير ثأراً لمن قتل رسوله. قال: ولا تزر وازرة وزر أخرى.

ل – قال وهو يدفن زوجة إسماعيل: الفاتحة، لا إله إلا الله، أرجو الله أن يرحمها برحمته، ويدخلها فسيح جناته، إنه سميع مجيب الدعاء، وكان دعاؤه لإسماعيل: أرجو الله تعالى أن يدخل السكينة على قلبك، ويصبرك على بلواك. وأن يعوضك خيراً.

م – وفي حديثه عن صعوبة الأيام القادمة. يتلو قول الله عز وجل: وهو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا.

ن – الشجاع يموت  مرة واحدة ويستشهد. أما الجبان فيموت كل يوم مئة مرة.

س – سبب رفضه ليكون حاكم الجبل هو قوله تعالى:

ولا تركونا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار. أرفض أن أكون حاكم الجبل. وأطلب تعويضي من الله هذا الجانب الإيماني عنده. ولا نبالغ إذا قلنا أن الثورة الإسلامية الوحيدة التي برزت في المسلسل وانطلقت من قيم الإسلام هي ثورة الشيخ صالح العلي بينما كانت كل الثورات الأخرى تنطلق من القومية والوطنية. حتى الشيخ كامل القصاب الذي يمثل الجانب الإسلامي في لقاءات السياسيين. كانت أراؤه وطنية.

والجانب الثاني: هو الجانب الوطني فهو لم يخط خطوة إلا باستشارة حكومة الشام. ويأتمر بأمرها ويرفض الانفصال عنها، ويعتبر هذا ديناً تفرضه عليه عقيدته.. ويرفض أي تعاون مع فرنسا ما لم تخرج من الأراضي السورية كلها. ويعلم الناس جميعاً أنه جزء من الأمة المسلمة، وجزء من الشعب السوري، ويرفض الانفصال عنه.

الملاحظة الثالثة، ومقابل هذا المعروف الذي يقدمونه بعدم نسيان الإسلاميين بالثورة من خلال الشيخ القصاب. فلا ينسون أبداً أن يعرضوا الشيخ العميل، الذي يخطب مثنياً على غورو ومتحدثاً عن فضائله. حتى أن فارس الخوري – المسيحي – يتقزز من موقفه، ويعلن أنه سيقاطع الجلسات التي يدعو غورو إليها. ولا يجدون حرجاً أن يقدموا هذا الشيخ بأنه، تاج الدين الحسيني. ولن نناقش حول شخصية الشيخ تاج الدين الحسيني لكن نعرضه في هذه المرحلة. كما تذكر كتب القوميين والوطنيين عنه.

سعى مع الفرنسيين. وأقنعهم بضرورة انتخاب جمعية تأسيسية تضع للبلاد دستورها وعندما جرت الانتخابات في 28 نيسان سنة 1948 من أجلها لم يقصر في السعي وراء إنجاح الوطنيين الذي سيطروا على الجمعية(1).

ومع أنه كان في الحكومة. فقد حاز أصوات الوطنيين، وأصوات كتلة الحكومة وقيل عنه: تاج الكتلتين. فلماذا يحرص المسلسل على دمغه بالخيانة منذ لحظة وصول غورو للبلد. وفارس الخوري،  لم تكن سياسته تختلف عن سياسة الشيخ الحسيني في طبيعة تعامله مع فرنسا.

الملاحظة الرابعة: حرص المسلسل على إبراز الشيوخ أنهم ضد المرأة وحقوقها. كما ظهر الشيخ القصاب الذي لا يرى حقاً لها في أن تتكلم أو تبدي رأياً، في الوقت الذي يظهر دعاة الوطنية أنهم الحريصون على المرأة ورفع الظلم عنها، وقد ساهموا في تحريك مظاهرة نسائية ضد الاستعمار، إضافة إلى إدخالها في الحركة الحزبية.

الملاحظة الخامسة: كما يبرزهم بأنهم ضيقو الأفق فمنذ أن عرض جلب السلاح من الكرملين قال: نحن لا نشتري السلاح من الكفار. كما يبرز في المسلسل فقط من أجل استغلاله لإثارات الناس بالخطب الحماسية. مع أن الشيخ كامل القصاب رحمه الله صدر عليه حكم الإعدام مرات عدة من السلطات الفرنسية، وامتاز بدهائه وذكائه, وحسن تخلصه من يد العدو. وقدرته على التخطيط لما يريد.

إن الحركة الوطنية قد شهدت شخصيات دينية ذات وزن كبير في التأثير على الجماهير. ومع ذلك فليس في المسلسل ما يشير إلى هذا الدور الوطني الديني إلا ما كان من صالح العلي كما ذكرنا آنفاً..ومعذورون أصحاب المسلسل إن لم تكن لهم رسالة يحسون بتأديتها فلمن ينافقون في عرض الجانب المضيء عن دعاة الإسلام؟ والأجواء السياسية كلها تدمغهم بالخيانة لكنه التاريخ. حتى متى يلعب به؟

          

هامش:

1 - صفحة من حياة الشهبندر لحسن الحكيم/ 330